معرفات التواصل

العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-20-2020, 11:00 AM   #1
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


تعاقبت السنون على القرية وعقيق راية فألها الحِسن وجهة تبديل حال المكان. المبتعثة لهم من غيب القدرة الكلية الى الارض كي لا ينام جائع على فراش حزن ولا يحمل هم معيشة أسرته والد وفي مثل هذه الاحوال تختلف الناس كما لا بد تفعل في كل الزمان بين مصدق وموالي وبين حاسدٍ ومشكك وبين كاره ٍ وخبيث وبين من لا يفكر الا في قوت يومه ولا يهمه خارج جدا بيته في خيرٍ او شر

اصبح عمر عقيق ثلاثة عشر عاماً ، ارادت النجيبة القيام بحفلٍ لبلوغها مبالغ النساء وتكليفها بما يُكلفن به ، وقد ابتدأت عقيق الصوم طوعاً وزهدا ً منذ التاسعة او قبلها قليلاً وعقيق طفلة لا تُقبل على الطعام كثيرا فبعض من خبز التاوة وقليل من الملح والماء يكفيها يوما بأكمله مما جعلها خفيفة تكاد تطفو من دقةٍ في جسدها رغم طولها البين والذي يتداولون الفضول في شكلها الخارجي يتحينون الفرص لنظرة عابرة لعقيق في تنقلها النادر وما قد يسربه لهم خدم الدار اذا رأوها تخرج من ديوان النجيبة لغرفة الدرس او العكس

ختمت عقيق العلوم المتبعة آنذاك كأي فتى فلم تعلمها النجيبة العلم المتاح لنساء ذلك الزمان او تلك المنطقة وعرفها وعاداتها بل علمتها ما قد يتعلمه الأمراء استعداداًلوراثة ممالك عظيمة ، وكلما آنس المعلمون اتقاد ذكائها وتشربها لشتى انواع المعارف بسلاسة وسهولة كانها تعرف مسبقا وروحها حاضرة لما هو في العالم من حكمة وكأنما المدرسون ينفضون غبار العبور من عالم الى عالم عن روحها لتتكشف لهم طاقاتٍ لم يروها من قبل حتى انهم في اجتماعاتهم يناقشون عقيق ك حالة لا كانثى او انسان وهم يحترمونها لا لمنصبٍ لها او المال الذي ينالونه في رحابها بل لعقلها ورزانتها وما يشبه الكمال في هيئة شخص ما ولا زالوا في دهشةٍ منها وبها بتعاقب السنين

في حفلٍ التكليف كالعادة اُولمت الولائم ووُزعت الحلويات والأموال على عامة الناس وسألت النجيبة مختار المكان ان كان للعامة اماني يتمنونها او اغراض يحتاجونها
بعد تردد همس المختار بوجل وهو ينظر الى امام المسجد والقاضي يطلب السند

(يقول الناس سيدتي ان كانوا في هذا العمر قد تعذر عليهم القرب من عقيق او السلام عليها فهل لهم بسماع صوتها تتحدث اليهم فيم قد يفيدهًم ربما وهل تستطيع الحديث اليهم فقط عن ما سيؤول اليه المكان وهل ترغب في التسيد عليهم وإمساك الزمام بعد ابيها او ان الجوهر من سيكون سيد المكان)


عند ذكر التسيد انتفضت النجيبة ورفعت يدها لتسكت المختار وقالت للغدِ شمسٌ تظهر المخفي ام الحديث لكم فسارى

يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-20-2020, 11:02 AM   #2
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ظهرت عقيق في جلوتها محمولة في هودجٍ مصنوع من الخيزران المجدول بالريحان والرازقي في غير موسمهما، الهودج غرفة صغيرة جداً تتسع لسيدتين من حجمٍ صغير فكانت عقيق في الوسط وليس حولها احد، لم يكن الهودج مبهرجاً فقط فص فيروز محاط بالفضة المجلية يتوسط الاطار العلوي وستارة شفافة بيضاء تتخذ مكان الرؤيا توارب ولا تمنع ولا تكشف يحتار الرائي في رفرفتها ويتمنى البعض لو تمر ريح الشمال فترفعها قليلا كي يتسنى للعامة رؤية عقيق او عينيها الساطيتان كما سمع الناس ، الأكيد انها ترتدي لثاماً اخضر وتقدمت الموكب النحيبة تتكيء على عصا لها رأس افعى الحكمة وبها عيون لامعة من اصل الياقوت وترتدي كذلك الحجاب واللثام
من رأى السيدتان في علوٍ وعلو عرف ان ما عقيق عليه مأخوذٌ في الشكل من جدتها وفي الروح من عشرة النجيبة ودمها الذي يبدو تغلب على كل النصابات الباقية في قوانين النسب وما قد يرثه الحفيد من الصلة بجدٍ او جدة

