
رسالة مفخخة بالتذكر والتصبر من أم ثكلى أرسلتها مع الغيم الزاجل التي تعرف مكان ابنها المخطوف.
خرافةُ لبسِ قُبَّعَةِ التَّخفِّي
تُواصلُ بالحقيقةِ لدغ خَوفي
سجلَّ الكلِّ يطوي اللَّيلُ إلَّا
نباحَ الكلبِ.. عويَ الرِّيحِ.. طَيفي
يُزاورُ قلبِيَ الحلَّاجَ ظنٌّ
أعيذُ تأمُّلي هَمَزاتِ ضَيفي
يَجرُّ تفاؤلي نحوَ التَّلاشي
زبانيةُ التَّشاؤمِ رَغمَ أنفي
كماءِ النَّارِ دمعي يا ابنَ بطني
يُذيبُ بمسحِهِ بصماتِ كفِّي
ومهباشُ الطُّلولِ يدقُّ رأسي
يُحمِّصُ بعدَ ذلكَ هيلَ ضَعفي
متى سأصدِّقُ الرُّؤيا وأحيا
تَجسَّدْ مرةً لأتلَّ حَتفي
ألا عفريتُ يحضرهُ سريعاً
إليَّ وقبلَ أنْ يرتدَّ طَرفي
.......
مَضتْ سَنَةٌ على ميلادِ موتي
وما انفكَّ الذُّهولُ يصيحُ يَكفي
كمريمَ انتبذتُ وراءَ دمعي
أُدوزِنُ بالثَّباتِ لضبطِ رَجفي
أُجهِّزُ في الصَّباحِ مدىً لحُزني
أُحضِّرُ في المساءِ دَماً لنَزفي
أهزُّ كآبتي لِمَ كلُّ هذا!!
فتفعلُ كالحكومةِ حينَ تَنفي
- سكابا يا دموع العين سكابا
- خذوا ابني ظلما واغتصابا
إذا طفلٌ أمامي صاحَ "ماما"
أحسُّ بشوكةٍ تجتثُّ جوفي
هَلِ الأفراحُ اسمٌ أعجميٌ؟؟
لتمنعَ قبضةُ الأتراحِ صَرفي
بِقدْرِ أمومتي أسَّستُ حُلمي
أيصبحَ جُرفَ هَارٍ بعدَ نَسفي!!
أرى بيني وبينَكَ واوَ عطفٍ
تُضايقني.. فكيفَ بواوِ خَطفِ
كما فَرِحَتْ بموسى أمُّ موسى
متى (كُلَّاً) أصيرُ بعَودِ (نِصفي)
ويسقُطُ كالطُّغاةِ جِدارُ صَبري
وتُكسَرُ جَرَّةُ الكابوسِ خَلفي
إذا ما الدَّهرُ كالحجَّاجِ يبقى
فقدْ اينعتُ.. ليتَ يحينُ قَطفي
تعبتُ مِنَ النَّوى وبياضُ شيبي
إلهي هدَّني وسوادُ ظَرفي
وأرهقني تحسُّسُ ريحِ طفلي
فهاتِ به.. وإلَّا قمْ بخَطفي