رُوح/ رَوْح - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
خواطر قصيرة جدا .ابتديني بمسك الختام (كلمة) .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 469 - )           »          برقِيّات [على/نِيّة]~ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 14 - )           »          حَدِيثُ الصُّوَر: (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 429 - )           »          كلي أرق (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 6 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 75398 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 607 - )           »          وكأنّي لم أرحل. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 3 - )           »          محاورة من تويتر | مع خالد صالح الحربي (الكاتـب : تركي الحربي - مشاركات : 2 - )           »          شعور بارد ويد لا ترتجف.. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : نادية المرزوقي - مشاركات : 9 - )           »          غب يا هلال أو لا تغب ..سيان .. (الكاتـب : نادية المرزوقي - مشاركات : 11 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-20-2011, 09:27 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 العمر
0 تفاصيلي مع القمر
0 مرآتي
0 تحقيق صحافي

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


النِّسيان نعمة..و لكن هل ننسى حقا؟ أم أننا مع كل ذكرى تمزق شريانا نصنع لها ركنا ما؟
و على مرِّ السنين كم ركنا نهبُ للذكريات؟ و كيف تصبح أشكالنا مع كل هذه الأركان؟
أنا لا أعلم الكثير عن الكثير.. لكني أعرف أن من أسوأ الكذب؛ الكذب على النفس.
لهذا أنا لن أقول أنيّ تجاوزت ذكراكِ يا رفيقتي.. لكني فقط أهدئ الألم كلما استفاق على سقوط ركن ما و انتثار ذكرياته على عينيّ


إلى روحها التي ترافقني..



و إذا فاجأنا الحنين، ما استطعنا إغماض أعيننا إلا لتكون الصورة أوضح فقط..


و هل يظننا الحنين - يا تُرَى - ننسى؟


لو أننا ننسى فلمَ صوتي يرغب بالنداء، و يوقظ ذكريات أخرى لأجلك ؟!


صوتي الذي دفنته من سنين، و كتبته للماضي فقط.. استيقظ الآن يتمنى لو أنك عرفته.


و يا له من جميل هذا الألم لأنه علامة وجودك.




فليرحم الله روحك الطاهرة يا رفيقتي..







و ياريتني أشوفها تاني ولو صدفة في أي مكان*

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-20-2011, 09:31 PM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


من قال " حتى الموت لا يفرِّق بيننا " ليس كاذبا.. فها أنا أحبكِ كل يوم أكثر، و ها أنا أحدثك كل يوم أكثر، و ها أنت تنتزعين برحيلك جزءا مني و ترسخِّين مكانه جزءا منك.. الكذب أنك غائبة، الكذب أنك ميتة!

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-29-2011, 12:48 AM   #3
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


" شوي وبيهدا العمر والخلاخيل بتتعب وبتنام شوي وبيصلّي الفجر شباك انفتح عالشام شوي خلينا ...خطَي خلينا ما ودّع حبابو السهر ولا عدّ وراقو ولا بوّس ترابو القمر عقد أشواقو كلما على طراف الحلم فزّ القطا للنور بوعى فزِع مذعور وكلما على جفان الكرم نام العنب مخمور بيوقف بِوجّي السور يا عمر هدّينا ..تعب الحزن فينا لا توقفوا بالقلب المطر ... غلّاتنا جديدة لا تقسّوا علينا الدهر ، لا تجرحوا القصيدة موالنا ولسا ما انقال ....تنهيدة ربي اغمرنا بحنين وطوّل لطرقات البلد عمرا وخلّي زرار الياسمين مجدولة بشعر بنت سمرا شوي خلينا ....خطي خلينا "

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2012, 11:50 PM   #4
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


سارة..
خانتني الكلمات فيك.
و صوتك لا يخون أبدا
و أنا لا أملك بينكما إلا دموعا ساخنة
متهالكة في الصمت.

رحمة الله عليك، و على كل من يبكي فراقك.

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2012, 11:51 PM   #5
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


