ضفاف الصفصاف

[بندر الصقر]

قرأت ولم أصل إلى نهاية المتصفح بعد

انا من عشاق الفصحى ومن أكثر الناس تقديرا وتعظيما واجلالا لها حد اني لم أجرأ يوما على كتابة الشعر الفصيح نصا يقرأه الناس.
أحبها حتى اني احترم من يتحدث بها وبرغم كتابتي للشعر النبطي واستمتاعي به إلا اني لا اقارنه بالفصيح و لقصيدة فصيحة بنصف جمالها احب إلي وأعظم عندي قدرا من قصيدة نبط في أعلى درجات الجمال والاكتمال


في هذا المتصفح أجدني اتمايل طربا وشغفا ولعمري لقد داعبت مقتطفاتكم ذائقتي وأخذت علي عهد الحضور الدائم.


ابتداءا من زارع البستان أستاذنا الكريم زيدون ومرورا بالفراشات العابرة وبلا انتهاء.. من القلب أشكركم.

 

[رشا عرابي]

كل مكانٍ تَكونُهُ يَختال بِكَ يا بندر
هنيئاً لنا ذائِقة راقٍ كأنت

 

[رشا عرابي]

البَردوني يُحسن رَسمَ الصورة وابتِكارها ،
وهو مولَعٌ كَثيراً بالإيحاء والرمزية وتَشخيص التجديدات
فـ للفَجرِ شِفاه ، وللمروجِ صُدور ، وللرّبى أجفان ، وللربيع قلب !

يا رفيقي هاتِ أذنيك وَخذ أشهى رَنيني
من شِفاهِ الفجر أسقيكَ وخَمرُ الياسَميني
من مَعينِ الفنّ أرويكَ ولَم ينضب مَعيني

وتَضعف الصورة عِندما تَكون البراهين عقليّة وواقعيّة في مضمون القَصيد :

وَحده المَجدُ والفَخارُ التليد
زَعزعَت مرقد الصباح الجَديد

وَحدَه يَعربيّةٌ وانطِلاقٌ
عربيٌّ يَهزُّ صَمتَ الخُلودِ


وهُنا يَرسُمُ صورَةً مؤثّرةً عجيبة للياليه في الكوخ الذي يُسَيطر عليه البرد والدّجى والجوع

لا مشفِقٌ حولي ولا إشفاقُ
إلّا المُنى والكوخ والإخفاقُ

البرد والكوخُ المسجّى والهوا
حولي وقلبي والجِراحُ رِفاقُ

وهُنا الدّجى يَسطو على كوخي كَما
يَسطو على المُستَضعَفِ العِملاقِ

 

[سيرين]

قصيدة الكرم

للحطيئة

هو شاعر جاهلي واسلم في عهد ابي بكر الصديق

قصيدته تظهر كرم العرب ولو كانت حالتهم بؤساََ

اتخذ من الشعر وسيلة للتكسب وللدفاع عن الظلم الذي يلحقه من الاخرين

بدأ قصيدة الكرم بوصف رائع للجوع الذي يعانيه واسرته :

وطاوي ثلاثٍ عاصبِ البطنِ مرملٍ بتيهاءَ لم يــعرفْ بها سـاكن رَسْمــا

يكرر المعنى تأكيدا

حُفاةٍ عُراةً مــا اغتذوا خـبـز مــلــة ولا عــرفوا للبُّر مذ خُــلِقوا طــعمـا

واصابته بالحيرة عندما لمح ضيفا يأتيه فيطلب ابنه أن يذبحه ويقدمه طعاما للضيف

ما يؤكد تأثر الشاعر بالقرآن وقصة سيدنا ابراهيم عليه السلام

وقــال ابـــنه لــمّــا رآه بــحــيــرةٍ أيــا أبــتِ اذبــحنــي ويسِّر له طُعما

ولا تعتــذر بالعــدم علَّ الذي طرا يــظنُّ لــنــا مــالا فــيوسعـنــا ذمّــا

وبين التفكير والتردد بقول ابنه رأى قطيع البقر فأصطاد اسمنهم وحل مشكلة الضيافة

فباتوا كرامًا قد قضوا حقّ ضيفهم فلم يغرموا غُرمًا وقد غــنموا غُــنما

وبات أبــوهم مــن بشاشــتــه أبــا لــضيفــهم ُ والأُمُّ من بشــرهــا أُمّــَا

قصيدة مليئة بالصور الجميلة الموفق في توظيفها والمستمدة من بيئته الصحراوية

كان بارعا في سلاسة الانتقال بين افكار النص خاصة أن القصيدة من نوع الشعر القصصي

\..

 

[رشا عرابي]

نَظَمَ شِعرَهُ في موضاعات شَتّى؛ إلّا أنَّ نظمَهُ يَكادُ يَخلو من الغزل والتّشبيب
فـ قد غَلَبَت عليه في مُعالَجة الموضوعات روح العالِم المُفكّر أكثَرَ من روحِ الشاعر الأديب
فَـ جاءَ شِعرَهُ مُثقَلٌ بِـ الحَقائِق .

