مونولوج خارج النص لسيدة مختلة (تجريب) - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : علي البابلي - مشاركات : 75387 - )           »          ‘‘‘الجروح وأنا وعيناها ‘‘ (الكاتـب : علي البابلي - مشاركات : 460 - )           »          !!!... مَـقْـبـَـــرَةُ فــمِّـي ..!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 58 - )           »          هل القانون يقيد أم يحرر العدالة؟! (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 3 - )           »          الوعي المفاجئ (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : ندى يزوغ - مشاركات : 5 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 22 - )           »          مفتاح النجاة في زمن التشتّت بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          ( رسائل خاصة لبعض الأعضاء.. بالاسم ) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 46 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 65 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 76 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-2020, 09:52 AM   #9
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الحديث الثامن


لا زلت بعد رحيلها اراها تغفو قرب سريري ، تُلصق اذنها بالمذياع خافت الصوت تستمع الى الاغاني القديمة وتهدهدني بها وانا في ترنمها اقع في الوسن الخفيف كأنما تحملني غيمة محبة مليئة في حضنها ، ادعي انني نمت حين تهمس بإسمي المدلل من شفتيها المنحوتتين بعناية ، استقبل رائحة المسك والورد في شعرها حين ترنو لي وتقبل راسي وتخرج على اطراف اصابعها

أراها بين جاراتها وصديقتها ، السيدة المحبوبة الكريمة ، واتذكر كيف كان اخوتي يثورون حين يعودون بعد المدرسة ويجدونها قد وهبت غذائنا لعابرٍ طرق بابنا ، وكيف كان والدي يصبرهم ويبتسم لها قائلاً لم لا تضاعفي الكمية فإن لم تجد لها آكل تعشينا بالباقي وتهمس ان شاء الله ولا تفعل الا ما تريده

ودائماً منذ تعرفت عليها ليس كأم فهي والدتي ، بل تعرفت عليها وانا اكبر ، استمعت لها وهي تهاتف اخواتها او تتحدث الى والدي او الينا او تشاهد التلفاز ، راقبتها كثيراً حتى التفت لي والدي ذات مساء وقال لي ستشبهين والدتك وتعكسين صورتها من كثرة تحديقك فيها، ليس لأنها جميلة الوجه وحسب ولا لانها أمي بل كنت اراقب فيها الإنسان في ذلك الوقت الذي كان فيه من البداهة في عرفنا ان تكون المرأة تابعة لزوجها وان تتبنى كل ما يراه وتتوافق معه ، كانت في رفق شديد وبلا طلب تدير دفة مركبنا وبهيبة العارف تعتني بنا وتفهمنا بلا حديث

وكنا اذا تحدثنا لغة اجنبية المفترض ان لا تعرفها كي نخفي عليها امراً ما ، تلمح ما نخفي وتعرفه وتبتسم لنا وتقول لنا ماذا نحيك لها وعن اي شيء نتحدث ، كيف لقلبها هذا ان يحتمل كل هذا الزخم حولها وكيف تعاملت معنا كل لوحده وبطريقة يقبلها وكل منا يتذكرها من زاويته بشكل مختلف لانها تناولت معه ذات الموضوع بما يتناسب وتفكيره كما تعرف الأم طفلها وتفهمه فهمتنا ومنحتنا القوة لنكون نحن بلا حاجة لان نتغير او نضيع في المجموع

الحكمة التي امتلكتها عصية على فهم شخص كما انا ، الفهم العميق لما حول والحضن الكبير الذي يجمع كل الاضداد فينا عجيب، لا اذكر انها نهرتنا في يوم او غيرت نهجنا لم يعنيها التيارات الخارجية ولم تسمح لاخوتنا بفرض ارادتهم علينا ولم تسأل احدنا لم رفضت هذا الزواج او لم غيرت الوظيفة ولا تدخلت في تخصصاتنا مثل السيدات حولنا ، كانت طير حر يرى العالم بصورة اشمل لانه هناك في الشاهق يحلق وينظر ببصيرته لا ببصره

ان كنت املك اي شيء حقيقي في جوهره فلا بد انها من منحني اياه ولا بد انني محظوظة اذ عشت في حضنها حتى رحلت في سلام مطمئنة وراضية ، وان كتبت لها او عنها كل الحياة لن اجيد لأنها الإنسان /جوهر الحياة ، هي امي.

