شمالاً .. جهة القلب ..!!

[منى السويدي]

.
.



إذا يغنيك عني شي .. فلا شي عنك يغنيني *

* عبارة لكاتبها .. تعلقت بها عينيّ وحواسي بأجمعها ..!

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

	ولا صورة تلائم هذا المقام

وعلى صوت تنبيه الرسائل الواردة ..
استيقظت ..
يااااااااااااااااهـ الساعة الثالثة والأربعين دقيقة فجراً ..
توقعت المرسل ..
فلا غيرهـ يحب انتزاع الهدوء منها .. ليدس هدوئه بدلاً منه ..
فتحت الرسالة بعينين أقسم النعاس أن لا يعتقهما ..
(( مثل ما خربتي رقادي .. بخرب رقادج ))
ابتسمت .. ضحكت .. وعبست متفكرة .. ومتى تجرأت وتحرشت بك ..!؟
ظلت مستلقية .. وكتبت له رداً متسائلاً :
(( أنا ؟؟ حشا عليه ؟؟
أصلاً أنا غير راحتك ما أدور ))
واحتضنت هاتفها المتحرك .. بيديها .. وكأنها لهذا الشغب تستشعر ..
وصوت يقطع عليها وتيرة شعورها ..
(( رسالتج الأخيرة اللي طرشتيها .. خربت رقادي ..
ليش ترسلين لي .. في وقت رقادي ؟؟ ))
نبتت فوق رأسها علامة تعجب هائلة .. متسائلة
الساعة التاسعة والنصف مساءاً .. ما عهدته ينام ..
وهو الذي إذا لم يطمئن على رحيل الليل تحت وطأة الفجر لا ينم ..
أرسلت له مجدداً ..
(( ما كان عندي علم إنك راقد .. وبعدين من متى ترقد بدري ؟؟ ))
وصلها الرد ..
(( كيفي : ) .. ))
أجابته ..
(( إنزين .. أنا وحدة عندها .. دوام .. وبرقد عنك ..
تم بروحك .. باي ))
فكان رده ..
(( لا .. مثل ما خربتي رقادي .. عقاباً لج أتمين ويايه لين ما أرقد ))
لمست هاتفها بحب .. وكأنها تشعره بقربها وبإمتنانها لهذا الشغب الجميل ..
(( أنته مجرم .. تحب تلومني في كل شيء .. ))
وتهربت من الإقرار له بحاجتها لهكذا وقت يكون فيه لوحدها هي فقط ..
وإن كان على حساب راحتها ..
وصلها الرد ..
(( إلحقي .. حاطين فلم The GOD Father ..
سير شوفيه .. أنا أتابعه الحين ))
هرولت أصابعها تكتب له الرد ..
(( وأنا بعد خاطري أشوفه الحينه وياك ..
نتابع نفس الفلم أنته في مكانك وأنا في مكاني ..
بس أحاسيسنا مع بعضها .. لكني ما أقدر أيلس في الصالة الحين ..
الكل بيتساءل في البيت .. شوف الفلم عني : ) ))
رد عليها ..
(( Can I call u ))
ردت عليه والابتسامة تفضحها أمام تمنعها ..
(( لا .. ما أقدر أرمسك هالوقت ))
أرسل إليها من رقم آخر ..
(( تدرين .. البرد عندنا موووووووووت .. مب محتمل ))
ردت على رقمه الأول .. متجاهلة الرقم الجديد ..
(( تستاهل .. بس تدري ..
تغطى زين .. عن تمرض .. محد عندك هناك يجابلك ))
رد عليها .. من الرقم الثاني ..
(( بليز .. أرسلي لي على الرقم هذا ))
تمادت في عنادها .. وأرسلت له على الرقم الأول ..
(( كيفي .. ))
وهنا تحديداً تعالت نغمتهما المفضلة من جوالها .. بإتصال كان منه ..
* ألوووو ..
- إنتي ما تفهمين ..
* شو فيك ؟
- أقولج ارسلي على هذا الرقم .. ليش تعاندين ..؟
* انزين مافيها شي .. الرقم هذا او ذاك .. مالك ..
- يا غبغب .. هذاك الموبايل .. فضت بطاريته .. وحطيته في الشاحن ..
ومكان الشاحن بعيد عن سريري .. وبأسباب عنادج ..
كل شوي أقوم من فراشي ولحافي .. عشان أقرأ رسالتج .. والبرد هنيه ما يرحم ..!
ضحكت على فعلتها ..
* وأنا شو دراني .. بس انته تستاهل ..
- جب ..
* انته جب ..
- يلا بسج .. ببند ..
وفي هذه الأثناء تناهت لمسمعها موسيقاها المفضلة من الفلم المعروض ..
* لا .. اصبر ..
- ليش ؟؟
* خلني أسمع نغمة الفلم .. تدري بي وايد أحبها ..
- ماشي ..
* لا تعاند .. بليز ..
- عندي سيديات الفلم .. أرسلها لج ..
* هيه أرسلها .. خاطري أشوف هالفلم لين الحينه ما شفته ..
- انزين .. والحين Good Night
وعلى مضض انهت المكالمة ..
ليكملا حديثهما بالرسائل ..

http://www.bh2day.net/medialoader/midi2/8.ram


نغمة الفيلم .. ونغمة هاتفها المتحرك ..!
.
.

