المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية انطباعية


جمال الشقصي
10-10-2008, 10:37 PM
أبعاد حرف الجر لدى الحميدي الثقفي.. أكبر من قصيدة!

فضاء:
لن ندرك أن الشعر آية جمالية ما لم يضخ النص في أوردة الذائقة أفيون التجلي، أو يحكّ صدأ الذات لدى القارئ بمحك الدهشة ويكنس عنها الرتيب من التكدسات السطحية. الشعر ليس هذا الوعاء المصفح الذي عشنا نملأه بكلامٍ عابر، لنصبح الأحق باتهام الآخر لنا كوننا العابرون فوق الكلام العابر، إنما الشعر ـ كما أعتقده صواباً ـ هو أن نتحول بكيفيةٍ ما.. وبين طرفة عين وانتباهة إلى مخلوقات أخرى تخرج عن طور الإنسان العادي، نصبح بأجنحة، نتأوه، نعيش ولو لوهلة ضئيلة مدداً من الأخيلة والشعور والحس غير المرئي، هناك بعيداً ما بيننا وبين ذواتنا جراء اختلاج الأفئدة بمعانٍ غير مألوفة، صُبّت عليها من سماءٍ أخرى، قد تكون سماء الشعر!

بابٌ للشعر:

صبّي الغيم يا سلمى لناسٍ غلابه=من عطشهم على الما.. يحلبون السراب!


يحولني الحميدي الثقفي ببيتٍ شعريّ وحيد إلى فارسٍ ضرغام، مدجج بأسلحة الوعي وأنا أواجه شعراء الفصيح، أو نخبة منهم، حين يعرفون الشاعر الشعبي/ النبطي/ العامي كالتالي:
رجل بدوي، رث الملابس، يطوّق باطن قدميه بقطعةٍ من جلد جمل، رُبِطت باستخدام خيوط الوبر وشدت بدقةٍ وعنايةٍ مشكّلةً له نعليه، مسنداً هذا الرجل ظهره على جذع السمر أو السدر، يجلس القرفصاء على كثيب رملٍ أصفر، وأمامه ترعى أنعام وإبل القبيلة، وهو ممسك بعصى الرعاة ليخط بها الشعر!!
في بيتٍ وحيدٍ للحميدي الثقفي، يحق لنا كشعراء أو متذوقين للشعر الشعبي (مع اختلاف مسمياته أو تسمياته) أن نتحول إلى أرقى شرائح الأرض من الناس، ونكسر الأطر والبراويز الركيكة التي نُصبت لملامحنا من قبل الآخر المتاخم لحدودنا، لنخرج في اعتزازٍ وأنفة مرفوعي الهامة، منصوبي الجباه.. كل ذلك يحدث حين يقودنا الحميدي الثقفي ببداوته إلى قلب الحضارة والتمدن وهو يرتكب الإبداع بــ(حرف جرٍ) صغير، قبل أن يبهرنا بفضاءات شعره وأخيلتها الجامحة.

فحين يحاكي الثقفي الحياة بــ(سلمى) .. وجب علينا التمهل والحذر، ومحاولة التخمين إن لم نملك آلية استقراء القادم، فمن ذا الذي يستجدِ الحياة بــ(صبي) سوانا نحن (الغلابة) يا ترى؟!..
إن كل كلمة وكل تركيبة لغوية داخل هذا البيت الخالد جاءت منتقاة بعناية وامتياز من قبل شاعرها، فالغلابة ليسوا هم الفقارى أوالمساكين، الغلابة أعظم وأهول من هؤلاء، لاحظوا أن حاجة الفقير إلى الماء موجودة ولكنها تُسدّ في وقتٍ وشيك، إنما الغلابة هم دركٌ آخر للعدمية، دركٌ قد لا تأتي بعده طبقة أخيرة، الغلابة لا يتمنون الخبز، لأن مجرد تمنيهم للخبز قد يصيب أمعاءهم يالتليّف، إنهم بحاجة ماء، ماء فقط، كي يحفظوا كرامة الوجه لديهم أمام أبنائهم.. ويحافظون على تلك الكرامة بيضاء في الوجه وفي الداخل.

صيد:

(من عطشهم على الما)
مربكٌ حرف الجرّ (على) حين يأتيك من وجع الحميدي، تتداخل الأبعاد الكثيرة لتحط متشابكة أمام ناظر القارئ، وأجدني هنا ـ على مستوى الحالة الشخصية ـ مركون بين بُعدين رئيسيين، الأول هو الظاهر في المعنى، والآخر قد يكون خلاصة جيدة للمسكوت عنه في هذا الشطر..

