المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفعة النضج .


بثينة محمد
02-14-2010, 04:48 AM
إن الخسارة في مفهومها الحقيقي ترتبط بالفوز بشكل مغاير لما نعتقده. فكلُّ فوزٍ يتضمَّن الخسارة بشكلٍ ما. و كلُّ خسارة تعلِّقُ على شجرتها فوزا تقيم به أودها حين يحين الأوان. تقييمهما معا يختلف من شخص لآخر. خسارة صديق عزيز على سبيل المثال ستمنح يوما قيمة جوهرية تقطع بالشخص مفترق طرقٍ لم يكن في الحسبان. في مفهوم الإيمان بالقضاء و القدر تتجلى محنة الانتظار و ما يورثه من ذهب حين تُكْتَشَفْ الحكمة المقدَّرة مع التيقن بوجودها و إن لم تظهر يوما. امتلاك الأشياء لَهُوَ فوزٌ و خسارةٌ في حد ذات المعنى. املك درهما تخسر ما بذلته من أجل هذا الامتلاك ، اخسر درهما تملك ما قد يكون غير ذا فائدة أو مهما ! : يعتمد الحساب على اتجاه عينيك.

ينوِّهُ شكسبير بأن لا وجود للون الأبيض أو الأسود إنما هي نظرة الرائي التي تحدد الوجود من عدمه. قيصر روما كان يدفع لمن يمشي خلفه خلال المواكب الاحتفالية و يسمعه كلمات تصغر نفسه في قلبه لئلاَّ يتمكن الغرور منه. الكلمة أيضا كالألوان ، و كالرداء و ما يشابهها في هذا المسار هو المعرفة.! نعرف نحن أن الاسلام الصحيح و السليم هو الاستسلام لله و الانقياد له بالطاعة و توحيده بالعبادة و الألوهية و حبه و حب رسوله وأصحاب رسوله و الاقتداء بهم و عدم انتقادهم بل أخذ أعمالهم على سبيل الاجتهاد منهم . بعد هذه المعرفة نأتي لنشبع أرواحنا و أرواح أبنائنا بما تتوق له من معرفة- حقيقية - بتاريخ قيصر و شكسبير و نابوليون بونابرت بغير تنقيح أو تقييم لما نرتوي به من صرخات : ثقافة ، حضارة ، حرية ، عولمة ، مسلم علماني ...الخ " ناقصة الوعي هذه الصرخات " . كسبنا جدولاً و سددنا البحر . لنتجرَّأ و نتخيل : " خسرنا البحر " .!

نعم ، كل فوز ينجب خسارة و كل خسارة تلد فوزا . خسر أحدهم نفسه ذات مرة و كان أن اكتسب ذاتا جديدة يمارس عليها التأديب بتكنولوجيا لم تتوفر له مع ذاته الأصليَّة . يفكر هذا الأحد كثيرا بـ ( قديمك نديمك لو الجديد أغناك ) و يفتح بوابات الفهم العميق للتجدد و ما يصاحبه من اندفاع . انسلخ عن القديم تظفر بالجديد . تخلَّ عن الجديد ، ليس شرطا أن تملك القديم بل ربما احتويت سرابا. المهارة حقًا أن تقف في المنتصف .!

نواف العطا
02-15-2010, 01:15 PM
بثينه محمد
قلم واعي .
واقع فعلاً ماتفضلتي به تأتي قرأتنا لأبنائنا والأهتمام
بثقافات بعيدة كل البعد عنا أيديلوجياً ودينياً فتصنع علامات
أستفهام لهم وقد يعيشون فترة تيه وضياع .
على سبيل المثال نهتم بدراسة أفلاطون وفلسفة ولا نأخذها
بمنظور أسلامي من خال الفارابي الذي أوضحها وبسطها
أو لماذا لا نكتفي بدراسه الفارابي وفلسفتة .
ومع هذا نطرح كل شيء كما كان من غير تنقية وتقريبة
لما نحن عليه من دين وخلق وفكر .
بكل أسف يا بثية درسنا في الكليات ومواد التربية ثقافة
غربية ورواد ثقافتها التربوية ونقوم بترديد أسماء روادهم
كـ جان جاك روسو , وجون ديوي , وغيرهم .
ونتناسى علماء ورواد تربية مسلمين على سبيل المثال
مقداد يلجن والغزالي وغيرهم .
اتمنى أن يعاد صياغة التعليم في بلدي وتكون مناسبة
لقيمنا وعاداتنا وديننا .
بثينة الموضوع يطول وكلماتك باعثة على الأبحار
ولكن أكتفي بما ذكرت سابقاً , فلك كل الشكر على
هذا الفكر وهذا الوعي ودمتِ بود .