 

[منى السويدي]

.
.


أُحِبُكَ ..
وإنطلاقاً من ضمة تعانق ألفها ..
وكسرة بـ حائها تتحرش وتكسر لكنتها
إلى ضمة أخرى .. للجوء إلى بائها تفتعل الأسباب وتبحث ..
حتى فتحة بـ كافها تتباهى .. تعلو قامتها
وتقف هناك عمراً .. معلنة :
أنتَ ولا سواك .. أنتَ ولا سواك ..!


.
.

 

[منى السويدي]

.
.



كل شيء فيك جميل ..
لكن أجملكَ
أنكَ كما تجيد كسر فرحتي
تجيد أيضاً
جبرها بريق حرصك وأسفك ..!!




.
.

 

[منى السويدي]

.
.
بعض الأقاويل .. مصلها التجاهل ..
وبعضها الآخر .. لقاحها.. التباهي بما يثرثرون !

قل لهم .. أني نبضاً
من دون الخفق في قلبكْ
يفني ولا يستمر !


قل لهم .. أني ضلع أعوج
منكَ خلقتْ .. وفيك أستقيم
ودونك يزيد إعوجاجه وينكسر !


بل قل لهم ..
هه .. هي زاوية أحب أن أحشرني
بين ضلعيها في ضيق ودهشة ولا أفر !


وقل لهم .. أني شتاتٌ
ملَّ فنون التبعثر واللملمة
وفي غير فجوة ذراعيكْ هناك
لا يستقر !


ودعني أقل لهم .. أنكَ
فضيحة لذيذة تلاحقني ..
وتدعو العيون لتفرسي .. أتباهى
ومنها لا أستتر !

.
.

 

[منى السويدي]

.
.


بخبرة سددت كل فراغ بي .. بكَ وبأشيائك ..
وبلا تردد عني رحلت ..
فـ كلك يدري أني عنك لن أصبر ..
وأني عنك بـ عنادٍ سأبحث ..!


.
.

 

[منى السويدي]

.
.

بوفاء خالص .. نحشر ذكراهم التي لا تعني سوانا بشي .. ونمتهن الاخلاص لهم ..
لأننا ببساطة نكبر وننضج بصحبة ذكرياتهم ..
لكن هناك بعض من ذكريات تثقل الجانب الأيمن منا .. وتتركنا نترنح ..
نمشي بخطى غير موزونة .. نتعثر ونتساقط منا ..
لأننا ببساطة أشد .. نكبر بنكسة أنضج مع هذه الذكرى ..
هؤلاء لا يستحقون البقاء معتكفين في أنفسنا على شاكلة ذكريات ..
لأن أصحابها لم يكتثروا أصلا بما حمّلونا من ذكراهم .. تجدهم طائفين من بيت لبيت ..
وبارعين في شد خيوطهم على نول هذا وهذا .. ناسجين أنفسهم في قلوب جديدة غيرنا ..

وسقطتُ أنا ( فيكْ ) ..!

لو أنكَ عطر محشور في قارورة متناسقة القد ..
لما ترددت في كسرها على صخور لا أنفاس لها .. فلا تختنق
ولا أختنق أنا .. وأموت بكَ مجدداً..

أنتَ بي تعثرتْ ..
وسقطتُ أنا فيكْ ( بحرج تضحكْ )

لا ..
أنتَ خططتْ لتتعثر بي ..
حتى أسقط أنا فيك ( وبضيق تتنهد )

لو تجوز اللعنة ..
للعنتُ ذاكرتي المحقونة بكْ !

وبعد تفكير .. وتمحيص ..
أجليتُ ذكرياتكَ من عقلي ونفسي ..
وهناك .. هناك شمالاً ( قلب يضحك مني ) !

أف منها ..
خشخشة ذكرياتي حينما تخشخش أنتَ فيها ..
تلفتُ النظر لي ..
ليجدوني متلبسة في إبتسامة أو ربما تجهم عظيم !