الظاهر في المعنى:
هو أن الغلابة هنا في مشهدٍ طبيعي قد وقفوا أمام نبع الماء، متلهفين لسد العطش، إلا أن الطبيعة القاحلة أمام نواظرهم هي من خيلت لهم (السراب) بالماء..، وهي آية واردة عند أهل الصحراء على وجه الخصوص، فعادة ما يتبادى لنا السراب حين نكون في درجة عالية من درجات العطش، ويؤلمنا السراب أكثر حين نقارع مرحلة الظمأ. فهنا يحدثنا حرف الجر (على) عن وقوفنا مشدوهين أمام مشهد طبيعي مرئي، وارد، فنحن نقف (على السراب) معتقدين أننا نقف (على نبع ماء)، لما يخلفه العطش فينا من لهاث ولهاث، وأصبحوا (أي الغلابة) دون حولٍ أو قوة يستجدون الغيم، متضرعين إلى الله أن تهبهم الحياة مطر الغيم، وبعد أن أدركوا القسوة التي تمارسها طبيعية الأرض والحياة من حولهم، تحولوا نحو تصوير السراب بضرعٍ حلوب، يدر عليهم الماء، بعد أن جلدهم الوقت بسياط العطش طويلاً، ليوقفهم عند قارعة النهاية/ الموت.

المسكوت عنه:
ماذا لو كان الغلابة ـ بالفعل ـ يقفون (على نبع ماء) عطاشى؟ وصلوا عند حافة النبع أو ضفته، بعد أن اجتازوا المفازات والأديم القاحل، باتجاه هذا النبع سعياً منهم لسد العطش، وهم الآن تحديداً عند/ على/ فوق/ نبع الماء؟!.. لكنهم لا يستطيعون الشرب، أو بالأحرى.. ثمة قوة خارجية لا تأبه بحالتهم المزرية، ولا تهتم بمستوى الموت الذي هم عليه الآن.

كفة راجحة:
(على الما).. وأجزم أن الصورة الثانية هي المرجح ارتكاب رسمها وتخيلها في هذا البيت، والنداء الأول (صبي الغيم) هو الأمر الذي يجعلني أكثر تآلفا مع هذا البعد أو المعنى، فحالة العطش وإن أشارت إلى قلب القحط أو أكدت على أن الغلابة في موسم الصيف المتوحش هنا على أرض الجزيرة، فهذا لا يعني أننا غافلون عن الموقع الجغرافي لجزيرة العرب على خارطة العالم، ففي هذا المكان تُحكِم يد (القاعدة المناخية) قبضتها على الجفاف أغلب أوقات العام، فقاعدة مناخنا الصحراوي تنص على أنه (مناخ حار جاف صيفا، بارد شتاءً).. ما يعني أن الصيف حارق الآن فوق رؤوس (الغلابة) وما من مطرٍ قد تلوح بوارق مجيئه، ولذا.. كان عليهم (أي الغلابة) أن يبحثوا عن مورد الماء في جهات الرمل، ذلك أن مناشدة الحياة (سلمى) واستجدائها بالغيم والماء لن يكون هو درب الخلاص. خذ زمن كتابة الحميدي الثقفي لهذا البيت على محمل التركيز والتدقيق، والضرورة، فهو بيت جاء ضمن قصيد كُتبِت في الألفية الثانية من القرن الميلادي، ما يعني أن (التيه) في جمر وعطش الصحراء العربية قد يستحيل عليه إنهاء حياة الإنسان الطريد الشارد، ذلك أن أغلب المدن والعواصم على أرض الجزيرة العربية قد قامت على أرض الصحراء، ولم تعد الأرض في زمن هذه الألفية موعداً للموت قدر ما من الله عليها بالنبض والحياة.. وفي أغلب أرجائها وأصقاعها.

الكفة الأرجح:
ضاعت الحيلة لدى الغلابة بعد أن قطعوا مشوار التعب في سبيل الحصول على الماء (أضعف الحقوق/ أقل الإيمان) للمواطن، ووصلوا بالفعل عند المصب أو النبع أو ضفاف الماء، ليجدوا أنفسهم ( ممنوعون) عن الشرب ولم يعد باستطاعتهم ـ مع الأسف الشديد ـ قتل العطش الذي يغتال أوردتهم، ما جعلهم يعيشون مرحلة من اليأس والإحباط ، وربما أودى بهم الحال لأكثر من ذلك، فلم يبق في يد (الغلبان) حيلة أخرى سوى استجداء السماء أو توسل الحياة (سلمى) بــ: (صبي الغيم)؛ طالما أن من في الأرض لم يعودوا بآدميتهم أو إنسانيتهم، واختفت الرحمة عن ضمائر وقلوب هؤلاء، وجعلوا من الغلابة ضرباً من المحقّرين المهضومين عن جدارة واستحقاق.


