مُـذَاكِــراتْ 24 سبتمبر ...

[تهاني سلطان]

.

طول اليوم نصَرخ ونضحك و نتريّق و نحزن ونتألم و نسولف و ناخذ ونعطي و بعد هذا كله ندخل لِـ واحدنا غُرفة مافيهَا غيرنا و بقايا ذكرى اليوم و يبدأ تأنيب الضمير .. تأنيب الضَمير اللي يغيّر ضحتك تفكير و يخليّك سَارح باللي حولك من الأشياء الجامده .. الصامته .. الأشياء اللي حتى لو حاولة تحنيطها بفكرك .. بتقعد تطالعك بِـ استحقار .. تبيّ تهرب وترتاح تقفل الضوء وتتمدد على السَرير .. تَطالع السَقف و اللي بداخلك يَفكر بِـ الرب اللي فوق وفوق كل شيء .. تلف على وحدهـ من جهاتك و تحاول تفتح " الأبجورهـ " يمكن من خلالهَا تقدر تنور قلبك .. مع ذلك بدون فايدة .. تقعد على طرف السرير ورأسك تحت و يديك تمسك الحواف وتحاول تضغط بقوة عل هالحركة تنسيك مع ذلك مافيهِ فايدة ..


تقوم و تروح قدام المراية .. مافيه أحد غيرك يطالعك بذاك الوقت غير ذاتك .. تحسّك شيطان .. وحش .. انسان بِـ الإسم و اللي داخله كله شَر .. و تحاول تطرد هذي الفكرة وتركز بملامحك الإيجابيّة يجوز تلقى إنسانيّتك .. تزعل من نفسك وتتركها هناك معلقة وراء ظهرك .. وتبدأ تدور أي شيء حولك .. ينسيك همك .. تلاقي للأسف مزاجك تعكّر .. ونفسيتك مو زي قبل .. وكل شيء كان يُوسعك صَار ضَيّق .. تبدأ تغير ألوان لبسك .. وتحاول تلبس شيء فضفاض علّ وعسى تحس بالأريحيّة و تبدأ ترتب ملابسك و تقفل أبواب الدولاب و تنظم كُتبك و تحاول تفتش بينها عن شيء يشدك .. بمعنى تحاول للمرة الثانية تنسى .. بس للأسف كل شيء كنت تسويه بدون نفس .. وكل شيء كنت تفكر فيه غير اللي أنت سويته طول اليوم لعب على نفسك ..


و يرجع الهم ..
و تدور من أول و جديد بغرفتك .. لكن هالمرّه عقدت العزم و بتحاول تنَام .. وهالمرهـ مافيها تراجع .. هالمرهـ بتحاول تغمض عيونك .. و تاخذ نفس عميق .. و تهدى .. و تتذكر أن بكرهـ عندك أشغال وتحتاح لِـ كل دقيقة نوم ..
قررتّ .. لكن ماتقدّر تنام مازال ضميّرك يأنبك ..



تلاقي فكرة و تتصل على أقرب صديق .. اللي يسمعك ويحس فيك .. و اللي أحيان تقوله عن مُشكلتك ويوافقك عليها مو لأنه ما يحبك أو مايتمنى لك الخير .. لكن لأنه يصير يشوف كل اللي تسويه صح و لأن التوافق أحيان بالتفكير و التصرف هو الدافع الرئيسي اللي يخليّه يوافقك على أيّ كلمه تقولها .. وتبدأ تقوله كل شيء صار معك و ردة فعلك وردة فعل الآخرين ونفسيتك ونفسيتهم .. ربما لو كان من النوع الي ذكرته راح يكون بجنبك وراح تحس مع كلامه بِـ الأريحيّة .. عواطفك تعودت أنها ماتنجرح حتى لو كانت غلطانه .. لكن بعد ماتنتهي المُكالمه و يقفل ..يبدأ يحسسك عقلك ..قد أيش مسكين يا أنت .. وقد أيش تلعب على نفسك بالكلام اللي قلته .. وقد أيش الكلام اللي قلته قبل شوي ..كنت تطلع الإيجابيات و زاويتك الملائكيّة فقط .. وقد أيش كنت تحاول تخليّ الآخر بشكل بشع .. وتحاول توصل كلام ببعض .. وتصرفات سابقة له كانت بقصد أو بدون قصد .. وتحلل و تستنتج لوحدك يامسكين ..بس لوحدك ..