أشعر بقليل من التعب. بالأمس واجهت نوبة سيئة للغاية.. لم أستطع النوم حتى بعد حقنة المسكِّن فمعدتي كانت تلتهب و معها يلهج لسان أمي بالدعاء.. لا بأس. بعض الآلام نعتادها و تعتادنا فينشأ نوع من الحميمية الغريبة بيننا؛ نوع من الألفة. كل ما كنت أدعوه أن أستيقظ بشكل أفضل لأستطيع أخيرا القيام بواجب العزاء من أجل صديقتي الراحلة..
تقول أمي: "يا معزيَّة بعد شهرين
يا مذكِّرة بالذي مات "، و أبتسم أنا بمرارة لمقولتها و أحاول إلهاء نفسي بقصة بلهاء اخترتها لإدغار آلان بو. عرفتُ أخيرا بعد أكثر من أربعة أشهر كل ما أردت أن أعرفه: كيف ماتت، متى، أين دفنت، و الكثير من الأسئلة التي أرقتني منذ عرفت بوفاتها. طوال الزيارة كنت أتأمل والدتها " ياه، كم تشبهها، كم تتشابه أصواتهما، و كأن سارتي أمامي تتحدث إلا أن الزمن تقدم بحوالي عشرون عاما.." كم قاومت رغبة في احتضانها و أطلت النظر إلى الأرض و هي تحكي بصوت دامع كيف رحلَتْ سارتُنا الحبيبة. لشِّدة بكائي خفتُ أن أثير الألم في قلب الأم و أدفعها لمزيد من الدموع.. لم أرغب بأن أكون سببا في فقدانها لأعصابها فحاولت التماسك قدر الامكان بإمساك كوب الشراب بعصبيَّة و النظر في اللاَّ شيء و اللعب بخصلات شعري، كل هذا و الدموع لم تتوقف. تبًّا لي، كنتُ أردِّد لنفسي " تمالكي نفسك قليلا ".
ليس الموتُ سهلا، و أنا مبتدئة في تجربته.. كل ما أعرفه عن الموت متعلق بالروح و بالقلب لا بالجسد الذي يقتلهما. في رحلة عودتنا، صديقتي التي رافقتني كانت تحاول أن تبهج الجو المختنق، تحدثت لدقيقتين و أثارت ضحكة دامعة ثم التزمنا الصمت. توقفنا عند إشارةٍ ما و تلفتني أمي لفتاة ملتَّفة بعباءة بلون الرمل. تسند ظهرها إلى عمود الإنارة و تبدو كأنها نائمة. الجو بارد جدا و نشعر بالحزن أنا و أمي لمنظرها.. فإذا بها ليست نائمة بل ممسكة بهاتف ما و تكتب شيئا طيلة وقوفنا. ضحكت أمي و ضحكت معها و أخبرنا صديقتي. أطلنا ثلاثتنا النظر إليها - ملتهيين بمحاولتنا اكتشاف ما تفعل - و في داخلي أقول: " إنها ما تزال تثير الشفقة، و إن كانت تملك هاتفا غاليا فهي ما تزال تفترش الرصيف".
إنها حياة باردة.. باردة جدا. ولا تحمل وطنا لأحد!

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-24-2012, 01:48 AM   #6
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 يأس قديم
0 نور في أبعاد
0 مرآتي
0 عيناكِ يا حلوتي ..

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


" هل هذه الدنيا ظلامٌ في ظلامٍ مستمر؟!"*
هذه الحياة باردة، باردة.. ولا تحمل وطنًا لأحد! لا الأوطان تحمل أوطانا، ولا الآباء لهم أبناء، ولا الأبناء لهم آباء.. والأرض تلفظ و تبتلع كما يريد الربّ و كما يشاء.