منخل البعد:
إن الصورة الآنيّة للمشهد الطبيعي موجودة بارزة داخل بيت الشعر أعلاه ، ولكنها مستبعدة من منطق الشاعر المجتهد، أي أن الحميدي الثقفي.. يعلم ـ كما هو معلوم لدى أغلب الناس ـ أن السراب خادع، كدموع التماسيح، إذن: فهو ليس ملزم بتكرار المعنى، وليس الشاعر المجتهد من يطرق المسمار على برواز مكرر، باستطاعة أي عابرٍ إنشاءه. إن حرف الجر (على) ليس هو ذاته المصطفّ بين حروف الجرّ الأخرى، بل هو إشارة إلى نقطة وصول (عند)، والذي يريد أن يقوله الحميدي هنا:
أن الغلابة موجودون الآن على رأس النبع ، وليسوا أمام/ على مرأى السراب، ولكنهم لن يستطيعوا الحصول على شيء.. لمجرد أنهم (غلابه)!!.. فأي نبعٍ ماءٍ هذا الذي يحول النفس البشرية إلى ما يشبه أنياب الحيوانٍ اللاحم، ويجعلها تذود عن نبع الماء كما يذود المجاهد عن أرضه المحتلة؟!.. هل حقاً أنه نبع ماء أيها الحميدي الثقفي؟!

البعد الواحد، يجلب الأبعاد الأخرى صوب المخيلة.. تترى:

إن الشاعر الحقيقي منفلت عن أبجدية السرد انفلاتاً مطلقاً، وليس هو من يوظب لنا المرئي في قالبٍ مرئي مماثل، وليس الشاعر الحقيقي من يَصُفّ لنا الرتابة بانتظامٍ فوق جسد الرتابة المعتاد؛ هذا الجسد الآخر المزروع منذ أمدٍ بعيدٍ بين أصابع أو سيقان دواخلنا. لذلك فنحن دائماً ما نجد الحميدي الثقفي شغوف بارتكاب الأبعاد الأخرى، تلك المشاهد الحقيقية ـ أقصد الفجائعية منها ـ التي يعجز الإنسان العادي سرد تفاصيلها أو التعبير عنها كما أنزلتها عليه الطبيعة، أو تلك التي فرضها عليه واقعه المُعاش، فليس الحميدي الثقفي ـ وهو المالك الأول والأخير لــ (شمس أبجدية) ـ من يحب الثرثرة أو الهذي على المشهد المألوف بمألوفٍ مثله وعبر نسخة كربونية مطابقة له، إنما الحميدي هو البدوي/ الحضري/ الذي يصلح في كل مكانٍ أو زمان لصنع الخضرة، على الرغم من أنه يأتي في أول القائمة الخاصة بــ(أشد أنواع الغلابة من البشر) كما يتضح لي ذلك من خلال تجربته الشعرية الناضجة. وحين يحدثني أصدقاءه (عيضة السفياني أو محمد الوسمي) عن شكل الواقع المؤلم الذي يقتات بالظلم وبالجبروت من حياة الثقفي ليل نهار، فأنا لا أبكي أبداً أو أتألم لأجله، لا أتعاطف معه البتة، إنما أجدني أسند رأسي على أي جدار مثقوب، قد تكون حياتي برمتها عرضة للخطر بجوار هذا الحائط وكواته أو ثقوبه، والذي قد تخترق أي رصاصة (حكومية) أو (طاغية) أو (مغتصِبة) مساماته لمجرد جلوسي هنا خارج المتاح عند هذا الحائط، وبحجة أن ظهري قد استند على ممتلكات محظورة ليس لي حق اختراق خطوطها الحمراء. أنا أملك الـ(فيتو) بأكمله أيها العالم؛ لأنني مخدر بأفيون دهشة، مبنج بالشعر الحقيقي الذي مرره الحميدي الثقفي (سيد الغلابة) داخل أوردة الدم، هذا الشعر الذي أحالني إلى جسدٍ مجرد، مرئي نعم.. ولكنه بروحٍ أخرى، لا تطالع العالم، إنما هي راحلة في أمان الشعر.. إلى مدارك الصدق واللا مألوف.


في برد: 2004
Jamal

صالح الحريري
10-10-2008, 11:17 PM
أخذت صاع ملك من خزائن الدهشة يــ جمال ...!

تحياتي ...