الحديث الثامن للسيدة المختلة حين زارتها لحظة عاقلة عن والدتها

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2020, 09:53 AM   #10
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الحديث التاسع


انا الروح الهائمة قبل التشكيل قيد التشكيك في ارتكاب جناية التجسد لاكون هذه الانثى التي تنسكب في ماء الغِوى الاول وتراود المارة عن تعففهم وصبرهم الاليم على فراق العشق ذاته ، كيف لي الترفع عن النظر الى مرآتي باحثة في انسان العين عني في قصة عتيقة لفتاة تمر باليابس فيشتعل الخصب وينبت الاخضر اليانع في خطوها، تتفتح البراعم الطفلة وتخالف الاشجار امها الطبيعة لتنبت الثمار المختلفة والألوان المتغايرة في ذات الغصن لأنها مست ثوبها الابيض في عبورٍ مفترض لحياةٍ قصيرة
تتلبسني جنيات الليل الفضي وتخالط ذهبي المخبوء في منجمٍ عصي على الطالب ، طيع لمن انتخبت، وحده يملك سر الباب وخريطة الاياب كلما اخذته غربة اجتلبه الحنين الى حنان انثى لا يشبه سواه لا يتقاطع وما عرف وألف لا يكتفي بهز جسده بل يبتعث الق روحه الاول قبل المعرفة ، يحوله في الوصال الى كائن أثيري يتبدد في اللحظة ويتكامل ويتحد ويمنح ويمنح ويمنح محاولاً الإكتفاء بما وهب، ويظل العطش رفيقه
كلما ظن انه ارتوى وتجاوز عتبة دارها ، سحبه الشوق وطواه الهيام المستعر للطعم والملمس والرائحة
كيف له ان يفتتح مدينة ويكون فارسها يدور في ارجاءها الرحبة ليتعلم كيف يعشق، تاخذه من يده في هدأة الليل وتشير بأناملها المستدقة الشفافة الى معالمها المخبوءة وأسرارها المستترة ، كلما إنكشف له ستر حمله التيه الى آخر
انثى لا تتسق في اطار ولا يحتملها المعنى ولا يحتويها العنصر حين تتجول جوهر حر خالص يشع في سكون ويبعث النور من طاقة الروح ، وانت المشفق على العالمين ينتابك الشغف وينال منك الشوق المستعر لتصل أكثر ، اعمق، اعلى ولا تصل الا الى ما ارادت ، لا خرائط تسعفك ولا بوصلة توجه الطفل فيك الى استكانة رضا او تنهيدة تحتمل البرء منها
الانثى التي تصيبك مثل صاعقة وحيدة مُركزة ، تحتلك وتسري في عرقك الحي وتتعرش فيك ، لا خلاص منها الا فيها ولا انتهاء منها الا ابتداءً اليها ، الانثى في بكور الكون وبين الكتف والنون خطيئتك الأولى وموتك الأخير

الحديث التاسع للسيدة المختلة في الوصال القاتل لأنثى لا حد لها

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2020, 09:53 AM   #11
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الحديث العاشر


متى بدأ تعلقي بالمطر وما الحدث المصاحب ، لا اعرف حقاً ، بعضنا اظن ارواح مائية تحن الى النبع والنهر والمطر وكل ماء عذب ، امارس عنصرية تجاه البحر ، ارى الخليج ضحلاً واخضر ، في الاسكندرية المصرية تعلمت كيف يُعشق البحر وكيف تكون المدينة حضن يضم الغرباء والزبد الأبيض النظيف يترك علامات قصص من رسوا على الساحل وعشقوا ارض الاسكندرية الخصبة حيث ينبت العشق ويتمايل الهوى في المساءات الحميمة على نغمات تُسمع من بعيد لأم كلثوم تناجي ذكرى حبيب نسته وذكرها به الرفقة