يروح يومك .. و أنت ماوصلت لنتيجة .. و أنت ماتعرف أيّ طريق تسلكه .. التفكير مُرهق .. وكرامتك اللي أنت تشوفها راح تروح مع الإعتذار .. و تفضّل تمر الأيام ومايعرفك غيرك .. ومايحمل همك غيرك .. و الكل ينسى الأمر .. و الآخر يتعدى الحدث .. و أنت تظلّ و تظلّ و تظلّ .. بكل حديث عنه .. و بكل مكان جمعك فيه .. وبكل سالفة فيها طاريّ أسمه .. تتذكرهـ و تتذكر اللي صار بشريط سريع .. وتتغير ملامحك .. ويرجع همّك .. تضيق الدنيا فيك .. و ياكُبر همه تأنيب الضمير ..







الجُمعة 24-04-2009م

.

 

[تهاني سلطان]

.

في كل مرهـ أدوّن شيء .. أحس أنه راح يكون الأخير .. مُجرد الأحساس اللي يخليك تشوف الدنيا سوداء بعد و كل شيء .. بهالأسبوع وصدقاً كل اللي أحبهم كانوا بقربيّ .. وكانت كل علاقاتي بالآخرين مبنيّة على الحُب و الإبتسامة .. و بهالمدونة اللي الحين قاعدة أكتبها دموعيّ تغطيّ كامل عينيّ .. حالة الاختناق من كل شيء بدأت تحسسنيّ بِـ أشياء أخرى .. حلو لمن يكون اللي حولك راضيّن عنك .. و بتصرفاتك .. و بإحساسك تجاههم .. حلو لمن أشوف ضحكة أبويّ مع مشاغل هالدنيا وتعبها .. حلو من أجلس مع ماما و أسمعها تسولف لي عن جارات الحيّ و عن بناتنا و عن أمهاتهم .. حلو لمن أشوف أخوانيّ بكل مكان وكل واحد فيهم مرتاح ومبسوط بحياته .. حلو لمن أسمع الوالدهـ تكلم أخوي بكندا و بعيونها الشوق وتكابر على نفسها .. و القعدهـ اللي ماعاد أقدرها و أقوم أظلّ لوحديّ لأن أشوف بقرارتيّ دمعتيّ لي و لي لوحديّ بس ..


كثير من الوقت اللي مضى .. وكثر الناس اللي فقدتهم بِـ أساليب مختلفة خلانيّ أشوف الحياة جميلة لمن حنا نبي نشوفها كذا .. ونشوفها و لاشيء كمان لمن نبي حنا نشوفها كذا .. نظرتنا وحدها اللي تحكم على ابتسامتنا أو تكشرينا لِـ الدنيا ..


السبب الوحيد اللي ماأعرفه إلى الحين .. مع أن هالشيء المفروض ما أسأل أحد فيه .. أو حتى يشاركنيّ هالسؤال .. أنا من النوع الخجول جداً جداً في عمليّة اظهار شعوريّ لِـ الشخص اللي قداميّ .. حتى ماماتي و بابابتي نفس الشعور معاهم .. أشوف أخواني و أخواتي تعاملهم معهم غير .. و أنا في حالة جيت سلّمت على رأس ويد والدي و جاء خمنيّ الدموع تحاصرنيّ .. ما أقدر على ضمته ليّ .. يألمنيّ ما أعرف السبب.. و أتألم أكثر أنيّ من هالنوع اللي مايقدر يتحدث عن مشاعرهـ..
يوم عيد الأم المَاضيّ .. و لِـ أنيّ ما أقدر أتكلم عن مشَاعريّ .. شريت لِـ ماما هديّة و كتبت لها بظرف كل اللي أبيّه .. وعلقته لها على يد البَاب .. و عشان ما تجيّ يميّ بالبيت .. رحت لبيت وحده من خواتي و قعدت معاهم أليّن ثنتين الفجر ..



لِـ كل اللي حوليّ .. لِـ كل اللي يحسونيّ في السديم الشخصيّة ذاتها ويجالسونها .. لكل اللي يشدون يديهم بيديّ .. لكل اللي بعدت عنهم فترة ورجعونيّ لهم .. لكل اللي كانت حياتهم حياتيّ وكنا نكمل بعض بكل شيء .. لكل اللي فرقتنا الدنيّا و صرنا بموقع يمكن تجمعنا أو ماتجمعنا .. لكل اللي عرفونيّ صح .. ولكل اللي أنصدموا منيّ بتصرف .. لكل النَاس اللي مايزالوا يتذكرونيّ .. لكل شخص غيّرني و علمنيّ خطأيّ ..