سار الموكب حول القرية والهودج يحمله اربعة رجال لا يكادون يشعرون منه بثقلٍ او عبء كأنما يطفو في المكان ، من مر بحدود القرية ذلك اليوم اخبر البلاد كلها بالصمت المهيب الذي عم قرية الجبال السبع وانه لم يجرؤ اي شخص على الهمس ولم يرفرف طير او يغرد في مهابة حضرة عقيق ، كان الجو محملاً بالترقب والتوتر ونبضات القلوب تتعالى شوقاً ورغبة في سماع جرس الصوت وما قد تتحدث به عقيق وهي التي للتو ودعت تمام الثالثة عشر من العمر وتخطو في الرابعة عشر هذا السن المرتبك بين الطفولة والانوثة ، هذه الطفلة ما الذي قد تقوله وهم لا يعرفونه وكيف سيؤثر هذا عليهم

كل ما علمه الناس بوعيهم قبل عقلهم انهم ان سمعوا الخطاب لن يعودوا مثلما كانوا

توقف الموكب وسط ساحة القرية وقد كانوا قد اعدوا المكان لجلستها الا ان الرجال انزلوا الهودج في الأرض ووقفوا ولم تخرج عقيق وبعد انتظار بدا ثقيلا ومكثفاً
قالت النجيبة

(ستحدثكم عقيق كما اردتم وكما اختارت ، لم اسألها ماذا ستقول ولا هي قالت، حين تتحدث عقيق تلتفت الشمس وتتوقف الارض ، سمة الكون احتواء جواهره ، وانتم ايها المحبين ان اردتم العلم فاستمعوا بقلوبكم واتركوا العقل فانه غادر في مثل هذه الأمور
ومن لن يجد في ذاته الاولى القدرة على الإنصات فليرحل نحن لا نريد مستمعون )

استغرب الناس من بعض رقةٍ زينت صوت النجيبة وبعض قلق لكن شوقهم لحديث عقيق منعهم من الحديث لبعضهم والتفت الحشد المشاهد صوب الصوت الغرائبي وهو يبتدئهم بالسلام

يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-21-2020, 06:34 PM   #3
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


تعاقبت السنون على القرية وعقيق راية فألها الحِسن وجهة تبديل حال المكان. المبتعثة لهم من غيب القدرة الكلية الى الارض كي لا ينام جائع على فراش حزن ولا يحمل هم معيشة أسرته والد وفي مثل هذه الاحوال تختلف الناس كما لا بد تفعل في كل الزمان بين مصدق وموالي وبين حاسدٍ ومشكك وبين كاره ٍ وخبيث وبين من لا يفكر الا في قوت يومه ولا يهمه خارج جدا بيته في خيرٍ او شر

اصبح عمر عقيق ثلاثة عشر عاماً ، ارادت النجيبة القيام بحفلٍ لبلوغها مبالغ النساء وتكليفها بما يُكلفن به ، وقد ابتدأت عقيق الصوم طوعاً وزهدا ً منذ التاسعة او قبلها قليلاً وعقيق طفلة لا تُقبل على الطعام كثيرا فبعض من خبز التاوة وقليل من الملح والماء يكفيها يوما بأكمله مما جعلها خفيفة تكاد تطفو من دقةٍ في جسدها رغم طولها البين والذي يتداولون الفضول في شكلها الخارجي يتحينون الفرص لنظرة عابرة لعقيق في تنقلها النادر وما قد يسربه لهم خدم الدار اذا رأوها تخرج من ديوان النجيبة لغرفة الدرس او العكس

ختمت عقيق العلوم المتبعة آنذاك كأي فتى فلم تعلمها النجيبة العلم المتاح لنساء ذلك الزمان او تلك المنطقة وعرفها وعاداتها بل علمتها ما قد يتعلمه الأمراء استعداداًلوراثة ممالك عظيمة ، وكلما آنس المعلمون اتقاد ذكائها وتشربها لشتى انواع المعارف بسلاسة وسهولة كانها تعرف مسبقا وروحها حاضرة لما هو في العالم من حكمة وكأنما المدرسون ينفضون غبار العبور من عالم الى عالم عن روحها لتتكشف لهم طاقاتٍ لم يروها من قبل حتى انهم في اجتماعاتهم يناقشون عقيق ك حالة لا كانثى او انسان وهم يحترمونها لا لمنصبٍ لها او المال الذي ينالونه في رحابها بل لعقلها ورزانتها وما يشبه الكمال في هيئة شخص ما ولا زالوا في دهشةٍ منها وبها بتعاقب السنين