تَرَانِيْمٌ الْهَائِمَةٌ
02-16-2010, 10:59 AM
" صَفْعَةُ النُّضْج " فَلا هِيَ سَهلَة لِلغَايَة بِحيْثُ تَجْعلُ الْحَيَاةُ مُضْجِرَة ولا هِيَ بَالِغةُ الصّعُوبَة بِحيْثُ تَجْعلُ الْحَياةُ مُحْبِطَة .
" بُثيْنَة مُحمَّد " اِحْتِرَامِيْ وَتَقْدِيِريْ لِقَلمَكِ
شُكْرَاً :34:

فاطمة العرجان
02-16-2010, 02:17 PM
الذي يعي طريقه جيداً في الحياة هو الذي يجعل فشله أرضاً خصبة لنجاح
إذ في كل الخسارات خيطٌ مضيء وإن رقّ .
,
أما عن اللون الأبيض والأسود فلا سيادة للأول ولا ملك للأخير
فالحياة تتلون بحسب عدسة الناظر إليها..!
,
شكراً لك بثينة :34:

عبدالعزيز رشيد
02-16-2010, 08:47 PM
بثينة مقالك هذا خلاب وممتع كثيرا ويمسّ أمورا كثيرة تكاد تكون خافية

ومثل تلك الخسائر خسائر المسلمين على يد التتار خيّل للبعض أن هذه الخسائر ستقظي على سطوة الإسلام في حين أنّ الكثير من التتار أسلموا وأسلمت معهم باقي دولهم! وهل يكفي ان نعرف أن اقليما روسيّا كاملا عاصمته قازان تسكنه غالبيّة مسلمة واسم الاقليم تتار ستان؟

بثينة محمد
02-20-2010, 09:10 PM
بثينه محمد
قلم واعي .
واقع فعلاً ماتفضلتي به تأتي قرأتنا لأبنائنا والأهتمام
بثقافات بعيدة كل البعد عنا أيديلوجياً ودينياً فتصنع علامات
أستفهام لهم وقد يعيشون فترة تيه وضياع .
على سبيل المثال نهتم بدراسة أفلاطون وفلسفة ولا نأخذها
بمنظور أسلامي من خال الفارابي الذي أوضحها وبسطها
أو لماذا لا نكتفي بدراسه الفارابي وفلسفتة .
ومع هذا نطرح كل شيء كما كان من غير تنقية وتقريبة
لما نحن عليه من دين وخلق وفكر .
بكل أسف يا بثية درسنا في الكليات ومواد التربية ثقافة
غربية ورواد ثقافتها التربوية ونقوم بترديد أسماء روادهم
كـ جان جاك روسو , وجون ديوي , وغيرهم .
ونتناسى علماء ورواد تربية مسلمين على سبيل المثال
مقداد يلجن والغزالي وغيرهم .
اتمنى أن يعاد صياغة التعليم في بلدي وتكون مناسبة
لقيمنا وعاداتنا وديننا .
بثينة الموضوع يطول وكلماتك باعثة على الأبحار
ولكن أكتفي بما ذكرت سابقاً , فلك كل الشكر على
هذا الفكر وهذا الوعي ودمتِ بود .


أهلا بك نواف العطا .
المشكلة ان التوازن مختل في كثير من الأحيان ، الثقافة جميلة و مدعاة للتأدب بالأخلاق لأن العلم سبيل لتهذيب الأخلاق و تنميتها . و العلم ليس حكرا علينا و لكن من الجميل أن نربط ما نتعلمه بالإسلام و نحدده تبعا لتعاليمنا ، فمثلا ما ذكرته عن قيصر ، هاهو قيصر روما العظيم الذي خاض الحروب و فعل كذا و كذا من الذكاء بما فيه الكفاية ليحذر شر نفسه . فلم لا نربط هذه المعلومة بمعرفتنا بما علمنا إيها الإسلام و نعتز أن هذه التعاليم موجودة لدينا قبلا . لم لا نعتز بفكرة أن الحروب الصليبية أورثت الكثير من تعاليم ديننا للمجتمع الأوروبي فقامت في فرنسا مجموعة تدعو بعدم الاعتراف للقساوسة و قامت حركة الفرسان التي من أهم صفاتها حماية المرأة و الذود عن الضعفاء و الكثير الكثير .