شكراً على كل شيء قدمتوهـ ليّ رغم أنيّ ما أستحق .. شكراً لوجودكم بجنبيّ .. شكراً لدعمكم ليّ .. شكراً لتحملكم مزاجيتيّ .. شكراً لِـ ابتسامتكم في حالة صمتيّ .. شكراً لأنكم أهديتوني مشاعر كانت لكم وحدكم و خليتونيّ أشاركم أيَاها .. أنا أسفه على أيّ جرح سببته لكم .. أو أي حركه أنا سويتها معاكم و تألمتوا منها .. تظلّون "أنا " بكل الأحوال .. و تظل مكانتكم أهيّ نفسها و ماراح تتغير بِـ أذن الله .. أعذرونيّ لو كتبت لكم هنا .. بس صدقوني الكاتب قليل الكلام كثير الكتابة .. و أنا للأسف من هذا النوع .. من النوع اللي مشاعرهـ تتحول كلمات على ورق .. أتمنى مشَاعريّ توصل لكم .. و أتمنى أستحق بجد هالإهتمام منكم .. شكراً لكم بعدد نجوم السماء ..






السبت 25-04-2009 م

.

 

[تهاني سلطان]

.

ياشين آخر العنقود بالبيت تراهـ يجيّ بثر مرهـ .. وماصل .. و يتحكم بحياة أهله .. ومايخليهم يروحون إلاّ على مزاجه و وين مايبي .. تكفون ياللي تبون تخلون عندكم آخر العنقود بالله حطوا على رأسه واحد ثاني عشان يسكت وماعاد يتحكى .. أقسم بالله إنيّ أحيان أحس أنيّ ماصلة وبثرهـ ويا أهليّ .. كل مايقولون شيء أقول " لا مافيه ..أو خلوني أفكر .. أو أرد لكم خبر " ..يعني لو مقدمين هالطلب على الملك كان رد عليهم و قضى ..

المساكين أهلي كانوا يبون يروحون المدينة ويتعبدون الله بهالأسبوع .. من بثراتيّ قلت لهم لااااااع وين تودونيّ .. أنا عندي اختبارات ولا ذاكرت .. أهئ أهئ .. تبون أحمل مواد .. عاد بابا كلش ولاحمل المواد ...قالوا خلاص بنقعد وارتحت أنا وكملت أسبوعين على الأسبوع الأخير تكلمنيّ أختي أهي بالغربية تقول وينكم موب جايين أقولها لاااااع .. وين نجي ..عندي اختبارات مانقدر .. قالت ياربي .. من زوجك ويفتكون هليّ منك .. ذبحتيهم مخليتهم بالرياض بسببك .. قلت أنا ماأمسك أحد اللي يبي يسافر يسافر ... أهي تعرف ماأقدر أقعد بدون وجودهم .. كذا موب قايله لكم أنيّ بثرهـ : ) .. بعدين ياربي قلت خلاص نسافر للشرقيه ثلاث إلى أربع أيام بس .. تغيرون جو ..طبعاً على بال بابا مافكر وقرر .. قال نمشي السبت اللي طاف .. قلت لا مافيه .. أنا قلتلكم نمشي الثلاثاء و أغيب من الجامعه الأربعاء أو نمشي الأربعاء بعد الظهر لمن أرد من الجامعة .. صدر قراريّ تتأجل السفريّة إلى بعد اختبارات الميد تيرم ..


