المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفلسفة المثالية مع بوزانكيت


سميراميس
03-11-2010, 04:35 AM
تُشغلني كثيراً حيثيات الفلسفة و لا أنكف عن الإعتكاف بين رائحة مؤلفاتها في مكتبة والدي العتيقة . و بعد ان قرأت عن الفلسفة المثالية و روادها على رأسهم بوازنكيت .. بحثت كثيراً فيْ هذه الموضوعات و هذه رؤية بسيطة كتبتها لتتضافر مع بقيّة مدركاتي السابقة . لكل شىء بداية حتى الكون ليس أزلي رغم الجدلية المُناطة بــين المتكلمين و الفلاسفة و الدينييّن حول هذه المسألة التي في نظر المسلم هي من المسلمات لورودها في النص ( القرآن الكريم ) وَ جميلٌ جداً أنْ نقتبس مبادئ "بوزانكيت " و نؤمن بأن الدين شيء فوق العقل معنى قولي هذا أن الدين يكون بالقلب و الشعور قبل أن يعتنقه العقل و العديد من الآيات القرآنية ساقت القلب قبل العقل في مسألة العقائد و الإيدلوجيات الشعورية . و هذا ما يُنادي به بوزانكيت في كينونة الدين فهو معادلة خيمائية بين القلب و العقل . اهتمت الفلـــسفة المثالية كثيراً بعقل الإنسان و أنه الصيرورة الحقيقة لكل ذي شيء في هذه الحياة و ما عداه من القوى المادية ( التجريبية ) فليست بالأهمية مطلقاً فالأساس العقل و الإدراك و الملكات المنطقية العقلانية فقط ، و هنا تُثار الكثير من الأسئلة حول العقل البشري و طريقة تعامله مع الطبيعه و ما يُحيط به . الفلسفة بما أنها هي عملية تراكمية فكرية عقلية صرفة , و بما أن الفكر هو لّب و جوهر العقل فهو المعنّي و المُناط بالتعامل مع الذات و الطبيعه و ما يُحيط به من أشياء , فالفلسفة هي عملية تنظيرية وهذا كما جاء من غالبية العصور و الأمم التي تناولت الفلسفة كموضوع علمي و ليس عملية علمية و لكن أصبحت في القرون الحديثه هُناك ما يعرف بفلسفة العلوم و هي عملية ترجمة الفلسفه النظرية الى فلسفة عملية علمية بالفعل و ليس الإكتفاء بالتنظير , كيف نصل إلى المعرفة من خلال الفلسفة ؟
هذا سؤال مهّم و حساس لأن السؤال يجعلنا ندخل في دهاليز فلسفية يظنّها البعض معقّدة و صعبة الأغوار و هذا الشىء غير صحيح تنظرياً و لكنهُ تطبيقياً و عملياً صعب و يختّص بفئة من الناس دون غيرهّم و هّم العلماء الأفذاذ , الفيلسوف ينظّر و العالم يبحّث و يكتشّف هذه هي المعادلة و لكن كيف يمكّن الإجابة على السؤال الآنف الذكر ؟ رُبما الإجابة على هذه المعادلة تجعلنا نميل كثيراً للأخذ بالوصفة التحليلة تلك التي متد إلى أكثر من منهج نقدي ، و لكنها ترتكز بصفة خاصة على المنهج التاريخي من خلال سياق يربط النص الأدبي بقائله و بيئته .. إذاً نحن كقارئون للفلسفة و إدراك القوى العقلية في عقولنا و ربطها بالطبيعة من حولها او الماورائية فأننا مدعون من قبل رواد المنهج التاريخي سانت بوف و هيبوليت تين و برونتيتر الآخر أن نتوقف على تفعيل المنهج التاريخي لإلتقاط الفلسفة .. و يبقى السؤال .. أنني قد خلطت بين كينونة الفلسفة و أدبيات تيبوليت و بوف !؟ إذ أن بوف و هيبوليت قد آمنوا إيمانا منقطع النظير أن الأدب يدخل ضمن الفن و الفن الآخر أشبه ما يحورّ بالعلم لذا شرعّوا للأدبيات فصائل للدراسة مثل دراسة علم النبات أو علم الحيوان و خصوصاً أنهم تأثروا بنظرية داروون القائلة بتطور الجنس البشري ، وفقاً لذلك قالوا بكينونة و صيرورة تطور الأجناس و الفصائل الأدبية مستشهدين بأن الرسم أول ما بدأ ظهر أسطورياً دينياً خرافياً ثم تحول بعد ذلك للطبيعة و الواقعية ، و كذلك الأدب في البدايات كان شعري اسطوري ملحمي و تدرج روائي و مسرحي حتى انتهى غنائياً . لعل إجابتي على الجواب القائل بإلتباس دراسة الفلسفة و قصرها على النخبوية العلموية دون غيرهم ، أن دفع بي أن استعرض المنهج التاريخي النقدي و إستقراءه لأن في كل فلسفة فيسلوف و من كل فيلسوف نستنبط أسس و مبادئ تساعدنا على أن نتوغل و نسدد الثغرات التي راقصها العقل و سلط الضوء على تلك الثغرات و لكن الإكتشاف يتطلب مبادئ تجريبية لتوثيق الإدراك بها و هنا أخالف فلسفة بوزانكيت المثالية لأننا بحاجة للقوى المادية من حولنا و المرء روح و جسد و فكر و شعور فليس عقل دون شعور و لا هو فكر دون شعور و لعل إستثناءه للجانب الديني أن جعل هذه الفلسفة تناسب المتدينون ليشدووا عليها ..




* هذه رؤية عاجلة كتبتها إرتجالاً آمل أن لا تكون صعبة أو بعيدة المرمى أو مُتكلفة الحشو ، فلقد آنست من اليسر مأوى ..
إحتراماتي لكم و استقبلوا حروفي بعد صيام

بثينة محمد
03-11-2010, 03:05 PM
شيِّق .

لي عودة بإذن الله هذا المساء . :)

سميراميس
03-11-2010, 05:38 PM
أهلاً بك بثينة و بإنتظار عودتك
لك مساءاً فاخراً

(f)

بثينة محمد
03-12-2010, 12:48 AM
شاميرام :)

موضوع جذبني جدا ! رغم أنني لم أفهم بعض العبارات لأنني لم أقرأ كثيرا في الفلسفة إلا أن لدي ما أرغب بقوله :)

فأولا ما أرغب بإضافته هو رد على سؤال طرحتِه : كيف نصل إلى المعرفة من خلال الفلسفة ؟


أنا بقرائتي القليلة جدا في الفلسفة لا أرى أننا نصل إلى المعرفة من خلال الفلسفة . بل نصل إلى الفلسفة من خلال المعرفة . إذ أننا نضع معارفنا أو معلوماتنا ما نقص منها و اكتمل في قالبٍ فلسفي .

للأسف ، لم أفهم الكثير مما قلتِه ، لقلة قرائتي في الفلسفة كما أسبقت القول . لكني أعدكُ بأننا سنتناقش يوما بإذن الله في هذا الموضوع بالذات .


الآن ، لو تتكرمين و تشرحين لي ما استصعبته من نقاط أكون جدُ شاكرة :) .


1- جميلٌ جداً أنْ نقتبس مبادئ "بوزانكيت " و نؤمن بأن الدين شيء فوق العقل معنى قولي هذا أن الدين يكون بالقلب و الشعور قبل أن يعتنقه العقل و العديد من الآيات القرآنية ساقت القلب قبل العقل في مسألة العقائد و الإيدلوجيات الشعورية . و هذا ما يُنادي به بوزانكيت في كينونة الدين فهو معادلة خيمائية بين القلب و العقل.

2- أنني قد خلطت بين كينونة الفلسفة و أدبيات تيبوليت و بوف !؟


3- و هنا أخالف فلسفة بوزانكيت المثالية لأننا بحاجة للقوى المادية من حولنا و المرء روح و جسد و فكر و شعور فليس عقل دون شعور و لا هو فكر دون شعور و لعل إستثناءه للجانب الديني أن جعل هذه الفلسفة تناسب المتدينون ليشدووا عليها

سميراميس
03-12-2010, 01:10 AM
موضوع جذبني جدا ! رغم أنني لم أفهم بعض العبارات لأنني لم أقرأ كثيرا في الفلسفة إلا أن لدي ما أرغب بقوله :)

فأولا ما أرغب بإضافته هو رد على سؤال طرحتِه : [/color] كيف نصل إلى المعرفة من خلال الفلسفة ؟


أنا بقرائتي القليلة جدا في الفلسفة لا أرى أننا نصل إلى المعرفة من خلال الفلسفة . بل نصل إلى الفلسفة من خلال المعرفة . إذ أننا نضع معارفنا أو معلوماتنا ما نقص منها و اكتمل في قالبٍ فلسفي .

للأسف ، لم أفهم الكثير مما قلتِه ، لقلة قرائتي في الفلسفة كما أسبقت القول . لكني أعدكُ بأننا سنتناقش يوما بإذن الله في هذا الموضوع بالذات .





