[ رَصدٌ لِبَرنَامج شَاعِر المَليوْن ] - الصفحة 43 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُعْتَقُ النُّورِ: رِسَالَةُ الْغَرِيبِ إِلَى صَبِيَّةِ الشَّعَاعِ! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )           »          مستشفى المجانين .. (متجدد) (الكاتـب : د. فريد ابراهيم - آخر مشاركة : سالم حيد الجبري - مشاركات : 221 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7522 - )           »          تصادم مذنب بشراع جاك (مقطع مسلسل من قنابل الثقوب السوداء) (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          ضَوْء فَنِّي .. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 9 - )           »          مأوى الأحلام. (الكاتـب : آية الرفاعي - مشاركات : 121 - )           »          كون يغلي؛ (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : آية الرفاعي - مشاركات : 2 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 2902 - )           »          درس واحد !!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : عُمق - مشاركات : 7 - )           »          العيون السود (الكاتـب : مصطفى معروفي - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد الإعلام

أبعاد الإعلام مِنْبَرُ الْمَنَابِرِ وَ حِبْرُ الْمَحَابِرْ .

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-29-2009, 12:48 PM   #337
شوق علي
( ..|وَيَرْتَديها الْجُنون‘ )

الصورة الرمزية شوق علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

شوق علي غير متواجد حاليا

افتراضي


خلفان الثاني يفزع لـ فهد السعدي بـ قراءة إنطباعية لـ قصيدة مائية المشاركة في برنامج شاعر المليون

وكالة أنباء الشعر – خاص


في حدث غير مسبوق ، الشاعر العماني خلفان الثاني يفزع لصديقه الشاعر فهد السعدي المشارك في
برنامج شاعر المليون النسخة الرابعة بعد أن تأهل للمرة الثانية . وقد قدم السعدي قصيدة " مائية "
الأربعاء الماضي والتي أثارت جدلا ً واضحا من قبل لجنة التحكيم لإنه قد دخل في المحظور كما يدعون ،
وأثارت استغراب المشاهدين وجمهور مسرح شاطئ الراحة ، وانتقل السعدي لمرحلة التصويت التي
ستكشف نتائجها الأربعاء المقبل .

الشاعر خلفان الثاني يفاجئ الجميع بقراءة انطباعية يحاول فيها فك خيوط قصيدة السعدي وينشرها في
عدد من المواقع العمانية قائلا في مقدمتها : هي قصيدة مبدعه غارقة في الجمال رغم أن البعض أشكل عليه
الجمال بحسب قراءته السريعه للقصيده ولست هنا في موضع الحكم على ذائقة فلان أو علان لأنها في
نهاية الأمر ذائقة شخصية / والمشكلة ليست في قراءة القصيدة كذائقه لأن الجميع قادر على قراءة النص
الشعري وفق ذائقتة الشخصيه / لكن حين نحكم على نص شعري فعلينا التخلي عما هو شخصي لذلك
وضِعتْ معايير تنظم خصائص التحكيم حتى لا تغلب الذائقه على الهدف المراد فيضيع القارئ أو المشاهد
في ما يتلقاه عقله حينها فيصرفه عن رؤية العمق الفني للقصيدة ..


وقراءة الشاعر خلفان الثاني للنص ..

((قراءة نقديه في قصيدة (المائيه) للشاعر العُماني/ فهد السعدي
تبين جماليات القصيدة المبدعه وتدخلنا أكثر في فكر شاعر يحلق بعيدًا خارج السرب / شاعر لا يعترف إلا بالقصيدة المبدعه الغارقة في الجمال رغم أن البعض أشكل عليه الجمال بحسب قراءته السريعه للقصيده ولست هنا في موضع الحكم على ذائقة فلان أو علان لأنها في نهاية الأمر ذائقة شخصية / والمشكلة ليست في قراءة القصيدة كذائقه لأن الجميع قادر على قراءة النص الشعري وفق ذائقتة الشخصيه / لكن حين نحكم على نص شعري فعلينا التخلي عما هو شخصي لذلك وضِعتْ معايير تنظم خصائص التحكيم حتى لا تغلب الذائقه على الهدف المراد فيضيع القارئ أو المشاهد في ما يتلقاه عقله حينها فيصرفه عن رؤية العمق الفني للقصيدة ، وأمامنا اليوم قصيدة غاية في الجمال / ولا أعني هنا الجمال الذي تم تعريته والذي إنصرف القارئ العادي إلى اعتبار أنها صحيحه وخـُيل للناس أنه (ذهب .. ولكن ؟) فصرفوا الناس عن رؤية الذهب ليهتموا بـ لكن وهذه طبيعة البشر على كل حال .. لذلك وجدت أنه من المهم تفكيك القصيده لتبيان الجمال بدون الـ لكن ولا أعني بالتفكيك النقدي أن سأتخذ من مبدأ (دريدا) القائم على هدم النص الشعري لإعادة بناءة منطلقا نقديا وذلك حتى لا أنصب نفسي ناقدًا بقدر ما أنا قارئ أكثر منه ناقد والقراءة القادمه فاتحة لقراءات ربما تأتي تباعـًا عن نفس القصيده.


من بين أصابيعي تســـــــــــيل حْروف للدفتر رغَـد
نبش لـْ جروح اللي يحــــــــــب وطب يبري عِلـّـته