صديقتي هنوفه على رأسي سافروا و سافروا .. شنو مقعدكم بالرياض .. ودايم تهزأنيّ .. يوم أقولها خلاص موب مسافرين .. بغت تاكلنيّ .. تقول خير تقعدون بالرياض روحوا أستانسوا .. و أنبسطوا .. وتسكعوا .. لأن أصلا كان التخطيط أكبر من المدينة و الشرقيّة .. قالت لي يوم السبت من آخر أسبوع قبل الإجازة الذهبية تروحين الحين لأهلك وتقولين لهم تسافرون لو فيه مجال .. لكن أنا ماقلت لهم من الخوف اللي طبني بعد جامعتنا غلطانين حاطين لي الإختبارات الإثنين بعد الإجازة حرام أكبر ظُلم .. لو شكينهاهم لحقوق الإنسان تهقون بيسمعون لنا ..! ... و عشان تعرفون بعد أن اللي ياخذ رأي آخر العنقود مايتوفق بالروحة .. أصلاً أنا قلت لهنوفة نتبادل الأهل .. قالت ماعندها مشكلة .. شكلها تبيّ أبثر أهلها .. ولا شنو ياهنوفة ..?


صدق والله نصيحة لأي أحد عندهـ آخر العنقود .. شوف ياأنك ماتعطيه وجه وترتاح من قلقه .. ولاتقعد تاخذ بقرارهـ ..ترى إن خذيت بقرارهـ يقعد يشوف نفسه .. ويبط الكبد .. بعدين ماأدري ليه يكون دلوع وعبيط .. و على أي شيء يصدقونه أهله لاتصدقون آخر العنقود .. شوفوا أنا مثال حيّ << متعوب عليها ..
أنا إلى هاليوم مافتحت ولا ماده و أنا قاعدة بالبيت يادوب قبل شوي هاه روقت وقلت بذاكر النوفل مالتي و الحمدلله خلصت محاضرتين من أصل عشرة .. و اختباراتي تبدأ الإتنين .. يعني بالله لو سافرنا السبت ورجعنا اليوم وبديت بكرهـ موب حلو .. وكانت شُعبيّ الهوائية تشبعت .. و روقت على صوت البحر .. بس أنا أستاهل اللي صار .. أحسن انثبرت بالرياض .. وشنو لقينا منه حر وحومة كبد .. عشان كذا لمصلحة أبنائكم أنتوا قرروا اللي تشوفونه صح .. وخلوا عنكم خرابيطهم الزايدة .. اللي يبي يذاكر يذاكر ولو فوق القمر << حلوهـ فوق القمر بأحلاميّ إن شاء الله ..



الثلاثاء 28-04-2009م

.

 

[تهاني سلطان]

.


بِـ هالأشخاص اللي حولنَا و هالأشخَاص اللي نتعامل معاهم و نقعد معاهم و نفرح بوجودهم و نشوفهم أفضل ناس و أروع ناس و أخطائنَا معاهم تُغتفَر و أخطائنَا بجهتهم ماننساها بِـ سهولة .. نكون معاهم مثل أنفسنا بِـ كل حالتنا .. بِـ فرحنا و حزننَا و بِـ ضحكنا و دموعَنا .. نَاس نشوفهم ملائِكة بِـ تعاملهم و أخلاقهم و يمكن هالشيء يخلينا نشُوفنَا الخطأ بِـ حقُهم كبير .. بِـ وقت الضيق أو الزعل و خصوصاً إذا كان من ناحيتهم ماعاد نميّز الحقَائق و تختلط عندنَا المفاهيم .. نشوف كل الأخطاء تمتلكهُم و أحيان نبي ننهيّ الموضوع عشان مانتاقش أكثر ونفقدهم .. يبقى الألم بداخلنا و يبقى ألمهم و مع ذلك نرجع و لا كأن شيء صاير لكن يكون هناك فراغ كبير سويناه بينا وماراح نُشوفه بِـ حقيقته إلاّ إذا فقدناهم ..