أهلاً بك بثينة .. أعجبني ربطك للمعرفة بأنها منظومة شاملة لو أكتملت دعت للفلسفة بخطى واضحة و متوازنة ، لو أنَّ لي وجهة مغايرة حيث أنني مؤمنة تماماً أنَّ الفلسفة تعني حُب الحكمة
تبعاً لفيلاسوفيا اليوناني القديم الذي تميّز بها ، لذا فإنَّ حب الحكمة و البحث دوماً خلف الأسباب الخفية و إشغال العقل بالفكر و بث الميتافيزيقيا من أهم المحفزات للتفكير الجالب للفلسفة و الإعتكاف بين نظريات الفلاسفة :)
من يعتقد أن المعرفة وسيلة هاملة للولوج للفلسفة فهو يتعامل مع الفلسفة و النظريات من باب ما تتيحه المعرفة و ظروفها ليس إلا ، بينما من يؤمن بأن الفلسفة جالبة للمعرفة لن يتوانى عن تغذية تلك المعارف بجل النظم و النظريات
التي قد يرتشفها من الكتب ..



الآن ، لو تتكرمين و تشرحين لي ما استصعبته من نقاط أكون جدُ شاكرة :) .


1- جميلٌ جداً أنْ نقتبس مبادئ "بوزانكيت " و نؤمن بأن الدين شيء فوق العقل معنى قولي هذا أن الدين يكون بالقلب و الشعور قبل أن يعتنقه العقل و العديد من الآيات القرآنية ساقت القلب قبل العقل في مسألة العقائد و الإيدلوجيات الشعورية . و هذا ما يُنادي به بوزانكيت في كينونة الدين فهو معادلة خيمائية بين القلب و العقل.




يشرفني ذلك عزيزتي :)

يقول بوزانكيت و رواد المذهب المثالي في الفلسفة أنَّ الدين في مرحلة تفوق هذه النظريات التي يتناولونها و يشترطون بها العقل فقط ، و يقول بوزانكيت ايضاً أن الدين لا ينطوي تحت هذه النظرية العقلية الإدراكية ، و هنا ذكرت أنا أن هذه حسنة قد تقطف من هذا المذهب المثالي خصوصا لأنها تناسب المتدينون كثيراً و بما أن مجتمعنا متديّن فهو لن يتوانى عن الإيمان بها ، هذا حالة أنهم أباحوا الفلسفة و لم يتبعوا قول الغزالي " من تمنطق فقد تزندق " : )
و قول بوزانكيت هذا مطابق لعدة آيات في القرآن معنوياً حيث أن الدين ينادي بالشعور و القلب قبل العقل فمثلاً الإيمان بالرب يتطلب شعور في القلب و الأنس به روحانياً ثم عقلانياً و إدراكياً ، و هذا ما جعل بوازنكيت ينادي بأنه يناسب " رجال الدين " أو المتدينون بشكل عام



2- أنني قد خلطت بين كينونة الفلسفة و أدبيات تيبوليت و بوف !؟




عمدت لأن افعّل المنهج التاريخي و إستضافة رواد هيبوليت تين و سانت بوف الآخر لإستقراء شخصية بوازنكيت و بالفعل فقد وجدت أنه يهتم للاهوت و الديانات بشكل أساسي
لذا لم يعقد إرتباط شرطي بين نظريته هذه و كينونة الدين الروحاني و هذا ما جعله ينادي بالإستدراك ذاته





3- و هنا أخالف فلسفة بوزانكيت المثالية لأننا بحاجة للقوى المادية من حولنا و المرء روح و جسد و فكر و شعور فليس عقل دون شعور و لا هو فكر دون شعور و لعل إستثناءه للجانب الديني أن جعل هذه الفلسفة تناسب المتدينون ليشدووا عليها

[/quote]

بوزانكيت و رفقاؤه يا عزيزتي لا يرون أهمية للتجريبية أيا كانت بل و يشككون في فداحة نتائجها إكتفاءاً منها بالعقلانية و القوى الإدراكية وحدها ، فهم يرون الكون كله عبارة عن قوى إدراكية يلوكها العقل و تغنيها الذاكرة للوعي و التفكير فقط
بتمام التجرد عن التجريب و القوى المادية المحيطة و أنا أخالف هذه الفلسفة المثالية بهذا التوجه كما أنها رديفة للملل لأنها تفرض جانب العقل وحده وحده فقط :)

* العقل الإدراكي في كل الجوانب الحياتية المحيطة إلا في الأمور الدينية لا الدنيوية ـ أرجو الإنتباه لهذه النقطة و هي ذاتها التي جعلت المتدينون ـ لنقول في غير مجتمعنا ـ يؤمنون بها ، لأن مجتمعنا لا يزال يفسّق الفلاسفة و يردد أنها
زنادقة مارقون على الفكر و الطبيعة :)

شكراً لكِ و آمل أنني كنست الغموض و اللبس الذي نُفث في قراءاتك



شمورامو [/b]

عبدالعزيز رشيد
03-13-2010, 07:21 PM
هلابك:شاميرام ..


ربّما من أولى التحاليل لوجود الإله عقليّا وبالاستعانة بالفلسفة في أوروبّا الحديثة كان عن طريق الفيلسوف الهولندي يهوديّ الأصل اسبينوزا الذي أنكر معجزات موسى وقلّل من أهميّة وجود الأنبياء وأعتبرها أساطير لكنّه شدّد على وجود إله واحد وهو ربّ البشر لذلك يعتبره الكثير فيلسوفا مؤمنا لكنّ تناوله ومحاولته تحليل ماهيّة الإله وهيئته وطبيعة وجوده الغيبيّة هي ماختلف عليها الكثير وخاصة المسلمين اسبينوزا فصل الإله عن الدين اليهوديّ وعندما أتى فولتير قال :"لو لم يكن الله موجودا لوجب اختراعه" فولتير فصل الإله عن الكنيسة الكاثوليكيّة كان يجد بتعاليمها رائحة بشريّة وكأنّه آمن بتحريف التوراة فلسفته لاقت الإعجاب والاستجابة _لم تكن فكرة الإلحاد في عصره مستحبّه_ وبالنسبة لـ روسو فهو اعتبر كلّ تفكير وتحليل عقليّ وفلسفيّ عمل شيطانيّ شرّير وهو يرى بأنّ الإلحاد هو من صنع العقل وليس الإله كما يقول المحلدون روسو استدلّ على ذلك من القلب فهو يؤمن بأنّ الانسان عليه أن يعيش بقلبه وايمانه ويسير حسب طبيعته _ومن هنا كانت مناداته للحريّة _


طبعا للولوج للفلسفة الالمانيّة ومدرستها كان يجب علينا أن نعرّج قبل ذلك على حركة التنوير في أوروبّا كنت يعتبر أعظم شخص في تلك الحقبة وكانت فلسفته اتّجاه وجود الإله مختلفة عن ما قبله بدرجات فلطالما اختلف المفكّرون بطريقة الولوج إلى علم ماوراء الطبيعة واختلفوا كذلك على جدوى الخوض بها كان الهدف من كلّ ذلك اعطاء رؤية عقلانيّة تفسّر الإيمان والإله والأديان إلى أن وصل كلّ ذلك لهيجل صاحب المدرسة المثاليّة الالمانيّة وكي لاننسى من غير المنصف أن نتحدّث عن هذه المدرسة ونتجاهل يوهان فيخته صاحب المرحلة الانتقاليّة من كنت إلى هيجل

مايثير الاستغراب أن تكون نظرة العالم الاسلاميّ للفلسفة كعمليّة إلحاديّة أو قريبة من الإلحاد

طبعا نجم عن محاولة الفلاسفة لتفسير وجود الإله واعطاء نظريّة ثابتة ذلك لنشوء فلسفة مناقضة تماما نجم عنها مقولة مشهورة لنيتشه:
"مات الإله"!

ممم وهنالك نقطة أحببت العودة إليها وهي العلم والفلسفة برأيي من غير الممكن فصلهما عن بعضهما كثيرا فالفلسفة قد تكون أشمل لكنّها لاتنفصل لطالما حاولوا دراسة العقل عن طريق تحليلاته العلميّة نفسها ولطالما أُعتبر علماء كـ :بليز باسكال,لابلاس, فلاسفة ولاننسى لابينتيز عالم رياضيّ وهو صاحب التفاضل والتكامل كان قريبا من المدرسة المثاليّة نفسها

شكرا لك أختي

مشعل الغنيم
03-13-2010, 10:43 PM
*

هذا الموضوع كان محور حديثنا ليومين أنا والصديق اللدود عبدالعزيز رشيد..

