المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحن إلى (( مضير )) أمي ..!


فيصل العامر
09-13-2008, 04:31 AM
أحن إلى (( مضير )) أمي ..!

http://fewa77.googlepages.com/mder.gif


-مع الإعتذار لنبي الأغنية مارسيل خليفة-

كان الجميل محمود درويش يتوجّد على خبز أمه ..
أنا هنا سأتوجّد على (( مضير )) أمي ..
وعلى القراء الكرام مراعاة الفوارق المكانية..!




_______________________
*مضير : بقل وبرواية أخرى أقط ..!

فيصل العامر
09-13-2008, 04:33 AM
تنهض خصلتها سارة بنت تركي عن جبهتها المعتّقة
وبشئ من الحرفية البدوية تقتحم ذلك الشبك المتهالك
تتجه صوب تلك الممتلئة ..
لتحلبها ..
وبغضارة تبدو من العهد البائد تتكئ تحت ثدي تلك (( العنز))
صوت موسيقي آخاذ .. تنضح تلك الغضارة بالأبيض ..
وأنا أمارس بدوري لذة المعرفة الأولى .. كنت أقف خلفها .. أبدو متلهفاً

وبتشبيه ٍ أكثر تمدناً :
كنت كطفل من أطفال مابعد الألفية
أنتظر بـ باسكن روبنز
ذلك الفلبيني أن يملأ لي سطلاً من الآيسكريم بالتوفي..
ربما كان التشبيه معاقاً .. لكن اللذة كانت نفسها ..
تمتلئ (( الغضارة )) بالرغوة البيضاء ..
ونفسي تشتهي (( لعط )) شيء منها بإصبعي ..
مددت يدي النحيلة انطلق أصبعي السبابة كالقدر ..
غرفت ماتيسر لي من الرغوة ..
ولعقتها ..
يم ّّ.. هذا المذاق كفيل بجعلي كـ ثمل مترنح ..
قد فرغ للتو من كأس ((شيفاز )) زادنا الله به جهلاً ..!

فيصل العامر
09-13-2008, 04:36 AM
تقبع (( ديرتنا )) المتصحرة أعالي نجد .. تموت كل ليلة .. بُعيد الصلاة الأخيرة
حينها ترفع بنت تركي الغضارة المتعجنة أعلى (( بلكة )) قد برزت من جسد السور
الذي يستطيع (( الفسقان )) أن يقفز من عليه ببساطة ..
أغنيات الحشرات .. وأشياء أخرى تقاسمني فراشي .. وصقيع ..
لم يكن (( سوفت دريم )) بالطبع .. ولم تكن مخدتي ذات ورود زاهية..
فراش رفيع جداً .. ومخده محشوة بقطن تالف .. ورأس صغير ..
بطانية لم يترك صانعها الباكستاني لوناً إلا و (( لطخه )) بها .. وساقان عابثتان ..
تتمثل المرحلة التصنيعية المضيرية الثانية من تجفيف الحليب الدافئ لعدة ساعات
حتى يتخثر أو.. يسقط من علٍ ..!
عند الصباح .. وأعني بالصباح هنا بعد صلاة الفجر .. وليس صباحات العهد الجديد التي تبدأ بعد الظهر..!
فيصل .. فيصل .. قم وأنا أبوك .. الصلاة .. صلّ ..صلّ ..
صوت (( الشايب )) وقد اخترق هدوء الفجر .. درجة الحرارة تقترب من الصفر ..
أتحسس تلك البطانية .. أجدها قد تلّوت بين قدمي .. و انكشفت ساقاي ..
وانحسرت فنيلتي (( ماركة غزال )) عن بطني ..
لم نكن نعرف كلمة (( هاه )) المنتشره حالياً بين أطفال البيكمون ..
نهضت بعد أن تمتمت : سم .. سم .. يبه ..