في حفلٍ التكليف كالعادة اُولمت الولائم ووُزعت الحلويات والأموال على عامة الناس وسألت النجيبة مختار المكان ان كان للعامة اماني يتمنونها او اغراض يحتاجونها
بعد تردد همس المختار بوجل وهو ينظر الى امام المسجد والقاضي يطلب السند

(يقول الناس سيدتي ان كانوا في هذا العمر قد تعذر عليهم القرب من عقيق او السلام عليها فهل لهم بسماع صوتها تتحدث اليهم فيم قد يفيدهًم ربما وهل تستطيع الحديث اليهم فقط عن ما سيؤول اليه المكان وهل ترغب في التسيد عليهم وإمساك الزمام بعد ابيها او ان الجوهر من سيكون سيد المكان)


عند ذكر التسيد انتفضت النجيبة ورفعت يدها لتسكت المختار وقالت للغدِ شمسٌ تظهر المخفي ام الحديث لكم فسارى

ظهرت عقيق في جلوتها محمولة في هودجٍ مصنوع من الخيزران المجدول بالريحان والرازقي في غير موسمهما، الهودج غرفة صغيرة جداً تتسع لسيدتين من حجمٍ صغير فكانت عقيق في الوسط وليس حولها احد، لم يكن الهودج مبهرجاً فقط فص فيروز محاط بالفضة المجلية يتوسط الاطار العلوي وستارة شفافة بيضاء تتخذ مكان الرؤيا توارب ولا تمنع ولا تكشف يحتار الرائي في رفرفتها ويتمنى البعض لو تمر ريح الشمال فترفعها قليلا كي يتسنى للعامة رؤية عقيق او عينيها الساطيتان كما سمع الناس ، الأكيد انها ترتدي لثاماً اخضر وتقدمت الموكب النحيبة تتكيء على عصا لها رأس افعى الحكمة وبها عيون لامعة من اصل الياقوت وترتدي كذلك الحجاب واللثام
من رأى السيدتان في علوٍ وعلو عرف ان ما عقيق عليه مأخوذٌ في الشكل من جدتها وفي الروح من عشرة النجيبة ودمها الذي يبدو تغلب على كل النصابات الباقية في قوانين النسب وما قد يرثه الحفيد من الصلة بجدٍ او جدة

سار الموكب حول القرية والهودج يحمله اربعة رجال لا يكادون يشعرون منه بثقلٍ او عبء كأنما يطفو في المكان ، من مر بحدود القرية ذلك اليوم اخبر البلاد كلها بالصمت المهيب الذي عم قرية الجبال السبع وانه لم يجرؤ اي شخص على الهمس ولم يرفرف طير او يغرد في مهابة حضرة عقيق ، كان الجو محملاً بالترقب والتوتر ونبضات القلوب تتعالى شوقاً ورغبة في سماع جرس الصوت وما قد تتحدث به عقيق وهي التي للتو ودعت تمام الثالثة عشر من العمر وتخطو في الرابعة عشر هذا السن المرتبك بين الطفولة والانوثة ، هذه الطفلة ما الذي قد تقوله وهم لا يعرفونه وكيف سيؤثر هذا عليهم

كل ما علمه الناس بوعيهم قبل عقلهم انهم ان سمعوا الخطاب لن يعودوا مثلما كانوا

توقف الموكب وسط ساحة القرية وقد كانوا قد اعدوا المكان لجلستها الا ان الرجال انزلوا الهودج في الأرض ووقفوا ولم تخرج عقيق وبعد انتظار بدا ثقيلا ومكثفاً
قالت النجيبة

(ستحدثكم عقيق كما اردتم وكما اختارت ، لم اسألها ماذا ستقول ولا هي قالت، حين تتحدث عقيق تلتفت الشمس وتتوقف الارض ، سمة الكون احتواء جواهره ، وانتم ايها المحبين ان اردتم العلم فاستمعوا بقلوبكم واتركوا العقل فانه غادر في مثل هذه الأمور
ومن لن يجد في ذاته الاولى القدرة على الإنصات فليرحل نحن لا نريد مستمعون )