شخصياً لم أجد نقطة مفضّلة في المقال لأبدأ منها، ولكن كأنني لمحت منكِ فصلاً بين العلم والفلسفة وهذا خطأ فادح حقيقةً - ولأضيف إلى الأسماء التي ذكرها عبدالعزيز: الفارابي، اعتبره من المدرسة المثالية ومسحته الأفلاطونية واضحة على أية حال. عموماً، لا الذاكرة ولا الوقت يسعفني لإيضاح ارتباط العلم بالفلسفة، فقط دعيني أقول أن الفلسفة قبل آلاف السنين وضعت الحجر الأساس لأغلب العلوم، يكفي أن الفلاسفة اكتشفوا المجموعة الشمسية (تقريباً) قبل اختراع التليسكوب. ما أريد قوله هو أنني لا أستطيع تقييم بوزانكيت (لعدم معرفتي به قبل طرحك) وقياس تعاطيه للميتافيزيقيا ولكنني استغرب هذا الانفتاح الباذخ على الرؤى العقائدية والذي لم نراه عند كانط أو هيغل على سبيل المثال لا الحصر، لذلك ارجو منك أن تزودينا بنبذة عن بوزانكيت: تاريخ ولادته-وفاته على الأقل، لنتمكّن من قراءته (ولو من خلالك) بشكلٍ جيد، فقد قدّمتِ الرجل كرائد من روّاد المثالية!

سميراميس
03-14-2010, 03:06 AM
أهلاً بك أخي عبدالعزيز رشيد و يسرني حضورك .. عجبت من قولك بعدم تحديدي وجهة المقال مع أنه لا يحمل إلا فكرة واحدة وهي " المثالية " ، و الإستقراء لها لا يكون إلاَّ بهذه التوجهات فقط.
و طالما أشرت لاسبينوزا و فولتير و نيتشه و كانط و رؤاهم المختلفة عن وجوده الإله و إطلاقهم للإجتهادات العقلية في هذا الأمر ، فقد سبقهم بوزانكيت بأن نادى بأن الأمور الدينية لا تحتمل أية
مدركات عقلية بقدر ما تحتمل مدركات شعورية عندما قال :
" الدين أعلى من الفكر و من التعقل و من المنطق لأن مقره القلب و الوجدان "
تطرقت للفلاسفة و كيفية إيمانهم أوإ لحادهم بكينونة الرب و ماهيته ، بينما كانت إشارات المقال المحتوي للمثالية لا تنطوي إلا على تعظيم هذا الجانب مما جعله يناسب المتدينيين أكثر شيء ..
و وسط هذه الإختلافات و الإختزالات من قبل الفلاسفة فقد برعت المثالية بالحيادية وَ كنس التشجنات القومية الملتصقة بالتراكمات الفكرية ...
تلك المقدمة التي خرجت بها من كتاب " بوزانكيت قمة المثالية في إنجلترا " لم تكن سوى تعريف للفلسفة المثالية بغض العلم الذي يكفر بها لإيمانه بالقوى المادية مع العقلية و هذا ما تخالفه المثالية ،
. لستُ معجبةً بهذه النظرية حقيقة لأنها فلسفة المثالية هي فلسفة الثابت ، و هي فلسفة واقعية ليست وثيقة الصلة بالواقع ! فهناك من يرى أنَّ الواقعية هي الاعتقادات الثابتة , و بالطبع الثوابت هي إيمانياتٌ قوية .
كخالق الكون مثلاً , هنا نخلُص ليس إلى واقع صرف . بل إلى واقع غير مرئي , غير ملموس , غير " مادي " . و هذه هي فلسفة المثالية . أن تعترف بمحركات الكون اللا مادية لأنك ترى نتاجها " صورياً " و هذه تسميتي الخاصة لهذا النتاج ,
الذي هو الأخلاق مثلاً , القيَم التي تغنى بها شعراء المثالية . قيمة الإيمان , التفاؤل , الأمل , إبداع الكون . و من أولئك الشعراء كيتس و كوليردج و غيرهم لا تحضرني الاسماء كلها حقيقة :)
أنا ارى ردك عبارة عن تلخيص فكرة الإيمان بالماورائيات بصورة مختصرة جداً و على صعيد مختلف المدارس الفلسفية سواء النيتشية او السارتريه و الكانطية او الهيجلية إلا المثالية وحدها التي لم تتطرق لها مع العلم أنني ارغب مليّاً
في التباحث حولها وَ الإجابة على السؤال المطروح ..
هل تعتبر المثالية عيب أو تهمة ..؟



شكراً لك سيدي و مداخلتك ثرية

سميراميس
03-14-2010, 03:17 AM
أهلا بك أخي الغنيم و لأنك لم تجد أفضلية لأية نقطة قد تبني عليها الإنطباعات المثالية فهذا يعود للخلط بين المفاتيح الفلسفية في هذا السياق ..
تفضل هذه السيرة البسيطة عن بوازنكيت ...

شذرات ممكنة عن بوزانكيت ، في الحقيقة قليلة هي المصادر و الكتب التي تعطينا لمحات عنه //

* بوزانكيت فيسلوف مثالي يؤمن بأن كل الكون و القوى المحيطة تعود للعقلانية دون التجريبية الجيد هو أنَّ بوزانكيت لم يتأثر تأثيراً قوياً بنظرية باركلي اللامادية باعتبار اللامادية ركناً أساسياً يقوم عليه الاعتقاد المثالي بالثابت اللامادي . أي مُوجِد الوجود . لكن ليس لهذا السبب كان عدم تأثر بوزانكيت بباركلي جيداً . بل لأن باركلي نفسه قد تأثر بفلسفة ديكارت عن الوجود و قضيته الأساسية الأولى التي عبر عنها بأنا أفكر إذن أنا موجود . و هذا لا تدعمه الفلسفة المثالية التي تدعم الثابت و توهِن عملية التفكير و التحرك مع متغيرات الواقع المادي .


* قام بوزانكيت بترجمة كتاب هيجل " مدخل إلى فلسفة الفن الجميل " و لهذا انطبع في أذهان الفلاسفة و المفكرين بالمتأثر بهيجل أو المنطوِ تحت جناحه .
لكنه بعد كتابه " المنطق أو مورفولوجيا المعرفة " أثبتَ أنه هيولي مثالي كامل الاستقلالية .

* اتسم بوزانكيت بالموسوعية . جاء بعد عظماء الفلاسفة فدرَس مؤلفاتهم و استخرج ما تعارض بين بعضها البعض و حاول التقريب بينها ثم اتسم بالتعمق لأنه لم يكُن يبين أفكاره إلا بعد دراسة كل ما شابهها و تعارض معها من أفكار . كما كان ودوداً كثير العلاقات كما ذكر المؤلف الباحث في سيرته عكس باركلي الذي كان منغلقاً على نفسه و هي سمة كثيرون يعتقدون أن الحكمة و التربص الفلسفي لا يأتيان بالانخراط مع الناس بل بتأمل حركتهم عن بُعد كي لا تفسد الحركة عليهم صفاء صفة التأمل و تسقِط أهم شروطها : الهدوء و العزلة .

* يقول بوزانكيت :

" لقد أخبرني فيلسوف صديق ذات يوم بأنهُ لم يفهم تمام الفهم نظرياتي الاجتماعية و السياسية إلا حينما قام بزيارة منزلي القديم في مزرعة Norlhum Brain , و منزلي القديم في تلك المقاطعة كان مأوى لأسلافي و أجدادي , و كان يسوده تعاون في العمل و محبة في العلاقات و تعاطف متبادل . كما كان لا يُسمح فيه بظهور أية نزعات أنانية فردية تشذ عن الروح الجماعية و الكلية السائدة . و في مثل هذا البيت العائلي الكبير , كانت الرعاية و العناية تحوط الطفل الغرير , حتى إذا ما شب و أصبح كبيراً يافعاً اندمج في الإطار الكلي للعائلة . و مارسَ فيها دوراً متوافقاً و متناسقاً مع أدوار الآخرين . و هنا يتعلم الشاب اليافع فن الحياة مع الآخرين . و هنا يقرُّ بوزانكيت : بأن فن الحياة مع الآخرين هذا كان بمثابة اللبنة الأولى و نقطة البداية في نظريتي الاجتماعية و السياسية , كما كان له تأثيره الكبير على تفكيري في مجالات المنطق و الأخلاق و الجمال و الدين , كما يقرر من ناحية أخرى أنه يمكن استخلاص بعض المبادئ الأخرى من هذا النظام العائلي المترابط مثل ذوبان الإرادة الفردية في بوتقة الإرادة العامة , و مثل الحياة العضوية و الوظيفية المتكاملة , و مثل ذوبان التنافس في وحدةٍ أعلى "


