الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

.
.
.
الكاذب الذي ينبضُ عمقه كراهية وحقداً قد ينسى التفاصيل الصغيرة التي تُدينه ,
فيكون بمقدورنا حينها أن نكتشف حقيقته قبل فوات الآوان من خلال تلك التفاصيل !!!

وكثر هم أولئك الذين تكتشف حقيقتهم من خلال تفحص ملامحهم قليلاً

سآرة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.
أنا لا أحسن البكاء عليكِ , مادمتِ لا تدركين صوتي الحزين , وملامح العناء النائمة على صدر وجهي .
أكثر مايُغيضني في الأمر كله أنكِ ذات الـ ( دانة ) التي زرعت كل هذا العناء على وجهي , وذات الـ ( دانة )
التي تلوح لي الآن وتصرخُ بوجهَي / دثريني بصوتك , دثريني !


يحدثُ أحياناً أن يخذلك أحدهم ويجرح كبريائك ويعمد إلى مٌصادرة أشياءك / أحلامك / فرحتك / صوتك / ملامحك ,
ومن ثم يسعى جاهداً للوصول إلى قلبك " وكأن شيئاً لم يكن " !


مؤلم هذا الأمر جداً , يجعلك تبدو قاسياً في حين أنك لا ترغب بأن تبدو كذلك لكنك مجبراً على أن تستر
عورة ضعفك أمامهم بقناع قسوة لايليق بك وذلك مايحدثُ معي الآن تماماً !




سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.
من المؤلم وَجداً أن تكون الكفّ التي مُدّت إليك لـ تُعينك وتُبهج روحك هي ذاتها التي تبذل جهداً مُضاعفاً لـ تُرهقك وتوثق تفاصيل الوجع على صدرك نكايّة بك لا أكثر !
والاشد إيلاماً هو أن لا يكون بمقدورك أن تبلغ مُناك بإزحاتهم عن طريقك , فأنت لا تستطيع أن تثق بسواهم أبداً ولأجل ذلك أنت الآن تسرفُ في دفع ضرائب الخذلان المُؤجلة رغماً عنك !

سارة القحطاني ...,

 

[سَارة القحطاني]

.
.
هل جرب أحدكم مذاق خذلان أقرب الأصدقاء إلى قلبه !!
هل جرب أحدكم اقتناء أشياء كثيرة لا تُشبهه , طمعاً بأن تتجسد صور أصدقائه أمام عينيه حينما يشتاقهم
إن هو اختزل المسافات الكبيرة بينهم بَ شيء يُشبههم كـ عطر يتدفق بهم مثلاً !
هل جرب أحدكم تمرير صرير مواسم الجفاء على شفتيه في كل لحظة تنبلج فيها رسالة واردة !!
هل جرب أحدكم الإستماع لصوت صنبور الماء حين يبذل جهداً في التدفق نحو كفيّه طمعاً بأن يخلق
من طبيعة تدفقه ألف سبب وألف عذر يُبرر لـ قلبه فقر وصالهم !!
هل جرب أحدكم البُكاء على ملامح سعت جاهدة لـ إسقاطه في وحل خيبته وحيداً !!
هل جرب أحدكم ضرب نفسه بقوة , وركل أشيائه بقوة أكبر , حين تنحشر ذكرياته السعيدة معهم
في لحظة واحدة لا يقوى فيها على حمل نفسه بعيداً عنهم !!

.
.

خذلان الأصدقاء مرّ جداً , وعدم تقبل حقيقة خذلانهم لك أكثر مرورة !
أنا جربت كل تلك الأمور ولم أُشفى , ولم أظفر بعد بخصال سيئة تكفل لي ملامح جديدة تجعلني أثق بسواهم
وأغرد بصوتي في مُحيطهم دون أن أشعر بنقصي حيال إدراك خطواتهم , ملامحهم !



تباً لـ الأصدقاء إذاً ,


سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.

.

.