خالد صالح الحربي
10-10-2008, 11:36 PM
:
بأُمّ عيني رأيت [ بَيت الحَميدي الثقفي ] / يُصَفّق لقراءتك يا جَمَال ,
كُنت أقرأهُ وأحفظُهُ من قبل و لكنّي الآن أقرأهُ بشكلٍ آخَر ، بشكلٍ مُختَلِف وَ بعينٍ أُخرى .
كم نحتاج ياجمال لمن يُقاسمنا عقلهُ و ذائقته وَ رُؤاه الخَطيرة .
بصدق ما أسعدني الليلة .
مَا أسعدني .

عطْرٌ وَ جَنَّة
10-11-2008, 01:23 AM
.

.

.



ليست كُل القراءآت تَجلعني أبدأ من حيثُّ تنتهي ..
وأنتهي ..وهِي تَركضُ للأمامِ بمسافاتٍ مِن السماء عنّي !
كانت كذلك والله ,
كانت كذلك ..


أُستاذي
http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif


.

.

.

عون القحطاني
10-11-2008, 05:32 AM
بصدق ياجمال

قرأت لأسماء عده ,
تحاول ان تبحر بنا " كما فعلت انت" من خلال النقد اوالقراءة
لكثير من القصائد
ولكن لم اجد سوى اصوات تردد ما كان ظاهراً في القصيدة
وتترك بواطنها .

لماذا ؟

لا أعلم

.

اما ماقرأته هنا فقد ادهشني

هذه القراءة ثرية .. جداً .. جداً .. جداً

؛" والله انك صاحب فضل علينا بمثل هذا المتصفح "؛

و( الحميدي الثقفي ) يستحق منا الكثير
ونحن كذلك ياجمال صدقني نستحق منك الكثير .. فلا تبخل علينا بمثل هذا


شكراً . لا تكفي

خميس الوشاحي
10-11-2008, 09:13 AM
يا رجل هذا الحميدي
عالم خاص بذاته...
اتقهواه كل صباح عندما كنت طالبا ف الجامعة_ولازلت

شكرا جمال
شكرا لهذا التفرد والتميز في الكتابة

منيرة بنت دحيم
10-11-2008, 10:51 AM
.,.
.نعم
أستاذنا جمال الشقصي
نريد منكم المزيد
نريد أن نتعلم , فن القراءة الجملية والرؤية النقدية الثاقبة
فإن [أنصاف] الأساتذة قد عتو وبغوا ..
رجاء حار من تلميذة تلجمها حروفك دائماً ونادراً ما ترد على روائعك لأنك تبعثر كل حروفها ..
مناشدة إليك وإلى صوت الأستاذ في داخلك
نريد أمثالك أن يفصحوا ويبينوا
فقد قال لي أحدهم إن تبجح الــ ..... وصمت [المبدعين] هو ما جعل الوضع الشعري كما ترين ؟
لا خبا لك قلمُ أبداً ولا هزمت لك رايه..
دعنا ننهل من فيضِ علمك ولـ / يتعلم هؤلاء قبل أن يتسوَّروا [المحراب]..
تحيات كعبق الفل من تلميذة تدرس في مدرستك

.

خالد الداودي
10-11-2008, 12:27 PM
هكذا تتجلى رؤى فارعي القامه
قرأت هذا البيت ولا زلت اقرأه عن وعي تام
هذه القراءة لا يكون مصدرها الا شاعرا اؤتي من الجمال كثيرا لقراءة ما بين احرفها قبل سطورها فهو بذلك احق ان يقرأ للكل او يعتلي منبرا لقراءة نتاج الآخرين وحيث ان هذا المتفرد بعين القراءة والجمال غير آبه بما قد يعطى له من مساحه فلا استغرب ان يقال لشاعر ما غير الحميدي انت رمزي لكتابة بيتا لا يقل جمالا

ما يحتاجه النقد هو التوجيه وفي كلتا الحالتين يجب ان يوجّه و يوجّه

جمال شكرا لقلمك البياض

خالد

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:03 AM
أخذت صاع ملك من خزائن الدهشة يــ جمال ...!

تحياتي ...




\

القادر على بعث النضرة في ورق الذبول.. أخي الكبير

أـ صالح الحريري

أنا الآن كـ طيرٍ يعود من مهجره إلى حضن عش التكوين الأول، يحدث ذلك بعد أن أشعّت شمس وعيك، ونظَر بدر ذاتك المنير إلى عتمة هذا المكان يا سيدي.

لا عدمتك أيها الكبير.

