البحيرة والنورس

[حمد الدوسري]

يقول الفراهيدي:
« الشعراء أمراء الكلام يصرفونه أنى شاءوا
ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم من إطلاق المعنى وتقييده،
ومن تصريف اللفظ وتعقيده"

 

[حمد الدوسري]

كشفت دراسة أن نظم القصائد يحفز مناطق محددة في المخ، وأن هذا التأثير يشمل قراءة الشعر كذلك، وأن القراءة تمنح الشعور بالمتعة التي تبلغ حد النشوة، واصفة ذلك بالإدمان خلصت دراسة بريطانية إلى أهمية نظم القصائد إذ يحفز ذلك مناطق محددة في المخ، هي ذاتها التي تحفزها الموسيقى. كما كشفت الدراسة أن تنشيط المخ لا يقتصر على نظم القصائد فحسب، بل أن ذلك يحدث عند قراءتها كذلك
فقد نجح باحثون من جامعة اكستير البريطانية في التوصل إلى ذلك من خلال تقنية التصوير بالرنين المغنطيسي، خضع لها متطوعون شاركوا بالتجربة

صحيفة روسيا اليوم الإلكترونية بالعربي.

 

[حمد الدوسري]

هي لا تنادي غير هيمانٍ له
أدب القصيد وفتنةُ الخلَّاقِ
وأنا أراها أرجواناً قادماً
قدراً، فتحت لأجله أعماقي
ومشيت في صبح المحبة واثقا
أني سأُصبح سيد العشاقِ
لما التقينا في المطار تلفتت
ومضت تفكر في وجوب عناقي
وأنا ركضت بركضةٍ محمومةٍ
وغرقت في عطرٍ من الأعناقِ
نظراتها ، حركاتها، بسماتها
لا شيء غير جمالها بنطاقي
لولا لهاثي في المطار لكان لي
شعر سيبقى ألف عامٍ باقِ
قالت : وبيت الله إنّك عابد
فهمست : لولا أنْ يفك وثاقي
وأبوح للدنيا بما في كعبتي
وأرى ربيباً لا يريد فراقي

 

[حمد الدوسري]

أنا الإنسانُ والفنَّانُ والشاعِرْ
أنا الحُزنُ الذي يَمتدُّ كَالدنيا
بِلا آخِرْ
أنا المَطعونُ في قَلبي
أنا المَجروحُ في حُبي
أنا المُتمرِّدُ الثائرْ
أنا المُتعذِّبُ ، المتألِّمُ ، الساخِرْ
أنا مَن تَسكُنُ الأحزانُ في قَلَمي
أنا يَمتَصُّني ألَمي
لأكتُبَ هذهِ الكلِماتِ
أُنشِئُها مِنَ العَدَمِ

 

[حمد الدوسري]

أنا النَّايُ الحَزينُ الصوتِ
والنَّغَمُ الذي يَسحِرْ
أنا الإحساسُ دَفَّاقًا
ومُنهَمرًا على الأسطُرْ
أنا مَن يَنحِتُ الكلماتِ
كي تَغدو تَماثيلاً مِنَ المَرمَرْ
وأزرعُ دائمًا شِعري
بَساتينًا على الصفَحاتِ
كي تُزهِرْ
وأمضي بينَ أبياتي
أرى نَفسي
أرى ذاتي
أرى وَجهَ انفِعالاتي
وبينَ السطرِ والسطرِ
أذوبُ
أموتُ
أنتَحِرُ
لأُهديَكُمْ كِتاباتي

 

[حمد الدوسري]

إنتهت قهوتنا
وانتهت قصتنا
وانتهى الحب الذي كنت أسميه عنيفا
عندما كنت سخيفا ..
وضعيفا ..
عندما كانت حياتي
مسرحاً للترهات
عندما ضيعت في حبك أزهى سنواتي.
بردت قهوتنا
بردت حجرتنا
فلنقل ما عندنا
بوضوحٍ ، فلنقل ما عندنا
أنا ما عدت بتاريخك شيئا
أنت ما عدت بتاريخي شيئا
ما الذي غيرني؟
لم أعد أبصر في عينيك ضوءا
ما الذي حررني ؟
من حكاياك القديمه
من قضاياك السقيمه ..
بعد أن كنت أميره..
بعد أن صورك الوهم لعيني.. أميره
بعد أن كانت ملايين النجوم
فوق أحداقك تغلي
كالعصافير الصغيره..
***
ما الذي حركني؟
كيف مزقت خيوط الكفن ؟
وتمردت على الشوق الأجير ..
وعلى الليل .. على الطيب .. على جر الحرير
بعد أن كان مصيري
مرةً ، يرسم بالشعر القصير ..
مرةً ، يرسم بالثغر الصغير ..
ما الذي أيقظني ؟
ما الذي أرجع إيماني إليا
ومسافاتي ، وأبعادي ، إليا ..
كيف حطمت إلهي بيديا ؟.
بعد أن كاد الصدا يأكلني
ما الذي صيرني ؟؟
لا أرى في حسنك العادي شيا
لا أرى فيك وفي عينيك شيا
بعد أن كنت لديا
قمةً فوق ادعاء الزمن..
عندما كنت غبيا..

نزار قباني

 

[حمد الدوسري]

أحيانا بعض القرارات والقناعات والرغبات تتغير
خلال بعض التأملات والذكريات السكرية الفيروزية
مع جسر اللوزية وكوب قهوة كولومبية محمصة
تغرق فيها عصابة كافيين وفي لحظات الهدوء
تتبين وتتفتح بعض زهور التفاصيل الجميلة
تزرع فيك إبتسامة وتشدك كثيرا للكتابة

 

[حمد الدوسري]

من أجمل الذكريات القديمة العذبة
لحظات الانتظار في صالات المطار
ورائحة الشنطة حين تفوح منها
رائحة الفهرنهايت والعطور القديمة
حين تغطي على بعض تفاصيل الغبار
والتفكير في ملامح الغريب القادم المجهول

هي لا تنادي غير هيمانٍ له
.....................أدب القصيد وفتنةُ الخلَّاقِ
وأنا أراها أرجواناً قادماً
.....................قدراً، فتحت لأجله أعماقي
ومضيت في صبح الغرام مؤمِّلاً
....................أني سأُصبح سيد العشاقِ
لما التقينا في المطار تعطرت
.........................وترددت حيرانةً بعناقي
أقبلتُ محموم الخطا لعناقها
....................وغرقت في عطرٍ من الأعناقِ
نظراتها ، حركاتها، بسماتها
..................أسَرَت بفتنة حُسنها أحداقي
لولا لهاثي في المطار لكان لي
....................شعر سيبقى ألف عامٍ باقِ
قالت : وحق الله إنّك غارق
..................فهمست : لولا أنْ يفك وثاقي
وأبوح للدنيا بما في خافقي
....................وأرى عشيقاً لا يريد فراقي