فيصل العامر
09-13-2008, 04:38 AM
بتلك القرية المتقزمة كانت الحرارة تهبط لما دون الصفر قبيل الفجر..
أسير بخطى من نعاس .. وثياب تزيدني صقيعاً كلما لامست جسدي ..
الهدف .. كان الماء .. لـ أتوضأ استعداداً للصلاة ..
بالعرف البدوي يمثلان التهاون بالصلاة .. والتدخين خسفاً أخلاقياً مهلكاً ..
تمسك يدي الصغيرة بذلك الصنبور المعدني العتيق ..
ينسكب الماء بتردد .. تخترقه أصابعي لـ تتأكد أنه يجري على مايرام ..
تشرع المعاناة لي أبوابها ..
أذكر تماماً كيف كانت ارتجافات يدي ترغم الماء على التطاير
بوجه الميضأة المخلوقة من الإسمنت ..
أكمل طقوس الوضوء .. أمسح وجهي الصغير بـ الجاف من ثوبي ..
يتسرب الإيمان الفطري ليسكنني دفء مايلبث إلا أن يتلاشى
مع أول نفحة هواء قارسة .. تقرع قدماي الأرض الباردة متجهاً لذلك المسجد الطيني
والذي لايبعد كثيراً عن البيت ..
الله أكبر .. صوت والدي الغائر بالسكينة معلناً بدء الصلاة
أرفع ذراعاي .. أتمتم بشئ من التثاؤب : الله أكبر ..
- الحمد لله رب العالمين الر..... -
فجأه .. يميل رأسي يميناً لأغط بنوم لذيذ ..
يلكزني أخي - عليه اللعنه - بعد أن ركع ..
كالمفزوع أنتفض .. أحدث نفسي :
هماهم يقولون لانمت نقض وضوءك ..!
ورى ماأذلف أنخمد .. ويحلها ربك لاقمت
- سمع الله لمن حمده .. الله أكبر-
يخرس أبي هواجسي بصوته مره أخرى ..
أقذف نفسي للأرض ساجداً ..
يتكرر المشهد بالركعة الثانية ..
السلام عليكم ورحمة الله
ينهي إمامنا المؤمن تلك الصلاة المكونة من 3 أشخاص
ماأن التفتُ يساراً حتى هممت بالقفز ..
ليصرخ بي أبي :
فيصل .. أقعد .. سبحن .. واستغفر .. لاحق على النوم ..
أرفع صوتي مذعناً :
اس س س ..!

فيصل العامر
09-13-2008, 04:43 AM
يقوم أخي بعد أن فرغ من السبحنه .. وذلك يعطيني إشارة انطلاق لفراشي الذي اشتقت له ..
ترتسم تلك الإبتسامه المتخمة بالنعاس على الجزء الأسفل من وجهي ..
أقدامي تتصارع للوصول مبكراً لفراشي القبيح ..
حينها تكون ساره الجميلة قد (( زهبت )) القهوة ..
وملئت ذلك الصحن المعدني بتمر سكري يسر الناظرين
لاشأن لي بها كله ..
شأني الوحيد الآن هو أن أقذف برأسي على مخدتي البشعة
لإكمال نومي الذي حرمت منه ..
تتمثل المرحلة التصنيعية الثالثة بـ (( الخض )) حتى تتراكم (( الخواضة )) داخل (( الصميل )) ..
كانت حدوتة الخضخضة تستغرق دقائق طويلة وجهداً أطول باستخدام الأيدي وربما الأرجل ..!
حينذاك .. أكون قد غرست رأسي بحضن صديقتي القريبة جداً لرأسي :
مخدتي والتي تشبه كثيراً رأس فرس نهر مصاب بوعكة صحية ..
تمر الدقائق ..
وتمر أرجل الرجال على الحُصيات الصغيرة التي فُرش بها الحوش
مصدرةً صوت (( خشخشة )) مزعجة ..
انقلب ذات اليمين .. صوت قادم من بعيد : يابو فيصل .. ياولد .. انقلب ذات اليسار
صوت أبي صارخاً : إقلط الله حيه ..
لازلت ممتعضاً .. ولازالت الشمس لم تشرق بعد .. ولازال النعاس يتحرش بي ..
وأتأفف : لاحول .. لاعزالله نمنا ..!
صوت آخر : يالربع .. ثم أصوات قادمة جديدة ..!
النوم يودعني خارجاً مني ولسان حاله يقول :
يبن الحلال ضيعت وقتي ..!
رغم أني ليلة البارحة سهرت .. إلا أني خلعت الشرشف عن جسدي النحيل ناهضاً ..
أرجو أن لاتقرأوا كلمة (( سهرت )) بصوتٍ عال .. ولأخبركم سراً على أن لاتخبروا به أحداً :
نعم .. سهرت حد الساعة التاسعة .. آ ص ص ص ..!
جريمة أليس كذلك ..!
هذا مايعتقده أبي ..
ويعتقده الزمن آنذاك ..