شكراً لك

عبدالعزيز رشيد
03-14-2010, 02:46 PM
أهلاً بك أخي عبدالعزيز رشيد و يسرني حضورك .. عجبت من قولك بعدم تحديدي وجهة المقال مع أنه لا يحمل إلا فكرة واحدة وهي " المثالية " ، و الإستقراء لها لا يكون إلاَّ بهذه التوجهات فقط.
و طالما أشرت لاسبينوزا و فولتير و نيتشه و كانط و رؤاهم المختلفة عن وجوده الإله و إطلاقهم للإجتهادات العقلية في هذا الأمر ، فقد سبقهم بوزانكيت بأن نادى بأن الأمور الدينية لا تحتمل أية
مدركات عقلية بقدر ما تحتمل مدركات شعورية عندما قال :
" الدين أعلى من الفكر و من التعقل و من المنطق لأن مقره القلب و الوجدان "
تطرقت للفلاسفة و كيفية إيمانهم أوإ لحادهم بكينونة الرب و ماهيته ، بينما كانت إشارات المقال المحتوي للمثالية لا تنطوي إلا على تعظيم هذا الجانب مما جعله يناسب المتدينيين أكثر شيء ..
و وسط هذه الإختلافات و الإختزالات من قبل الفلاسفة فقد برعت المثالية بالحيادية وَ كنس التشجنات القومية الملتصقة بالتراكمات الفكرية ...
تلك المقدمة التي خرجت بها من كتاب " بوزانكيت قمة المثالية في إنجلترا " لم تكن سوى تعريف للفلسفة المثالية بغض العلم الذي يكفر بها لإيمانه بالقوى المادية مع العقلية و هذا ما تخالفه المثالية ،
. لستُ معجبةً بهذه النظرية حقيقة لأنها فلسفة المثالية هي فلسفة الثابت ، و هي فلسفة واقعية ليست وثيقة الصلة بالواقع ! فهناك من يرى أنَّ الواقعية هي الاعتقادات الثابتة , و بالطبع الثوابت هي إيمانياتٌ قوية .
كخالق الكون مثلاً , هنا نخلُص ليس إلى واقع صرف . بل إلى واقع غير مرئي , غير ملموس , غير " مادي " . و هذه هي فلسفة المثالية . أن تعترف بمحركات الكون اللا مادية لأنك ترى نتاجها " صورياً " و هذه تسميتي الخاصة لهذا النتاج ,
الذي هو الأخلاق مثلاً , القيَم التي تغنى بها شعراء المثالية . قيمة الإيمان , التفاؤل , الأمل , إبداع الكون . و من أولئك الشعراء كيتس و كوليردج و غيرهم لا تحضرني الاسماء كلها حقيقة :)
أنا ارى ردك عبارة عن تلخيص فكرة الإيمان بالماورائيات بصورة مختصرة جداً و على صعيد مختلف المدارس الفلسفية سواء النيتشية او السارتريه و الكانطية او الهيجلية إلا المثالية وحدها التي لم تتطرق لها مع العلم أنني ارغب مليّاً
في التباحث حولها وَ الإجابة على السؤال المطروح ..
هل تعتبر المثالية عيب أو تهمة ..؟




شكراً لك سيدي و مداخلتك ثرية



حيّاك شاميرام

_على فكرة أختي التساؤل كنت قد طلبت حذفه ويبدو أنّك قرأتيه قبل أن يُحذف لأنّي قد أكون أخطأت التعبير_

على كلّ حال الآن بدأ الوضوح أكثر وهذا مانحتاجه خاصة أن محال الفلسفة ككلّ لايحتمل الحقيقة المطلقة فلو كان كذلك لكان عبارة عن قانون ثابت كباقي العلوم أو لماغيّرت البشريّة من فلسفاتها دوما وتكرارا وكلّ فلسفة تنسخ ماقبلها وتدّعي أنّها الأفضل حتّى فهم الفلسفة أمرٌ معقّد أعتقد بأنّ فهم رؤوس الأقلام أو ماتنوي إليه يكفي هنالك من يقارن الفلاسفة المسلمين بالغرب ولاأجد ذلك صحيحا على الاطلاق الكثير من المبادئ الفلسفيّة في اوروبّا والنظريّات والتي تناولت الإله بأشكال مختلفة كانت متأثّر من الانجيل وبشكلٍ أصحّ بعدّة أناجيل لهذا كان هنالك تفاوت في الآراء وصعوبة تعيقهم في فهم الطبيعة الإلهيّة أكثر فهم عانوا قبل أن يفصلوا الإله عن عيسى ومريم ووصلوا لنقطة التوحيد بعد عناء وعادوا من جديد لإنكاره !

بخصوص المثاليّة وهيجل وغيره لاأستطيع أن ألخّص أو أقول بانّني أفهم كلّ ماترمي إليه لكنّ قد يكون من الظروريّ أن ندرك قوميّة هيجل والتي بها بنيت أساسات فلسفته فالكثير من الأفكار الفلسفيّة الالمانيّة وخاصة المثاليّة تأثّرت بفكرهم القوميّ حتّى أنّهم قالوا بانّ تلك الأفكار كانت البذرة الأولى للنازيّة ولهيجل قولٌ غريب وجميل عن المسيحيّة فعندما طلب منه أن يلخّصها في جملة قال:"أن تحبّ لجارك ماتحبّ لنفسك"! وهي قريبة جدّا من الحديث الشريف طبعا الاوروبيين عانوا كثيرا بسبب الأغلاط والخرافات الدينيّة ورجال الدين وهذا حرّف أفكارهم ومفاهيمهم لكن بفضل هؤلاء الفلاسفة صحّحوا الكثير الكثير من هذه المفاهيم من كان يتخيّل في ذلك العصر هيجل أنكر ألوهيّة عيسى! بفضل القرآن والاسلام نحن نقرّ بذلك لكن هؤلاء يهنؤا بالإسلام مثلنا وللحديث أكثر قد يتوجّب علينا الحديث عن الجانب الآخر من الفلاسفة الألمان (الملحدين) وهذا قد يأخذ بالموضوع بعيدا

كلّ ذلك حدث بعد المرحلة التي سمّيت بالتنويريّة والأحداث السياسيّة كانت لها تأثيراتها هنالك أمور مرهقة عندما يحاول أحدهم الفصل بين ماحدث وتأثيرها على الأفكار يبدو الأمر صعبا حينها

بخصوص الشعراء وكطبيعة أي موضوع عن الفلسفة متشعّب وإن تحدّثنا عن الشعر والأدب سنجد أن الكثير من الآراء الفلسفيّة كانت تُعلن من منابر أدبيّة أو بقالب أدبيّ كما فعل فولتير بروايته "كنديد"

ومرّة أخرى أعود لسؤالك وأقول وقد لاأكون دقيقا بأنّها ليست تهمة لكنّها قد تحتضن الفكر القوميّ كثيرا

نقاشك شيّق
ألف شكر لك

ماجد الذيبان
03-14-2010, 08:29 PM
شاميرام
مقال متكامل ورؤية واضحة رغم صعوبة الطرح / كل نقطة مفضلة
هذا رابط كتاب اظنة قد يفيد كثيرا

http://www.4shared.com/file/241106696/a35636f/_online.html

سميراميس
03-15-2010, 05:30 AM
أهلاً بك أخي عبد العزيز رشيد
طبت وصباحك و بعد :

فلسفة بوزانكيت في إنجلترا تختلف عن جمودية النازية الألمانية تلك التي وهج بريقها مع هيجل و كانط و شوبنهاور المتشائم أو هيدجر الغريب ، سارعوا لإحياء القومية و إحتضانها حتى قيّض الأدب لهم
مصلح الأدب الألماني خصوصا في مرحلة ما بعد الحرب و هو العظيم هاينرش بل .. فهو قد كنس النازية القومية و سارع لتطهير الأرض من براثن الحروب و هرطقات فلاسفتها أياً كانت
من الظلم أن يكون حديثي عابراً عن هيجل و جدليته الرائعة و شوبنهاور و سوادويته و هيدجير و غموضه و غرابته و لكنني الآن في خضم المثالية ليس إلا لذا سأسعى قدر الإمكان أن اربط وجهاتك التي أدليت
بوجهاتي .. تقول أن القومية الألمانية قوامها مثالي يعني عقلاني فقط بدون أية تجريبة و قوى مادية ، فما هي تلك التصدعات و الجدليات التي نادوا بها حينذاك إذن ...؟

* بوزانكيت يردف المثالية بأنها العقلية و لست اعلم هل لنا أن نربطها كما هي جدلية هيجل و عقلانيته أم لا ..؟ لكن هيجل لا يتجرد من القوى المادية كما تجرد منها بوزانكيت ..؟
أنا استنبطت أن المثالية تُهمة لأنها تنطق بالجمودـ لا اعني العقلي و لكن اعني التعامل مع الأشياء بعقلانية فقط دون تنظير علمي تطبيقي ـ و تكنس التجريب و هذا يجعلها رديفة للملل
و لكن لو قُننّت بالسياسة و وضعت قانوناً قد تكنس الملل ـ ربما ـ هو ذلك

أعجبني كثيراً تعريفك عن الفلسفة كمدخل في البداية بالفعل فالجميع قادر على قراءة الفلسفة كما يريد و لكن النظريات ثابتة مما قد يحسبها حسابات علمية مقننة كالنظام الديكارتي و غيره :)
لكل فيلسوف نظريته و بعده يطورها تلميذه و لنا في سقراط و تلميذه افلاطون أسوة حسنة ..

عزيزي كنت قد ذكرت أن المجتمع يردد أن الفلسفة زندقة و بالفعل هذا ما لمحته أنا أيضاً و كلهم على سواء في ترديد قول الغزالي من تمنطق فقد تزندق ، فسقوا ابن رشد و ابن باجه و غيرهم
لمجرد إعتكافهم على الفلسفة و علم الإنسان و الماورائيات ..؟ طالما تمنيت كثيراً أن أتخصص بهذا القسم إلا أنه لم يتوفر للرجال قبل النساء في وطننا كل هذا بسبب ذلك الإنطباع
هلا افصحت عن هذا القلق التراكمي من الفلسفة ..؟ و سأكون لك من الشاكرين

في عليين (f)


.


