[ من محاسن الذاكرة الضعيفة أن الشخص يتمتع بالأشياء الجيدة عدة مرات لأول مرة ] * فريدريك نيتشه
الحقيقة أنني أتمتع بذاكرة قوية فيما يخص البعيد من الأحداث , ورغم الثقب الأكبر في ذاكرتي الآنيّة , إلا أن ذاكرتي القديمة بدأت بالتأرجح ,
أُصبت بالذعر وأنا أقرأ كتاب [ ألزهايمر] لغازي القصيبي - رحمه الله - حيث أن الكثير من الأعراض , أشعر به , يعيش معي , وفي ختام سلسلة العشرين بمقاربة الثلاثين !!!
أهرب من هذا التفكير اللعين , بـأن المسألة مجرد تكالب مسؤوليات ومزاج سيء , فـيكثر النسيان ..
ليس جيدا أن تبدأ صباحك بفكرة كهذه ,
أعود لـنيتشه ,
حقيقة أرى أن الأسوأ , أن تفقد ذكرياتك الجميلة تباعا ,
تحاول عصر اسفنجة الذاكرة , للخروج بـتفاصيل حالة معينة , وتجد الصور تختفي والملامح تتبعثر ,
طبعا هذا في حال ضعف الذاكرة ,
أما ألزهايمر , فأسأل الله أن لا يكتبه لأحد من خلقه , هذا المرض لا تتمناه لعدوك ....
كان هذا , حيث شاهدت هذا المقطع :
والذي يغني فيه عبادي الجوهر أغنية لطلال مداح - رحمه الله - في حفلة أبها في السنة الأولى بعد وفاته ,
أتذكر تفاصيل تلك الحفلة :
كانت في صيف العام 1422هـ / 2001م
حقيقة لم أكن حريصا على متابعتها كثيرا , حيث أن الحفلات لم يكن تنظيمها كـالمعتاد , وكانت ردة فعل وفاة طلال - رحمه الله تعالى - لم تزل تحمل صدى واسعا .
أحد الأقارب وأصدقاء الروح , قام بتسجيل الحفلة يقينا منه أن عبادي لن يمررها هكذا ,
كنت نائما أثناء عرض الحفلة على الـ mbc
صحوت متأخرا , و وجدت [ عشرطعش ] اتصال على الهاتف الثابت , والجوال ,,
و كعادة أيام الصيف , تصحو متأخرا , تبحث عن السهرة , اعتاد أصدقائي السهر - غالبا - عندي .
عندما وصلوا , أخرج صديقي شريطا , و وضعه في جهاز الفيديو , كان مجهزا على اللقطة , بداية المقطع هذا بالضبط .
جلست فاغرا / عيناي في أعلى جبيني , لا توجد شعرة في جسدي لم تقف , شعرت برجفة رهيبة ..
حين تفقد أباك الروحي وصديقك الأكبر وعراب عملك , قد تشعر بشيء من عيني عبادي الفائضة بالدموع , وتلك الغصة المتوالية مع كل مقطع , وإحساس يده التي تداعب العود بـ ألم ..
كان موقف وفاءٍ روحيّ , وإنساني جدا ...
أدام الله عليكم ذاكرتكم , ورحمكم بنسيان سلبياتها ...
يرشدنا الخطأ لأكثر الأشياء صواباً .. لذلك جرى القول بالنظر إلى نصف الكأس المملوء وسرت الأمثال بأن
" رب ضارة نافعة " ..لأننا نقوى إذ ننكسر .. نتقن درساً بعد الجزاء .. نقترب من الآخرين حد الحذر ,
وننأى عنهم حد الارتياح ..!
- عندما نكون على شفا حفرة من سقوط ندرك أن ثمة مايحتاج لتهذيب وإعادة نظر وترتيب أوراق ..!
- لا نملك إعادة الوقت , ولا التحكم فيما حدث ولكننا حتماً نستطيع التمهيد لغدٍ جميل بناءً على حاضر واعِ .
صوت المطر في الخارج ملهم بالدعاء .. مغرٍ بالطهر .. مستفزٌ للصمت ..
محرض على اليقين بالأمل وبأن الجفاف لايدوم والغلبة للأطهر ..!
وقفت في منتصف المطر .. تذكرتُ الدعاء المستجاب .. والهم المنتحب
في صدري .. تذكرتُ دمعتي الشقية التي بدأت تتمرد على عيني وترى
في سقوطها حرية .. بينما احتباسها ليس أكثر من غباء أمارسه عليها وعليّ ..
تذكرتُ أن فسحة من اليأس لا تمنع حياة من أمل ..!
في منتصف المطر .. تذكرتُ بأن يديّ صفرا وأن الله يستحي أن يردهما كما كانا إن رفعتهما إليه..!
صوت المطر في الخارج ملهم بالدعاء .. مغرٍ بالطهر .. مستفزٌ للصمت ..
محرض على اليقين بالأمل وبأن الجفاف لايدوم والغلبة للأطهر ..! وقفت في منتصف المطر .. تذكرتُ الدعاء المستجاب .. والهم المنتحب في صدري .. تذكرتُ دمعتي الشقية التي بدأت تتمرد على عيني وترى في سقوطها حرية .. بينما احتباسها ليس أكثر من غباء أمارسه عليها وعليّ .. تذكرتُ أن فسحة من اليأس لا تمنع حياة من أمل ..! في منتصف المطر .. تذكرتُ بأن يديّ صفرا وأن الله يستحي أن يردهما كما كانا إن رفعتهما إليه..!
نعم يا فاطمة , الأمل في الله
ذلك الضوء الخافت البعيد الذي لم يرتق يوما لإستفزاز خطواتنا نحوه , وراءه فرجةٌ لانهاية لها ومساحةٌ لاتعرف التقييد وقلبٌ لا يأبه بمتاهات الدروب
وكل هذا السواد المحيط بنا يتلاشى مع أول خطواتنا الصادقة نحو بقعة الضوء تلك ..
الفرح والحزن , يبدو أن العقل يحتفظ بهما في نفس المساحة من الذاكرة ..
لذلك , مع كل مرور لتخزين فرحة آنية لابد له من استعراض لحظة حزن في المقابل .. (:
البارحة كانت ضحكة طويــــــــلة إنتهت بنحيب مُر ..
لا أعرف .. ما مدى الاستفادة حين نسرق الأفكار .. رغم كونها ستنكشف يوماً ما .. لكن .. عزائي أن ما يُكتبُ في صرحٍ آخر ؛ وإن كان ب اسمٍ آخر .. لشخصٍ آخر أنّهُ لي ...
لذا ..
أعِدكَ أيُّها السارق أن أزيدَ من فرصة شهرتك قريباً مع بوحٍ مُكثّفٍ في الأيام القادمة ...