بعض الذكريات
يتوجب طرقها وهي ساخنة بمطرقة الوجع ..
نغير ملامحها ونسحقها ..
فلا نعرفها حين نلتقيها مجدداً !

ليت الذكريات ..
تأخذ مني موعد لتزورني ..
لكنتُ أخلفت موعدي معها ..
وغيرتُ مكان إقامتي ..

أتشفع الذكريات الجميلة لصاحبها ..
حينما يعود محمل بعبثه أو أعذاره ؟!

وهنا تلتقي الأنفاس:
هناك ذكريات .. نتمدد بها .. وأخرى تتمدد بنا ..
والأخيرة ليست إلا هلاكٌ .. هلاكْ !

.
.

 

[منى السويدي]

.
.

بعد أن عودتني عليك .. وحقنت أوردتي بجرعات منك ..
حتى انتشرتْ جزيئاتك بي ..وأدمنتكَ بلا حد وبلا اكتفاء ..
التفتَ عني .. لتطالعها هي
بنظرة تتسع مدارك الإعجاب بها .. وبذهول لا يضاهيه إلا ذهولك بي ..
حتى سقطتْ بكلها فيك .. وبي لم تبالِ ..
لكن .. ضع عينيك في عيني .. وصارحني ..

تلك الأنثى ..
كم من الصبر تحتاج .. لتحتوي صمتك المتسلط .. وتحتملكَ كما احتملتكَ أنا ؟؟
وكم من الوفاء تحتاج .. حتى ترتق خيانتك لها .. وتصمد كما صمدتُ أنا ؟؟
وكم من ألوان الحب تحتاج .. حتى تحبك بنكهات مختلفة .. كما أحببتك أنا ؟؟
وكم من القوة تحتاج .. لتقف قبالتك غير ناكسة رأسها بوجع .. كما وقفتُ أنا ؟
وكم من المساحات تحتاج .. لتعيشكَ على طريقتها .. كما عشتكَ أنا ؟؟
وكم من العافية تحتاج .. لتقاوم انتكاساتك .. كما قاومتُ أنا ؟؟
وكم من القناعة تحتاج .. حتى تتجاهل عروضهم .. كما تجاهلتُ أنا ؟
وكم من الوداد تحتاج .. حتى تهيم بكَ .. كما همتُ أنا ؟؟
وكم من الجنون تحتاج .. حتى تخترق العادات والتقاليد .. كما اخترقتها أنا ؟؟
وكم من الأمومة تحتاج .. حتى تعتني بكَ .. كما اعتنيتُ أنا ؟؟
وكم من الحنان تحتاج .. حتى تتناسى آلامك ولا تُعاتبكَ .. كما تناسيتُ أنا ؟؟
وكم من الدفء تحتاج .. حتى تشتت بردك .. كما شتته أنا ؟؟
وكم من الأمل تحتاج .. حتى تكسر يأسها منكْ .. كما كسرته أنا ؟؟
وكم من الأرواح تحتاج .. حتى تضخ الحياة في ذكرياتها معك .. وتعيشها كما عشتها أنا ؟؟
وكم من الأدمع تحتاج .. لتغتسل من أوجاعكَ .. كما اغتسلتُ أنا ؟؟
وكم من الخشوع تحتاج .. لتبتهل لك في دعواتها .. كما ابتهلتُ أنا ؟؟
وكم من الإرادة تحتاج .. لتغض الطرف عن عيوبكْ وبها ترضى .. كما رضيتُ أنا ؟؟
وكم من الخوف من الله تحتاج .. لتدوس رغبات نفسها ونفسك .. كما دستُ أنا ؟؟
وكم من اليقين تحتاج .. لتدرك أن النصيب يُصيب .. كما أدركتُ أنا ؟؟
وكم من الإلحاح تحتاج .. لتزج بكَ في أدعيتها .. كما زججتُ أنا ؟؟
وكم من الإصرار تحتاج .. لتتحداهم قائلة: أنا مب بس أحبه .. أنا أموت عليه .. كما تحديتُ أنا ؟؟
وكم من الصمود تحتاج .. لتثق بكَ رغم عبثكَ .. كما وثقتُ أنا ؟؟
وكم من الغرام تحتاج .. لتغرم بكَ من أقصى قسوتكْ .. حتى أقصى أقصى طيبتك .. كما أُغرمتُ أنا ؟؟

أتحداكَ يا رجلاً أحببته ..
أن تجد فيها حتى شبر مني .. يعوضكَ عني ..
أتحداكْ ..!

وعند الهامش:
وما كلماتي أعلاهـ ..
سوى نتاج حرضتني عليه أحرف كاتبتنا الأصيلة ..
ذات نص فاخر لها ..

.
.