مهووسة كنت ، لم ازل، بحدس البدوي الذي يتجول في جفاف الصحراء ، يحمل غصن عَطش طويل ، ناحل واسمر مثل صارية علم لمدينة هجرها سكانها ، يقف عند نقطة بعينها ، ويبدأحفر بئر ، معتمدا على حدسه التام ومعرفته الأكيدة وعرقه الحي حين يقف في المكان فتحتويه طاقة الماء الجاذبة ولا يملك الا الوقوع في فخ الامل في كرم بيداءه لتهبه نبع لا ينضب

مثل مقتفي الاثر اللذين يقرأون خطو الكائنات ، يعرفون جنسهم وهويتهم ونوع انتماءهم وهل هم جرحى او اصحاء ، لطالما تأملتهم وبحثت عنهم ، لذا وبعد ان تخليت عن كثير من الكتاب لا زال ابراهيم الكوني يحمل اعاجيبه الى خلوتي ويهتك ستر الأسرار المحتجبة في ارضهم العصية

يتجلى الإحتفال بالمطر في النفوذ حين تجد اطفال البدو الاصلين يغتسلون من هموم الوجود ذاته عند البكور ويتابعون السيول يتغزلون فيها ويتذكرونها ويؤرخون بها احداثهم الاكثر أهمية

في طفولتي كنت اظن المطر بكاء السماء ، ولا تزال لدي هذه السذاجة ، حين احزن وتمطر الدنيا اكون على يقين انها تمطر مؤازرة لي ، وعندما تمطر وانا فرحة اراها احتفالاً بي ، في مطلع مراهقتي كنت انسب كل الظواهر الطبيعية لحالتي ، اعرف الآن كم انا ذاتية وملتفة حولي بإحكام ، فالشمس لا تشرق الا لتفض النوم والقمر ونجومه ليؤنسون سهري او يضيئون ليلي او يستمعون لحكاياي التي لا تنتهي انذاك
اترك الناس واتحدث والكون ، ابتعد عن الارض وأشعر بروحي معلقة في السماوات التي ياخذني فضولي المهيمن اليها والى ما فيها وما تعني وكيف تشعر ولم هي بهذا اللون وكيف تعلقت فيها الكواكب وكيف انتثرت فيها الغيوم ولم نحن صغار جدا قبالتها ، كل التفاسير العلمية لا تعنيني ، لست اهتم لما يظنونه حقيقة مثبته ، يشغلني ما يتركني مشغولة به ، معنى لا يُفسر وبهجة خفيفة مرضية في روحي حين تمطر السماء كأنما تبعث لي رسائلها او تنظر لي بعطف وتغرورق عيونها فتبكيني لأنني بشر صغير صغير في الأرض ، بعيد بعيد عن السماء كل ما املكه ان اعلق قلبي في نظرة العين في رجاء لمنحي بعض بهجة ، بعض مطر

الحديث العاشر للسيدة المختلة عن المطر واشياء اخرى ربما

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2020, 09:54 AM   #12
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي حديث فائض


حين يكون مزاجي على نغم التوتر ، اقف لصوت همس الريح في النافذة ، افتح للموسيقى درب الحديث وأصغي باعصابٍ مكشوفة مثل سلك كهرباء مجروح وقابل للإشتعال لهبوب شرارة وحيدة تفر من اللهيب وترتعش انغماساً في النحاس العاري الذي يغوي الشرارات اللعوب للرقص حوله محتفلة بالكائنات والقطع المتناثرة

اجد قدمي تحملني الى رقصة متوحدة ، ادخل الى الطقس العشوائي مستعيدة روحي البدائية كانما استدعي الوعي القديم في داخلي كي يستفيق من شروده في واحمله مسغبة الملل الذي يغتال مساءى ، احاول ان اجهد هذا الجسد كي يستقيم عقلي ويطيعني قلبي العصي علي هذه اللحظة والذي أعجز عن فك شفرة عزوفه عن البقاء هادئاً مسالماً