هذا العمر بإمكانه أن يمتطَّ و يحتوي الكثير و أيضا أن ينكمش بسرعة و يتحوَّل؛ خواء!
نوصد أبوابا و نفتح أبواب. نُصلِح البعض و نَكسِرُ الآخر و نقوم بتشحيم القلة التي تَصِرّ و تزعج النائمين في سبات.
أصدقائي لهم أبواب كثيرة، منها ما أغلقتُهُ بإحكام، و منها ما هو مُشرَّعٌ لأجل مجهول، و البعض مكسور، ينتظر أن يأتي عابر سبيل ما و يقرر قذفه أو ترميمه.
أنا إنسانة لا أحب وضع قلبي رهن التجارب، رغم أن الحياة تبذل جهدها في إتخامه في هذا المجال بحجتيَّن سقيمتيْن: النضج، و التجربة!
فتكثر الأبواب و تتعدَّد..
غير أني أقوم بتقليصها باستمرار، بجردها، و إعادة تصنيفها، و تسميتها. و هناك باب لمن مسَّت شغاف القلب عواطفهم، و امتحنت أخلاقهم أيام و أحداث رفعت بهم في زمنٍ قصير لهذا الباب و أدخلتهم بلا أي مفاتيح.
في هذا الباب غرفتين. و الغرفة الثانية جديدة، إذ سبب وجودها كان كابوسا. و أنا لي باعٌ مع الكوابيس..
رحلت "سارة"، ابتلعتها الأرض و ابتلعت معها جزءا حيًّا من قلبي. لم تأخذ جزءا ميتا لتخلصني منه بل أخذت جزءا حيا آلمني و ترك الدماء خلفه تنساب.. بلا ضماد! و بنيْتُ لها غرفة خلف هذا الباب. أسميتها: " من رحلَ و لم يرحل ". لا يهمني أي مما يقول الآخرين في هذا الصدد. أربعة أشهر و لم أعرف بعد كيف أتحدث عنها بضمير " الميِّت " لا بضمير الغائب. فللميّت عندنا ضمير أكثر غيابا و أكثر إسرافا في النسيان. ما زلت أحب الحديث عنها بضمير حيّ، لا ينسى، ولا يكلّ ولا يملّ من دفع الألم ثمنا لهذا التذكر. هذا الباب وُجِدَ للتضحيات و للتضحيات فقط. و النسيان - بلا ريب - ليس أحد مفاتِحَه.
اليوم، كنتُ مع صديقتي " أحلام "، رفيقة عمري و صديقة المراهقة و وطني في عقد كامل مضى و يكاد ينقشع مخلفا غبارا جديدا يحتاج للكثير من التنظيف و الترتيب. لم نعد نرى بعضنا كثيرا لكننا نرى بعضنا كل يوم. للذاكرة منافذ لا يقوى أحد على إغلاقها..
كل تفاصيلنا مبهجة، تقول لي في بهجتنا القديمة المحببة: " يا سلام، قد ايش فرحانة و احنا ناكل سوا ". كل تفاصيلنا الصغيرة حلوة، مهمة، عميقة الفرح و نقية الطفولة. فهذا العقد الذي مضى حفر على الجبين؛ أن التفاصيل هي كل ما يهم، و هي كل ما يبقى بعد الرحيل و بعد الغياب. فكما أذكر سارتي تقول لي: " بيبااا يا بلها لا تقولين كذا " - كنتُ أشاكسها كثيرا.. - و أشعر برغبة مؤلمة في سماعها مجددا، أنا أرتب التفاصيل الصغيرة بعناية شديدة و أحفظها جيدا لأنها مخزوني من الطاقة و الحياة في الموت الذي يجلبه الرحيل.
هذه التفاصيل هي التي تصنع جدران الذاكرة، و تغلف معها الحياة بأمل لا يَغرب.








الاقتباس أعلاه من نشيد (الضرير) لـ مشاري العفاسي..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-28-2012, 01:55 AM   #7
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي


لا والله ما عافني النوم؛ إنما هي الروح تعبت تخديره.. تسهر يوجعها الأنين.

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2012, 04:46 AM   #8
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي يقظة


لا أعرف بما أشعر! كالماء ينساب في أذني، جدولا يخِرُّ صوته في رأسي و مصَبُّهُ أُذُناي. و أنا كَمَن استيقظ من قبر لم يدرك حتى وصوله إليه. أتلفتُّ بهدوء عجيب لا أعرف كنهه و لا أتكلَّفُ عناء اكتشاف المقبرة التي استعدتُ وعيي فيها؛ و هل استعدتهُ حقا؟ لا أعلم!

يختلط الحلم بالحقيقة إذا ما استيقظت من نومٍ مُنْهِكٍ أكثر من الاستيقاظ.. كأني شهقت فجأة بعد غرق عميق و شعري الذي قصصته عاما كاملا عاد فجأة ليخنقني و يغرقني.. لا أعلم!


النومُ، الكوابيس، الشقيقة المزمنة، انحلال الحاجز الهلامي بين الوهم و الواقع في أوقات مُظَلِمة و بالرغم من ذلك أجدني هادئة بشكل ملفت، كل هذا اعتدته منذ زمن! تعايشت معه كما فعلت مع أول الصفعات و مع الكيس المرعب القاسي في ألمه الذي احتفظت به في أحشائي و حين لفظته شعرت بوحشة كأني خسرت وليدي.. تعايشت معها كلها، مع الصور المخيفة التي أراها متى ما أغمضت عينيَّ محاولة أن أسترخي و تهاجمني كـ الرؤى! ولا أؤمن برؤى في اليقظة، يكفيني ما أرى حين أستسلم لطغوة النوم المجهول الذي يحملني إلى ما لا أعلمه. و ما زلت كـمن فقد شعره في مقبرة صغيرة لكنها في بقعة لا يعرف عنها شيئا من العالم. أحلم دائما بأني أضيع طريقي و أقف وسط شارعٍ مملوء بالمركبات الشرسة و أطبق على أذني بيديَّ لأن أصوات مزاميرها يهزُّ أرجائي و لا أعرف.. لا أعرف في تلك اللحظة التي - بشكل غريب كما هدوئي - لا تصطدم بي أي مركبة شريرة؛ بما أشعر!