/

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:07 AM
:
بأُمّ عيني رأيت [ بَيت الحَميدي الثقفي ] / يُصَفّق لقراءتك يا جَمَال ,
كُنت أقرأهُ وأحفظُهُ من قبل و لكنّي الآن أقرأهُ بشكلٍ آخَر ، بشكلٍ مُختَلِف وَ بعينٍ أُخرى .
كم نحتاج ياجمال لمن يُقاسمنا عقلهُ و ذائقته وَ رُؤاه الخَطيرة .
بصدق ما أسعدني الليلة .
مَا أسعدني .



\

المخرّب بعقل وروحانية الشعر

خالد:

نهر التركواز المسكون بك، يجعل من أمثاليَ البسطاء أكثر قرباً من عرش الكلمة، وأمر وجود خالد صالح الحربي داخل أي متصفحٍ كان.. يكفل لصاحب الموضوع فرصة إمساك الغيم، وهز جذع الأبجدية.. ليتساقط له الربيع.

ممنون لك يا مجنون
ممنون لعقلك النضِر يا خالد

تقبل ودي وحبي لذاتكـ المبهجة.

/

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:11 AM
.

.

.



ليست كُل القراءآت تَجلعني أبدأ من حيثُّ تنتهي ..
وأنتهي ..وهِي تَركضُ للأمامِ بمسافاتٍ مِن السماء عنّي !
كانت كذلك والله ,
كانت كذلك ..

أُستاذي
http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif


.

.

.



\

مخيف (ناب) الهمزة في آخر الرد يا ريح الجنة.. وربي لا شأن ليَ به!
:
ولكن
:
يظل اسم عطر وجنة كائن مجبول على حراسة المطر، وروح تناظر وجه الفقراء المفغور فاه منذ أمد، لتطعم هذه الكائنات خبز اليقين، وتسقيهم من نبع البقاء.. هكذا فعلتِ أيتها الأبية بهذا المتصفح الذاوي على نفسه، وأطلقتِه للتو كنسرٍ يخطف لون السماء.

:

لا عدمتك يا جنة العطر

/

د. منال عبدالرحمن
10-12-2008, 12:12 AM
إنَّ قراءةً كهذهِ قادرةٌ على الغوصِ في أعماقِ المُفردة لتُحيلها أنهاراً و غماماً , و تجعلَ من حرفِ الجرِّ ربيعاً و من الواوِ أُغنية , قادرةٌ حتماً على استنباطِ الجمالِ الكامنِ في عُمقِ كلِّ حرف ,

تنحني قامةُ الدّهشةِ لما ارتكبتَ هُنا أيّها الأُستاذ ,


رائعٌ بحقّ !

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:17 AM
بصدق ياجمال

قرأت لأسماء عده ,
تحاول ان تبحر بنا " كما فعلت انت" من خلال النقد اوالقراءة
لكثير من القصائد
ولكن لم اجد سوى اصوات تردد ما كان ظاهراً في القصيدة
وتترك بواطنها .

لماذا ؟

لا أعلم

.

اما ماقرأته هنا فقد ادهشني

هذه القراءة ثرية .. جداً .. جداً .. جداً

؛" والله انك صاحب فضل علينا بمثل هذا المتصفح "؛

و( الحميدي الثقفي ) يستحق منا الكثير
ونحن كذلك ياجمال صدقني نستحق منك الكثير .. فلا تبخل علينا بمثل هذا


شكراً . لا تكفي




\

الرائع

أخي الجميل الوقور.. عساف المقبل

بادئ ذي بدء يا سيدي.. فلتعذرني على تأخري بالرد عليك هناك في المتصفح الهادر للقادر خالد صالح الحربي، ذلك أنني حبّرت لك رداً مطولاً ولكن قدرة العطب الالكتروني شاءت بتسريح حبري إلى هاوية الغياب، والفقد!
:

أولاً وقبل بدء الـ بدء:

أشعر بيَ الآن على كف غمامة، ولا أخفيك سر ابتهاجيَ باسم عساف الذي أصدفه للمرة الأولى على ورق الكلام، إلا أن شعوري الدائم بلقاء المبهجين كان ذا صيتٍ قديم في حنايا الروح، وأنت أحد الذين انتظرهم القلب واحترت لحظة حضورهم الذات في داخلي أيها العزيز.

بـ شكرٍ لا يفيه عدد الشجر، أقبل جبين كرمك أيها الألِق.

/

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:20 AM
يا رجل هذا الحميدي
عالم خاص بذاته...
اتقهواه كل صباح عندما كنت طالبا ف الجامعة_ولازلت

شكرا جمال
شكرا لهذا التفرد والتميز في الكتابة



\

أخي وشاعري الأنيق... خميس الوشاحي

كل عام وقلبك مزهر بالقصيدة والبقاء والربيع..