الأشخاص الملائكة يا يكونون .. من أهلنَا و دايم قبالنَا يشعُرون فينَا و يتألمون معَانا يحسون بِـ تغيرنَا و يحاولون يعرفون أسرارنا و أهم الأقوى تأثير في حالة الوجع أو في حالة السَعادة لأنهم فهموا تصرفاتنَا و أساليبنَا و يكفيّ الإحسَاس اللي يتمتعون فيه و اللي الله أختصهم دون غيرهُم .. و من أصدقَائنا اللي يِعيشون صَرَحتنَا و صدْقَنا معهُم و مع العِشرة يبدأون يعانون من أطبَاعنَا و يتأقلمون معَاهَا حتى يكونون الأقرب من الرُوح و الأعمق في الإخلاص .. و أصدقائنا اللي جمعنَا معاهُم فكر و قلم أو جهة ماتختص بِـ المقَابلة اليومية من خلال حاجز فصلنَا بينهم -مثل اللي نعرفهم من خلال النت-بعضهُم يكونون قريبين جداً جداً حتى أن غُموضَنا اللي نحاول نختفيّ وراهـ يفضحَنَا و نبدأ نرتاح لِـ هالحال و نفضفض أكثر و أكثر و يمكن نرتَاح لأن بِـ قرارتنَا نشوف إننا مهمَا كان الوضوح يخيم علينَا نظل نوهم أنفسنَا إنَّا مازلنا غامضين و نقدر ننسحب بأي وقت و لأي سبب و لا نتسبب بِـ جرح بسيط لكن هالجرح نعرف بقرارتنا أن شخص آخر بيتعرفون عليه ويداويه .. لكن فيه حالة خاصة زي مايقولون " تنحط على الجرح تبرى " .. هالأشخاص ماهم من أهلنَا ولا من صدقاتنا المجبورة في مكَان واحد و لا صَداقَة نهَايتها وداع بِـ كلمة و أحيَان نتقصد الخطأ عشان نتركُهم ..لا لا.. هالأشَخاص يمكن نعتبرهُم معرفة سَطحيّة لَكن بِـ داخنَا نعترف أنهُم مو مجرد ملائِكة و لا مجرد أصدقَاء ولا حتَى أهل نخبيّ عليهم ألمنَا عشان ماينتبهون لِـ اللي فينا و يتألمون معَانا رُغم إننَا مفضحين قداهُم .. هالأشَخاص نادر تتعرف عليهم و نَادر تلقَاهم بين هالكم الهَائل من النَاس وبين الكم الهَائل من المعَارف .. هالأشخَاص لو تبيّ تعطيهم روحك بِـ لحظة ماتقصر معَاهم و لو تبيّ تفديهم بكل كلمَات الدنيا و تكون لهم وحدهم هَمْ ماتحس إنهَا تكفيهم .. هالأشَخاص يجون على الألم ويعانون من الألم و يتصنعون الرَاحة لِـ أجلك و أنت شنو أنت .. ولا شَيء تقدمه لهم يكفيهم .. ولا شَيء .. ولا شيء نهائياً .. كم من الاشخاص خارج مدارك حيَاتنَا و يعيشون حذاريف حياتنا* .. و كم من الأشخاص يعيشون مدارك حياتنا و أهم في فقاعة بداخل هالحيَاة مايبون يفقعونهَا عشان مايعيشونَّا بحذاريفنَا و يستانسون بِـ شوفتنَا من بعيد لِـ بعيد و هَم حنَا راضين باللي أهم فيهِ عشان مايتذمرون بلحظه أو حتى يختقون بِـ أكسجينَا.. مُعَادلة رُبَما اللي يعيشَهَا و يتأملَها صَح يلقى أنهَا شيء صَعب وسَهل .. واضح و غَامض .. و بِـ الأخير يلقَها قمة الراحة له و للي حوله.. يعني يعيش معاهُم بجسد و تكون الروح مع اللي يستحق أنهَا تكون معَاه .. بِـ هالعَلاقَات لقيت أن مو فرض اجتماع الأجساد بِـ مكان واحد عشان نعرف الشخص وكامل مزاجياته .. يكفيّ إنَّا نشَاركه الحديث حتى لو كَان شيء غير موجود بِـ الحيَاة أو غير محسوس من الأصل ..



الكَماليَّات و الملائِكية في التصَرفَات و مُحاولة إنَّا نكون صح حتى قدام اللي يقتديّ فينَا شيء غلط .. و مُعالجة أخطاء الملائِكة في حيَاتنا بِـ أننَا نقوم بِـ الكبَائِر لِـ نُحسسهم بِـ أنهم خطأ أعظم ذنب و أقسى مراره .. مهمَا كان الغلط و مهمَا كان حجمه و مهمَا بغلت عظمته و مهمَا غيّر نظرتنَا لِـ نَاس شَاركوا أرواحنَا بِـ كلمة أو فعل و تمردوا في إحدى المرات بِـ غلط ولو كان مُتعمد ما تصل إلى درجة تُهينُهم إلى مستوى يشعرون أنهُم خُذلوا أمَامنَا أو أن مكَانتةم تلاشت بعض الشَيء أو حتى فُقدت ..