من بين أصابيعي تسيل حروف/ دعونا نقف هنا قليلا لنضع سؤالا مهمــًا لماذا بدأ الشاعر مدخل قصيدته بحرف الجر (من) ؟ هل جاءت صدفة لم يتعمدها في لحظة لاوعي كتابة القصيده ، أم أنه أراد أن يهيئ المتلقي للقادم ( بين اصابيعي تسيل حروف) فلو أضفنا (من) قبل كلمة (بين) ووصلنا الى (حروف) سندرك أن الصورة الشعريه شبه مكتمله وربما تلتبس على رجل الشارع العادي إلا أن المثقف سيدرك المقصود بصورة مباشره ولايحتاج الشاعر هنا لكثير من التوضيح كأن يقول مثلا ( بين اصابيعي قلم) لأن العبارة هنا ستكون جامدة ومستهلكه / لذلك أعطى مدخل القصيدة بعدًا جماليا واستطاع الإستغناء عن الملموس الجامد فتعمد البدء بحرف الجر كتهيئة أولى لتركيب صورة شعريه جميله بلغة سهلة ممتنعه ليصل الى (للدفتر رغَـد) و(حروف ودفتر) يبين لمن أشكل عليه الأمر ، وهنا تتضح حنكة الشاعر .. فالدفتر لا يحتاج الى تفسير كبير فبمجرد قراءة المفرده ندرك المعنى (رغَـد) والرغد كما هو متعارف عليه الوفرة التي تصل حد التخمه فرغد العيش دليل على الشبع والغنى المالي أو خلافه .. إذ نتبين هنا أن صدر البيت جاء إعتدادًا مقصودًا أنه قادر على تطويع الكلمه بحسب ما يريد لأنه يمتلك فكرًا غزيرًا أو القصد أنه بفكره لايضع الحرف جزافــًا لوفرة المخيله لديه .. وهذا ما تعودناه في قصائد الشاعر/ فهد السعدي الذي لا يرضى بأقل من الإبداع.
(نبش لـْ جروح اللي يحــــــــــب) أرى وهذه وجهة نظر شخصيه أن صدر البيت بأكمله جاء تمهيدًا آخر للمراد في عجز البيت (نبش) وهنا يضع علامة إستفهام للمتلقي مرة أخرى فمن الذي ينبش - الشاعر أم القلم - لأن الشاعر في صدر البيت قال (أصابيعي) وهنا يتضح أن هناك ضمير مستتر تقديره هو يعود الى الشاعر / تسيل حروف وهي إشارة واضحه للقلم فحتى لا ندخل في علم اللسانيات الذي يرى البعض فيه أن كل ما ينطقه اللسان مباشره فيسمعه الناس يختلف عما يدونه لأنه قد يُـقرأ بلسان غيره وهذا علم يحتاج لمجلدات شرح لما يحمله من وفاق يقبله العقل ومن تناقضات لا نرغب الخوض فيها .. ونبش الجرح فتحه كلغه ، لكن الصوره الشعريه تدل أن هذا الجرح كان يقارب على الإندمال أو شفي تماما إلا أن المؤكد هنا إعادة نبشه فتح الماضي والنبش هنا محسوس (اللي يحــــــــــب) للإشارة الى أن هذا الماضي مرتبط بالأسى والمراره لذلك تعمد نبش هذا الماضي مع المحب (وطب يبري عِلـّـته) ونلاحظ أنه إستخدم التضاد (نبش لـْ جروح) و(طب يبري) ولعله نبش الجرح متعمدا لإعادة تطبيبه فلو نظرنا بعين الفاحص سنجد أنه أراد أن يستعيد المحبوبه لو بنبش الجرح القديم ومواصلة النبش الى أن يستولي على قلب المحبوب فيشفى من معاناة سنين مره

الــــنوم (حسنا) كل مااستجـــــــــــدي ذوايبها تصِد


هذا البيت في غاية الجماليه ودليل عشق جامح فالشاعر يُخبر في هذا البيت الحالة التي وصل اليها ، فهجران النوم عن عينيه جعله يرى أن إستحالة عودته أشبه بحسناء مشبعة بالجمال والكبرياء لدرجة يصعب التودد اليها والدليل (كل مااستجـــــــــــدي ذوايبها تصِد) وهذه الصورة المبتكره لا يجيدها إلا شاعر بحجم فهد السعدي .

وان مااكترثت اتشبثت بي وكـــــــــــــل شي ٍ رَخّـته


وهنا مفارقة غريبه وتضاد بين ما جاء في صدر البيت وعجزه كما أن به كثافة لغويه وصورة لاتقل إبتكارًا عن سابقتها ، فالتضاد يكمن في إستجداء الطرف النقيض وهو النوم الذي شبهه بالحسناء الفاتنه وكأن كلاههما يستجدي الآخر ليبين كبرياءه وعظمته إلا أن الضحية دائما يظل العاشق الذي يحتاج للحظة نوم هانئه لولا كبريائه كما جاء في شطر البيت .

نتـّـفت ريش القلب خوف انه يطير وما يـــــــــــــرد
تشبيه بلاغي آخر (نتـّـفت ريش القلب) وكأن قلب الشاعر طائر مكتمل يعيش في قفصه الصدري يتنقل داخل تلك الحدود دون أن يتجاوزها ولعل البيت المقصود يبين حالة الشاعر لحظة كتابة القصيده من ناحيه وقدرته على تقديم ثراء شعري تحدث عنه في مطلع القصيده بقوله (من بين أصابيعي تســـــــــــيل حْروف للدفتر رغَـد) وحيث أن القلب له علاقة مباشرة بالحب أو الكره كما يصفه بعض علماء النفس ،ووصول كاتب النص لدرجة بدا وكأنه يفقد السيطرة على النوم / وعلى قلبه لأن المعشوق يستطيع إختراق كل محسوس حَوّله الشاعر بحرفنة الى شيئ يكاد يلامسه المتلقي بيديه من خلال الدخول في عمق النص الشعري وتقمص حالة الشاعر نفسه ، والتشبيه هنا لم يأتي إعتباطــَا حين قال (نتفت ريش القلب) وقد يسأل سائل وهل للقلب ريش؟ وأقول بالطبع لا.. لكن من يمتلك مخيلة واسعه يستطيع أن يخلق من اللا مألوف أمرًا يسهل تحقيقه وهذا ما يجعل من الرمزيه مدرسة قادرة على تثقيف الآخر أو بمعنى أوضح قدرة شعراء الرمزيه النزول لمستوى عقل رجل الشارع العادي ورفعه الى مستواه الثقافي . وهذا ما يعتبره البعض أمر يجب محاربته حتى لاتبنى جسور التواصل بحيث يظل كلٌ على مستواه وهذا من المستحيل لأن القناعات تتغيير بتغير الثقافه فلو ظل كل جيل يقول ( هذا ما وجدنا عليه أبناءنا) لبقينا جالسين الى اليوم في خيمة ( أبوجهل) إلا أن سفينة المثقف هي من سيصل ولن يأوي الجبل جاهل لو جاء الطوفان إلا من ركب سفينة الثقافه .