أتمنى أنني وفقت عبر هذه القراءة العاجلة من تقديم ما يناسب ذاتك وذائقتك المُذهبّة أيها العماني المبهج.

سأدعو الله كثيراً بأن نلتقي قريباً يا خميس، فأنت أحد من راهنت عليه القصيدة في هذا المحفل، ودعواتي لك بالتوفيق دوماً أيها القريب النبيل.

/

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:35 AM
.,.
.نعم
أستاذنا جمال الشقصي
نريد منكم المزيد
نريد أن نتعلم , فن القراءة الجملية والرؤية النقدية الثاقبة
فإن [أنصاف] الأساتذة قد عتو وبغوا ..
رجاء حار من تلميذة تلجمها حروفك دائماً ونادراً ما ترد على روائعك لأنك تبعثر كل حروفها ..
مناشدة إليك وإلى صوت الأستاذ في داخلك
نريد أمثالك أن يفصحوا ويبينوا
فقد قال لي أحدهم إن تبجح الــ ..... وصمت [المبدعين] هو ما جعل الوضع الشعري كما ترين ؟
لا خبا لك قلمُ أبداً ولا هزمت لك رايه..
دعنا ننهل من فيضِ علمك ولـ / يتعلم هؤلاء قبل أن يتسوَّروا [المحراب]..
تحيات كعبق الفل من تلميذة تدرس في مدرستك

.





\
ذات الحُمْرة الجامحة بجموح لحظة المغيب، أختي العزيزة
منيرة بنت دحيم
كل عامٍ وقلبك ناضح بالأمل والأمان والقصيدة البكر، حقيقةً: قرأت هذا الرد وتوقفت بين ثنايا نفَسَه ونفْسه مدداً من الوقت، وشعرت بأنني لم أقدم من الطرح شيئاً حتى اليوم، مادام أمثالك العِظام ينتظرون نزفي بهذا القدر من الصدق والنبل.
:

عزيزتي منيرة..
كوني هذه القريبة جداً من رأس القلم الذي يتمرجح بين أناملك، فوحدها لحظة الكتابة من تعرف سبيل وجعك، ووحده المفرش الممزق على الطاولة من يمسح عناء القصيدة المنسكِب سواءً عن سماء فرحك، أم تفجر عن بئر الوهن والذبول.. أبعده الله عنك وعنا.
:
أسعدني تواجدك أيما سعادة يا منيرة، وثقي بأنني أعمل على تكديس ذائقتي البسيطة، ولا أصبو على الإطلاق للتفنيد الأكاديميّ البحت وربي، وآت شعوري هذا عن وازع تيقني بأن القصيدة النبطية أو الشعر المحكي كما يسميه العالم.. ما هو إلا فراشة الروح، فلا أجد مبرراً لجمع المطارق والسنادين والأزاميل النقدية فوق جناحها المرهف، واخترت ذائقتي البسيطة منظاراً ومسبراً للغوص والتنقيب عوضاً عن كل ذلك الحديد النظريّ.. بالضبط كما أفعل مع هذه القراءة الصغيرة أمام بيت الثقفي الذي يتعاظم شأنه ويرهِب كل وعي، ولا تكاد تطوله الذائقة في الأصل، فما بالك بذائقتي الصغيرة التي لا تطول حتى أقرب الكتب في رفي الخشبي؟!

:

شاعرتنا الرائعة..
ثقي بأننا نقرأكِ بصمتٍ صاخب، وهو العمل الأصلح عن تلك القراءة الظاهرة المعلنة لكِ، مادام الصدق بالصمت زاخر، وسأكون بإذن الله قريباً من نبض نزفك يا شقيقة، كما أنا منه قريب منذ قبل لو تعلمين.

شكراً مدد كل السنونوات والنايات يا منيرة

/

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:43 AM
هكذا تتجلى رؤى فارعي القامه
قرأت هذا البيت ولا زلت اقرأه عن وعي تام
هذه القراءة لا يكون مصدرها الا شاعرا اؤتي من الجمال كثيرا لقراءة ما بين احرفها قبل سطورها فهو بذلك احق ان يقرأ للكل او يعتلي منبرا لقراءة نتاج الآخرين وحيث ان هذا المتفرد بعين القراءة والجمال غير آبه بما قد يعطى له من مساحه فلا استغرب ان يقال لشاعر ما غير الحميدي انت رمزي لكتابة بيتا لا يقل جمالا