الملائِكيّة لا تكون الأسَاس في علاقَتنا لِـ أن بهالشيء نغيّر المنطق و نجعله فقط جُزء بسيط نعود إليهَ كُلمَا أحتجناا أن نشعر بِـ عظمة ما أهدَانَا الله .. وما قدمه لِـ أرواحنَا بدون ما نشعر أو بدون ما نُدرك ..
واللي خلانيّ أكتب لهَذا الصبَاح و أغيّر نظرة لِـ طالمَا تحكمت في علاقاتي و مُشاركاتيّ مع النَاس أن إحدى المقربات ليّ وقعت في مُشكلة كَان بطلُهَا مَلَك في نَظرهَا و سَقط في أحد هفوات الـ لآ كمَال ..حاولت أن تُجيب على اتصَالتيّ لهَا لِـ أشَاركها ماتمر بهِ ولم تُجيب .. و لا إراديّا داعنيّ الـ لآوعيّ إلى الإتصَال بِـ أحدى من تعرفتُ عليهن "هُنا " و أجزم بِـ أنهَا كانت القلب و الروح و العقَل و الإستَماع و المعرفة و التحكم و القَدر و الملجأ و الآمان و الحديث .. حتى أنيّ رافقتُها سَاعات من الحديث المتواصل دون أن أشعر .. كانت هيّ فقط من الأشخاص الذين يعيشون خارج مدارك حيَاتنا و ينتمون إليَّها روحيَّا دون أن نشعر .. شُكراً ياقلبَها .. شكراً يا أبعَاد عليَهَا ..شكراً ..

*كانتْ نَفثَّة ..

الجُمعة 8-5-2009م



.

 

[تهاني سلطان]

.

غريبة بعض الأيام تكون حدث لِـ الإنسان مُربك و أحيان تكون جادة إلى درجة التفكير أنا بشنو غلطانه معاها عشان تكون معاي كذا .. لكن الأمس رغم جديته مع الصباح إلاّ أنه تغير كثير مع بدايات المساء .. زعل الأيام ماينوصف ..

أمس كان حدث من نوع آخر .. حدث تتوقع أنه مستحيل أو يمكن ماراح يصير بِـ الوقت الحالي يعني بيصير بس بعد كم سنه .. المهم أن الحدث بدأ من السَاعة أربعة العصر .. مرت على أسوم د و بنروح نمر على فنو عشان بنرجع للجامعة و نروح معاهم مره وحده .. صارت الساعة خمس أتصلت وحده من البنات اللي وصلت قبلنا وقالت تأخرتوا البَاصات راح تتحرك .. عجلّوا شوي .. و صلنا و أهم خلاص يركبون البَاصات .. أعطوني الكاردات مالتنا أنو حنا وياهم و رحنا .. و أنا بِـ البَاص الجامعيّ و لِـ أول مره أركبه .. مجموعة كثير من البنات وسواليف و أقدر أشبك خط مع أي أحد و أسمع سواليفه .. عالم آخر الصراحة .. قعدت بِـ المقعد الثالث من الأخير و جلست جنبي وحده ماعرفها و صديقاتي وراي كل شوي ألتفت لهم و أرد أرجع أجلس عدل .. هو الصراحة شيء حلو بس يوم زاد الوقت عن خمس دقايق أنا بديت أنزعج من الأصوات و بديت أطفش و أحاول أقاوم هالشيء و أقعد أسرق النظرات من الشُباك .. السيارات صغيرة مره و بكل مره يلتف البَاص أحس العالم كله يلتف معي .. حتى لمن يركب مطب يالله شيء يخوف .. كان شيء حلو أنو جربته وكيف تحركاته وكذا .. وصلنا عند الانتركونتننتال .. و عند الباب الخطأ يوقف البَاص وماكان وده يتحركه .. ويحاول يشغله السواق وماهو راضي .. أنا ماخوفي إلا من هاللي تحت جالسين برشاشاتهم .. أشكالهم تخوف بجد .. و قدام وزارة الداخلية و باص ياعيني بجد : ) ... المهم مره مرتين بالثالثة أشتغل .. والله أخذت نفس عميق .. ويتحرك .. ويدش من الجهة الثانية ..