* يتبع / ربما

عبدالله العويمر
09-13-2008, 07:18 AM
فيصل


للذكريات يقظه ، وهنا كانت يقظتها




بصدق



شعرت بالماضي الأصيل


















مودتي

ناديه المطيري
09-13-2008, 04:23 PM
سرد أنيق جداً يافيصل

أخذ بيدي حتى آخر حرف ,, رغم أنني بالعادة لا استرسل في قراءة أي نص حتى النهاية لم لو تلوّح لي نهاياته الفاتنة من بعيد

هنا كانت البدايات والوسط والنهايات شهية كي نلعقها كما ( الغضارة )

سرد مشوق يغوص بنا في عمق المشاهدالدافئة دون حشو أو سطحية ,, يعرف جيداً ذلك العمق الذي يلامس أرواحنابتفاصيل حميمة دون أن يغرقنا

أعلم جيداًً شعور أن يحرمك أحدهم لذة النوم ثم العودة مجدداً لاستحضاره من جديدخاصة بعد الوضوء ودخول المياه للعينين وغسل بعضاً من النعاس,, لأحايله ساعة أو ساعتين ربما, حتى يفترش النعاس جفنيَّ من جديد

بانتظار الـ ( يتبع/ ربما)


وردة لروحك ..

أسمى
09-13-2008, 07:51 PM
هذا ما يعتقدهـُ الزمن ..
وَ يعتنقُهـ.
ويكفر الآن بهـ.!
وَ نمُر نحن بـ قصص الماضي مُستنكرين قُدرتهم على تلك الحياة.!

"
ـ لا ادري من يضحك على الآخر.
الأهم... سردك رائع.والتفاصيلـ الصغيرة أيضاً.
"
إلى حين إكمال..
أُمنياتي بـ أُنس.

فيصل العامر
09-15-2008, 01:35 AM
فيصل


للذكريات يقظه ، وهنا كانت يقظتها




بصدق



شعرت بالماضي الأصيل


















مودتي


هلا عبدالله .. وصباحك جميل ..

شكراً لأنك هنا ..

فيصل العامر
09-16-2008, 03:22 AM
سرد أنيق جداً يافيصل

أخذ بيدي حتى آخر حرف ,, رغم أنني بالعادة لا استرسل في قراءة أي نص حتى النهاية لم لو تلوّح لي نهاياته الفاتنة من بعيد

هنا كانت البدايات والوسط والنهايات شهية كي نلعقها كما ( الغضارة )

سرد مشوق يغوص بنا في عمق المشاهدالدافئة دون حشو أو سطحية ,, يعرف جيداً ذلك العمق الذي يلامس أرواحنابتفاصيل حميمة دون أن يغرقنا

أعلم جيداًً شعور أن يحرمك أحدهم لذة النوم ثم العودة مجدداً لاستحضاره من جديدخاصة بعد الوضوء ودخول المياه للعينين وغسل بعضاً من النعاس,, لأحايله ساعة أو ساعتين ربما, حتى يفترش النعاس جفنيَّ من جديد

بانتظار الـ ( يتبع/ ربما)


وردة لروحك ..


وأهلاً بروحك يانادية ..

بهي هذا الحضور ..


سعيدٌ بك ؛

فيصل العامر
10-01-2008, 05:03 PM
هذا ما يعتقدهـُ الزمن ..
وَ يعتنقُهـ.
ويكفر الآن بهـ.!
وَ نمُر نحن بـ قصص الماضي مُستنكرين قُدرتهم على تلك الحياة.!

"
ـ لا ادري من يضحك على الآخر.
الأهم... سردك رائع.والتفاصيلـ الصغيرة أيضاً.
"
إلى حين إكمال..
أُمنياتي بـ أُنس.


مساءك سعيدٌ بكِ قيد ..

شكراً بحجم حضورك ؛