المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زفرات شآميّة


أحمد صويري
06-20-2009, 01:26 PM
على بعد نظرةٍ منكسرة
تدافعت أمواج البوح المنفيّ رغم أنف حقّه في الإثبات
وعلى شفا قبلةٍ شفّها البرود فاستحقّت الدّيمومة
كتلك الجثّة المسمّاة عشقاً حين احتوتها ثلاّجة المشاعر خشية تمثيل القيظ بها
كانت ألوان الطّيف المنبعثة من دمعةٍ لم تجذبها فرضيّات نيوتن تحصي قمماً خبّأتنا ذات صدق
فسلبتنا لذّة الجنون حين كان الصّراخ نحو اللاحدود نشوة ...
بين لهفةٍ من الأعلى تعصف في وجه انتظاري
وصعودٍ لم تلفحه الغربة رغم حداثة المكان
امتدّت الكفّ تسلب أصابعها حرّيّة قصبات عنق الريحان
ربّما لا أعرفها
لكنّها دون أدنى شكّ .... لم تكن لتجهلني
بذات الأداة اشتركنا ... وفي حالتين دونما ثالثة
معرفة
نكرة

إحداهما دوماً كانت تمسّ كلينا
فله بقيّتي حيثما كان

أحمد صويري
06-20-2009, 01:27 PM
(( 2 ))

عامان
كانا يقيسان المسافة
رغم أنّهما لا يصلحان لقياسها
اشرأبّ الياسمين ولكنّ أرضه لم تعد تقوى على حمله
ظلّ يحضرني ذاك القول الّذي تردّده النّفس بنصف قناعة

لعمرُكَ ما ضاقت بلادٌ بأهلها ........... ولكنّ أخلاق الرّجال تضيقُ

أتراه لو عاش بيننا سيقول ما قال ؟
أترى (( بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ ))

هل نملك ما نقول ؟
أم نقول ما نقول ليملكنا ؟
جرار العطر قد نفدت
وما في الرّيح من مسك

أحمد صويري
06-21-2009, 12:46 PM
(( 3 ))

حين يتوسّد القمر ضلوعي ويغفو
أكون الوحيد الّذي يحتضنك
والوحيد الّذي لا أبصر نوره

يا الله
حتّى الجمال الّذي نعشق
تتخمه النقائض
جفّت الحروف كما الدّموع الّتي ما استحقّها من بعدك أحد
كان العشق يسافر مع كلّ نفثةٍ من زجاجة عطرك العتيق
وكان قلبي كلّما ثقبته حافّة هلالٍ يرعاك
نشوة الشّعور بوجود أنفاسك حين ينقلها لي النسيم
لم تتغلّب يوماً على قسوة واقع البعد عنك
وكنت أراكِ بوضوح
لكن
من بعيد
أدركت حينها معنى أن يكون العمى رحمةً
فليرحمكِ الربّ
كي لا تري بعدي أحداً

أحمد صويري
06-22-2009, 12:17 PM
(( 4 ))

على أكتاف الدّمع
حملتُ ذكراكِ
ومن حوافّ السّطوح
كانت أصداء الزيزفون تتعمشق على أهداب إيابٍ ملّه الانتظار
بعطر الفرات عانقتك
فكان هديره يقصّ على كلينا تواريخ كلّ من شهد على تزاوج أرواحهم
على ضفّته كنت
لكنّه هذه المرّة بالذات كان بعيداً كلّ البعد عن نبضي
قطرةً تلو الأخرى
تراصفت الأمنيات لترسم نزفاً ما أتقن البوح كما في قلبي
استنشقته بعمق
فقط لأنّك كنتِ ذات يومٍ جرحاً أنجبه لي
وما زلتِ أولى الإناث
ولا شيء يقوى على إنهائك

أحمد صويري
06-23-2009, 04:34 PM
نزيف الذّكريات بها تعتّقْ = فأسقطها خريفي ثمّ أورقْ
وأصبى الحلم حين العجز أدلى = بدلو الجرح والآثام تعشقْ


غنّاها بردى
فأيقظته الغربة السافرة
كانت الخطوات بكلّ أنوثتها تسرّح أهدابه من بعيد وترعى نبرة صوته كي لا يستمتع بها غبار اليباس قبلها
وكان يعشق البريد رغم قسوته
فهو حبل السّرّ الّذي يغذّي قلبه بحبّها
وتلك الموسيقا الّتي طالما تناجيا بها جهراً
واليوم
لا موسيقا ينبض القلبان على جمالها
وأمسى هو البريد

أحمد صويري
06-25-2009, 12:39 PM
لا يكذب النسيان حين يرى = وجه الطفولة في المدى وترا
وتلوح في عينيه أخيلةٌ = كانت لناصية الهوى غررا
قيل :
( للحزن مثل بقيّة الأشياء وجهان )
وأنا أفضّل وجهه الثاني