لم نضخم من كون الحضارة الغربية حضارة مذهلة بينما استمدت جذورها منا نحن الأمة التي أضاعت بضياع التزامها بالدين كل ما أعطاها إياه .

نعم هم لديهم أشياء جميلة ، لم لا نستغلها في صالحنا بدلا من تركها و إعمال أذاها فينا ؟!

شكرا لك .

حمد الرحيمي
02-21-2010, 12:32 AM
بثينة محمد ...




أهلاً بك ...



القارئ لبثينة قبل هذا المقال يدرك المعنى لـ [ صفعة النضج ] فيما جاء بعده ...


فشتان بين قلم [ الأمس ] البريء و قلم [ اليوم ] المليء بالنضج / الوعي / اللغة السوية ...







أما بالنسبة لـ [ الخسارة ] و [ الفوز ] فلا يمكن الجزم بأنهما [ تتضمنان ] بعضهما أو [ تؤديان ] إلى بعض ... و لا يمكن الجزم بعكس ذلك ...


لأنها حالات [ قد ] تنطبق هنا و [ قد ] لا تنطبق و قد تصح على هذه و أحياناً لا تصح ...





لست متشائماً ... لكني في ذات الوقت لست مُعلقاً بحالاتٍ تتجاذبها مفاهيم [ اليقين / الصدق / الشك / الكذب ] ...






بثينة ...

قلمٌ يضيء المقال فكراً / وعياً / نضجاً ... شكراً لكِ عليه ...

بثينة محمد
02-21-2010, 05:49 PM
" صَفْعَةُ النُّضْج " فَلا هِيَ سَهلَة لِلغَايَة بِحيْثُ تَجْعلُ الْحَيَاةُ مُضْجِرَة ولا هِيَ بَالِغةُ الصّعُوبَة بِحيْثُ تَجْعلُ الْحَياةُ مُحْبِطَة .
" بُثيْنَة مُحمَّد " اِحْتِرَامِيْ وَتَقْدِيِريْ لِقَلمَكِ
شُكْرَاً :34:


أبدا لا تكون هذه الصفعة سهلة ، و يعتمد علينا الأمر أن نقرر جعلها قابلة للتجاوز .. و الاستفادة !

شكرا لكِ ترانيم ، لكِ احترامي :)

بثينة محمد
02-25-2010, 01:08 AM
الذي يعي طريقه جيداً في الحياة هو الذي يجعل فشله أرضاً خصبة لنجاح
إذ في كل الخسارات خيطٌ مضيء وإن رقّ .
,
أما عن اللون الأبيض والأسود فلا سيادة للأول ولا ملك للأخير
فالحياة تتلون بحسب عدسة الناظر إليها..!
,
شكراً لك بثينة :34:

شكرا لكِ عزيزتي فاطمة و لتعليقك :) :34:

بثينة محمد
02-26-2010, 05:15 PM
بثينة مقالك هذا خلاب وممتع كثيرا ويمسّ أمورا كثيرة تكاد تكون خافية

ومثل تلك الخسائر خسائر المسلمين على يد التتار خيّل للبعض أن هذه الخسائر ستقظي على سطوة الإسلام في حين أنّ الكثير من التتار أسلموا وأسلمت معهم باقي دولهم! وهل يكفي ان نعرف أن اقليما روسيّا كاملا عاصمته قازان تسكنه غالبيّة مسلمة واسم الاقليم تتار ستان؟


أكيد يا أخ عبد العزيز ، الخيرة فيما اختاره الله .

شكرا لإضافتك الجميلة عبد العزيز :)

كن بالقرب .

الهنوف الخالدي
02-27-2010, 10:43 AM
إن الخسارة في مفهومها الحقيقي ترتبط بالفوز بشكل مغاير لما نعتقده. فكلُّ فوزٍ يتضمَّن الخسارة بشكلٍ ما. و كلُّ خسارة تعلِّقُ على شجرتها فوزا تقيم به أودها حين يحين الأوان. تقييمهما معا يختلف من شخص لآخر. خسارة صديق عزيز على سبيل المثال ستمنح يوما قيمة جوهرية تقطع بالشخص مفترق طرقٍ لم يكن في الحسبان. في مفهوم الإيمان بالقضاء و القدر تتجلى محنة الانتظار و ما يورثه من ذهب حين تُكْتَشَفْ الحكمة المقدَّرة مع التيقن بوجودها و إن لم تظهر يوما. امتلاك الأشياء لَهُوَ فوزٌ و خسارةٌ في حد ذات المعنى. املك درهما تخسر ما بذلته من أجل هذا الامتلاك ، اخسر درهما تملك ما قد يكون غير ذا فائدة أو مهما ! : * يعتمد الحساب على اتجاه عينيك.

