غضب الحليم - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مشارق ؟ (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 11 - )           »          ( ،،،، مَـتْحَـفُ صَـبْـر ،،،، ) (الكاتـب : خالد العلي - آخر مشاركة : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 1 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 893 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7521 - )           »          احترفت الخوف و الآن أحترف الحياة .. (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          الكُنَّاشَة (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 254 - )           »          محراب الدعاء (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2589 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2888 - )           »          غـ (هـ)ــروب (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 20 - )           »          هل القانون يقيد أم يحرر العدالة؟! (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-2009, 04:48 PM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي غضب الحليم


إذا غابتِ الشمسُ فجأةً فلحدثٍ عظيمٍ في الكون
( أنا )
[justify]
الحليم شخص احتملَ الكثيرَ من أجل أن يبقى على رزانته و هدوء باله و حصافة عقله ، فلم تغيره مزعجات الليالي و لم تزلزله تصرفات الناس ، لأنه متمتع بسيِّد الأخلاقِ فكان من سادة الناس ، لذا فهو مفزعُ الكبراءِ ، و ملجأُ العامةِ ، و مجلسه معمورٌ مشهورٌ ، حيثُ تكون الحكمةُ منقولة ، و الأخلاق الرفيعة مبذولة .
و حيثُ لكل شيءٍ منتهى ، فإنَّ حلمَ الحليم له حدٌّ ينتهي إليه ، و منتهى لا يصبر عليه ، فينقلبَ حالُه إلى أسوأ حالٍ ، و على قدر الصبرِ يكون الانفراج ، و بما أنَّه كذلك فمن العقلِ اتقاءُ شر الحليم إذا غضب ، فغضبه انفراج لمكتومٍ ، و بوحٌ لمكبوت ، و نفثة مصدور ، فلا يكون الانفراج سهلاً ، و لا وقعه يسيراً ، بل سيكون شديداً قاسياً على كل ما حوله ، فيُدرك الفطناءُ من قوة الغضبِ قوةَ الحلم .
غضبُ الحليم قد يكون واقعاً على إنسانٍ ، فربما على ذاته ، و ربما على غيره ، و قد يكون على زمانه ، فلا يكون زماناً مهيأً له ، و ربما كان على مكانه فيكون دنياً غيرَ مناسبٍ لقدرِ الحليم . و غضبُ الحليم إن كان ، فلا يكون قولاً فحسب ، بل يكون فعلاً ، و لن يتصرفَ تصرفاً أبلهاً و لا معتوهاً ، بل سيكون تصرفاً هادئاً واقعَ الشدة على الناسِ . ذاك الغضبُ يفري فرياً في نفسِ الحليمِ كلها ، كلها جميعاً ، جسداً و قلباً و عقلاً و روحاً ، فذاك الغضبُ شرٌّ عليه في كل ذلك ، و شرٌّ على من حوله و عرفه ، فقد يبلغُ به الغضبُ أن يكون يلحقه قهرُ الرجال فتُشوى منه كبدٌ من قهر ، أو موتُ فجأة ، أو زوالُ عقلٍ ، و على غيره فقاسية عليه أن يُرى غضباناً و قد عرفَ حليماً ، أو قاسياً و قد تُنُوْقِلَ عنه اللينُ ، أو عبوساً و قد اشتهرَ بالبشاشة ، فتلك عليه أشد من وقع النبال على جسده ، و لأنه حليم فقد يؤثرُ ما يضرُّ به على ما لا يضرُ بغيره ، فيكون غضبه _ ليسلموا _ ارتحالاً عن بلادٍ ، أو لياذاً بصمتٍ ، أو اختفاءً بعد ظهورٍ ، و قد يصلُ الغضبُ أشدَّه فتكون مهلكةُ الحليم عليه ، فتلك عليه ألطف من وقعِ شيءٍ على غيره ، و ذاك حلمٌ خفيٌ فيه ، و لا يُدركُ ذلك من الحليمِ إلا الألباءُ من الفطناءِ ، فهم القارئون صمته ، الباحثون في عينه ، المُدركون بُعد حروفه ، المبصرون وقعَ تصرفاته ، و هم الذين يعذرونه و غيرهم يعذله ، و هو في منأى عن القومين ، سالكٌ أمرَه في الأمرَّيْن .
يخلقُ غضبَ الحليمِ لأواءُ الحياةِ ، و تقلباتُ الدهر ، و نفاد قدر الصبر المقسومِ له ، و يخلقه ظلمٌ فاحشٌ ، و حيفٌ ظاهرٌ ، و ضيمٌ قاهرٌ ، و لا لديه إلا عجزٌ و ضعف ، و يدٌ تقصُرُ عما العينُ إياهُ تُبصُرُ ، و يخلقه جهلٌ مطبقٌ ، و غباءٌ محدقٌ ، و تعالمٌ مُطلَقٌ ، و صدودٌ عن معرفةٍ ، و جحودٌ لعلمٍ ، و حربٌ على ثقافة ، و يخلقُ الغضبَ فقدٌ لحبيبٍ ، و تغييبٌ لخليلٍ ، و فواتٌ لصفيٍّ ، و يخلقُه فقرٌ موجعٌ ، و قلةُ ذاتِ يدٍ مُذِلَّةٍ ، و عجزُهُ عن القيامِ بأمرِ نفسه ، و كذلك يخلقُهُ ارتقاءُ الأسفلين ، و تقدُّم الأرذلين ، و تعظيمُ الأقلِّيْن ، و إقصاءُ النبهاء ، و إجفاء الفطناء ، و إبعاد الأذكياء ، فكلها موجعاتٌ مفجعاتٌ مزعجاتٌ ، فآهٍ لقلبِ الحليم إذ صبر الوقت الطويل عليها ، و رُحمى له و عليه أن باح بالغضبِ مطلقاً لنفسه نفساً صُعداء ، فتلك قاضيةٌ على جواهر قلبه ، و سالبةً أواصرَ لُبِّهِ ، فلا يلامُ على غضبٍ على شيءٍ كهذا .
إذا غضبَ الحليمُ فَيُوْدَعُ و شأنه مع غضبه ، فغضبُ الحليمِ سيُرشده نحوَ الأصلحِ ، و هو سيد أنواعِ الغضبِ ، فلا ضررَ منه متحققٌ ، و إنما لجوءٌ و خروجٌ ، دون إضرارٍ و إيجاعٍ ، و إن أوجعَ قلوباً فهي لحبها له ، و لفقدها بهاءه .
http://alotaig.com/?p=68
[/justify]

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.