ما يحتاجه النقد هو التوجيه وفي كلتا الحالتين يجب ان يوجّه و يوجّه

جمال شكرا لقلمك البياض

خالد


\

الأسمر البرّاق، مضيء البياض

أخي الرائع خالد الداودي.. عوداً حميداً أيها الجميل، وكل عام وأنت بنعمة الرب تنعم.
:
إنني يا خالد.. حين يتعلق الأمر بيني وبين القصيدة على وجه الخصوص، ستجدني ذلك الساكن صحراء الغياب، (وحيدٌ كقبر أبي) كما يقولها الرائع المضيء حسن المطروشي، فهناك لا التفاتة مني تذكر صوْب جراح الآخرين، فما بين يدي أهوَل وأعظم لو تعلم يا صديقي، ولا أنا ذو النظرة التي قد تتشتت بصيرتها الصغيرة جهة الألم المزمن من خلف ظهورنا الغراء.
:
يا خالد
:
ثق بأنني لا أعير هاجس الدخول جهة الضوء أدنى اهتمام، فعادة ما يؤلم الضوء أعيننا الهزيلة ويصيبها بالهزال الأكبر، فدعنا نحافظ على ما تبقى لنا بين الأهداب من فوانيس هرِمة، فالدرب لم يعد طويلاً أمام قدم الذاكرة يا خالد.
:
لا هنت أيها الأبيض
وتقبل مني الحب والتقدير.. خيط حريرٍ يطوق إكليل زهر الشيح، أضعه بين راحتي قلبك.

/

جمال الشقصي
10-12-2008, 12:51 AM
إنَّ قراءةً كهذهِ قادرةٌ على الغوصِ في أعماقِ المُفردة لتُحيلها أنهاراً و غماماً , و تجعلَ من حرفِ الجرِّ ربيعاً و من الواوِ أُغنية , قادرةٌ حتماً على استنباطِ الجمالِ الكامنِ في عُمقِ كلِّ حرف ,

تنحني قامةُ الدّهشةِ لما ارتكبتَ هُنا أيّها الأُستاذ ,


رائعٌ بحقّ !




\

يمامة المهجر .. منال
:
كل عام والوطن نابت في القصيدة بين يديك، كل عام والقصيدة وجهك العابر بالورد والعصافير إلى آخر حنايا الوطن.
:
حضرَت بصحبتك صغار السنونوات، واستحال الحبر لبنفسجة صغيرة، كافٍ عطرها لتحرير (مدام بوفاري) من ظلم القضية في الرواية.
\
هذا الاسم.. نقاط كثيرة، لا تُقرأ، إنما هي بمثابة الزورق الصالح للإبحار في ليل عاصف، دون أن تجرؤ رهبة المحيط على تبليل لونه التركوازي.
:
منال
لك الأصوات القادمة من حمام الحرية.

/

م.خالد الدوسري
10-12-2008, 08:06 PM
جمال الشقصي

عذراً ولكن يخرب بيتك على هيك قراءة

من أروع مايكون

أذكر انني التقيتك ذات اطلاع في معرض الكتاب وكان بين يديك كتاب أظنه عن الحداثة للمبدعة(غالية خوجة)

دمت بروعة الوعي

خالد

أصيله المعمري
10-12-2008, 11:46 PM
جمال أنت ملك بكل اختصار
تجيد قراءة القصيدة بطريقة فذة


تقتنص الروئ لـ تبلورها عِلماً
سـ نستفيد منه كثيراً
وخير بحرٍ قد أخترت




لك التحية

جمال الشقصي
10-13-2008, 04:20 AM
جمال الشقصي

عذراً ولكن يخرب بيتك على هيك قراءة

من أروع مايكون

أذكر انني التقيتك ذات اطلاع في معرض الكتاب وكان بين يديك كتاب أظنه عن الحداثة للمبدعة(غالية خوجة)

دمت بروعة الوعي

خالد


\

الوقور
أخي خالد الدوسري

أتمنى أن تكون تلك الصدفة حقاً قد جمعتني بك، فأنا يا خالد ـ وهذا ما أخشاه ـ أنني مصاب بداء ذاكرة الشيخوخة منذ الصغر، إلا أنني أثق بأن عطر وجهك الكريم مازال هو الذي يفوح كل عيد من ثيابي، ذلك أن حظوة الالتقاء بأمثالك أشبه بمولد الشمع والفرح.
:
جاءتني أسراب النوارس تقول: أن خالد الدوسري دخل هذا المتصفح، فساقت أمواج الخلجان ذكرى الماجدون والبيارق.