ينوِّهُ شكسبير بأن لا وجود للون الأبيض أو الأسود إنما هي نظرة الرائي التي تحدد الوجود من عدمه. قيصر روما كان يدفع لمن يمشي خلفه خلال المواكب الاحتفالية و يسمعه كلمات تصغر نفسه في قلبه لئلاَّ يتمكن الغرور منه. الكلمة أيضا كالألوان ، و كالرداء و ما يشابهها في هذا المسار هو المعرفة.! نعرف نحن أن الاسلام الصحيح و السليم هو الاستسلام لله و الانقياد له بالطاعة و توحيده بالعبادة و الألوهية و حبه و حب رسوله وأصحاب رسوله و الاقتداء بهم و عدم انتقادهم بل أخذ أعمالهم على سبيل الاجتهاد منهم . بعد هذه المعرفة نأتي لنشبع أرواحنا و أرواح أبنائنا بما تتوق له من معرفة- حقيقية - بتاريخ قيصر و شكسبير و نابوليون بونابرت بغير تنقيح أو تقييم لما نرتوي به من صرخات : ثقافة ، حضارة ، حرية ، عولمة ، مسلم علماني ...الخ " ناقصة الوعي هذه الصرخات " . كسبنا جدولاً و سددنا البحر . لنتجرَّأ و نتخيل : " خسرنا البحر " .!

نعم ، كل فوز ينجب خسارة و كل خسارة تلد فوزا . خسر أحدهم نفسه ذات مرة و كان أن اكتسب ذاتا جديدة يمارس عليها التأديب بتكنولوجيا لم تتوفر له مع ذاته الأصليَّة . يفكر هذا الأحد كثيرا بـ ( قديمك نديمك لو الجديد أغناك ) و يفتح بوابات الفهم العميق للتجدد و ما يصاحبه من اندفاع . انسلخ عن القديم تظفر بالجديد . تخلَّ عن الجديد ، ليس شرطا أن تملك القديم بل ربما احتويت سرابا. *المهارة حقًا أن تقف في المنتصف .!




تُدركين جيّدا ُ مِن أين و / كيف [ تؤكل الكَتفْ ] .

بثينة محمد
02-27-2010, 10:25 PM
بثينة محمد ...




أهلاً بك ...



القارئ لبثينة قبل هذا المقال يدرك المعنى لـ [ صفعة النضج ] فيما جاء بعده ...


فشتان بين قلم [ الأمس ] البريء و قلم [ اليوم ] المليء بالنضج / الوعي / اللغة السوية ...







أما بالنسبة لـ [ الخسارة ] و [ الفوز ] فلا يمكن الجزم بأنهما [ تتضمنان ] بعضهما أو [ تؤديان ] إلى بعض ... و لا يمكن الجزم بعكس ذلك ...


لأنها حالات [ قد ] تنطبق هنا و [ قد ] لا تنطبق و قد تصح على هذه و أحياناً لا تصح ...





لست متشائماً ... لكني في ذات الوقت لست مُعلقاً بحالاتٍ تتجاذبها مفاهيم [ اليقين / الصدق / الشك / الكذب ] ...






بثينة ...

قلمٌ يضيء المقال فكراً / وعياً / نضجاً ... شكراً لكِ عليه ...



اهلا بك ، حمد الرحيمي :)

لا أجد رابطا بين الفكرة التي أتحدث عنها و بين قلمي و مستواه :) هذا بالنسبة لمقدمتك .

قلتُ مسبقا أن الحساب في الخسارة و الفوز يعتمد على اتجاه عينيك ، و لكن بالتأكيد لك حق الاختلاف :)

حمد الرحيمي ، أضأت مقالي ، صدقا :)

سعيدة بوجودك .

بثينة محمد
03-01-2010, 04:30 PM
تُدركين جيّدا ُ مِن أين و / كيف [ تؤكل الكَتفْ ] .


يا عزيزتي .. من بين هذا المقال المسكين طلعتِ بأهم ما أردت ذكره :) تفهمين جيدا ما أريد .

شكرا لكِ .