.

شكراً لك ماجد شكراً
طبعا كتب الفلسفة كانت تمنع أن تقتنى في السعودية و لكن مع عصر الملك عبد الله يبدو أن السقف ارتفع بعض الشيء
و كهذه الكتب يأمّا نصبر لين نسافر عشان ننتقيها أو نطلبها طلبية و لو ما قدرنا نضطر نحملها من النت ^_^
شكراً للمرة الثالثة لك

عبدالعزيز رشيد
03-16-2010, 02:48 PM
حيّاك أختي ..

سأقول لك وقد أشطح عن ردّك قليلا لدراسة فلسفة شخصٍ ما علينا أن نعرف الشخص نفسه أكثر لاألوم الألمان ان أخذت فلسفتهم طابعا قوميّا المانيا قبل نابليون كانت مؤلّفة من 60 مقاطعة تقريبا اقليم الهانوفر كان تحت حكم ملك انجلترا! بعد نابليون أصبحت 31 لذلك لن يسنوا فضله لقد راوا بأمّ عينهم الثورة الفرنسيّة ومافعله فلاسفتهم:ديكارت,فولتير,روسو,مونتسيكو إلخ وقالوا في انفسهم:"لم لانفعلها نحن كذلك" انتظروا 60 عاما حتّى أتى بيسمارك لذلك أتفهّم كثيرا موقفهم

مايميّز هيجل أن من بعده ساروا الفلاسفة من تحت عباءته وان كانوا معارضين أصبح هنالك يمينيون قدماء ويساريون شباب قد نقول كارل ماركس ونيتشه منهم والفلسفة عندما تنتقل فهي تتبدّل من شكل لآخر ولو بشكلٍ طفيف فمثلا الماركسيّة تختلف عن اللينينّة وكذلك الستالينيّة تختلف!

ابن رشد هو الأعظم عربيّا بنظر الأوروبيين على فكرة ولنسأل جامعة ميسينا بايطاليا

مصيبة الفلسفة أنّهم رأوها ملحدة وهم لم يعرفوا أن غوته أسلم من خلالها! والاوروبيين كما قلت كانت كتبهم السماويّة متناقضة ومع ذلك وجدنا من يقول بأنّ "الإله" فوق ادراك الانسان من ناحية الماهيّة والكيفيّة لكن من الناحية الوجوديّة موجود وبشكل قاطع كما قال باسكال وكما أيّده لابلاس هل رأينا ماذا فعلت الفلسفة؟؟

علماء المسلمين خاصة علماء الدين كانوا فلاسفة هنالك كتاب عبدالعزيز الكناني ومناظرته للذين آمنوا بمسألة خلق القرآن لم يكن إلا فيلسوفا الفلسفة هي حبّ المعرفة والتفكير كيف يكون الانسان مفكّرا وكيف له أن يعلم وكيف له أن لايعلم وماذا يجب عليه أن يعلم ولايعلم أعتقد بأنّ الفلسفة حرّة بطبيعة ولاتصلح لمجتمعات تفضّل البعيّة وهذا مايفسّر قلّتها هنا! أتذكّر كلام معلّم قضى 40 عاما بالتدريس يقول:" لابدّ من دراسة الفلسفة"

بوزانكيت للأسف لم أعرفه وأرغب بمعرفته حقّا لكن على مايبدو أنّه مثل ليونارد يولر أعظم رياضيّ في عصر لم يكن بالإمكان تطبيق قوانين نيوتن لولاه ومع ذلك صعد ذكر نيوتن بدونه وبقي بالظلّ

أشكرك على موضوعك

خالد الحبشان
03-16-2010, 03:43 PM
و شوبنهاور و سوادويته
للتوضيح لا أكثر

لم يكن سوداويا بل كان صادقا مع نفسه قبل كل شيء و ماحدث مع أمه كان سببا بأن يكره النساء ويمقتهن .
هذا الرجل لايطلق عليه سوداويا هذا الرجل كان صادقا جدا جدا
لقد قال أقوال علقت في الأرض لاتنتهي
لأنني أحترم أقواله أحببت تدوين هذه المداخلة
ومتابع بصمت لوقائع هذه الصفحة

بثينة محمد
03-16-2010, 05:36 PM
أهلاً بك بثينة .. أعجبني ربطك للمعرفة بأنها منظومة شاملة لو أكتملت دعت للفلسفة بخطى واضحة و متوازنة ، لو أنَّ لي وجهة مغايرة حيث أنني مؤمنة تماماً أنَّ الفلسفة تعني حُب الحكمة
تبعاً لفيلاسوفيا اليوناني القديم الذي تميّز بها ، لذا فإنَّ حب الحكمة و البحث دوماً خلف الأسباب الخفية و إشغال العقل بالفكر و بث الميتافيزيقيا من أهم المحفزات للتفكير الجالب للفلسفة و الإعتكاف بين نظريات الفلاسفة :)
من يعتقد أن المعرفة وسيلة هاملة للولوج للفلسفة فهو يتعامل مع الفلسفة و النظريات من باب ما تتيحه المعرفة و ظروفها ليس إلا ، بينما من يؤمن بأن الفلسفة جالبة للمعرفة لن يتوانى عن تغذية تلك المعارف بجل النظم و النظريات
التي قد يرتشفها من الكتب ..



يشرفني ذلك عزيزتي :)

يقول بوزانكيت و رواد المذهب المثالي في الفلسفة أنَّ الدين في مرحلة تفوق هذه النظريات التي يتناولونها و يشترطون بها العقل فقط ، و يقول بوزانكيت ايضاً أن الدين لا ينطوي تحت هذه النظرية العقلية الإدراكية ، و هنا ذكرت أنا أن هذه حسنة قد تقطف من هذا المذهب المثالي خصوصا لأنها تناسب المتدينون كثيراً و بما أن مجتمعنا متديّن فهو لن يتوانى عن الإيمان بها ، هذا حالة أنهم أباحوا الفلسفة و لم يتبعوا قول الغزالي " من تمنطق فقد تزندق " : )
و قول بوزانكيت هذا مطابق لعدة آيات في القرآن معنوياً حيث أن الدين ينادي بالشعور و القلب قبل العقل فمثلاً الإيمان بالرب يتطلب شعور في القلب و الأنس به روحانياً ثم عقلانياً و إدراكياً ، و هذا ما جعل بوازنكيت ينادي بأنه يناسب " رجال الدين " أو المتدينون بشكل عام



عمدت لأن افعّل المنهج التاريخي و إستضافة رواد هيبوليت تين و سانت بوف الآخر لإستقراء شخصية بوازنكيت و بالفعل فقد وجدت أنه يهتم للاهوت و الديانات بشكل أساسي
لذا لم يعقد إرتباط شرطي بين نظريته هذه و كينونة الدين الروحاني و هذا ما جعله ينادي بالإستدراك ذاته








بوزانكيت و رفقاؤه يا عزيزتي لا يرون أهمية للتجريبية أيا كانت بل و يشككون في فداحة نتائجها إكتفاءاً منها بالعقلانية و القوى الإدراكية وحدها ، فهم يرون الكون كله عبارة عن قوى إدراكية يلوكها العقل و تغنيها الذاكرة للوعي و التفكير فقط
بتمام التجرد عن التجريب و القوى المادية المحيطة و أنا أخالف هذه الفلسفة المثالية بهذا التوجه كما أنها رديفة للملل لأنها تفرض جانب العقل وحده وحده فقط :)

* العقل الإدراكي في كل الجوانب الحياتية المحيطة إلا في الأمور الدينية لا الدنيوية ـ أرجو الإنتباه لهذه النقطة و هي ذاتها التي جعلت المتدينون ـ لنقول في غير مجتمعنا ـ يؤمنون بها ، لأن مجتمعنا لا يزال يفسّق الفلاسفة و يردد أنها
زنادقة مارقون على الفكر و الطبيعة :)

شكراً لكِ و آمل أنني كنست الغموض و اللبس الذي نُفث في قراءاتك



شمورامو
[/quote]

فهمت القليل لكني متأكدة من أن السبب يعود لقلة قرائتي في الفلسفة . كما وعدتك لي موعد غير مسمى معك للنقاش في هذا الصلب :)

جميلة . :)

سميراميس
03-16-2010, 06:45 PM
حيّاك أختي ..

