العشق الممنوع ! بقلم ندى يزوغ ..
و أنا أتسكع في الدروب الإلكترونية هربا من حفر و دهاليز الدروب الإسمنتية، التقيت عاشقة رقيقة الإحساس ، من اللواتي يتابعنني عن بعد و يتفاعلن مع هذياني على مواقع التواصل الاجتماعي ..
إنها إحدى القارئات الوفيات لحرفي المتواضع، تلاحقني بتغريداتها و بتعليقاتها التي ما زادت نصوصي إلا ارتفاعا و سموا..
سلطان حب هذه العاشقة و هيامها جاوز شموخ سلطان سليمان القانوني التركي..هكذا استشارتني إن كان لها الحق في تقديم فتوى في الحب خصوصا لصغيرات السن قليلات الخبرة، العطشى و الظمأى للارتماء في حضن الهيام..
أجبتها : هات ما بجعبتك و أريني كم من أشواط الحب قطعت؟!!.. و كم من تجارب الروح دونت؟!!
فاستهلت قصتها هامسة و قد تهدج صوتها و رق قلبها و راح الحنين للماضي يحكي عنها..
استجمعت قواها و فتحت أغنية على هاتفها و قالت: ستختصر لك هذه الأغنية قصة عشقي و هيامي و صبابتي الجميلة💖 و التي ما ندمت على اقتراف أحداثها الحلوة يوما ما، و لا خجلت من سرد النعم التي أسبغها الله علي بفضلها في جميع فصولها المختلفة و المتنوعة ..
أخذت نفسا عميقا و استرسلت و كأنها تضع حبيبها أمام عينيها تتأمل ملامح و ارتسامات وجهه، فقالت : وجود ذاك الإنسان الفاضل، الحنون، الصديق الصدوق و الحبيب و الاخ و الأب و السند و الذي ظلمه الزمان أحيانا، ما زاد أجندات نجاحي و ثقتي بمكتسباتي و مهاراتي و افتخاري بذاتي المعطاءة إلا تفريخا... بل ما زادتني تفاصيل تلك القصة الملهمة، النادرة و المشوقة و التي عشتها برفقته لسنوات رائعة سوى رضى عن نفسي و امتنانا لما آتاني الله به من نعم عظمى و لحظات قممها سعيدة، استمتعت بتفاصيلها خصوصا الدقيقة منها، فقد كانت براقة، رومانسية ،خالية من النفاق و المصالح المادية و الجسدية، بل عانقت بها سبع سموات الصفاء و النبل و عشنا عواطف كلينا و انصهرنا في روح بعضنا البعض، متوسلين حسن النية و جمال التقاسم و روعة التواد و التراحم و التعاطف ..
عواطف و أحاسيس كانت جياشة، مفعمة بالأمل و بالتعويل على غد أفضل، كنا سنحقق فيه الأماني الكبرى( مشاريع رسمنا خططها معا، و وضعنا لكلينا حق تشارك برامج شاهقة المحتوى.. رتبنا لكل شيء، لأصغر التفاصيل ، ما غاب عن ذهننا أمر قد يخلق حدث السعادة لكلينا ..بل أكثر من هذا، أسسنا كل ما يجب أن يؤسس و سمينا ابنتنا 💕.. لأني من أنصار إنجاب طفلة واحدة ..هههه 🤫 و هو عكسي تماما و مع ذلك رضخ لرغباتي و تنازل من أجلي..
فتحت صديقتي قارورة الماء المثلجة و اكتفت بجرعة بسيطة، لتعاود الاتصال على ذاكرتها، كأنها في موعد غرامي مع حبيبها، الذي لا تريده أبدا أن ينتظرها أو أن تفرط في ثانية واحدة لتعيش لحظة اللقاء به ..