ممنون لكرمك ولطفك أخي خالد
/

جمال الشقصي
10-13-2008, 04:25 AM
جمال أنت ملك بكل اختصار
تجيد قراءة القصيدة بطريقة فذة


تقتنص الروئ لـ تبلورها عِلماً
سـ نستفيد منه كثيراً
وخير بحرٍ قد أخترت




لك التحية


\

الرائعة أصيلة
:
لم أكن أعلم أنكِ تلك التي مررتِ بجانبي في المسرح الوطني، فقد توقفت مصادفةً أختك (أفراح) لتلقي السلام عليّ، دون أن أعلم بأنك أنتِ هناك أيضا.. فمعذرة من قلبك الكريم يا أصيلة، وتمنياتي لك ولأفراح الوفية بكل التوفيق والنجاح.
:

هذا الحضور يا أصيلة، يُعلن مولد الصفصاف، لتعود مراجيح البراءة من جديدٍ إلى ضفاف النهر، وتخضّر جذوع الغابة المحزونة حين غاب عنها حارسها الحطاب.

لا عدمتك

/

عبدالله الكايد
10-13-2008, 11:58 PM
لله انت لله انت لله انت

وما كتبته في الأب الروحي للشعر من وجهة نظري ..

بحر يكتب عن بحر يا جمال

لك من اسمك كل النصيب..

جمال الشقصي
10-18-2008, 11:45 PM
لله انت لله انت لله انت

وما كتبته في الأب الروحي للشعر من وجهة نظري ..

بحر يكتب عن بحر يا جمال

لك من اسمك كل النصيب..



\

لأنه مثلك يا عبدالله
لا يتحدث إلا لحظة امتلاكه لصدمة الدهشة.. سأكتب عنه..
سأكتب عنك.
:
كم أحب عبدالله الكايد
والسماء شاهدة
/

سَحَر
10-20-2008, 02:46 PM
ياجَمال قرأت قراءتك, صدقيني
ظلمتها بقولك : انطباعيّة
أقول ذلك عندما وقفتَ عند [ حرف الجر ]
فعلمت أنك قارىء غير انطباعي

تحيّة لك ولذائقة اختيارك [ الثقفي ]

جمال الشقصي
10-23-2008, 04:03 AM
ياجَمال قرأت قراءتك, صدقني
ظلمتها بقولك : انطباعيّة
أقول ذلك عندما وقفتَ عند [ حرف الجر ]
فعلمت أنك قارىء غير انطباعي

تحيّة لك ولذائقة اختيارك [ الثقفي ]


:
:

الرائعة.. سَحَر
بما أننا عاجزون دوماً عن الوصول إلى المعنى الحقيقي للحظة كتابة الشاعر، ستظل رؤانا حالمة انطباعية ما حيينا، وأجد أنها النظرة الأصلح لاكتشاف مكامن الأشياء في القصيدة الشعبية على وجه الخصوص، وعدم وصولنا لتلك البؤرة البعيدة داخل النص.. دليل صحة ما كتب الشاعر، ودليل سلامة الذائقة لدينا في الوقت نفسه.
:

ممنون يا سَحَر على وصولك المحمّل ورداً وعصافير
تقبلي مني انحناءة تقدير أمام قامة ذوقك.. ولطفك.

:
:
:

إبراهيم الشتوي
03-10-2009, 08:56 AM
أبعاد القراءة وقراءة لأبعاد التجربة ..

في تلاقي الأضواء في مدارات الوعي ومنارات الإبداع ..

فشكرا لك أيها الجميل ... جمال الشقصي

وشكرا للبياض الذي يسكنك..

دمت مشرقا مغدقا ..

تقديري يا ودق .

عبدالله العويمر
03-11-2009, 02:21 PM
رائع حَد الإمتااااااع ياجَمال

جمال الشقصي
09-06-2009, 02:00 PM
أبعاد القراءة وقراءة لأبعاد التجربة ..

في تلاقي الأضواء في مدارات الوعي ومنارات الإبداع ..

فشكرا لك أيها الجميل ... جمال الشقصي

وشكرا للبياض الذي يسكنك..

دمت مشرقا مغدقا ..

تقديري يا ودق .



"

أستاذي وسيدي الوقور إبراهيم الشتوي
كل عام وأنت في أتم حال، وأدام الله عليك الصحة والعافية
هو استقاء دماغي وارتواء حلقي بما مقداره قطرة من يم فكرك الساسع ومدار معرفتك القصيّ.
ممنونك للأبد يا سيدي

"

جمال الشقصي
09-06-2009, 02:02 PM
رائع حَد الإمتااااااع ياجَمال




"

سيد الروعة.. أخي الكبير عبدالله العويمر

لقد جمّل حضورك غصن الورق الآيلٌ للشحوب، وأنار سبل الفكر في دهاليز قلمي الهزيل، وعلم الوعي سبر الجمال.

شكراً لك يا أنيق

"