مــــــــــدري نبت له ريش ولاّ اني غفلت وشـلـّـته
ما يبهرني في هذا الشاعر قدرته التامه على تطويع الصعب وتحويله الى سهل سلس (مدري نبش له ريش) والمقصود هنا القلب ولو رجعنا الى عجز البيت السابق سنكتشف الترابط بين الإثنين (وان مااكترثت اتشبثت بي) والمقصود هنا النوم الذي شبهه بالحسناء وقد تتكرر مثل تلك التشبيهات لقدرة الشاعر على تطويع المفردة كيفما شاء ومتى شاء، وبقوله (مدري نبت له ريش) تحمل علامة إستفهاميه لم تنفع إجابته عليها من وضع المتلقي بين إحتمالين وهذه إجادة تحسب للشاعر أنه حاول جهده المحافظة على القلب الذي يدرك هو في دواخله أنه ما عاد ملكـًا له بعد وصوله لحالة إستطاع فيها المحبوب تملكه ومحاولته أيضا إبعاد المسئولية عن نفسه أنه قام بما يلزم إلا أنه إستطاع الطيران والهروب من الأماكن المغلقه لسببين لا يُسائل عنهما السبب الأول إحتمالية أنه إستعاد ريشه واستطاع بذلك التحليق وهذا مبرر يعفيه من المسئوليه والسبب الثاني أنه سرق عمدًا في لحظة غفلة كاتب النص مما إستدعاه الى إتهام محبوبته أنها الفاعل لأنها الوحيدة القادرة على إختراقه وهذا يعفيه أيضــًأ من المسئوليه

حيث ان طلتها ملـــــــت فمي .. يذكر الله وْ مـــــدد
لا أعلم لماذا لم يذكر الأساتذه في لجنة تحكيم شاعر المليون هذا البيت بالذات لان ثقل القصيده بدأ بشكل جدي من هنا وما ذكرناه في الأبيات السابقه جاء إعتدادًا بقدرة الشاعر على كتابة نص باذخ أوتهيئة للمتلقي قبل إدخاله في حالتة النفسيه قبل كتابة القصيده وحالة الهيام التي مر بها .. لكن هنا أشعر أنه إختار بداية أخرى رغم ربطه بما سبق (حيث ان طلتها) لازال المقصود ضمير مستتر (ملت فمي) وإمتلاء الشيئ وصوله الحد النهائي فامتلاء الكوب بالماء دليل على وصول الماء الى الحد الذي لايقبل الزياده وكأن تلك الطلة الجميلة كانت سببــًا في عودة الشاعر الى أن يذكر ربه خيفة الغوايه بل لم يصل به الى هذا الحد إنما زاد من الذكر.. هذا من حيث دخوله في روحانية إيمانيه لكن من الناحية البلاغيه نجد أن ملء الفم بالدعاء لم يكفي كاتب النص بل فاض فمه بذكر خالقه بقوله (مدد) ولكن لماذا لم تثيره رؤية معشوقته ؟.. ولماذا أيضا أعطى نفسه صفة أشبه الناسك المتعبد الذي ليس بينه وبين الله حجاب وانسلخ عن كونه بشر تثيره العاطفه الجامحه ؟

ممشوقة العـذق الـــــذي مره رجع عن مِلـّــــــــــــته
هنا إجابة لأسئلة كانت تأرقني والتي بمجرد قرائتي لـ (ممشوقة العذق) نما الى عقلي أن تشبيهه للطول الفارع بالنخله (فالعذق لا يطلق عادة إلا مع ذكر النخله) وأدرك تماما أن فكر شاعر كفهد السعدي يمتلك قدرة الترميز الى الشيئ بعمق لايمكن فهم مراده من الوهلة الأولى ما لم يتم التعمق للوصول الى المعنى ويكفيني منه ذكر كلمة (ممشوقه) فالبدينه لايمكن أن يطلق عليها إلا كلمة (ممتلئه) والإمتلاء دليل على النعمه وعلى الجمال والروعه .. إلا أن النحيلة الفارعة الطول يمكن إعطاءها وصف ممشوقه ( العذق) ما دام قد سبقتها مفردة ممشوقه فلا تعني بالضرورة وصف الصدر ولربما يأتي البيت ضعيفا لو قال مثلا (طويلة كالنخله) فإكتفى الإشارة الى النخله بالعذق للدلاله وهذا يدل على مقدرة المدرسة السعديه من إشراك المتلقي في فهم فلسفته (الـــــذي مره رجع عن مِلـّــــــــــــته) وهذا إعتراف صارخ أن كاتب النص كأي بشر يخطئ ويصيب وأستدل على ذلك أولا حين قال (الذي مره) واستطرد قائلا (رجع عن ملته) والذي يشير بها ذاته هو، ومَزج الخطا بالصواب يذكرني ببيت شعر لذات الشاعر يقول فيه :-
في معاليقي يصلي الدم ويضج الصدر/أدعيه في أدعيه في أدعيه وينبت طواف
لا معاذ الله مابه شرك القصه صـــور/ مساله إسقاط شــي مر تفكيـــري وطاف

فالخطأ والتوبة أمران ملازمان للجنس البشري وهذا ما جاء به هذا البيت . .

سافــر بي وكن لـــــي جنــــــــــــاحين آتهيأ للهدد
يواصل فهد السعدي تحليقه الشعري ولكن هنا تحليق يكاد يكون إجباري (سَافر بي) وبمجرد نطق هذه المفردة تجد بساطة الكلمه والصورة النقيه .. والسفر طريق طويل وشاق (وكن لي جناحين) وهذا يعيدنا الى البيت الذي قال فيه (نتـّـفت ريش القلب خوف انه يطير وما يـــــــــــــرد) فالقلب حسب ماجاء في التشبيه طائر وهنا يعطي الشاعر نفسه صفة التحليق فما هو الفارق بين هذان الإثنان أي (القلب والشاعر الذي تحول الى طائر فينيقي جميل) .. (آتهيأ للهدد) والهدد كما نعلم يطلق على الصقر الذي يطارد فريسته فالشاعر هنا يفترش جناحيه الطويلين لينطلق بحريه في الفضاء وما كان ليفعل ذلك لولا إضطراره اللحاق بمحبوبته والتعريف السابق جاء تشبيه حالة الطيران إلا أن المقصود كان بعيدًا تمامــًا عما أسلفت وهنا أستدل بعبارة (وكن) التي تفيد التشبيه وهي لعبة مررها كاتب النص على القارئ دون أن يتحايل على فهمه أو يدخل نفسه في تفاسير قد تأتي عكسية عليه و(آتهيأ) والتهيئ يؤكد ما سبق لأن التهيئ يأتي قبل الإنطلاق ..إذ ما اراد توصيله لنا لايعني بالضرورة مطارده لأن المطارده فترة زمنيه معينه ومسافة قد لا تتجاوز الربع أو النصف ساعه على أقل تقدير .. إلا أن السفر قد يصل الساعات الطوال التي تتجاوز الأربع ساعات أو السبع أو الـ24 ساعه .. وسافر بي رغم أن المسافر مجبر على القيام بذلك بداعي العشق إلا أن نزعة السفر لها ما يبررها ، فالطائر الحر يسافر دون قيود الى البلد التي يريد ودون خوف أو ترقب وأعجبني كثيرًا حين شبه المحبوب بأنه يمتلك يدا خفيه أخذته للإنطلاق والطيران .. ولعل البيت السابق الذي أوردناه يبين الفارق بين الطائر السجين والحر فالشاعر/ لم يقبل أن يصف نفسه كما وصف قلبه بالطائر السجين المغلوب على أمره والذي ينشد الحريه بعد أن قام الشاعر بتنتيف ريشه بل أراد بوصفه أن يمتلك الفضاء .