و لكني عشتُ مع كل هذه التساؤلات، عشتُ معها جيدا كَمن يربي طفلا ليس طفله و يحاول احتساب الأجر و تحمل المشقة بصمت. هذا الصمت - لا يحيِّرني قدر ما يلفتني و يجعلني أتوقف و أنظر - أعرف جيدا أنني لست من هواة الصمت بل تشكيل الكلمات و عشقها و الارتواء بها و الاستكنان إليها و نبش تفاصيلها كما ينبش ذاك الميّتُ الخائف - الذي لم يدرك موته بعد - قبرا ليختبئ به و على قدر تعجبه مما يفعل فهو لا يعرف شيئا سوى تلك الرغبة المجنونة في الاختباء في قبر وحيد نُهِشَ معظمه بفعل فاعل.

و أذكر كلام أمي كما يتردد في ذهني صوت كل من كان في طفولة فقدت معطفها دون مطر، دون ضباب، دون لصوص حقيقيين. اعتادت أن تقول أن صحتي ضعيفة، أن ذهني كبير و لم أعرف ما تقصد بهذا لكنني تقبلته و تعايشت معه. و اعتاد الجميع أن يخشى عيناي و لم أعلم أيضا لمَ.. لكنني لم أكترث! دفنتُ نفسي في كتاب و حلم تكاثر و تطور حتى أصبح شيئا في جوفي لا أعرفه. و فجأة أشهق من كل هذا الغرق و الظلام لأجدني في ظلام آخر مختلف؛ ظلام أملك عينين مؤهلتين للنظر من خلاله. و يلمُّ بي سكون عجيب كأني أصبحت أنا الأخرى: معتمة. و أوقد هذا السكون فانوسا و أحترق شيئا فشيئا؛ زيتا لنفسي. لا أعلم! أنا لا أعلم بما أشعر.

أعلمُ أنَّ شكلي الآن يخيف البعض غير أنني لستُ مرتاعة، بعض الصداع ينتابني و شيء يشبه الذهول. و أعلمُ أني في كل صفعة أو بطشٍ عبرته بجسدي الصغير و أحلامي المتكاثرة ما فقدت أبدا سخريتي التي أستعملها لدائي أساسا و لمن يظنني " سخرية ". ما عدا حين فقدت صديقتي في زمن عرفته متأخرا. ما عرفت حينها كيف أسخر، كيف أضحك، كيف أكون أنا و أين فقدتني أنا. و لم أهتم.. عشتُ أيضا. قناعتي أن هذا العالم الغريب الدائر كإعصار ما - يحيط بي ولا يحملني - لا يوقف نفسه لذاتي أو لأي كم من الدموع أبذله في سبيل أن يقف و يجيبني على فكرة تفسخت عن سؤال ضرير أضر براحتي و ما أضرّ فكري.



أفقد ألواني، أقص شعري في لعبة عقلية لإفراغ غضب أخشى أن يتكلَّس و يجعل قلبي متخشبا. أحاول جرد الأصوات المنسكبة في أذني و تطهير الجروح التي تصيبها جرَّاء الضوضاء و الارهاب. ألعابي العقلية تحميني من الجنون الواقف على مقربة كظِلِّي، و تمد يد عون للسيطرة على أي وحش غاضب قد يولد في داخلي. أتخلص من أكثر السموم بهذه الألعاب، أخبرني أشياء و أقنع نفسي بها و أدع الحقيقة في زاوية معينة حتى لا أفقد توازني. أمارس تمثيليَّة - لأغراض نبيلة - أمام نفسي. و في النهاية أخرج بأقنعة عديدة يلفظها وجهي و جسدي كل حين و يستمر بالتطهير و الاغتسال من تبعات عمليات التنفس المُجْهِدة..


و ما زلتُ أتعايش مع هذا. أفزع من نومي و لا أذكر ما الذي حدث. الفيروسات في نومي تقوم بتطوير جيل جديد، تمنعني من تذكر ما رأيت - ربما أصاب بالجنون أو لئلا أحمله معي في حقيبة - و تُبْقي صدمة الفزع على وجهي - هذا هو ما يخافه الآخرون لدى رؤيتي - و تسمح للأزرق بالانتشار في عيناي ببطء.. كما يقتلني هذا النوم ببطء..

و كما يجرِّدني هذا التعايش من طفولتي - التي ما فتئت أبحث عنها و عن بناء مخابئ لها - ببطء.. ببطء

كـالغرق في شَّعر أسود طويل، و ماء!




بثينة محمد
الاثنين، 30 يناير 2012

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.