لقد دربتني كثيرا ، حياة باكملها اسغرقت كي اكون انا كما اظنني على حافة الرضا وفي نور السلام الداخلي ، ترفعت، صمت، اعتزلت، بكيت، كفرت وآمنت وراوحت بين بين وتقلبت بين هذا وذاك وقرأت حتى شعرت بأني محض حرف يحن الى الكلمة التي بُعث منها حنين الطفل في اول الفطام لثدي امه ، وفي القراءة تماهيت وفرزت ومن ثم اننتخبت وعدت اصطفيت واحتدم بي الزهو حينا واكتظ بي التيه احيانا ثم تخلصت من كل ما قرات ووهبت كل كتبي ولم يتبق لدي الا القلة المرجوة والتي ان تناولتها عبثاً وجدتني او بعضي فيها

وكتبت كثيرا حتى نسيت كم فعلت وناورتني الكتابة وعافني القلم ثم ردني اليه وعاد ولفظني وارتد الي مثل سهم قاتل لا مهرب لي منه ولا هو قاتلي ، وكي اكون لا بد ان تكون الكتابة ، فان عاندني جسدي وارهقني الرقص كما يُعرف بين الناس راقصت تعبي وكلماتي وتناولت المي الداخلي مجهول النسب نيئاً فجاً على مائدة عشاء هذا الليل حتى اذا ملتني الحروف ولم يتبق في جعبتي ما قد اقول عن ذلك الشيء الحزين قمت للرقص ثانية حتى البكاء ، وكثيراً ما يصحب الرقص البكاء

حديث السيدة المختلة عن الملل

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2020, 09:56 AM   #13
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي حديث الأحلام


اخترت ان ادون احلامي في دفاتر زرقاء متاحة كي تكون متناسقة داخل خزانتي ، لا اعرف ضرورة لهوسي العجيب في ترتيب الأشياء بنسقٍ صارم ، ربما لأن البعثرة في عقلي لا تتناسب والفوضى خارجه ، على أحد الجهات ان يكون مرتباً بحيث لا يجهدني في البحث والنظر اليه

ولأنني اسكن بلدة يجتاحها الغبار المهيمن جُل ايام العام صيفها شتاءها ، اجدني في المساءات الاكثر وحشة ابحث عنه ، بعود قطن صغير مغمس في دهن الورد اغتال الغبار في الزوايا الداخلية للخشب الأليف حتى تسطع لمعته ويبث عطرا رقيق يشبه رائحة الأمهات القُدامى

حلمت البارحة بأنني اسكن في البحر ، اظنه بحراً، كأنني في الحلم كنت نائمة وبحكم العادة عندما استيقظت في حلمي فزعت وفكرت انني اغرق لوهلة، في اللحظة تلك اخذتني يد ووجهت عيني الى ما يشبه المرآة فوجدتني على هيئتي اطفو في وسط الماء مأخوذة ومرتبكة بالألوان والمخلوقات ، انصت لغناء الموج واتموج ورقصات المرجان الثابت في ارضه والمائل بفضول جهة الاعلى يتمايل والنغم الرتيب ويبعث ما احسسته طمأنينة في ما حول ، كان بحراً بمخلوقاتٍ لم ارها من قبل في هدوءها براعة السكون حين ينبع عن سلام لا يكون الا حين يعبر الكائن في أقرب نقطة للفناء ويعود الى الحياة

في حلمي لم يكن هناك حدث رئيس ، هي اللحظة الأولى الخائفة وانقضت ليثبت المشهد في دعةٍ ويسكن نومي كله كما اظن ، عندما هممت بتدوين الحلم احترت ، ماذا اقول وكيف ولم حلمت هذا الحلم وماا الذي ينتاب وعيي ّ الأول ، وهل كنت مخلوق مائي قبل القبل وهل اخترت حين خيروني ان اصبح ما انا عليه وماذا لو تذكرنا اللحظة الأولى في تكوننا وكل ما مررنا به في ارحام امهاتنا حتى الآن ، هل سنكون اكثر جنوناً أم ستتبنانا الحكمة وتهذب ارواحنا ، وما الذي يجعلنا ما نحن عليه ، لم نصبح بهذا التشابه والإختلاف في آن وما الذي يجعل اثنان من البشر نشئا في نفس الظروف ومُنحا الحظ ذاته يتعاملان بشكل مختلف كرد فعل لحدثٍ واحد وهل كان هذا الحلم اشارة لفتح باب السؤال وهل يصرف الناس اهتمامهم عن احلامهم كي لا ينال منهم اليأس لأنهم لن يكونوا سادة اقدارهم في حلم او ما يسمونه واقع

