غادة الرّوح

[أحمد صويري]

[poem="font="simplified arabic,5,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]المساءات تنتشي بعذابي = والرّياحين يعتنقن ضبابي
قهوة القلب تحت شرفة وجدي = تحتسي الجمر في ضياع صوابي
يطأ الرّوحَ همسُها فتواري = في لظى الشّوق ذكريات شبابي
أشرب القهر والخليج نديمي = والقرارات تستفزّ جوابي
حيثما كنتُ كان وجهُكِ شمسي = فإذا غبتِ كيف أشرح ما بي ؟
يبعث النّور في الصّدور ظلاماً = حينما الليل لا يطيق إيابي
أترى الصّمت يستميل دموعي = نحو خدّيكِ أم يسنّ حرابي
بين عينيكِ للرّبيع سجودٌ = أحرقَ النّار في ربوع خضابي
والعناوين في هواكِ ضياعٌ = لزفيري بنحركِ الخلاّبِ
أيَّ نوعٍ من الرّياحين كانت = لمسةٌ منكِ عشّشتْ بإهابي
يحمل الشّامَ ملء صوتكِ نايٌ = يتغنّى بقربها وغيابي
وأرى النّاس من ترابٍ ولكنْ = أصحيحٌ خُلِقتِ من ذا التّرابِ ؟
يا لياليَّ خبّئي كلماتي = بين جنبيَّ فالحديث هوى بي
وهوى الغيد فوق جبهة نطقي = جائر الحكم في دمي ، متصابِ
تحت أيلولَ هزّ عمق ربيعي = وبكانونَ صبّ حرقة آبِ
يا حزيرانُ حان وقت قطافي = فاختزلْ بي مواسم العنّابِ
هُزَّ جذعي تجِدْ غبار حنيني = في ربى العشق بارحاً لرحابي
واسكب الخمرَ من عتيق ثماري = بين خضر العيون والأهدابِ
غادةَ الرّوح .. يا بصيرة قلبي = وطني أنتِ ، والهوى غلاّبي
إنّما الدّهر في يديكِ فصولٌ = والأساطير كلّها أبوابي
عاد نيرونُ والجوارح تنوي = حرْقَ روما على لظى أعصابي
سامحيني فللشّعور غرورٌ = يرفض البوح من وراء حجابِ
واعذريني ، فقاصراتٌ حروفي = وصغيرٌ عليكِ أيُّ كتابِ [/poem]