استغرب الناس من بعض رقةٍ زينت صوت النجيبة وبعض قلق لكن شوقهم لحديث عقيق منعهم من الحديث لبعضهم والتفت الحشد المشاهد صوب الصوت الغرائبي وهو يبتدئهم بالسلام

يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-25-2020, 09:00 PM   #4
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 1635

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


( السلام عليكم قومي وعصابة راسي ومسرى آمالي ومجرى دمي ، اما بعد فقد طلبتم مني حديثاً لا على وجه التعيين استوعب معناه عدا عن وعي الطالب بمقصد المطلوب ، لا حيلة لي في نسبٍ او جاه وهبتني اياها الحياة، انما لي في ذاتي ما حرصت على تعلمه والتنور به في ظلمة النفس التي خُلقت من كدرٍ مُصفى ، في ما عرفت دروب بها قبسٌ من نور ٍ لا يتسنى إلا لمن جد في الطلب بقلبه وتخلى عن نزعاتِ طمعه، لذا جئتُ أجيبكم عن السؤال الذي لو انني مكانكم ما التفتُ له ولا إهتممت به

لن أتسيد عليكم ما حييت مختارة، ستكتمل السيادة لوالدي ثم لأخي الجوهر ما استطاعاها وهذا ليس منحة مني بل ما استحقاه بقانون العرف وحكم الاقدمية وكل منهما بكر لوارثٍ ذكر من سلسال ٍ لا تتذكرون تاريخكم بدونه وهذه ثانيةً ليست تزكية مني بل لزوم ما لا يلزم من التوضيح والتصريح دونا عن التلميح الذي يمنعني إباءي عنه

سمعتُ ان الحيرة تلعب في عقولكم من بعض مجريات حدثت وانكم نسبتم لي فضل لا استحقه وهو رزق من الكون لكم وانني ان كنت في رأيكم سبباً او ذات حظوة وُلدت في حدودكم فهذا يحتمل الخطأ إحتماله للصواب

للشعوب مراحل ، يقعون في الجفاف فيموت زرعهم ويجف ضرعهم وتهلك مطاياهم وتقل مياههم فتزيد امراضهم وهي سلسلة من الاحداث يربط بينها الجهل والتبذير حين اليُسر وعدم إحتساب نكبات الزمان حسبة عاقلة

ويقعون في الوفرة فتزدهر الأسواق وتخضر الحقول وتغرد الطيور وتكثر الأعراس

يتناوب الزمانان على البشر عبر التاريخ كل الوقت لا هو تعلم ولا تغير الحال

ربما يكون هذا من اسباب بقائي بينكم ، ان اخبركم انه لن يدوم حال وأنني لست مخولةٌ بضمانٍ الهي وانكم ستصلون الى ذات النتيجة طالما انتهجتم ذات الدرب ولا يزال هناك متسع لعقلٍ ان تعقلتم)

لم يأتِ خطاب عقيق على هوى العامة، بعضهم لم يفهمه والآخر لا يعرف لم ترفض السيادة ولا يعرفون معنى انها تظن انها اختارت المكوث هنا وهي المولودة في هذي الارض بلا إختيار كما كل الناس

لم يلمحوا لها طرفاً ولا حتى تبينوا ملمحاً وحيداً يتحاكون فيه ، قالوا ان لها صوت فتى ما بين الطفولة والمراهقة لا صوت فتاة بعضهم تجرا وهمس ماذا لو كانت عقيق في مكانٍ وسط بين الانثى والذكر الا يفسر هذا كل تصرفات النجيبة

لكن المعجزات التي صاحبت ولادة عقيق بغض التظر عن جنسها اكانت محض صدف

بعد الظهور الذي يكاد يقع في هامش خيبة الامل لعامة الناس تناقلوا الإشاعات على انها أخبار حتى ان بعض من اصبحوا اثرياء خلال الثلاثة عشر عاماً المنصرمة منذ ولادة عقيق سيروا المراسيل كي يبحثوا عن الدايتين اللتين وقفتا على ولادة عقيق ليتاكدوا من جنسها وليجدوا ان الدايتان قد غادرتا البلاد بعد ولادة عقيق بقليل وقبل تمام اسبوعها الأول ولا احد يعرف كيف ولماذا ومتى ولم ينتبه احد قبل الآن ان الدايتان هاجرتا

سرت الحكايا نارٌ في هشيم حتى ذات ليلة تحمل محاقاً في سماءٍ مكفهرة سمعت السيدة بالامر وعقيق في حضرة جدتها وما ان اتمت الناقلة الخبر حتى شهقت عقيق وراء حجابها وحل صمتٌ مخيف استأذنت على اثره الناقلة بالاشارة وهبت راكضة وهي تسمع دقات سبحة النجيبة بقوة في صدى صمت المكان ولم تقف الا بباب ببيتها حيث حوقلت ودخلت قافلة الباب وراءها بالرتاج المحكم

اما النجيبة فتحركت ببطء تتكيء على عصاها وتشق ستار الحجاب لتجد عقيق مغشي عليها في ارض الخلوة.