كنت اتساءل من قبل عن المسميات ودلالاتها ، لم ترمز الوردة للعطر والرقة ولم يكون الإرتواء ضد الظمأ وأنا ارى ان في بعض العطش ارتواء وان بعض النباتات لا تُزهر الا في العطش وان ما تعارف عليه العالم ليس بالضرورة حقيقة لكل فرد في الكون واننا نأتي لهذا الكون طواعية لنخوض تجربة ما لكننا ننسى وننخرط فيما نحن فيه ثم نموت ونتذكر ربما ، هل بدت لهجة الكتابة صارمة ، لا اظنني اجروء على تاكيد او نفي شيء ولا ادعي معرفة حقيقة صيرورتنا ولا مساغب حياتنا ولا معنى الموت حين يكون ممرا لحياة اخرى او منفذا للخلاص من الم العيش ذاته وكيف انظر له هكذا واحزن اذا زار من احب واغضب اذ اصطحب امي بعيدا ذات مساء ربيعي وقبل يوم الامهات بليلة واحدة

كيف وصل بي حلم العيش في ماء غريب وسط مخلوقات غرائبية الى هنا ، لا ادري فعلا لانني حين ارتب بيتي لا اتطاول عليّ وأحاول مجرد محاولة ترتيب دواخلي اتركها على عواهنها تجري مثل نهر حر تنحت ما تنحت في طريقها وتفعل ما تريد

حديث الأحلام للسيدةالمختلة في البيت المسكون رقم ثلاثة الطابق العلوي

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-12-2020, 09:57 AM   #14
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي خاتمة الأحاديث


كنت على يقين انني حين اكتب بعضي هنا ، ستتشعب الكلمات وتباشر جريانها مثل نهر اغتسل فيه مني ، انشد الخلاص من هذا الزحام في داخلي ، تُثقل روحي الافكار ولا اجد حقاً من يقاسمني الاسئلة ، لم ابدا بالصمت ، كنت اتحدث ذات يوم ، كانت لي صديقة اسمها امل ، كانت تفهم حين اقول لها انا والمقعد الأصفر نتكون من ذرات ، كُتب له ان تكون ذراته ساكنه ، ثابته ، متماسكة ، وكتب علي ان تكون ذراتي متحركة وطائشة وسريعة ، كُتب له عمر طويل وكتب لثوب روحي ان يكون جسداً فاني ، سياتي يوماً ما اصبح فيه غباراً يتطاير نهب الريح لا جسد يحويه ولا دفء يضمه.

وفي عصر يوم جمعة رطب وقاتل الحرارة ، عرفت ان صديقتي الوحيدة ستموت حتما وبها داء عضال لا تريد هي ان تتداوى منه ، طلبت مني عائلتها التدخل واقناعها بالعلاج ، ربما عرفت انهم ارادوا ذلك فرفضت ان تلقاني عند طلبي الأول ، في الحقيقة لم انو ابدا الطلب منها او حتى سؤالها ، لم اكن لأجرؤ على التدخل في قرار كهذا ، اخذت ارسل لها رسائل نصية ، كل يوم رسالة ، اتحدث فيها عن ما فعلته ذاك اليوم وكيف مضى بي النهار وماذا حلمت ولم تكن ترد، ارسلت لها رسائل يوميا لمدة عام بأكمله واكثر وبعدها طُرق باب بيتي وكانت أمل في إطار الباب ، هزيلة وصفراء ، تربط راسها بمنديل ازرق وترتدي نظارتها المعتادة ، احتضنتها ودعوتها للدخول فسبقتني لطاولة مطبخي حيث تعودت ان ترافقني هناك لأنها تدخن ولا تريد التدخين في البيت لانني منعته منذ انجابي لطفلي ، مدت يدها لمفتاح مروحة التهوية وفتحتها وايضا مفتاح جهاز تنقية الجو وشغلته ورمت بنفسها على المقعدواشعلت سيجارة واعددت لها الشاي الذي تحب وجلست قبالتها