سأقول لك وقد أشطح عن ردّك قليلا لدراسة فلسفة شخصٍ ما علينا أن نعرف الشخص نفسه أكثر لاألوم الألمان ان أخذت فلسفتهم طابعا قوميّا المانيا قبل نابليون كانت مؤلّفة من 60 مقاطعة تقريبا اقليم الهانوفر كان تحت حكم ملك انجلترا! بعد نابليون أصبحت 31 لذلك لن يسنوا فضله لقد راوا بأمّ عينهم الثورة الفرنسيّة ومافعله فلاسفتهم:ديكارت,فولتير,روسو,مونتسيكو إلخ وقالوا في انفسهم:"لم لانفعلها نحن كذلك" انتظروا 60 عاما حتّى أتى بيسمارك لذلك أتفهّم كثيرا موقفهم


وفقك رب موسى و هارون يا أخي نعم بالضبط هذا الذي جعلني أتطرق للمنهج التاريخي و رواده سانت بوف وهيبوليت تين و طه حسين عربياً . ينص هذا المنهج على أن الفيلسوف يكون كقطعة النبات العضوية يموت و يحيا و لابد من دراسة تاريخه و ايامه
و حضاراته السائدة و البائدة لمعرفة هويته .. هذه تلويحة جيّدة لما ضمنته بمقالي ..
جميل جداً يعني نقول هنا أن الثورة الفرنسية كانت محفزة للألمانية لأن تثور و يتسابق فلاسفتها بالقومية المثالية أو الجدلية كما عند هيجل و رفقاؤه ..؟


حيّاك أختي ..
مايميّز هيجل أن من بعده ساروا الفلاسفة من تحت عباءته وان كانوا معارضين أصبح هنالك يمينيون قدماء ويساريون شباب قد نقول كارل ماركس ونيتشه منهم والفلسفة عندما تنتقل فهي تتبدّل من شكل لآخر ولو بشكلٍ طفيف فمثلا الماركسيّة تختلف عن اللينينّة وكذلك الستالينيّة تختلف!



هيجل رغم غموضه إلا أنه خلق أكبر عباءة فلسفية يتسربل بها العديد ممن تبعه ، و بالطبع كل شخص يترك نقوشاً على تلك العباءة حتى يخرج بنظريات و مفاهيم تخلّد اسمه في تراجم الفلسفة و طبقات الفكر و لنا في التتابع الفلسفي الألماني حينذاك مثال
سواء في العلم و الفلسفة أو الطب و الفيزياء ..


حيّاك أختي ..
ابن رشد هو الأعظم عربيّا بنظر الأوروبيين على فكرة ولنسأل جامعة ميسينا بايطاليا


يا اااه يا قاضي اشبيليه ابن رشد عرفه العجم قبل العرب ، ففي الوقت الذي استفاد الغرب من تراجمه لأرسطو ، فسّقه العرب المسلمين و أحرقوا كتبه : ( و أجلوه من الأندلس
هذا العربي لن ينجب الرحم العربي كمثله مطلقاً و إن راهن البعض على بعض مؤلفات مالك بن نبي إلا أنه لا يشابهه أبداً فابن رشد نجم أفول لن يسطع مجدداً ..
خصوصاً في ظل تزايد تفسيق الفكر و إثابة الحفظ و التسابق للمنقول فقط

حيّاك أختي ..




حيّاك أختي ..
مصيبة الفلسفة أنّهم رأوها ملحدة وهم لم يعرفوا أن غوته أسلم من خلالها! والاوروبيين كما قلت كانت كتبهم السماويّة متناقضة ومع ذلك وجدنا من يقول بأنّ "الإله" فوق ادراك الانسان من ناحية الماهيّة والكيفيّة لكن من الناحية الوجوديّة موجود وبشكل قاطع كما قال باسكال وكما أيّده لابلاس هل رأينا ماذا فعلت الفلسفة؟؟
علماء المسلمين خاصة علماء الدين كانوا فلاسفة هنالك كتاب عبدالعزيز الكناني ومناظرته للذين آمنوا بمسألة خلق القرآن لم يكن إلا فيلسوفا الفلسفة هي حبّ المعرفة والتفكير كيف يكون الانسان مفكّرا وكيف له أن يعلم وكيف له أن لايعلم وماذا يجب عليه أن يعلم ولايعلم أعتقد بأنّ الفلسفة حرّة بطبيعة ولاتصلح لمجتمعات تفضّل البعيّة وهذا مايفسّر قلّتها هنا! أتذكّر كلام معلّم قضى 40 عاما بالتدريس يقول:" لابدّ من دراسة الفلسفة"



ربما يكون هذا ما يريعهم أن من يتفلسف يدخل في الإلحاد و لنا في الواقع أمثلة قريبة و كثيرة هناك باحثون إسلاميون غاصوا في الفلسفة و الحدوا ..
أرى أنا من رؤيتي البسيطة أن الخوف من الفلسفة يأتي في المقام الأول لسد رياح العقل و الفكر و السير على أثرها ، فقد بات بيننا اليوم الكثيرون ممن يجرمون العقل
و يطالبون بإتباع النقل لا غير و حتى لو ناقشتهم بأمر من منطلق عقلاني يقولون دليلنا كذا و كذا من المنقولات الجامدة فقط ..
و لا يخاف من العقل إلا من يعظم النقل فقط ،


شكراً لك ، شكراً لحضورك المثري

سميراميس
03-16-2010, 06:48 PM
للتوضيح لا أكثر

لم يكن سوداويا بل كان صادقا مع نفسه قبل كل شيء و ماحدث مع أمه كان سببا بأن يكره النساء ويمقتهن .
هذا الرجل لايطلق عليه سوداويا هذا الرجل كان صادقا جدا جدا
لقد قال أقوال علقت في الأرض لاتنتهي
لأنني أحترم أقواله أحببت تدوين هذه المداخلة
ومتابع بصمت لوقائع هذه الصفحة

شوبنهور فيلسوف ألماني عظيم و له أراء و نظرياته رائعة جداً
لكن هذا لا يمنع من إكتشاف الهالة الرمادية التي نادى بها ، فالشريعة التي تبيح الإنتحار كحل مشروع
أقل ما توصف بأنها سوداوية على الأقل بالنسبة لي :)
شكراً لك على المشاركة

سميراميس
03-16-2010, 06:48 PM
فهمت القليل لكني متأكدة من أن السبب يعود لقلة قرائتي في الفلسفة . كما وعدتك لي موعد غير مسمى معك للنقاش في هذا الصلب :)

جميلة . :)


أهلاً بك دوماً :)

خالد الحبشان
03-16-2010, 07:37 PM
شوبنهور فيلسوف ألماني عظيم و له أراء و نظرياته رائعة جداً
لكن هذا لا يمنع من إكتشاف الهالة الرمادية التي نادى بها ، فالشريعة التي تبيح الإنتحار كحل مشروع
أقل ما توصف بأنها سوداوية على الأقل بالنسبة لي :)
شكراً لك على المشاركة

هل بالإمكان إقتباس أي مقولة لشوبنهور دعا فيها إلى الإنتحار أو كان فيها نظرة سوداوية ربما لم أقرأ ماقرأتِ
وشكرا لكِ

سميراميس
03-16-2010, 10:34 PM
حسناً يا اخي خالد لك ما أردت ، و لو قرأت سيرته لخرجت بحصيلة أكبر من مجرد الإقتباسات له :)


" - نحن مدينون لطبيعة الموت ونحن نفكر بجزع في هذا الدين: اليس الموت هوالحجة بأن وجودنا خطيئة، وجريمة، وخطأ؟ "
هنا يزخرف الموت و يزينه بعيون المتشائمين و يجعل من الكينونة البشرية خطيئة او جريمة و خطأ مرة آخرى ..


"- نحن نعزي أنفسنا بالموت لمواجهة مصائب الحياة وبمصائب الحياة لمواجهة الموت، يا له من وضع رائع! "

دعوة صريحة للموت في الشق الأول خصوصاً


10- الانتحار هو أيضا تجربة، وسؤال نطرحه على الطبيعة، ونلح عليها في الاجابة عنه. ونحن نتساءل ما هو التحول الذي يحدثه الموت للوجود ولمعرفة الانسان؟ غير أن هذه التجربة ليست ملائمة فالانتحار يلغي بطبيعة الحال هوية الوعي التي كان عليها أن تسمع الجواب.

متدارك كثيراً هو هنا و لكنه لابد و أن يغازل لفظ الموت و الإنتحار

-" نحن مدعوون إلى الحياة بالرغبة الوهمية للذة الحسية ومشدودون إليها بالخوف الوهمي بالتأكيد هو أيضا من الموت. "

يعشق الموت كثيراً


31- نحن ننجو من هذه المأساة لنجد أنفسنا امام أخرى، ونهرب من المساوئ الوطنية لشعب ما لنتعرف على المساوئ المختلفة لشعب آخر، فاذا بها أسوأ من سابقتها، فهل تنقذنا السماء من وادي الدموع هذا؟

مسرف كثيرا بالتشاؤم


هذه الإقتباسات لشوبنهور جئت بها من
** منشور بصحيفة "العرب" اللندنية 20 نوفمبر 2009
* ترجمة حسونة المصباحي

حمد الرحيمي
03-17-2010, 11:47 PM
شاميرام ...




أهلاً بك ...



[ بوزانكيت ] مع أني درست مقرراتٍ ثلاثة في الفلسفة و واحدٌ في المنطق إلا أن هذا الاسم لم يصدف أن قرأت عنه شيئاً ... هو بلا شك جهلٌ مني ...