يقول العارفون ان عقيق كانت فتاة جميلة ، عيناها واسعتان مثل صحراء ممتدة وإنسانا عينيها مثل نبعي ماءٍ جاري ، من سطوة لمعتهما تحسبها على وشك البكاء ، وان لها حاجبان من فتنةٍ مقوسة كانما زججتهما ورسمتهما سيدة من الجان ، كما انهم قالوا انها ان اطالت النظر لمخلوق غر فقد عقله ، وان جدتها النجيبة في صباها تبارت بالنظر مع احد اشجع الرجال في حاشية زوجها واصابته في مقتل اما ارتكاز اللثام على انفها فيوضح شموخاً فيه ودقة ومسافة اللثام تشي بوجنتين مرتفعتين في اباء ، وينسدل اللثام ليكشف عن ذقنٍ لطيف محدد بعزم كما ان لها في العلم باع كبير ولها من الحكمة على صغر سنها ما يُدهش

هكذا وبعد ان وجدالناس الدايتان وتأكدا من جنس عقيق ، وصل وصفها وذاعت صفتها بين العالمين كما لم يخفى عليهم حظوتها لدى اهل الأرض وميراثها ونسبها النبيل وفألها و( معجزاتها) ولم يخل الامر من بهرجة الخيالات وزيادة الصور

وبما ان عقيق أوضحت ان لا مطمع لها في حكم او سلطة وبلوغها الرابعة عشر فقد توافد عليها الخاطبين من ابناء الأمراء والملوك والسلاطين وكبار التجار واصحاب المناصب من شتى بقاع الممالك المحيطة بمملكتهم

تكاثر الخطاب وتكرر الرفض من عقيق حتى بدأ علية القوم يشعرون انهم مُحتقرون وانها تترك اولادهم اسرى في انتظار ردا ثم ترفض بل وتُرجع الهدايا بالرفض شفاهة على لسان خادمة لها ورغم ان ابيها قد اكرم وفادة الجميع منهم كلٌ ومنزلته وعاملهم بكل احترام الا ان هذا لم يمنع غيظ البعض و غضبهم واعتبروا عقيق مغرورة وانه لا حكم لأحدٍ عليها وابتدأوا بمضايقة أييها وأخيها في المصالح المشتركة والنجيبة ترد ابي عقيق عنها كل مرة

في ليلةٍ عاصفة افاقت مبروكة على صرخة السيدة وهي تردد يا الله يا الله
هرعت لها ناولتها بعض الماء تمتمت بسورة الاخلاص ثلاثاً ونفثت عن يسارها ثلاث ثم سألت سيدتها عن الأمر فقالت السيدة

كنتُ وعقيق في قافلة نتجه لحج بيت الله بمكة وفي الطريق وقبل مشارف الجبل الأول هبت عاصفة وتلاطمت بنا الرمال وماجت الارض وكدنا نغرق بل غرق بعضنا وانا ابحث عن عقيق ولا اراها حتى لمحت يدها التي عرفتها من خاتمي االفيروز الذي منحتها تحاول شق الأرض لتخرج منها وتمد يدها للعون واردت الذهاب لها لكن رجلي كانتا مغروستان في الرمل الناعم وكنت. استغيث بالله واستيقظت ، اعوذ بالله من الحلم وما يحمله مبروكة اشعلي المبخرة وناوليني مسبحتي وافرشي سجادتي وهيئي لوضوءي للقد حُرمت النوم منذ الليلة في سواد الوقت


يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ ) بدر الحربي أبعاد الهدوء 328 10-01-2025 05:28 PM
أخي يوسف:ما حكاية إمبراطورية آل الحربي في المنتديات ؟ الطيب الجوادي أبعاد العام 13 09-04-2006 01:51 PM
حكاية نظرة ..! يوسف الحربي أبعاد النثر الأدبي 14 08-18-2006 10:20 AM
حكاية الزاهي المرعوب..أقصوصة ساخرة الطيب الجوادي أبعاد النثر الأدبي 6 08-11-2006 01:39 PM


الساعة الآن 06:34 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.