والنقش في عيـــــــون الملا هـ الفيلسوف شْـ قصّته
عجز البيت جاء مرادفــًا لما سبق في الصدر (والنقش) يحمل دلالات كثيره إلا أنه لايخرج عن دائرة (الرسم) وهناك مثل يقول (العلم في الصغر كالنقش على الحجر والعلم في الكبر كالنقش على الماء) فرغم إختلاف أمكنة النقش لم يخرج عما أتفقنا أنه رسم .. (والنقش في عيون الملا) تدل على رسم أكثر من صورة نمطيه من خلال الرؤيه السطحيه لهذا الطائر وسفره المفاجئ (هـ الفيلسوف شْـ قصّته) وهذا يعيدنا الى ذات الشاعر من جديد من خلال رؤية الناس التي تأخذ بالظاهر لتضع علامات إستفهاميه بداعي الفضول لمعرفة أدق التفاصيل (هـ الفيلسوف) وهذا إعتداد آخر وفخر يصف الشاعر فيه نفسه أنه وصل لدرجة الفلاسفه في كتابة القصيدة المبدعه (شْـ قصّته) أسئلتة كما أسلفنا يحاول الملا الذين إنطبعت في عيونهم صورة مسافر حلق بعيدا معرفة سبب السفر فاتحــًا الباب على مصراعيه لهم لإختلاق القصص والروايات التي لاتفيد إلا الإحتمالات .

هي تشبه الما/ والظــــــما والوقت جامعهم عهد
هذا البيت مرتبط بما سبقه ولعله جاء تفسيرًا يخفف على المتلقي للقصيده عناء البحث فتركه الملا تفسر ما تشاء ضمّنها ببعض التشابيه الرائعه التي دعته الى السفر الطويل (هي تشبه الما) وهي إشارة الى المحبوبه ولو دققنا أكثر سنجد عودة الشاعر لدمج التضاد (الما/ الظما) وجَمْع الإثنان في قالب واحد وكأن الوقت وحده من قام بالصلح والعهد (أن يشبه إحداهما الآخر) وهنا أستدل على ذلك بقصيدة الشاعر السعودي الكبير/ خالد الفيصل (مجموعة انسان) التي حملت التناقضات في شخصية رجل واحد (فيني نهار وليل / وافراح واحزان....... الخ) .

واشبه لمن مر الديـــــــــــار اللي بكتـْـه وْ بكـّـته
أجد التشبيه في عجز هذا البيت يختلف من حيث المعنى المراد فالشاعر هنا يعيدنا الى شعراء المعلقات أوالشعر الجاهلي دون المساس بنبطية القصيده وهذا ما درج عليه الشعراء الأوائل بوصف الديار والحنين إليها أو البكاء على الأطلال فمجنون ليلى قيس بن الملوح يقول (أمر على الديار ديار ليلي ..أقبل ذا الجدار وذا الجدار) وعنترة بن شداد العبسي يقول ( يا دار عبلة بالجواء تكلمي .. وعمي صباحا دار عبلة واسلمي) وفهد السعدي هنا يقول (واشبه لمن مر الديـــــــــــار اللي بكتـْـه وْ بكـّـته) ولا يحتاج الأمر لشرح أو تفصيل كبيرين .

ما يشقي إلا عشق روح لـْ روح بمفـــــــــــارق خَلَد
الريح جوّا الدار / والاقدار بابـــــــــك صكـّـــــــــته


هذا البيت بشطريه (حكمه) تفيد المتلقي في المقام الأول لذلك سأتجاوزه بعد تبيان أن الحكمه لم تخرج من دائرة العاطفه رغم تلاعب كاتب النص كتقديمه معنى وتأخيره معنى آخر وفق ما يلزم مع الإبقاء على المراد .

كل قطعةٍ منها كريمة حسن وتحــــــــــيّــــــــر بلد
سأعود أولا الى بيت سابق للشاعر في نفس القصيده ولعلي سأسترجعه كثيرا (حيث ان طلتها ملـــــــت فمي .. يذكر الله وْ مـــــدد) والقصد من إستدعاء هذا الشطر تـَرَفع الشاعر عن كل ما هو دنيئ وسيئ ولا يدخل ضمن شخصيته هو وهنا يمكنني العودة الى وصف الحبيبه فهو لم يقل كما قال نزار قباني ( لم تبقى زاوية بجسم جميلة .. إلا ومرت فوقها عرباتي).. فإن كان كل وصف يسخره الشاعر لخدمة النص الشعري يعتبر أمرا فاضحــًا وضربــًا من ضروب الكفر (فعلى الشعر السلام) وهنا يقول ( كل قطعة منها كريمة حسن ) ويستطرد ( وتحيـّر بلد) كل شيئ كان بسيطـًا ومفهمومــًا وغير مرمز وليس كما أثير أنه دخول في غرائز ومحاولة لتعرية المرأه فالكريم في عرفنا هو الرجل الذي يعطي بسخاء وما أراده الشاعر/ فهد السعدي وصف سخاء الجمال فقط وكلنا يعلم أن الفتاة الصارخة الجمال تحتل مكانة خاصه في نظر الرجال وتمتاز عن بنات جنسها أنها أكثرهن جمالا فما بالنا حين يصل كرم الجمال الى كل قطعة منها والسؤال ما العيب في الوصف ما دام لم يخرج عن إطار الأدب ولم يقلل من شأن المرأه (وتحيّر بلد) وأسلفنا أن الجميله مميزة في كل حالاتها فليس غريبا أن تلفت إنتباه بلد بأكملها .

كل ما بسطت الكف من جوع الوصال وْ ردّتـــــــه

(كل ما بسطت الكف) ولا يبسط الكف إلا صاحب الحاجه والحاجة الملحه / (من جوع الوصال) وهنا يستجدي الشاعر محبوبته كرم يختلف عن كرم الحسن وتخيل معي هذا التضاد بين ما جاء في الشطرين ( الكرم / والبخل) فهنا يمد يده طلبا للوصال الشحيح الذي شبهه بالجوع (وردتـّه) دليل آخر يبين بخل تلك المحبوبه وكبريائها تمامـًا كما جاء سابقــًا في وصفه النوم بالحسناء التي ترفض بتعالي التعاطف مع المحب حين قال (الــــنوم (حسنا) كل مااستجـــــــــــدي ذوايبها تصِد) .