حتى أني تعجبت من تقديمكِ له كرائدٍ من رواد [ المثالية ] مقارنة ببيركلي و كنط و هيجل ...



أعود للسؤال الأهم في حلقة الفلسفة هذه : كيف نصل إلى المعرفة من خلال الفلسفة ؟



أجزم أن الجميع يدرك أن هذه النقطة تتمحور حول مجالٍ من مجالات الفلسفة و هو [ نظرية المعرفة ] .

و أدرك يقينا أن أي قارئٍ لهذا البعد الفلسفي سيصل منطقياً لموضوعاته الثلاث - بعيداً عن مصطلح [ الإبيستمولوجيا ] و التمايز بينهما - :

مصادر المعرفة :
كيف يعرف الإنسان ما حوله من موضوعات / أشياء ؟؟

طبيعة المعرفة :
ما هو النسيج الذي تتألف منه المعرفة ؟ هل هي ذات طبيعة ذهنية [ مثالية ] أم أنها ذات طبيعة واقعية ؟

إمكان المعرفة :
هل باستطاعة الإنسان أن يدرك جميع الأشياء ؟ هل يستطيع أن يدرك كل الحقائق ؟ هل قدرته على المعرفة محدودة بحدود معينة أم مُطلقة ؟



و بناءً على ما سبق و على فهم الفعل الفلسفي نستطيع القول أن الفلسفة لا تقف عند حدود المعتقدات العامة الراسخة بل أنها تملأ فاعلها حباً / بحثاً / تنقيباً / فحصاً / تعليلاً / تساؤلاً ... و بناءً عليه سيصل - أو سيضل - منطقياً للمعرفة ...



شاميرام ..

ممتنٌ أنا كثيراً لتعريفي بـ [ بوزانكيت ] ...



شكراً لك ..

سميراميس
03-18-2010, 04:04 PM
اهلاً بك أخي الرحيمي

مما يغفل عنه الجميع هنا ممن يرتشفون الفلسفة أنني ألقي الضوء عن المثالية البريطانية و هذه الرؤية البسيطة بعد قراءتي لكتاب فلسفة بوازنكيت المثالية في انجلترا و جاء أحد
الأخوة مشكوراً بوضع " اللينك " هنا ... المثالية الألمانية هيجل و كانط تطرقنا لها و أشرنا للفرق بينها و بين مثالية انجلترا و حتى الآن انجلترا تتمتع بتلك المثالية حتى قيل أن
الشعب البريطاني قادر على الإنضباط بتلقائية دون سلطات ، و الأمور قادرة على المضي بلا حكومة منظمة لأنهم شعب و أمة تجرعوا المثالية باكراً :) ..
بوزانكيت مظلوم كثيراً بالرغم من طغيان موجة المثالية البريطانية إلا أنه لا يلتقط كرائد للمثالية إلا بعد أن يلفتك متخصص أو باحث في الفلسفة و أنا والدي نبهني لهذا الرائد حقيقة
إذ أنن كنت أجهله قبل أن أتعررف على هذا الكتاب ..
شكراً لك عزيزي على الإسهاب و أشدد أنا على ضرورة أن يبقى العقل في حالة شك دائم لكي يستفزه هذا الشك و يدفعه للإطلاع و القراءة أكثر و كما يقال :
Fools & fanatics are so certain of themselves but wiser people so full of doubt

عبدالناصر الأسلمي
03-18-2010, 04:11 PM
اهلا بك شاميرام
وبالنسبة للموضوع وكيفية الوصول للمعرفة
والجدل المعرفي الذي علق بها من مدد طويلة جدا من الزمان
فإني لدي تساؤل دائما ما يؤرقني وقد عانيت منه الكثير
وهو كيف نصل للمعارف الروحانية الخاصة بالخلق
والنشوء والتطور والارتقاء والارض والسماء والحياة والموت والدنيا والاخرة
منذ البدء وحتى يومنا هذا ما لم نعتمد النص المقدس
فهي ليست عمليات حسابية مادية نظرية وعلمية
بل هي اخبار لا يمكن الوصول اليها دونما نص مقدس
كالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

خالد الحبشان
03-19-2010, 01:48 AM
يعطيك العافية على النقل ...
فرق شاسع بين أن نقرأ الجمل وهي كاملة في سيّاق معين تحمل فكرة معينة وبين أن نجزأ الجمل لتكون الأفكار للكاتب غير متوافقه أو مشتته وتضيع أهدافه التي يريدها أن تصل للقارئ وهي كاملة دون قص ونقص...
أقرأي كتب ذلك الفيلسوف وسوف تدركين ذلك الفرق بنفسك لانقرأ جمل ونضع تصور الآخرين وأعرف أن بالمتصفحات من وصف ذلك الفيلسوف بالسوداوي ولكن هم مخطأين لأنهم عرب لايقرأون كثيرا وطويلا ولايفكرون بشكلٍ طويل .
شوبنهور ضد مبدأ الإنتحار وهذا الأمر بالنسبة لي لاجدال فيه لأنني قرأت أغلب كتبه .
وأنا قارئ بسيط ولست مثلكِ قارئ فذّ لأفسر كلماته ولو أجتهدت وفسرتها لوصلت لأجزاء غير التي ذكرتيها
على سبيل المثال هنا قال:

"- نحن نعزي أنفسنا بالموت لمواجهة مصائب الحياة وبمصائب الحياة لمواجهة الموت، يا له من وضع رائع! "

وأنتِ قلتِ

دعوة صريحة للموت في الشق الأول خصوصاً


للأسف تفسيركِ خاطئ جدا أيتها السيدة
فهي ليست دعوة للموت أبدا بل هو تخفيف عن النفس جراء الأذية التي تلحق بها في الحياة ومفاده يقول لاتجزع فالموت حين يأتي ينتهي معه كل شيء رغم مخالفته للدين فالموت هو رحلة لانهاية لها .

وهنا :
- نحن مدينون لطبيعة الموت ونحن نفكر بجزع في هذا الدين: اليس الموت هوالحجة بأن وجودنا خطيئة، وجريمة، وخطأ؟ "



هنا يزخرف الموت و يزينه بعيون المتشائمين و يجعل من الكينونة البشرية خطيئة او جريمة و خطأ مرة آخرى ..





هو يريد أن يصل إلى غاية معينة إلى حكمة الموت ولو أنه كان مسلم لأدركها وعرف ماهي الحكمة ـ وجدتكِ هنا فسرتِ أقوال كبيرة بأخطاء كبيرة
وإن كان هنا بهذا الكيان ممن يدرك أصول الفسلفة سيفيدكِ أكثر مني..

هناك من يغرق بفن الفلسفة وهناك من يبتلعها
طاب يومك ياسيّدة

سميراميس
03-19-2010, 11:15 AM
اهلاً بك أخي عبد الناصر
جمعة مباركة عليك و الجميع ...

بالنسبة لسؤالك أجده خارج الإطار الذي ألقينا عليه الضوء ، و لكنه سؤال لذيذ و يراقص إستفهاماتنا جميعاً :)
الفلسفة كل يقرأها كما تستنبط مدركاته فربما أقرأ أنا الماورائيات و الميتافيزيقيا بنظرة و يراها آخرى نظرة أخرى لأنه استنبطها من فيلسوف آخر مثلاً قد أخذ من نيتشه نظريته في الرقي بالإنسان
و الصعود به للتحرر من الميتافيزيقيا التي بشّر بها رجال الدين بكل شيء حولنا و قد لا أوافقه في نظريته الملحدة أو وصفه لله أو أو ..
نظريات الخلق و العالم الماورائي باعثة لأن تخلق أفكار جديدة سواءا كان الهيكل من أساس فلسفي ليصبح هرمينوطقا أو يكون الهيكل عبارة عن أفكار لاهوتية أي علم التأويل
و نحن كمسلمين لدينا بالكتاب المقدس آيات واضحة و صريحة في بيان الخلق من ثلاث ظلمات و حتى الجحيم و الجنة قد ساقتها الآيات لتجعلها واضحة أمامنا .. كما أن المعري في
رسالة الغفران وَ الوهراني في كوميديا المحشر قد أطلقوا العنان لتلك الخيالات البعيدة و هي التي تبحث في الآخرة و الجنة و البعث و و ..
النشأة و الخلق للفلاسفة باع طويل في الإسهاب بها منهم داروين و نظريته الشهيرة و سارتر و أراءه في كينونة الأنسانية و بودليير و غيرهم الكثير أيضاً
و آمل أن يفيدنا هنا من لديه باع أو فكرة واضحة لنلتقطها جميعاً ..

شكراً لك

سميراميس
03-19-2010, 11:43 AM
[right]يعطيك العافية على النقل ...
فرق شاسع بين أن نقرأ الجمل وهي كاملة في سيّاق معين تحمل فكرة معينة وبين أن نجزأ الجمل لتكون الأفكار للكاتب غير متوافقه أو مشتته وتضيع أهدافه التي يريدها أن تصل للقارئ وهي كاملة دون قص ونقص...