حين تدير المشاعر ظهرها لحسن الظنّ
لا بدّ سيطعن بها الإحساس
ولكن من تراه يطعن من ؟
حين تكونين نبضي فمن الغباء أن يطعنك قلبي
وكذلك حين أكون قلبك
كان كافياً ظلّ الحيرة على تجهّم المساء لتستمرّي في القلب نقاءً
لم تعرفيه إلاّ بين رئتيّ
وما زلتِ كلّ كفايتي
لأكون المبصر الوحيد
وسط عمىً لا يليق بمثلك

صباحك القلب

أحمد صويري
06-26-2009, 06:00 PM
بنكهة الليمون
امتزجت ظهيرة العمر المستكين إلى جبالها السبعة
ومن خلال هدير أنهارٍ انقرضت ذات حضارة
حكى أيّام أسبوعه
كانت كلّها إجازات
عدا يومٍ التقاها فيه
حلّت جدائلها وكأنّها تريد إغاظة الرياح الّتي ألقت بقلبها بعيداً رغم التصاقه
كان لنقائها طعم الغيرة الّتي لم يتقنها أحدٌ قبلي
قاتلة
لكنّها تبعث الحياة بكلّ تفاصيلها في قلبٍ لم يسرِ فيه سوى طيفها

قمّة الغربة
أن تتنفّس من تعشق حذراً
والوجه بالوجه

أحمد صويري
06-27-2009, 12:45 PM
بين مدّ العاطفة وجزر الجرأة
كنتُ حقيقةً أنهكها كبرياءٌ عنيد
وعلى شراع الأماني
جئتُ دمعةً وأدها الحرف على مرآة الممنوع
أوتدركين حقيقتي الملقاة في عينيك حزناً يصطنع المحال ؟
أوما أزال أنا أنا ؟ وقلبك ذاته ؟
(( أم توهّمتُ والنّساء ظنون ))
بعد عمرٍ طويلٍ قضاه في علمٍ يسمّى المرأة
سمّاها ظنوناً
وأراها من أوّل العمر حقيقةً وحيدةً في كونٍ تملؤه الظّنون
فهل المسمّيات ستفسد للودّ قضيّة ؟
كثيرةٌ هي التساؤلات هذا الصّباح في فنجان قهوتي
ولا إجابة غير وجهك
فأطلقي دمعتك الغامرة وجهي سيّدتي
علّها تدرك حافّة أنفك
فتستنشقيني عتيقاً جديداً

أحمد صويري
06-28-2009, 01:28 PM
وتجيء ليلى والعراق مريض = والطرف في عري القلوب غضيض
وفتات عمري يستشفّ حضورها = من حيث وجه الأمنيات عريض

أحمد صويري
06-30-2009, 01:05 PM
أصحيحٌ أنّ القلوب مرايا للقلوب ؟
ولكن حين تخدش المرايا ظلال النبض
من تراه يجني على من ؟
لبعض التسميات كلٌّ لا يتجزّأ
وحيث أنّني أشكّل كلّك
كنتِ أنتِ أجزائي
فبعثرتِني
كلّ أدواتي لم تتجرّأ على خذلي يوماً
أثق بها وتثق بي
وأؤمن بشرعيّة وجودك فوق كلّ اعتبار
فهل خانتني المقدرة لضعفي أمامك ؟
أم خانكِ ذكاؤك ؟
أم مرايانا لا تعكس الصور كما ينبغي

أحبّك أكثر

أحمد صويري
07-01-2009, 12:52 PM
كان للبوح حكايا
وما زلت أسمعها ولو من بعيد
حتّى الجدران ما زالت تردّد صوتك الّذي بقي عالقاً جماله بمسامها
رغم كلّ محاولاتك اليائسة لإحباطي
سأبقى
كما أنتِ داخلي
أوتعلميك لماذا أحبّ الحياة ؟
ببساطة
لأنّي أستنشقك مع كلّ شهيقٍ يدخل رئتيّ
وبذات الوقت
أخشى الزفير
لأنّك قد تغادرين الروح من خلاله رغم أنفي
لن يتجزّأ العشق سيّدتي
حسبه أنّ جزيئاته تشكّل كلاًّ جميلاً
هو أنتِ

أحتاجك

أحمد صويري
07-02-2009, 12:19 PM
ويظلّ يحرقني الغياب
كنجمةٍ في شعث خيط الشّمس تخطو فوق أهدابي اختيالاً
رغم التصاق القلب في عيني
ورغم تواطؤ النبض
ما زلت من عينيك أجتثّ الحروف
وكان بعضٌ من ضياع الوقت في ذكراك يخرق كلّ جدراني
ويثقب صوتي المبحوح تحت أجندةٍ محروقةٍ
حلّت جدائلها لأوراق القدر
أرسلتُ كلّ خواطري
ونثرتُ كلّ قصائدي لرموش عينيك احتفالاً بالربيع
فوقته لم يكن يتجاوز المسافة ما بين نشوة أظافرك
وسطح قلبي
فاعذري عجزي إن تأخّر البريد
واغفري لعزّتي
إذ كانت ثمن الطوابع

