من عنيدةٍ تَعتَاد عناق صَفحاتِ اكتِفائِها المؤهّل لـِ جعلها
أَقرَب كلما أدارَت عَنك الحياة المنتَظَره ظهرها وأسلَفتَ
صَعقاتِ اغترابكَ ناسياً أن المدينة التي أبرَقَت في عينيكَ حُباً
لِفتاتكَ يُمجّدها المنتصِرونَ بِراياتِ عُمرهم فِداها وَ هِيَ قانِطة من
رسالةٍ تعيدُ احتواء الحُب لأدراجِه لِتُصبِح نظرة الاكتواء فيها :
" أن كُل شَيء قابل للانتهاء " .
فهمتُ أنّ الغُربة قدّمت الكثير من اغراءاتها لِتخلع عن عينيكَ شَهوة البقاء و
تغلب دمعتي شَهقة يتناولها حُضن أمي سَاردة لهُ حَكايا الأمكنة التي تعتّقت
بِبحّة التمني المُجبول على فكرة المُحال ، وكما تعلم يا عزيزي انقدَّت الضحكاتُ من أفواهِ
الرِّفاقِ وَ غدَت تهلهل لحظاتِ انكِسارها في هذا الفراغ العابِث بِها .
لا أعرِف كيف تُفسّر نداءاتي في غابات حرمانكَ فَمَن يُسيّر رغبته في حرائِش الغوايَة
ويُشعِل فتيلَ القُربِ ليحرِق لَعنة فاحشتهُ ويَستغل أجسَاداً اغتصبها الحُب عنوة
فَهُو يفعل كبائِرَ حُبهِ ثمّ ينحني لِقهرٍ يُعيد شَهوتهُ لِسابق عهدها ( طفولته ) .
وإذ بِشيطانكَ يَفتِي لكَ عذراً تُبرهنهُ لِكي لا يُخَدش احساس القُرب بِأظافر التمادِي في حقّكَ
وحق من وشوشَكَ كَذِباً أن هذا انتِصاركَ الأول . .
لا بأس ، أدْركتُ أخيراً أن مَشاريع انتمائك بُنيت على أساس غريزة التملّك
فَوالله سَأربطُ بها شظايا قَرارٍ ملتهِبة تبرئَ الأوطان التي لُذتَ إليها عداي
وأوثّقهُ ببصمَةِ الوداع حتى ولو كنتُ أعلم أن جوعي سَيُؤثِمني بِسرقة رغيفٍ محشو بالأمان
كلما وضعتهُ بمقدّمة فَمي تذكّرت أنّ هنالكَ ذئاب ضالة تنهَش من أطراف ضحاياها
حينها لَن يسمح لي كبريائِي أن أقول : أني كنتُ إحداها .
الحياةُ جميلة رغم كل هذه البعثرة المرتبة بعدما نظرتُ إلى
الساعة فََوَجَْدت عَقَاربها تَكنُس أرْضِيّتها على مدار السّنة دونَ تَعَب أو كَلل
فَاصْطَدَمت بِالتوقِيت فِكرةٌ جهنّمية تَختَبيء خَلف العقرَب الصغير تطمِس هوية بَوحي
لكن سَأقطِف رأسهُ الحانِي قَبل أن يَلدغ لِسانَ كتابتي وأعرِضها مختومة بابتسامة متلهّفة
لِعناق حبيبٍ تصدّى نصيبهُ المُجرم في حقّ قلبه الوحيد ..
أنا أعتَذِر لأنني اعتديتُ على ملامحكَ المؤرّخة في صرخاتِ حلمي وَ لأنكَ أثرتَني
على نفسكَ ، فثمّة اعتداء لا زال يلبِسني إثمهُ وانطلت عليّ كذبة الصمت المتوافقة
مع حُزنك ، بعدها تعقّلت أهوائِي لكن حفظتُ حقوق جنوني اللذيذ الذي لا أخلطه
بِتبرّج العفوية يا عزيزي . .