حقيقة : لم أجد الإجابات الكاملة التي تُبرر لنا تصرفاتنا البلهاء امام كُل مشكلة قد تواجهنا في حياتنا ,
والمصيبة أن مشاكلنا قد تتشابه في تفاصيلها الصغيرة في أكثر من حدثِ نتعايشه , ونحن ومن فرط اهمالنا
لـ أنفسنا / عُقولنا / أشياءنا لا نُجيد حتى التعامل مع نفس مشاكلنا التي تتكرر في حياتنا مرتين وربما أكثر,
ولذلك نلوذ بالهرب منها أو بإختيار اسوأ الإحتمالات .
هذا الأمر يكلفنا الكثير فهو يجعلنا نُوثق جراحنا فينا دون أن نشعر بخطيئة مانقوم به !!

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.
والدتي تقول لي دائماً : حين تغضبين يشعر كل من حولك ب مدى غضبكِ , حتى وإن لم يكن قريباً منك
للدرجة التي تكفل له أن يكتشف أمرك سريعاً وبلا تفحص قد يطول لـ تقاسيم وجهك ,
فشفتيك تتقوس بشكل غريبِ لا يُشبهك فيه أحد وحاجبيك أيضاً , فأنتِ لا تُجيدين اصطناع
شعور لايشُبهك أبداً , لا تُجيدين !!!

وحقيقة : جربتْ في أكثر من مرّة أن أزرع تقاسيم الفرح على وجهي أمام شخصٍ أُبغضه ,
أو بالوقت الذي لا أشتهي فيه أن أضحك , أو باللحظة التي أتنفس فيها وجعَي وبكل مرّة أخسر الرهان
مع نفسي وأعود إليّ خائبة , فالناس من حولي لايقدرون معنى أن تكون يتيماً / وحيداً في ظل الضجيج الذي
يُثيرونه حولك , ولايدركون معنى أن تكون غاضباً / حزيناً / متوتراً / خائفاً للدرجة التي لاتكفيك لأن تعبر
إليهم دونما عناء أو مشقة تظهر ملامحها جليّة وواضحة عليك حين تُقبل عليهم , ولأجل ذلك يتهاتفون
على نعتك بمسميات لاتُشبهك , ولا تُشبه تفاصيلك الصغيرة المُخبأة في جيوب ذاكرتك

أنا أكره أن أكون هكذا , لكنني لا املك خياراً بديلاً يكفل لي طبيعة جديدة تجعلني أكثر اتقاناً
لدوري حين يكون الأمر خارج نطاق السيطرة !!

سآرة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

تدرك أنت كما أُدرك أنا يا عزيزي , أن كُل الأشياء مصيرها الذبول مادامت أرواح المُحبين لا تبعثُ الآمان لَعمقها ,
ومادامت أشرعة الحلم لا تُسدل الستار عن ملامحنا كي نتعرف على تفاصيلنا دون أن نبكي لحظاتنا التعيسة معاً !!

فكيف إذاً تسألني عن قلبي الآن , وهو الوحيد الذي لا يزال يُصارع الذبول وحده دون أن يتنفس الآمان فيك ,
وهو الوحيد الذي ينزف وجعاً في غيابك , قلبي يبكيك في كل لحظاته وأنت بالكاد تشعر بخطواتِ إنجرافه نحوك ,
ممم أٌخالك معتوهاً أو بك عُلّة تجعلك لا تُبصرني كما ينبغي لك أن تفعل ...؟؟


سارة القحطاني ../

 

[سَارة القحطاني]

.
.
حينما نطبع على جبين أوراقنا الحرة أصواتنا و ملامح عنائنا , وحينما نسعى لتوثيق لحظاتنا التعيسة في غيابهم !!
لا نطمع في تلك اللحظات بأن تصل إليهم رسائلنا / أصواتنا فيدركونا , نحن نطمع بأن نغتسل منهم فقط ويكون بمقدرونا
ان نلفظ ملامحهم وأصواتهم من عمق ذاكرتنا التي تصيح وجعاً بهم ليطيب لنا العيش دونما اختناق أو شعور بالنقص حيال فقدنا إياهم !
لأننا على يقين بأنهم وإن أدركوا رسائلنا / أصواتنا لن يأتوا إلينا ويَسعفونا كما ينبغي لهم أن يفعلوا !!

سارة القحطاني .../