قالَ في قَصيدةٍ لهُ عنوانُها " أوَرائي أم أمامي " أبانَ فيها شَكَهُ وتبرّمَهُ من الحياة :



حيرَةٌ في الحياةِ قد صَرّفتني
عن بُلوغي من الحياة مَرامي


وَقـضت أنني أَطيل وقوفي
فـي ممر الشكوك والأوهام

 

[سيرين]

من اجمل ما كتب امير الشعراء " احمد شوقي "
كما لو كان يحاكي حاضرنا
حين ارتدى الذئب عباءة الدين ومضي يهدي الناس
وطلب رسول يذهب للديك ويحضره ليقيم الآذان فكان رفضه
ورده انه تعلم من اجداده
" مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا "

برز الثعلبُ يوماً

برز الثعلبُ يوماً في شعار الواعِظينا
فمشى في الأرضِ يهدي ويسبُّ الماكرينا
ويقولُ : الحمدُ للـ ـهِ إلهِ العالمينا
يا عِباد الله، تُوبُوا فهموَ كهفُ التائبينا
وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الـ ـعيشَ عيشُ الزاهدينا
واطلبوا الدِّيك يؤذنْ لصلاة ِ الصُّبحِ فينا
فأَتى الديكَ رسولٌ من إمام الناسكينا
عَرَضَ الأَمْرَ عليه وهْوَ يرجو أَن يَلينا
فأجاب الديك : عذراً يا أضلَّ المهتدينا !
بلِّغ الثعلبَ عني عن جدودي الصالحينا
عن ذوي التِّيجان ممن دَخل البَطْنَ اللعِينا
أَنهم قالوا وخيرُ الـ ـقولِ قولُ العارفينا:
" مخطيٌّ من ظنّ يوماً أَنّ للثعلبِ دِينا






\..

 

[سعد البردي]

لا كانَ وجدٌ بهِ الآماقُ جامدة ٌ
ولا غَرامٌ بهِ الأشْواقُ لمْ تَهِجِ

عذِّبْ بما شئتَ غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ
أوفى مُحِبٍ، بما يُرْضيكَ مُبْتَهِجِ

وخذْ بقيَّة َ ما أبقيتَ منْ رمقٍ
لا خيرَ في الحبِّ إنْ أبقى على المهجِ

ابن الفارض

 

[سيرين]

والشاعر الشحرور يرقص، منشـداً
للشمس، فوق الـورد والاعشـاب
شعر السعـادة والسـلام، ونفسـه
سكـرى بحـر العالـم الـخـلاب
ورآه ثعبـان الجـبـال، فغـمـه
ما فيه من مرح، وفيـض شبـاب
وانقض، مضطغنـاً عليـه، كانـه
سوط القضـاء، ولعنـة الاربـاب
بغت الشقي، فصاح في هول القضا
متلفـتـا للصـائـل المـنـتـاب
وتدفق المسكيـن يصـرخ ثائـراً
"ماذا جنيت أنـا فحـق عقابـي!"
"لا شـيء" الا انـنـي متـغـزل
بالكائنـات، مفـرد فـي غابـي"
"وسعادة الضعفاء جرم..، مـا لـه
عند القوي سـوى أشـد عقـاب!

جزء من " فلسفة الثعبان المقدس " الشاعر ابو القاسم الشابي

كم أراها تجسيد لواقعنا اليوم من فلسفة القوى العظمى الغاشمة ونعومة الثعبان
في إستحلال وتدمير أوطاننا
دون إحساس بأي جُرم بل تراه حق بكثير من زيف الإدعاءات

وكان رد الشحرور علي الثعبان :
"ان السـلام حقيـقـة مكـذوبـة
والعـدل فلسفـة اللهيـب الخابـي
لا عـدل الا ان تعادلـت القـوى
وتصـادم الارهـاب بـالارهـاب

ليرد عليه الثعبان بكل صلف وغرور وظلم :
فاكبـح عواطفـك الجوامـح انهـا
شردت بلبـك واستمـع لخطابـي
انـي الـه طالمـا عبـد الـورى
ظلـي، وخافـوا لعنتـي وعقابـي
وتقدمـوا لـي بالضحايـا منـهـم
فرحيـن شــأن العـابـد الاواب
وسعـادة النفـس التقـيـة انـهـا
يومـاً تكـون ضحيـة الاربـاب
فتصير في روح الالوهـة بضعـة
قدسيـة خلصـت مـن الاوشـاب
أفلا يسـرك ان تكـون ضحيتـي

هي فلسفة الفناء لكل ما هو ليس منهم
يا لها من نفائس در الضاد بمعطياتها وصياغتها الجميلة


\..