يا مال نهّـام اخْـشـبـتها فـْ زرقتي يــــــــــــزرع وَرِد
( اليامال) أغنية بحرية منتشرة في دول الخليج وهي أغنية غاية في الجمال وتؤدى بشكل جماعي أثناء السفر الطويل ويبدأها في سلطنة عُمان رجل يسمى ( النهام) يردد بعدها البحارة أثناء رفع المرساة من البحر .. أو أثناء رفع الشراع أو إنزاله وذلك ليخفف ويسلي عليهم مشقة العمل الكبير ولا يقتصر الأمر على ذلك بل حتى في الليال المقمره أو بعد إجتياز الأمطار أو الإعاصير أو الأمواج البحريه العاليه وللنهام أدوار عده قد تصل الى أن يصعد الى أعلى الساريه ليبشر بقية البحارة بقرب الوصول أو رفع صوت الآذان إياذانا للصلاة هذا ما أعرفه عن وطني ، لكن قد يختلف دوره قليلا أو كثيرا في دول الخليج الأخرى (اخشبتها) وفي سلطنة عُمان أيضا يطلقون على السفينه بالدارج المحلي ( خشبه) ولا أعلم عن دول الخليج الأخرى هل يطلقون التسمية ذاتها أم لا فيقال على سبيل المثال لا الحصر ( سافرت خشبهم) أي بمعنى ( أبحرت سفنهم) ويقال (خشبة فلان طبعت في البحر) أي بمعنى ( سفينة فلان غرقت في البحر) و(اخشبتها) قصد الشاعر بها (سفينتها) مما يدل أن المقصودة تعيش في منطقة بحريه أو هي إبنة النهام والشاعر بعد أن بين الوقت كان عليه تحديد المكان وهذا ما فعله بلا شك (فـْ زرقتي يــــــــــــزرع وَرِد) الزرقه ترمز للبحر ولا يحتاج أن ندلل أن السفينه تمخر في بحر الشاعر الأزرق ولم يشأ هنا القول أنها تقسم البحر نصفين أو تحرث البحر إنما إختصر كل ذلك بالقول (يزرع ورد) لتحمل دلالة ما بعد الحرث هذا من ناحيه وليعطي المكانة العالية (للخشبه) التي هي سفينة الحبيبه أنها لا تكاد تمشي في بحره الأزرق بقدر ما كانت تمخر على سجاد أحمر من الورد .

والورْد ما عمره نبت ع الموج لكـــــــــــــن رزّته
(والورد ما عمره نبت ع الموج) هنا يحاول تبيان نقيضين ولعل إستخدامه للتضاد وسرعة بديهة الشاعر لتفصيل دقائق الأمور يدفعنا للنظر بعين الإعجاب لإتساع فكره (الورد لا ينبت قرب ماء مالح) والموج إشارة واضحه للملح .. لكن الحبيبه قادرة على رز الورد .. ولم يقل زَرَعـَته لأن الزراعة تبدأ من البذر وتحتاج أيامـًا أو أسابيع لتبرعم وتزهر .. لكن رزته كانت أبلغ فالسفينه والبحر تدلان على الإستمراريه التي لاتنتظر كل ذلك الوقت وهنا وصف أجزم أنه غاية في الجمال فأين ( تعرت المحبوبه ) لا أجد ما يشير الى ما تم التطرق اليه لأنه وأعود الى ترابط القصيدة بشكل أشبه بخرز مسباح بداخل خيط سميك ونعود مرة أخرى قوله السابق (يذكر الله وْ مـــــدد) .

لين ارسمت للغيم لوحة وسالت الدنيا بـَـــــــــــرَد
كنت أتمنى لو بدل الشاعر (السحب) بدلا من (الغيم) لأن الغيم يكون أسود محملا بالمطر بعكس السحاب الناصع البياص كالثلج أو كإبتسامة محبوبته التي شبهها بالبـَرَد ولعلي أختلف قليلا معه حتى لو كان المراد سيلان البَـرَد من تلك الغيوم الصورة جاءت ضبابية بعض الشيئ ، و(سالت الدنيا بَــرَد) من الواضح أن المراد من الإبتسامه أيضا لون الأسنان الناصع البياض وهو عادة ما يشار اليه بالثلج لأنه الأقرب .

ما كنه إلا عقــــــــــد لولو خلف جمر ٍصفـّـــــــــته
ولإكمال التشبيه وتأكيده وصف لون أسنان المحبه (بالولو) ويأخذ اللون الأبيض الشديد اللمعان كالثلج (خلف جمر صفـّـته) والجمر المقصود به لون الشفاه الحمراء ويذكرني هذا الشطر من البيت بييت شعر مشهورليزيد بن معاويه يقول فيه (وأمطرت لؤلؤًا من نرجس وسقت .. وردًا وعضت على العنـّاب بالبَــرًد) و(أمطرت لؤلؤا) بمعنى بكت بغزارة وحرقه وشبه عينيها بـ (النرجس) (وسقت وردًا) شبه نزول الدمع على الخد بأنه سبب في إحمراره وتفتحه فكأنه نزل ليسقي الورد أو الخد (وعضت على العنـّاب ) قصد هنا الشفاه واللون واضح (العنـّاب) (بالبـَـرَد) وهنا كما أسلفنا لون أسنان حبيبته وهي تعض على تلك الشفاه والشاعر/ فهد السعدي أعطى مشهدًا آخر بالعقد الولو كصفة الأسنان والجمر للشفاه الحمر .

كذاب لو بحلف لمحت الماء في الرقــــــــــبه ورَد
(كذاب لو بحلف) يقال ( لاتصدق كثير الحلف) والشاعر هنا يترفع عن الحلفان حتى لايسقط في المحضور فكان صادقا بترفعه عن كل ذلك تاركــًا المجال للقارئ المتلقي للقصيدة لكن في ذات الوقت أراد تشبيه شدة الجمال ولون البشرة أنه يكاد أن يرى الماء حين تشرب ولدينا في عُمان وصف مشابه كثير ما نستخدمه لتضخيم الجمال فنقول ( تقدر تشوف الماء وهي تشرب) ومن المعتاد أن الماء يمر من الرقبه نزولا (ورَد) والورد الشرب وقد حدده في آخر البيت ( ووردت الجـِمَـال الماء أي شربت) والسؤال أين عـَرى الشاعر المرأه ؟

والماء في كل ركن تحت الجلد تلمح غـبـــــّـــــتـه
طبيعي أن فتاة تحمل صفة البشرة البيضاء التي يرى الماء حين تشربه قد يشكل تحت مسامات الجلد غبة مائيه ولا يعيب وصف كهذا .. لأنه لم يعري المرأه كما قال بعض أساتذتنا لجنة تحكيم شاعر المليون أنه عراها بشكل فاضح وليتهم قرأوا أبعاد القصيده قبل الحكم عليها وكيل الإتهامات رغم خلوها من كل ما هو سيئ وأقولها صادقا أن الإبداع لو تمت محاصرته في زاوية ضيقه فالناتج سيكون (ضعيف).

