من وحي ضحكة

[بثينة محمد]

يقولون أنني أكثر إخوتي شبها بأمي،
و يقفز قلبي من أضلعه..
و تدمع عيناي لضحكاتها المبتهجة..
يراني النساء فيحسبونني إياها ..
و تحمرَّ وجناتي..
من أين لي أن أكون مثلك ؟؟
ما هذه النعمة الكبيرة..
التي أنزلها علي الله، فجعلني ابنتك
فجعلني نسختك الكربونية..؟!
أمي.. كل الظلام إن لم تضحكي يأسرني
كل الموت يغدو حقيقة..
ولا يكتفي بالمنام..
من لي سواك يا أمي؟!

 

[بثينة محمد]

كم أشعر أن الكلام سخيف..
إذا ما حاولت أن أقول: أحبكِ!
أنظر إليك و أفتح فمي.. و أمسك
كل مرة أحاول تغيير نصِّي ..
ولا أفلح!
لا يعجبني أي شيء أبتدعه..
يا إلهي..
كيف أرد لك حنانك؟!
إن اشتريت لك جاتوه في عيدكِ
بكيتِ!
و إن كتبت لكِ؛ بكيتِ
و إن فعلت أي شيء من أجلك؛ بكيتِ
و بكيت أنا معكِ..
أتعلمين أنني أكتب و أخجل كثيرا أن أريكِ
أخجل كثيرا أن أقرأ لكِ..
أشعر كأنني لا شيء..
و كأنكِ أعظم ناقد..
و كأنكِ سيِّد الُكتَّابْ..
أضيع..
كأن عينيك بحر من الحب..
وعليَّ دائما أن أحضر معي أضحية..
قربانا إلى الله.. ليستمر عطاؤكِ..
و أُحِسُّ أنني فقيرة تماما..
أحيانا أشعر بالغضب من نفسي..
و قد أصرخ بك: لا تبكي!!
و أعود أنا أبكي.. لأني قسوت عليكِ..
لكني، أشعر بالعجز أمامك..
هل أستطيع يوما، أن أكون مثلكِ ؟!
لو كنت نصفكِ فقط.. لما اهتممت أبدا!

 

[بثينة محمد]

ضحكة أمي،
تطهرني من كل الخطايا..
إذا ما احتضنتها
و ضاعفتها..
من وحي ضحكة..
أشعر أنني رَضِيْت

 

[بثينة محمد]

ما أزال متعبة يا أمي.. في اللحظة التي تغيب فيها ضحكاتك أشيب، و تثقلني السنون.. لست ابنة عشرين عاما.. أنا ابنة عينين من الشمس.. و أنطفئ، إذا غابت عيناك في بحر الهموم.
ما أزال شاحبة يا أمي.. متى تعودين وضاءة البسمة؟! متى أعود لفستاني الأصفر المنفوش ؟! و نخطو في وجه النهار على الغيوم ..
يداي الغضتان في يديك الرحيمتين، و الله يطالعنا من خلف النجوم .. طوبى لتلك النجوم ..

ما أزال أحترق يا أمي..
مقلتيكِ وجوم.. راحتيك عذاب الظلام .. و تنطقين الشهادتين بكل السكون ..
أردد خلف دعائك، و في قلبي شجون ..
يا رب ارحم ضعفها.. يا رب إني أخاف.. أن أصير طفلة في الليل تُبْكِي العيون
متى ما توقفت أمي عن الضحكِ، عن الأنفاس، و غالبت ريقها السموم ..

رباه.. سعادتي في قلبها، و هي تتضائل كالمقشة..
و أنا أضيع.. أضيع.. أضيع في تلك الدموع ..
لا تحرمها الشهادتين، ولا حوض نبيك الينبوع ..
كل ما طَهُرَ: أمي..
و كل ما عليها
كل ما لديها: طهور !

 

[بثينة محمد]

يا أمي، في كل خسارة يرتكبها الحب في قلبي؛ أعلم كم أنا غنية بكِ..
سأعتني بجروحي جيدا..
سألملم ذاتي مرة بعد مرة. حتى و إن توقف القلب عن الخفقان.. سأظل أكنس آثار الزوابع، و أبقي قلبي لائقا بجلالتك!




* سأنشر الرسالة كاملة بعد حين .. بإذن الله.

 

[بثينة محمد]

ألم تقل لك السماء أن المطر ممزوج ببركات دموعك ؟!
و أن الشمس من وحي ضحكتك تستقيم ..
بلا سقم..
و حنانك الماء المعين ...

 

[بثينة محمد]

يا نور السماء
يا من بِرُّكِ مطهرةٌ للقلب من كل إثم ..

فداك أنا يا أمي ..
فداك أنا يا أمي ..
لو كنت رجلا لاخترت أن أجلب لك النجوم، و أرسم لك الضياء.. و أصنع لك هودجا من زهور الياسمين و الريحان ..
لو كنت قمرا لاخترت عكس شمسك ..
لو كنت أي شيء .. لاخترتك أمي في كل مكان ..

 

[بثينة محمد]

و كأن ضحكتك تطهرني من كل الأفكار الشريرة..
تأخذ مني الهواجس كما كنت تأخذين مني الكبريت
و أنا أنظر إليك ذاهلة..
تسحب روحي من ضوضاء المدن إلى هدوء ريفك..
فأستقيم/ أستريح..
و كأنها ريح من الجنة..



لا جعلني الله أضيع ضحكتك يوما..