
يحمل قيثارته , يمتطي صهوة خيال شاعر بدوي
دخل مدرسة العشائر , تعلم , قرأ حتى اتقن فن التعامل مع قيثارته المسحوره حملها وعزف تبعته القبيله على غير هدى .. كان يتجه نحو الشمس , كانت جبهته السمراء عنوانا لأكثر من محب لروح المغامره .. يقال : انه ما زال ماضيا باتجاه البحر هذه المره واسراب القبيله تهوي (سربة) سربه
ويقال ايضا انه ما زال يحمل قيثارته الحزينه ويشرب نخب قبيلته التي لن ترجع عن غيها وتمشي قدما نحو الهاويه ( الغناء في صحراء الالم ) لن يعيدهم لرشدهم (احزان البدو الرحل ) لم تنته بعد لكنها اصبحت اكثر تمدنا وباتت تسهر على اغنية ( والله لعاشر النوق ) ويملؤها الحنين الكاذب لبداوة ولت
ابن العشرين عاما :
المقاتل في حرب النكسه الشاهد على ايلول الاسود وآب المشؤوم يمطتي شاحنة ويمشي باتجاه الشمس هذه المره عاد من حيث اتى
لو ان سهيلا يتحدث لسرد لنا .. رحلته القادمه من الشمال .. لو ان الجدي يتذكر لقال لنا كم من السنين وهو يرقبه مسافرا باتجاه الجنوب
سليمان الفليح
العاشق الابدي للزهور , للخزاما , للصحراء بعد ثلاثين عاما من الركوع للاسمنت المسلح .. ايقن ان الصحراء هي موطنه الاصلي .. فاوغل بقدميه حيث تشتهي بعد ان اكتشف انها لم تتآلف كما ينبغي مع الاسفلت
ثم اطلق العنان لناظريه لتلمس طريق العوده , حينما يسكن الفليح الرياض قلب نجد النابض .. المدينه التي صنعت من الرمال شاطئا وكورنيشا .. المدينه التي تغلبت على جفاف القيظ ومنحته من انفاسها النديه , فتحول الى واحة تأوي كل الهاربين من اعين البحر الجريئه .. من عرائس البحر الخرافيه .. من رحلة السندباد العظيمه التي سكنت مخيلتنا . ولا زلنا نرددها ونحلم بعروس البحر التي انتظرها الفليح لكنها ابدا لن تأتي ولن نتمتع بزواجها من البحار الساهر عمرا ينتظرها
وما زالت القبيله , كل القبيله تمضي على غير هدى لكن سليمان الفليح يبدو انه مقت قيثارته الحزينه ورمى بها في اول طريق عودته حاملا هذه المره اربع عشر كوكبا على كتفيه تكفيه لان يعيش بالنور ما تبقى له من عمر
يا لهذا البدوي ( ذو العيون الزرق) الذي جــــــــــــــــــــــــــاء بدويا ورحل بدوي