لم ابدا الحديث ، انتظرت وانا اشرب قهوتي البضاء وهي تتأمل في المكان الذي تعرفه ، بعد فترة طويلة قالت : اخبروكِ ؟ قلت نعم
قالت : ما رايك
قلت : لا رأي لي
قالت : لم آخذ الا مسكنات حتى الآن
لم أرد
قالت : صمت رضا او امتعاض
قلت: لا هذا ولا ذاك
قالت: ماذا اذاً
قلت : لا شيء ، هل تريدين ان تأكلي
قالت : الن تنصحيني
قلت : لا
ابتسمت وقالت: كنت اثق انك مجنونة تماماً في عرفهم ، ماذا ستفعلين حين اموت
قلت: سافتقدك وأبكي كثيرا لفقدك
قالت : اوه، الن تبكي علي
قلت : لا
قالت: لم لا
قلت: احترم قرارك واودعك كأنما هاجرتِ لا اعرف حتما اين ستكونين ، لكنك لا تحتاجين بكاءي عليك الأرجح انم في الموت لا تتألمين انا هنا في العيش اتالم في فقد صديقتي الوحيدة ، لذا انا لن أبكي عليك انا سأبكي فقدك
قالت : هل نرى بعضنا حتى تاريخه
قلت : ان اردت واستطعت

تلاقينا مرات قليلة وتوفيت امل في منتصف مايو بعد يوم ميلادها بقليل شابة ثلاثينية ، كانت مغتبطة لأنها لم تنجب ولم تساهم في خلق شخص قد يشبهها من جديد

لم اتذكر امل لأنني لم انسها، ذكرتها هنا حتى أوكد على صمتي مع الناس حولي وانحسار حديثي في معية العالمين ، حتى انني لم أعد افكر بشكل جدي تماما ولا فلسفي شديد لا حتى ابحث في إمور غامضة ابحث في كشوفاتها عن مغزى خفي يمنحني اشارة او يدلني على درب لم اتطرق اليه من قبل يرتقي بروحي او يريح عقلي
اصبحت اصمت خوفاً من الجدل العقيم يضيع وقتي القصير في الدنيا هنا ، كل يوم انظر الى داخلي اكثر وعدا اسرتي الصغيرة وعطفي الشديد على العالم الذي لم استطع التخلص منه لا شيء يحملني لأن اكون سيدة عاقلة رزينة توسس لها مكانة في مكان ما ، اريد ان اكون حرة من الطمع في شيء ، حرة من الرغبة، حرة من غريزة البقاء ذاتها

اذا لماذا اكتب ، اكتب كما قال درويش حتى لا أموت ، ولم وانا ادعي الزهد لا اريد الموت ببساطة لأنني ام لطفل في التاسعة لا ذنب له اذا اُخترت لأكون والدته واحب ان ارعاه واكون له مثل ما كانت امي وتلك صورة عصية لكنني احاول وهذا طمعي الأخير الوحيد والأوحد ، أن اعيش له وحسب

خاتمة احاديث السيدة المختلة القاطنه في البيت المسكون وقم ثلاثة الطابق العلوي

تمت

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقاربة نقدية - لقصيدة مقتل القمر - للشاعر : أمل دنقل عمرو بن أحمد أبعاد النقد 21 10-10-2020 12:49 AM
[ نصوص ] ... خارج النص . صفية عبد الله أبعاد النثر الأدبي 17 09-15-2016 12:25 AM
شاعر المليون 5 المنبر أبعاد الإعلام 44 04-04-2012 03:56 PM
عبد الله عطية الحارثي بين السفر والإستغراق في الذاتية محمد مهاوش الظفيري أبعاد النقد 6 07-10-2007 06:46 PM


الساعة الآن 06:04 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.