استرسلت قائلة : (أحلام أخرى غمرت أعماقنا، كانت سليطة اللسان لا يتوقف هديرها ، أما مشاعرنا كفرسة جموح نطلق لها عن طواعية و تلقائية العنان في كل الأوقات و في كل فصول حكايتنا ، التي لم ننحني لخريفها أبدا و لا فتحنا الباب لصيفها القائظ كي يقصف هدوء لحظاتنا ..
حبيبتي أنت ، عزيزة على قلبي و تعلمين ذلك، نعم أيتها الأستاذة المشاكسة و الدليل أنك جعلتني أبوح لك دون تهديد و دون تخطيط أو احتيال، و ما كنت لأفعل ذلك ! 🤔 لأني باختصار و بحدسي المتواضع أعرف أني أشبهك، و أنك ثائرة ، متمردة و مجازفة، تعشقين المشاعر العظيمة، و أنك في الحب تكونين حواء أخرى ذكية و مبدعة و سعيدة و متصالحة مع ذاتها و هذا هو سر نعمة الوقوع في الحب، و الذي لا يعي كنهه الكثيرون و الكثيرات ..
يوم يسقط الإنسان في حب نصفه الآخر ، أقصد بتوأم روحه..حتما سيعانق سحاب السعادة حد الثمالة..
دعيني على منبر قلمك يا أستاذة أقدم النصح للصغيرات قليلات التجربة و الخبرة ؛ (كن أيتها الصغيرات الناضجات اللواتي يوم تقررن اقتراف فعل الحب عليكن الابتعاد عن الطيش و التفاهة.. نعم كن للحب مخلصات و مارسن طقوسه و أنتن طاهرات واثقات من أنفسكن واضعات حدودا لا تتجاوزنها ،كي تكسبن الاستحقاق الذي تستحقه كل واحدة منكن على حدة.. بل كن للجود و الكرم و العطاء معتدلات لا تروين سلطان الحب و تغمرنه بالمياه أكثر ما يستحق، فبعض الدلال يهدم و يحطم..و بعض نبات الحب لا يطلب الغمر لأنه سيفقد الحياة.. أما بعض الحيف و الإجحاف و البخل فهو اعتداء على قدسية الحب و رسالته و أهدافه السامية ..إذا أردتن عزف طقوس الحب مع الشريك ضعن كل طاقاتكن و ذكائكن الأنثوي و قدمن لآدم حواء منفردة تتلحف بأدوار متعددة فتلك التي بداخلكن يجب أن تكون ساطعة في فن الأمومة و الصداقة و الزواج و فن الحوار و التواصل و حسن خلق الأعذار للحبيب و حسن استثمار التجاوز و التجاهل و أسماها التسامح و عدم التجريح ..و الابتعاد عن صغائر الأمور و عن سوء المعاملة و حسن استغلال فن خبرة الحياة و طقوس التعامل مع المحيط الاجتماعي ..
ضعيه أيتها الصغيرة تاجا على رأسك و لا تتصيدي أخطاءه و نواقصه و لا تجعلي للحب عنوانا سوى للصفاء و النقاء و التعالي و التجاوز ..
أبدا لا تجعليه قريبا للمصالح و لرهانات الندية أو لتحقيق الأحلام المادية أو لممارسة فعل التباهي بلقب زوجة..هذا لو آدم يملك الكفاءة و الأهلية و يستحق كل هذا الجهد و الاهتمام..
كوني النسخة الأصلية منك و قدمي صورة جميلة عنك تعكس صورة قلبك الطاهر، العفيف و التواق لمعانقة أجمل ما بالطبيعة ..و لمعانقة أجمل ما بقلب كليكما..😳
ودعتني صديقتي العاشقة و أنا عطشى للمزيد ؛ ما أحسست مللا و لا قنوطا، بل رغبت في مزيد من انهماراتها الملكية !! غادرت صديقتي و على ملامح وجهها و عينيها بريق نور وضاء.. ودعتني و هي تردد نغمات أغنية (كان لك معاي أجمل حكاية في العمر كله ...) .