أحبّيني

أحمد صويري
07-03-2009, 09:51 PM
على سفرٍ قلبي
وحظّي مريض
فكيف يحتمل الفؤاد صيام دهرٍ في كلّ لفتة عينٍ لا تباركها همسةٌ لك
هل قدراً كان ؟
أم الأسئلة توزّع ذهني أجزاءً
لا يجمعها غير قلبك
من شفة الموج هناك
سأبصر عجزاً حقّه النّشر
لكنّ شتاتك وأد شوارع أمنياته تحت أرصفة الشّرق الّذي يحتلّك
فاعلمي أنّي أقرؤه كلّ ساعةٍ في بريق عينيك الّذي ما زال يغري الرّوح
وأقرئك الحنين

أحمد صويري
07-04-2009, 04:10 PM
على خدّيك ينام العشق
فتحيا طيور نسيم الصّباح
تزغرد في القلب نبضاته الغافيات على أغنياتك للذكريات
ودمع اختناقي
يمشّط رمشاً من الأمل المعلّق في جرائر فكرك
فمن أين يبتدئ العمر عندك ؟

كفاك اختناقاً

أحمد صويري
07-04-2009, 04:12 PM
على البعد أرغمني الحنين
فعدت تحت ظلّ أبعادك الأغلى
حبسني الشّعور فيها عنوةً
ثمّ أوصدتِ لقلبي الباب
فكنتُ بطلاً كذاك الّذي عايشته طفولتي
خرجتُ من سجنك
إلى السّوق فقط
اشتريتُ قفلاً بدل الّذي كسرتِه
ثمّ عدتُ
وأقفلتُ عليّ داخلك

أحمد صويري
07-04-2009, 04:13 PM
على شفة الجذر
غنّت المصابيح رجوعي
وعلى أوّل خطوةٍ ما بعد درب الشّوك
نضب زيتها

أحمد صويري
07-04-2009, 04:16 PM
أحتاج جميع أوراق الكون
كي لا تكتبي حرفاً
إلاّ
على صدري أنا

فهل ستعتزلين الكتابة ؟

أحمد صويري
07-05-2009, 04:55 PM
حنينٌ عند بابك واشتياقُ = وعن عينيك بعدٌ لا يُطاقُ

أحمد صويري
07-05-2009, 04:55 PM
كتلك الأرض الّتي زرتُ وجهها
فحيّتني ملامحه عن بعد
أراك هكذا
وجودك في القلب
لا شرعيّة تنكره
ولكن من تراه يقوى على احتلال هذا الزّمن

أحمد صويري
07-09-2009, 02:28 PM
من وطن الغربة
يهدر صوت الدّمع العالق بين آخر رمشين من كلّ جفن
يشكّل قافيةً لوجودك
ربّما لم يفهمها أيّ فراهيديّ مرّ على اللغة
فأهملها
عانقتُ فيها
سبعة أهرامٍ تحتضن حضنك حين يطالعني
هي أنثى
ليست كالكلمات
هي وطنٌ وحنيني الغربة
هي أوّل نبضٍ زار القلب
وآخر حبٍّ لا ينكر صدق شعوري
من ضلعي خُلِقت
ثمّ امتدّت خارج صدري
وستعرف أنّى اتّجهت
أن جذور هواها
في عمقي

أحمد صويري
07-12-2009, 06:27 PM
ما زلتُ أعايش معركة أكفّ النسيان الحاضر
وأشي بروائح ذكرى الصّدق
إذ لا صدق بعمقي إلاّكِ
العمر قصيرٌ
مهما طالت سنواته
فلمَ الجفاء
وسؤالٌ يقرع أبواب الحيرة الّتي تأبى السكون
أوما زلتِ قادرةً على أن تكوني وطني ؟
ولماذا اخترتِ لقلبي النّفي على أبواب رضاكِ ؟
أمّا أنا
فما زلتُ أتقن عشق الياسمين الّذي شببتُ عليه وسأشيب
إن كان العمر سيسعفني
(( وأقبّل الكفّ الّتي تغتال ))

أحمد صويري
07-17-2009, 04:35 PM
لعينيكِ فقط
ما زلتُ أتسوّل التفاتةً ولو خفيّة
ما زلتُ أمتشق الحروف
فتكسرني
أوتعلمين معنى ثقتك بكلماتي ؟
هي ضربٌ من الغرور عشقتُه
فانتهك كلّ حرمات فؤادي
وحملٌ ثقيل
تكاد الرّوح تنوء به
فأرغمها على حملٍ ما من مخاضٍ يليه
فهل يطول تسوّل كبريائي كهذا الحمل ؟
وهل من الممكن أن تكوني من المكر بحيث تستفزّين غبائي ؟
لطالما كنتِ تطرحين تساؤلات أوجاعك على قلبي المهترئ
وأتقن اختيار الإجابات الّتي تتوقّعين
وما زلتُ أطرح كلّ تساؤلاتي الذّكيّة منها والغبيّة
ولا إجابة حتّى بتلميح
وإنّـي ......................
ولكنّك كالأمس
وأنا أحبّ أمسـ(ـكـ)ـــي
ربّما آن لما حفظتِ من غياب كبريائي أن يقول
وداعاً