بالمناسبة الحفل كان لِـ صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .. جامعة الأميرة نورة قامت بِـ عمل هذا الإحتفال لِـ توليهِ المنصب .. طبعاً توقعنا بس راح تكون كليّة الآداب المتواجده .. بس كل الكليات الثانية موجودين وتعرفنا على بناتهم ..عاد كلنا نحمل أسم واحد ولانعرف بعض مشكلة ..وصلنا على الساعة ستة المساء و على بال ماجاء البقيّة وهدأ الوضع و اجتمع الكل جت الساعة تسع .. على الساعة تسع و نص بدأو تحضيرات قدوم سموه .. و بدأ بداخلي هذاك الشعور اللي يحسسك أنك بعد فترة راح تقابل شخصية يمكن راح تقابلها وجه لِـ وجه مره ثانيه بِـ لقائات مثل هالنوع .. خصوصاً أن القاعة كان فيها طالبات ودكاترة و العمادة و التابعين للعمادة .. كل اللي حسيته كان شعور رائع جداً .. دش الأمير و الكل وقف للسلام الملكيّ و بدأ الحفل .. بعد كذا طرحوا بعض المشاكل و القضايا المتعلقة بِـ المرأة و وزارة الداخليّة ووعدنا الأمير إن كل شيء راح يتخذ فيه اجراءات خصوصاً أن المرأة تشكل نص المجتمع و المرأة الآن أثبتت وجودها في عدة مواضع .. كان اللقاء جداً رائع .. وكان الرد على الأسئلة ذا منطقية و موضوعيّة .. خلص الحفل ..

اتصلت فنو على بابتها لأن الوقت صار متأخر .. طلعنا من الحفل قرابة الساعه 11:45م .. وعلى مابال مانوصل على الساعة 12:10م .. و أبد سواق أسوم د رجعني للبيت وراحت أهي لبيتها .. بس كان يوم بالنسبة ليّ .. لا يُكرر أبداً .. و هذا اللقاء جعل بداخلي شيء من النشوة و الوصول إلى فكرة أن المرأة أصبح لها مثل الرجل هُنا في المملكة ..





الأثنين 11-05-2009م

.

 

[تهاني سلطان]

.

بجد الصور أبلغ من الكلام أحياناً ..
أنا هيك و أسوأ ..

الجمعة 15-05-2009م

.

 

[تهاني سلطان]

.

كثير الطرق اللي تكون مسدودة بوجهنَا وتخلينا نروح ندور على طرق جديدهـ ومنَافذ غير .. بحد ذاته هالتفكير يخليك تحلل وتستنتج و تحاول ترسم الخُطط الصحيحة عشان تعزم وتتوكل .. لكن أحيَان تجي حالات حتى التفكير ماودك فيك .. يعني لقيت الطريق مسدودة معناهـ تفقد الأمل بكل شيء و ترضى بالأمر الواقع .. تدهور الحالة النفسيه و عدم وجود أحد بقربك يعطيك الدافع بالكلمه أو بالوقفة بحد ذاته يخليك واقف قدام الباب المقفل و ترجع لِـ أدراجك ولا كأن شيء صَار ..




هالحالة أصبت فيهَا .. على أن مافيه أيّ شيء يستدعي أنها تتراكم عليّ بهالوضع ولا فيه أمر تستند عليهِ أو حتى نقطة معينه تبدأ من خلالها البحث عن المشكلة و معالجتهَا .. توصل مرحلة تكره فيها نفسك واللي حولك وتنعزل عن العالم الخارجي و أسلوبك يتغير مع اللي تحبه واللي ماتحبه و اللي أنت رسميّ معهم و اللي أنت تتبيثر عليهم ..تبدأ الموازين تختل و التعامل مع الكل يكون بنفس المستوى .. حتى اللي قبالك يستغرب اللي قاعد تسويه .. و أنت مو حاس بهالشيء .. أهو يتألم منك و أنت تتألم من شيء مجهول ..شيء ماتعرف شنو بيوصلك له أو شنو آخر احتمال راح يضعه الشخص الآخر عشان يعطيك حريتك ..


بجد الحين وديّ أغير رقم جواليّ وكل أرقام العائلة .. أبي أغير إيميلي و أغير أسميّ و أحاول أبدأ من جديد .. بمشاعر جديدهـ وصداقات جديدهـ .. أبي هالحياه اللي مخليّه كل اللي حولي يعانون منها ......... {مبتور , و البقيّة تَسكُن دفتر مٌذكراتي خوفاً من فهم الآخرين ليّ بِـ طريقة خاطئة } ....