مائيــــة ٍ والــــــــنار كن ربي غرسها ع الجسد
إستطرد الشاعر هنا ليكمل الوصف السابق ( لمحت الماء) (في كل ركن تحت الجلد تلمح غـبـــــّـــــتـه) فشبهها بالمائيه لقدرته على رؤية كل ماهو مائي من تحت مسمات الجلد وهذا من فرط الجمال ليس إلا وكأنه أكمل ما بدأه وانتهى عند ( مائيةٍ) ليدخل في موضوع آخر أو حتى يحافظ على ترابط النص (والــــــــنار كن ربي غرسها ع الجسد) ولا تلتقي النار بالماء وهنا تضاد يضاف الى ما سبق والنار هنا يقصد بها الفتنه الزائدة عن الحد أو الرغبة الجامحه في إختراق كل ما هو جميل وكأنها بأنوثتها الصارخه تشعل نيران الغريزة في جسدها .. ولكن هل يعني هنا الشاعر نفسه رغم أنه (ملء فمه بذكر الله بمجرد طلة الجمال) الإنتقال الى شطر العجز يبن المراد .

في عيون مـــن نفـــــــسه على سود النوايا حدّته
نلاحظ هنا أنه تـَرَفع مرة أخرى عن كل ما هو سيئ ولا يدخل ضمن شخصية الشاعر القادر على كبت جماحه وعنى بالوصف أصحاب النوايا السوداء وهنا نستبعد الشاعر تمامـًا لأن من يرفع الجمال الى القدر العالي لا يرضى بخدشه فهو العاشق وهي المعشوقه وما بين الإثنين لا يقبل الدخول في محضورات وأسترجع مرة أخرى قوله السابق للتأكيد (حيث ان طلتها ملـــــــت فمي .. يذكر الله وْ مـــــدد) أين الوصف الفاضح ولماذا سقطت تلك الجماليات من رؤية اللجنه وشبه الأمر على أنه وصف معيب وتعرية لجسد المرأه وكيلت التهم على النص رغم روعته .. ولعلي في بداية قرائتي ذكرت أن رجل الشارع قد يتعاطى مع ما يسمع لكن المثقف يرى بعين فاحصه وذكرت أيضا أنه لو قيل للناس ( ذهبٌ.. ولكن) ستترك الذهب وتلتفت الى لكن .

كـــــــــــان السمو يـْـقــــــودها والـ آل عكاز وسند
كان السمو والسمو الرفعة .. فالترفع عن إرتكاب الخطأ يعني السمو بالنفس يطلق لقب السمو على أصحاب المكانة العاليه وللسمو تعريفات كثيره تدل على رفعة الشأن (يـْـقــــــودها) يسيرها فلا تخرج عن سمو الأدب والأخلاق والسمعة الطيبه رغم كل ما تحمل من جمال وهذا الوصف يمكن أن يطلق في مدح بلد معين أو مدينة معينه .. والمعنى دائما في بطن الشاعر .. إذ ندرك أن أخلاق المعشوقه إضافة لجمال يعادل جمال حسنها الطبيعي (والـ آل عكاز وسند ) الـ آل يعتبرها الكثير نسب إما الى قبيله أو لبلد معين وجرت العاده إن تمتدح الشعراء قبائلها أو القبيلة المضيفه كما مدح أحد الشعراء قبيلة ( قبيلة جذع أنف الناقه) بعد أن ظلوا سنين طوال يسخرون من قبيلتهم فأكرموه وقدموه وأصبحوا يفاخرون الناس أنهم ينتمون الى تلك القبيله بعد أن تناقلت القبائل تلك القصيدة العصماء ، والقبائل في شبه الجزيرة العربيه تفخر بنسبها وإنتمائها وتكرم شعراؤها ومن يحلون ضيوفــًا عليها من الشعراء خشية الهجاء أو المس بالقبيله وقد ظهرت أسماء كثيره وصفت بالكرم والجود وتوافدت عليها الشعراء تلقي بين يديها أروع القصائد وأجزلها فخرا بأسمائها ونسبها وأذكر هنا قول أمير قال ذات ذات ( أن أهجى بقصيدة تتناقلها الناس خير من أن أمتدح بقصيدة تمر مرور الكرام) ولعل الهجاء أسرع ما يصل أكثر من المدح إلا إن كان المادح شاعر يجيد توصيل قصيدته الى الشريحة الأكبر وكان يطلق عليهم قديمــًا ( المداحين) وهي درجة لا يصل اليها إلا الجيد من الشعراء ومما قرأت أن الحسين عليه السلام كان يجزي العطاء لمن يمتدح أمه (فاطمة الزهراء) فسأله أحدهم لماذا تغدق العطاء وأنت إبن الزهراء فقال ( خوفـًا من أن تهجى الزهراء أجزي العطاء) وإن كنت أورد هذا بناء لقراءة قديمه فقط .. وفهد السعدي جعل من (آل الجمال) نسبــًا لمحبوبته وكأنه فصلها عن قبيلها واختار أن يمتدحها بنسب جديد فمن تحمل كل مواصفات الحسن والرفعه والكبرياء والأدب سيتهاوى عليها الشعراء من كل حدب وصوب مادحين طالبين التقرب والتودد للفت إنتباهها ولن ينظر حينها إلا الى الجمال دون غيره وأجده وفق كثيرًا في إبتكار ما لم يسبقه عليه أحد .

ما دنـّـقت راس شـْـحــــــــمتها ولا فنا فيـــــــها جَلَد

مما سبق ذكره في (آل الجمال) بصفاته الجميله نجده هنا يعود الى ذات الكبرياء فرغم المدح في ما تحمل من جمال خلقي إلا أن الشاعر يُخبرنا أنها غير آبهة إلا بما يقال من قصائد رائعه فيها بقوله (ما دنـّـقت راس شـْـحــــــــمتها) والشحمة هي الفؤاد ويقال ( أن فلانة شحمة الفؤاد) والشحمة التي جاء ذكرها تمتلك خاصية التحول من الحاله الجامده المتماسكه الى الحالة السائله بفعل الحراره تماما كما تفعل الشمعه لحظة الإحتراق ولأن قبيلة الجمال التي أرادها الشاعر نسبـًا للحبيبه تمنعها من خدش حياء تلك القبيله رغم الثناء الذي يغري المرأه .

