إذا أردت معرفتي

[عبدالناصر الأسلمي]

حاربونا كأننا أعداءُ
أنكرونا كأننا غرباءُ
يعلم الله أننا نتشظى*
نتلظى وكم يزيد العناءُ
أيها اللحم قليلا من عداء
كان كافٍ لايطغيَـنّ العداء
سممونا بوعدهم وهو كذب
جرعونا الأسى ونحن سواء
قيدونا بالقيد دون شهود
والمداجي ينوبه الإقصاء
يشهد الحب اننا برآء*
من سواكم ويشهد الانتماء
ماؤنا ماؤكم ونحن هواكم
وهوانا انتم فأين الخواء
لو أتينا ذنب المحبة يوما
اغفروا فابن آدم خطاءُ
ليس نبغي الدواء فيما علمنا
فمع الآه لايفيد الدواءُ

 

[عبدالناصر الأسلمي]

منذ اللقاء وعيناك احتفالاتي
منذ الوداع وعيناك ارتحالاتي
منذ الغناء الذي غنيتِه ألمـاً
في سهرة البحروالألحان مأساتي

منذ السماء التي غطت مشاعرنا
أوراقها التوت والدنيا سفاراتي
منذ السخاء ومافي كفه كرم
لبوحنا لخيالات ابتهالاتي

منذ ابتهالات عينيك التي اختُزِلت
في لوحة في عطورِ في مقاماتِ
ومهجة السفر المجنون قد رضيت
من التصبح فينا بالمساءاتِ

 

[عبدالناصر الأسلمي]

ما لعينيك تهملان شموعا
وتضيئان ليلنا أشواقا
قربيني من الغضارة اقطفها
رواءً فلا نريد فراقا

اسكبيني بكأسك العذب خمرا
وارشفيه ملألأ رقراقا
قبليه بعد ارتشفاك حتى
يسكر العمر ، أن يذوق عناقا

قربيني من الوصال حناناً
واسلبيني هويتي والرفاقا
أبعديني من العقول جنونا*
أعظم الحب ما يصب اندفاق

ارفقي بي ارجوك فلترفقي بي
انا جسمٌ قد ذاب فيك احتراقا
انتِ ضلعي ، فكيف لو انتِ كفي
أين أمضي ولا أراكِ اختناقا

ألطفُ العشق ما يكون حديثا
دون وعْيٍ وما يكون استراقا
يغسل الروح من عناءٍ قديمٍ
وجديدٍ ليخلط الأوراقا

اسرقيني من عالمي ومحيطي..
وخذيني إليك فالوجدُ راقا..
واقطفي من مشاعري كل بوحٍ..
واجعليه لـِ دائنا ترياقا..

 

[عبدالناصر الأسلمي]

فنجان قهوتك الميمون جانبه..
يحكي إليّ بآهاتٍ وأوجاعِ..
لا أدري هل فرحا يحكي وهل وجعاً
لكنه الآن يحكي وسط أسماعي..

فنجان قهوتك المجنون داخلُه
يغري وليس له إغراء إبداعي
يغري الشفاه إذا احتلت مراشفه
يغري التلهّف فينا دون إسراعِ

فنجان قهوتك المسكوب عن خجلٍ
فيه بقايا فقيرٍ كان إقطاعي
فنجان قهوتك المسروق من زمنٍ
فيه بكاء نحيف الخصر مطواعِ

فنجان قهوتك الأحلى تقدّم لي
يجتاحني يستثير الغائب الواعي
فنجان قهوتك المسحور يسحرني
راقب تفاصيله يسري بأصقاعي

سكبتُ فيه مسرّاتي وضرتها
وأمنياتي وأحلامي بإخضاعِ
صهرت في رغوة الفنجان أوردتي
واصطكت الآه بعد الآه في القاعِ

فنجان قهوتك ،،
الفنجان أين هوى؟؟

ياصاح صارت شظاياه بلا راعي

 

[عبدالناصر الأسلمي]

الفقرُ والجهلُ والآهات والغصصُ..
والأمنيات التي فيها لها قصصُ..
من يحمل الذنب ، والأحمال مثقلةٌ..
تكاد تعجز في استيعابها
الحصصُ.

لا ينسجون هواهم في مخيلةٍ
إلا وقد فاتهم في قنصها الفرصُ
ولا يخيطون من أحلامهم وطنا
إلا ويجتاحهم في الحلم من رقصوا

وكم يريدون وأد الحلم عن حسدٍ
ولا يموت الألى يبنون لو نقصوا
حماة إنسانهم يبنون مهجته
وما تمادوا ولاحادوا ولا قلصوا

وليس حجتهم حقا ولو صٰبغت
بالحق ، إن الهوى أعمى ومُنتَقص
يموت واحدهم منّا ويمرضه
أفراحنا بل يصيب الآخر البرصُ

 

[عبدالناصر الأسلمي]

مُشوّشٌ أنا ياتشرينُ*لامطرٌ
من عهد جدي ولا بردٌ ولا ماءُ..
لِمَ الفطامُ وأصناف الجفاف نمَت..
والجائعون حضاراتٌ وأثداءُ..

مشوّش أنا هل تدرين كم سقطت
من العيون من الأفكار أشياءُ
كأنما إنتِ ياتشرين صاخبة
بين الشفاه ولا تدرينَ*ما الداءُ

الشاهد الحال ياتشرين*ُكم خَطَرَت
في القلب نحوك أحوالٌ وآراءُ
أدنيك ، أقصيك ،
أبري مهجتي*
وأنا في قسمة الحب*
مرتاحٌ ومستاءُ..

سلالمٌ نحن ياتشرين خاضعةٌ..
أجسادنا درجاتٌ وهي إعياءُ
وكم تمرّ علينا الناسُ مسرعة
مرّ السحاب وكم فاقوا ولا فاءوا

ياليتنا سلّمُ الأنغام نطربهم*
على الأقل كذكرى أو إذا شاؤوا
ياليت أنّا على قدر العناء لنا
حظ كما الناس ، إن ظلّوا وإن ناؤوا*

 

[عبدالناصر الأسلمي]

ما لعينيك تهملان شموعا
وتضيئان ليلنا أشواقا
قربيني من الغضارة اقطفها
رواءً فلا نريد فراقا

اسكبيني بكأسك العذب خمرا
وارشفيه ملألأ رقراقا
قبليه بعد ارتشفاك حتى
يسكر العمر ، أن يذوق عناقا

قربيني من الوصال حناناً
واسلبيني هويتي والرفاقا
أبعديني من العقول جنونا*
أعظم الحب ما يصب اندفاق

ارفقي بي ارجوك فلترفقي بي
انا جسمٌ قد ذاب فيك احتراقا
انتِ ضلعي ، فكيف لو انتِ كفي
أين أمضي ولا أراكِ اختناقا

ألطفُ العشق ما يكون حديثا
دون وعْيٍ وما يكون استراقا
يغسل الروح من عناءٍ قديمٍ
وجديدٍ ليخلط الأوراقا

اسرقيني من عالمي ومحيطي..
وخذيني إليك فالوجدُ راقا..
واقطفي من مشاعري كل بوحٍ..
واجعليه لـِ دائنا ترياقا..