السبت 23-05-2-2009 م

.

 

[تهاني سلطان]

.

أسبوع الحصاد اللي يجيّ بالصيف قمة التعذيب و تعب .. أنك تسويّ و تجتهد طول السنة كوم .. و أنك تثابر حتى آخر يوم دراسيّ في هالحر اللي موب طبيعيّ كوم ثاني .. بجد وصلت إلى مرحلة حتى اختبارات ماعاد أبيّ أحضرهم يعني قبل كنت ماأذاكر للكوزات و كذا وكنت أدش الإختبار يعني نص درجة أفضل من لا شيء .. اليوم أقسم بالله أحس لو جابوا ليّ الورقة و أنا على سريريّ و قالوا لي حليّ الورقة أقولهم مافيني حيل و ألف على الجهه الثانية .. أدري بيقولون بس قولي خلاص حنا بنكتب عندك و بقولهم لا لا مابي حطوا ليّ صفر شنو فيه الصفر له قيمة زيه زيّ أي درجة ثانية ..


والله صراع نفسيّ أروح ولا ما أروح .. المشكلة حلو أنو آخر المحاضرات تحضرها لأن أهي زبدة الموضوع و أحيان الدكتور أو الدكتورة يجمع أهم شيء بهالمحاضرات و الأسئلة مالت الإختبار أغلبها تكون منها .. ومع قراراتي الذاتيّة لهالموضوع و اللي أنا أقعد أهذري فيه طول السنة و أقعد أقنع صاحباتي أنو مايوفرون غياب عشان جايين جايين آخر محاضرات .. أكتشف أنو أنا اللي ماليّ خلق أروح و بنفس الحالة الأولى لو أنهم يجون و يقولون ليّ بنقولك المحاضرة على السرير بس أنتِ أسمعيها بقولوهم مابي كتبوها ونزلوها محاضرات بالمكتبة و أليَّا روقت شريتها ..


من جد يامسكينة يا أنا .. أحس بشعور تأنيب الضمير و أكابر على نفسيّ .. و المُشكلة خلاص اللي مابقى شيء .. بس حالة التبلّد و العصيان بدت تتوالد فيني شيءً فشيء .. يعني لو أحد قاليّ شنو مصحيك روحيّ ناميّ بقول طيب .. وعادي والله أسويها ..

بعد شويّ عندي اختبار بروز و المُفترض أنو أكون الحين وبهاللحظة أكون في الجامعة .. أقضم أظافريّ .. و أمسك كتابي و أراجع بسرعة .. و أحاول ألقط كم كلمة على الطاير .. وبدل هذا كله باقي ببجامتيّ .. على سريري ..تحت المكيف .. مطنشة القراءة السريعة .. و قاعدة أكتب هنا ..

لا لا بجد حالة موب طبعية أبد .. ليكون جتنيّ عين بالمذاكرة .. عاد هالحركة فيه ناس يستخدمونها واجد .. أهو مافيهم شيء بس عشان ضغطوا على أنفسهم طول السنة و يوم جاء الجد تعبوا و حطوها برأس العين و أن أهي السبب ..
أنا بسويّ نفس الحالة خلاص .. اللي فيني هذا عين .. أكيد بنت فلان يوم شافتني ذاك اليوم أقرأ الكتاب حسدتني .. ولا الطالبة الفلانيّة يوم شافت درجتي معلقة مالت الإساي قالت إهب درجتها أحسن من درجتيّ و رحت أنا فيها .. شكلي بروح لشيخ يقرأ عليّ .. أنا تعبانة ومو قادرة أذاكر .. حتى الحين مو قادرة أروح الإختبار .. بروح أحط راسي على الوسادة و أكملها نومة .. إلى وقت الظهر و إليا جاء الظهر بروح لماما و أقولها بنتك صابتها عين ماعاد تبي تذاكر ..

يالله برب بروح أتجهز للجامعة و الإختبار ... دعواتكم .. ولا أقول وفروا ليّ دعواتكم على الإختبارات النهائية موب ذا الخرابيط اللي صاجينا فيها على نهاية السنة .. مايعرفونا ويبون يحطون لنا درجات مُشاركة .. عشتوا .. دوبهم يذكرون أن عندهم طالبات محتاجين هيك درجات ..






السبت 6-6-2009م

.