لو يعبث الغربي بْرطبــــها النخل واقـــــــــف ربـّــته
الفر ق بين ما قاله سابقــًا (ممشوقة العـذق الـــــذي مره رجع عن مِلـّــــــــــــته) وبين هذا البيت أن الأولى دلت على الطول الفارع لكن هنا كانت واضحه وتدل على الصمود وهي إكمال لشطر البيت السابق والذي تحدث فيه عن الثناء وكأنه قصد أن رغم الأنوثة التي شبهها بالرطب لتبيان أن الريح التي يطلق عليها عادة بالغربي والريح هنا دلالة على هواء يمر فيلامس كل ما يمر عليه ليحركه ويتضح أنها لم تستلم حتى للريح المتحركه أو بمعنى (أنها لم تميل حيث ما مالو) بل ظلت ثابتة كالنخله التي تدل على الشموخ .

إلاي كل مااطري عليها وكل ما فيها صــــــــــــمد
(إلاي) وهي إشارة الى الشاعر نفسه فالوصف السابق لا يتعدى كونه تمهيدا لهذه النقطة الفاصله التي أزاحت قبلا كل المنافسين وأبقته العاشق الوحيد القادر على خطب ودها بمجرد أن يطري إسمه عليها لتتحرك العاطفه وتميلها رغم الصمود تماما كما فعلت الريح التي أسماها بالغربي .

إلاي من زد الرجــــــــــــال اللي تسامى وحبـّــــــته
تكررت (إلاي) في شطر هذا البيت دون أن تضعفه بل جاءت لتؤكد مرة أخرى أنه رغم تزاحم الجمع بالقصائد والعبارات الجميله وإنتماءها لقبيلة الجمال إلا أنه الوحيد بين تلك الجموع من تسامى بكبرياءه وفرض شخصيته ونال محبة معشوقته .

ماهو عشـــــــــــــان الشعر لو الشعر له حظ الأســـد
الحديث عن الشعر قد يُـدخل الشاعر في متاهات أخرى فحين يعشق من أجل الشعر فهذا يعني أنه لايختلف عن باقي الشعراء في شيئ إنما وهذا ذكرناه أن شخصية الرجل وسموه هو ما تنشده الفتاه .. ولأنه شاعر فبلا شك أن حظ الأنثى المعشوقه يكون له نصيب الأسد من قصائده .

سل نــــــهر دمعٍ محتشـــــــــــد في حجر مما كنّـــته
بقية القصيدة جاءت بصيغة (سل) والسؤال هنا يوفر الإجابه السريعه ( نهر الدمع) كناية على البكاء لفراقه أو شوقا عليه أو خوفــًا من هجرانه لها ولعله أوضح ضعف الأنثى المعشوقه أمام كبرياءه .

سل رجفة يْديها جفــــــنــــها اللي رقد لو ما رقــــــد
سل عضة شْـفاها وطــــــــــيرٍ في قفصها هـــــــــدّته


كما أسلفت السؤال والإجابة تستمر في مواضع كثيره (سل رجفة يديها.. جفنها) ( سل عضة شفاها)(طير في قفصها) والأمر لايحتاج الى شرح طويل لوضوح المعنى .

سل عنق ساعة رمـْـل غطّتـْـه بْـ عبايتــــــها ونِشَد

هنا سؤال بصيغة أخرى (عنق ساعة رمل) وساعة الرمل إستخدمها القدماء لمعرفة أوقات النهار أو الليل وهي عباره عن وعائين زجاجيين يضيقان من الوسط بشكل كبير وهذا ماعبر عنه بقوله (عنق) تملء الزجاجة العلويه بالرمل ليسقط الرمل في حركة بطيئه يستطيع من خلالها الشخص تحديد الوقت من خلال كمية الرمل الموجوده في الزجاج السفلي وبمجرد ما تنتهي الـ 24 ساعه يكون الرمل قد وصل بشكل كامل الى تلك الزجاجه فتنقلب الزجاجة الممتلئه لتكون الأعلى ونقيضتها السفلى وقد شبه الشاعر ضيق خصر المحبوبه بعنق ساعة الرمل لكنه لم يعريها بل أردف قائلا (غطّتـْـه بْـ عبايتــــــها) وهذا دليل حشمة وخلق كبيرين (ونِشَد) أي الخصر فمع من كان حديث الخصر ؟

عيني عن ذراعــــــــــي وانا أتأمــّــل رهاه وْدِقـّـــته

(عيني) كان الحديث هنا بين روعة الخصر والعين فالسائل ينشد المسئول عن الذراع والأخير ينشد سرعة الحل بالحلال واعني به الزواج وليس كما قيل والدليل (وانا اتأمل) ولم يقل (وانا المس) والتأمل بالعين (رهاه ودقته) يرجع الى الخصر الممشوق وهنا وصف لا يحمل أي خدش أو تعريه فقط كان يحتاج الأمر لدقة وتركيز .

ســل صفـّـة زهــــور ٍ على الدرب اتغنى بـْ لاحسد
كـل ما خـــــــــــــــطت والدرب شي ٍ ودّها لو فضّته

سل كوستا عن صوتها وسكوتها ليل الأحـــــــــــــــد
عـن سالــــــــــــفتها وعزف ضحكتها وخــــــدٍ مرّته



الى هنا ولم يمل الشاعر طرح أسئلته ( سل صفة زهور ٍعلى الدرب) (سل كوستا) عن صوتها و(كوستا) مقهى عالمي شهير منتشر في جميع الدول العربيه كفروع وحتى لا يضع نفسه في لبس المقابلات التي تشير الى ما يعيب وصف المكان لدلاله على أنه مكان عام يرتاده الجميع دون إستثناء إذ لقاء المحبين لم يكن في غرفة مغلقه أو في مكان ناءٍ بل في مكان عام وبليلة أحد يكاد يسمع فيها عزف ضحكتها وهذا تشبيه جميل للغايه .

