منذُ عرفنا هذه الحياة ونحن نقدس التاريخ والماضي ..
نبجلُ صلاح الدين وبن زياد والظاهر بيبرس , و نكرهُ الحجاج ونختلف في بني أمية , نحتقن ونستهلك مشاعرنا وأرواحنا من أجل أحداث لـ أمة قد خلت ..لهم ما كسبوا ولنا ما نكسب ...
نتعلق بكتابات كاتب مثلنا كان يمسك قلماً وورقة ويروي ما يراه هو , ليس بالضرورة ما يحدث وما أكبر البرهان هنا حين ترا الحقيقة أنت متربعة أمامك في حين أن آخر يراك جاهل مُغررٌ به , أومجنون , أوعميل , أو كافر ! , ومع ذلك نبني حياتنا على ما كتب ذاك الأحمق , نحنُ هنا نعيش حماقته وهو هناك يتنعم\يتعذب في أحضان قبره! .._ونحنُ لم نجني أيُّ فائدة -سوى الدوران حول أنفسنا وفي دوائر مغلقة !..
.
تربينا عليه وكبرنا بل وشخنا وطبقناه على كل جزء في حياتنا , لا نمل من تذكر كل شيء , سعادةً فنتحسر على أيامها ونبكي الخسارة ..أصبحنا شخصيات تعبد الماضي والبكاء على الأطلال .
أو نجلد ذواتنا بماضٍ مؤلم , ونبكيه حتى بعد أن ولّى .. هزمتنا ذواتنا ورضيت أن نتأرجح رجاءاً لماضٍِ قد يعود أو لا يعود , رغم أن هناك حاضر يمد يمناهُ لنا بعد أن كان القمر بها والشمس باليُسرى , وبقينا على محورنا ندور وندور وندور وندور بلا إنتهاء !
لازلنا متعلقون دوماً , نمشي خطوة إلى الأمام ونعود عشرة إلى الخلف .. تضخم جزء الذاكرة في عقولنا , و جزء المستقبل التطور أصبح في ضمور أو توقف على أقل تقدير- وبقينا في حال تأرجح لا نحنُ عدنا إلى حياة ماضينا , ولا تقدمنا إلى الأمام ..!
متى ستنتهي هذه الخرافة!.
1st April 2011