’
،

مدخل :
منذُ رحيلك وأنا أحاول جمع قوى أبجديتي علّني أكتبك ،وأفشل..
فحين يكون ما نكتبه أعظم مما نملك من لغة..
لا نملك إلا أن نعتنق الصمت خشية أن ننبش ألماً لا يلتئم ..
أبي ،
قُدّرَ لي أن أظلُ مُمتداً على أرصفةِ المُتعثّرين ..
مثل جثةٍ لم يُعرف مقاساً لِ قبرها ، او على أيُّ الأكتافِ تُحمل !
فُراقُكَ صعب وشوقيّ إليكَ مؤلم ،
ومشاعِرُ البُعد والكآبة والبؤس مُزدحمة في داخلي ..
ما أقسى وافظع أن أجدُ نفسي مواجهاً للآلام ويتوجبُ عليّ ان أتكيفَ معها ..،
كُنتُ أخشى أن استيقظَ ذات يوم ويأتي خبرَ رحيلكَ فَ أُجنْ ..، وحصل !
كُنتُ أخشى أن أفتقدَ يدكَ الحانية عندما تمسحُ بها على رأسيّ ..، وحصل !
أصبحتُ وحيداً بعدُكَ يا أبي ،
وبتُ أُقلبَ كفيّ على فراقك ..
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ،
وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ،
ونَقِّه منَ الذنوب الخَـطَايَا، كما يُنقىَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ..
مخرج :
ما أقسى أن يكون الحل الوحيد لألمك هو عودة من لن يعود !
سلمتُمْ بدونِ آلم .. 