سل ما تشاء تْجاوبك كل قطعةٍ منها فـــــــــــهــــــــد
وتضج كل الأرض في قولة تحبه وخلـّــــــــــــــــــته


االسؤال الأخير جاء ليخلصنا من تكرار الأسئله ( تجاوبك كل قطعةٍ منها فهد) إجابة لسؤال سبق (وتضج كل الارض) وخاتمة القصيده كانت على شكل نهاية سينمائيه ( تحبه وخلـّته) وهذا يجعل النص مفتوحا لتأويلات كثيره تلي ما بعد قراءة النص ويظل الحكم دائما للمتلقي الذي يظل متعايشا مع هذا النص ليبدأ في خلق قصة بطلاها الشاعر والمحبوبه .

من بين أصابيعه تسيل حروف للدفتر رغـــــــــد
نبش لـْ جروح اللي يحب وطب يـــــــبري علـّـتــه


البيت الأخير جاء تكرار للبيت الأول وفي إعتقادي أنه حتى لو لم يأتي به فالخاتمه واضحه بلا شك .))



وهنا الرابط ..

http://www.alsultanah.com/news.php?action=show&id=1966

 

التوقيع


/


لا أمْلُك [الحيلةُ] لـِ .. أحتالْ ..

....... ولا أمْلُك [ الحَظْ ] لـِ أنالْ ...

ش . ع
-
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شوق علي غير متصل  
قديم 12-29-2009, 12:58 PM   #338
شوق علي
( ..|وَيَرْتَديها الْجُنون‘ )

الصورة الرمزية شوق علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

شوق علي غير متواجد حاليا

افتراضي


-
اراهن على ان هذا الشاعر العذب
سـ / يكون نجم الحلقة ...
اتمنى ان يأتي بـِ / نص ينصفه شعرياً ...



وكُل التوفيق لمن يقدم الشعر الحقيقي ...

 

التوقيع


/


لا أمْلُك [الحيلةُ] لـِ .. أحتالْ ..

....... ولا أمْلُك [ الحَظْ ] لـِ أنالْ ...

ش . ع
-
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شوق علي غير متصل  
قديم 12-29-2009, 01:32 PM   #339
شوق علي
( ..|وَيَرْتَديها الْجُنون‘ )

الصورة الرمزية شوق علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

شوق علي غير متواجد حاليا

افتراضي


 

التوقيع


/


لا أمْلُك [الحيلةُ] لـِ .. أحتالْ ..

....... ولا أمْلُك [ الحَظْ ] لـِ أنالْ ...

ش . ع
-
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شوق علي غير متصل  
قديم 12-29-2009, 01:33 PM   #340
شوق علي
( ..|وَيَرْتَديها الْجُنون‘ )

افتراضي


- الجدير بالذكر :
لم يكتفون معدين البرنامج
بوضع اسم ناصر العجمي ( من قطر ) اثناء العرض وهو ( من الكويت )
بل حتى في وكالة الشعر !! مازال الخطأ مستمر
نتمنى التصحيح ...

 

التوقيع


/


لا أمْلُك [الحيلةُ] لـِ .. أحتالْ ..

....... ولا أمْلُك [ الحَظْ ] لـِ أنالْ ...

ش . ع
-
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شوق علي غير متصل  
قديم 12-29-2009, 03:27 PM   #341
عبدالله العويمر

شاعر و كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية عبدالله العويمر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1115

عبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


شُوق
نص فهد السعدي من ناحية الصور والشاعريه أكثر من رائِع وجميل ، بل إن المُبْتَدئ بالشّعْر يتّفِق على هذا ، ولكن تَناقضات اللجنة المُضحِكة مُستمرّة ، فمَن يَكْتُب الشّعر ويجد الإشادة المُميزة -وقد تصل الإشادة منهم أنفسهم- لايتأهل ، ويَجعلونه على رفّ التصويت!!

فقط تمنيت لو يتبرّع أحد الأعضاء بوضع النصوص مكتوبة ً في هذا المُتصَفّح أو في متصفّح مُسْتَقِل في قسم النّقد ويُسمى "نُصُوص ُ شاعر المَليون" ليتِم نَقْدُها مِن عِدة نَواحي كالوزْن والصّور الشعرية والايجابيات والسلبيات وكل ماقد يخطر على بالِ أي مُتَداخل بِما يتيَسّر لِكُل عُضو وليَستَفيد الزّائر الكَريم



دُمْت جَميْلَة ياشوق

 

التوقيع

عبدالله العويمر لاينتمي لأي مجموعه!

عبدالله العويمر غير متصل  
قديم 12-29-2009, 03:31 PM   #342
بندر الصقر
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية بندر الصقر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 40

بندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهر

افتراضي


هنيئا لكم آل ابعاد بهذه الـ شوق

شكرا لكِ شوق علي ..




حلقة الغد سأراهن على نايف بن عرويل والـ بي 52 كما اسماها ..

واتمنى ان يمتعنا جميع الشعراء بالشعر ..

 

التوقيع

.

معشوقتي ب اول زماني مع الطيش
بيت الكرم، والطيب فيها معمر

لولا الخطاوي تابعت لقمة العيش
م اقفيت عن حايل وفارقت شمر


بندر الصقر غير متصل  
قديم 12-29-2009, 03:40 PM   #343
عبدالله العويمر

شاعر و كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية عبدالله العويمر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1115

عبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الغَالي بندر
صدّقني أن المِسْرَح "المَوزون" لاعلاقة له بِالشّعر ، فاللّجْنَة تُثْبِت ُ هَذه النّظرية طِوال الأربَع مَواسم فَمن يُقدم الشّعر لايَتَأهل بِتَزْكِيَتها!
ولكِن كثل ماأتمنّاه أن يُقَدم الشّاعِر نَفْسَه بِالشّكْل المُقْنِع لِنَفسِه ولِفِكْرِه الشّعري بَعِيْدَا ً عَن حِسَابات الرنْج روفَر والخمس ملايين والتّسَوّل المُضْحِك -واللّي ماعمري شفت احد مبدِع فيه زي الشعراء السعوديين(:-

 

التوقيع

عبدالله العويمر لاينتمي لأي مجموعه!

عبدالله العويمر غير متصل  
قديم 12-29-2009, 03:50 PM   #344
بندر الصقر
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية بندر الصقر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 40

بندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهربندر الصقر لديه مستقبل باهر

افتراضي


نعم ياعبدالله وهذا ماعنيت بقولي يمتعونا شعرا ..

عني , فقد توقفت عن متابعة مابعد النص من آراء .. وأحداث .. فقط استمع الى الشعر .... وأهرب (:

كن بخير ياعبدالله .. والجميع .

 

التوقيع

.

معشوقتي ب اول زماني مع الطيش
بيت الكرم، والطيب فيها معمر

لولا الخطاوي تابعت لقمة العيش
م اقفيت عن حايل وفارقت شمر


بندر الصقر غير متصل  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.