نعم لم اقرأ لشوبنهاور على نحو متفرد بل قرأته مع وول ديورانت و قطفت لمحاته من ثمة شذرات شخصتها الفلسفة الألمانية ليس إلا و طريقة الإجتزاء تلك التي يمارسها الحمقى أكرهها كثيرة
و سوءة كبيرة لو أنني وقعت بها :) و لكنني لم أسنّها إلا لمجرد تفعيل طلبك ليس إلا

[

أقرأي كتب ذلك الفيلسوف وسوف تدركين ذلك الفرق بنفسك لانقرأ جمل ونضع تصور الآخرين وأعرف أن بالمتصفحات من وصف ذلك الفيلسوف بالسوداوي ولكن هم مخطأين لأنهم عرب لايقرأون كثيرا وطويلا ولايفكرون بشكلٍ طويل .
شوبنهور ضد مبدأ الإنتحار وهذا الأمر بالنسبة لي لاجدال فيه لأنني قرأت أغلب كتبه .
وأنا قارئ بسيط ولست مثلكِ قارئ فذّ لأفسر كلماته ولو أجتهدت وفسرتها لوصلت لأجزاء غير التي ذكرتيها



على الرغم من أنني لم أخطط مسبقاً لقراءة مؤلفات شوبنهاور الفلسفية و لا تلك التي فصلّت نظرياته ، و سعيدة جداً بتلقي هذه الدعوة من قارئ قد ارتشف فناجين فكر شوبنهور و يسعى جاهداً
لكنس الفكرة المختزلة سلفاً في عقولنا .. هلا تفضلت و ذكرت لي أية مؤلفات قد أنتقيها لتصحيح مدركاتي عن شوبنهاور في اللغتين العربية أو الأنجليزية فقط لأنني لا أجيد سواهما ..
ثم أنني لست قارئة فذّة طالما لم أتخصص في الفلسفة و لا بالأديان القديمة أو الأديان المقارنة ، امنيتي التي طيرتها رياح الأقدار قدداً لتحصرني في الأدب الأنجليزي



[right]للأسف تفسيركِ خاطئ جدا أيتها السيدة
فهي ليست دعوة للموت أبدا بل هو تخفيف عن النفس جراء الأذية التي تلحق بها في الحياة ومفاده يقول لاتجزع فالموت حين يأتي ينتهي معه كل شيء رغم مخالفته للدين فالموت هو رحلة لانهاية لها .



ربما لِمَ لا فالفلسفة كلا يقرأها تبعاً لإختزالاته ففي الوقت الذي أكون أنا به سارتريه ديكارتيه من المؤكد أنني سأحتفظ بثمة تحفظات على الفكر الشوبنهوري ، و الأمر النقيض لو أنني هيجلية نيتشية و هكذا
أعجبني تأويلك و هو ينم عن قارئ عاشق للخطى الشوبنهاورية و تشجعت حقيقة لأن أقرأه من جديد رغم إمتعاضي اللا نهائي من تكراره للموت و الجزع .. الموت رحلة لا نهاية لها .. وجدته هنا متشائم مما يحدث بعد الموت
أعلم أن ثقافتنا الإسلامية تسن هذا أيضاً و كثيراً هم من يذعروننا و يبثون الرعب في قلوبنا لتخيل حياة البرزخ و ما بعد الموت ... و لكن إنطباعاتي و قراءاتي أكثر مطاطية و ربما أقل إستشعاراً بهذا التخويف
لأن الله عظيم رحيم غفور كريم ..


هو يريد أن يصل إلى غاية معينة إلى حكمة الموت ولو أنه كان مسلم لأدركها وعرف ماهي الحكمة ـ وجدتكِ هنا فسرتِ أقوال كبيرة بأخطاء كبيرة
وإن كان هنا بهذا الكيان ممن يدرك أصول الفسلفة سيفيدكِ أكثر مني..


عجباً كيف لفيلسوف بحجم شوبنهور أن يضل الحكمة هنا و يُقطف الخواء في غاياته :) ، و ربما كما قلت هذا يعود للجانب الفارغ من الكأس
آمل أنا أيضاً ممن لديه ثقافة فلسفية شوبنهورية أن ينورنا مشكوراً


هناك من يغرق بفن الفلسفة وهناك من يبتلعها



مساكين الـ يغرق بها يضيع وجهه الحقيقي فينسلخ و ينادي بهوية ليست له حتى لا يصغي لقوله إلا مطبّل و مهرّج ، و من يبتلعها بلعاً ثق تماماً أنه كان على النقيض لها قبل و لا داعي لذكر أمثلة و أسماء :)
و لكن الجدير بالذكر هو من قرأها و حاول أن يفككها ليجعل من سوءاتها مرجعاً لتوثيق إيمانه بعد أن يقطف سوءة إلحاد الفلاسفة كنيتشه أو أميل زولا و غيرهم ...
الفلسفة ليست زندقة و لا كفرا ولا إلحاداً بل فن وَ علما ذو منطق لو تشربناها منذ الصغر كما نتشرب كيف يتجمد البيض بالحرارة و ماهي صادرات السودان أو بأي درجة عرض و خط طول تقع الرياض
لما خرج بيننا هذا الكسل الثقافي المنافق :)


شكراً جزيلاً

عبدالناصر الأسلمي
03-19-2010, 12:46 PM
اهلاً بك أخي عبد الناصر
جمعة مباركة عليك و الجميع ...

بالنسبة لسؤالك أجده خارج الإطار الذي ألقينا عليه الضوء ، و لكنه سؤال لذيذ و يراقص إستفهاماتنا جميعاً :)
الفلسفة كل يقرأها كما تستنبط مدركاته فربما أقرأ أنا الماورائيات و الميتافيزيقيا بنظرة و يراها آخرى نظرة أخرى لأنه استنبطها من فيلسوف آخر مثلاً قد أخذ من نيتشه نظريته في الرقي بالإنسان
و الصعود به للتحرر من الميتافيزيقيا التي بشّر بها رجال الدين بكل شيء حولنا و قد لا أوافقه في نظريته الملحدة أو وصفه لله أو أو ..
نظريات الخلق و العالم الماورائي باعثة لأن تخلق أفكار جديدة سواءا كان الهيكل من أساس فلسفي ليصبح هرمينوطقا أو يكون الهيكل عبارة عن أفكار لاهوتية أي علم التأويل
و نحن كمسلمين لدينا بالكتاب المقدس آيات واضحة و صريحة في بيان الخلق من ثلاث ظلمات و حتى الجحيم و الجنة قد ساقتها الآيات لتجعلها واضحة أمامنا .. كما أن المعري في
رسالة الغفران وَ الوهراني في كوميديا المحشر قد أطلقوا العنان لتلك الخيالات البعيدة و هي التي تبحث في الآخرة و الجنة و البعث و و ..
النشأة و الخلق للفلاسفة باع طويل في الإسهاب بها منهم داروين و نظريته الشهيرة و سارتر و أراءه في كينونة الأنسانية و بودليير و غيرهم الكثير أيضاً
و آمل أن يفيدنا هنا من لديه باع أو فكرة واضحة لنلتقطها جميعاً ..

شكراً لك
اشكرك كثيرا اختي شاميرام والله يبارك فيك وفي جميع ايامك
لكن ولمزيد من التساؤلات المتوالية
هل يمكن لأمة من العقول ان تجتمع على عقل واحد
يكون هو سيدها والقائل قولا فصلا في جميع الامور
ام هناك رفض وحيدة ومذهبية اضافة الى اعتزال وخروج
وتمزع الى73 فرقة واكثر او اقل
وتجهم واستشعار من عدمه بالافكار التي يطلقها العقل السيد
انا مازلت اتساءل اين نجد عقلا " سيد ، شيخ ، امير ، او حتى خليفة للعاقلين "

سميراميس
03-19-2010, 07:47 PM
اشكرك كثيرا اختي شاميرام والله يبارك فيك وفي جميع ايامك
لكن ولمزيد من التساؤلات المتوالية
هل يمكن لأمة من العقول ان تجتمع على عقل واحد
يكون هو سيدها والقائل قولا فصلا في جميع الامور

هل تشير هنا إلى ضرورة تبني دساتيراً تصاغ لتلتئم حول لوائها كافة العقول :) ؟؟ هنا أجدنا رجعنا لهيكل المقال و هو الحديث عن المثالية
و سبق و ان ذكرت أن المثالية بالسياسة وحدها لو قُننّت قوانينها جيداً قد لا تكون رديفة للملل ، أمّا ما عاداها فهو قمة الملل و السأم
إستحالة أن يجتمع الناس كلهم على مرجعية واحدة و لو شاء الله لفعل ذلك و لم يخلق هذه الإختلافات بين البشر
فذا مسلم و ذاك مسيحي و ذاك سيخي و الآخر هندوسي أو يهودي أو أو ...


ام هناك رفض وحيدة ومذهبية اضافة الى اعتزال وخروج
وتمزع الى73 فرقة واكثر او اقل
وتجهم واستشعار من عدمه بالافكار التي يطلقها العقل السيد
انا مازلت اتساءل اين نجد عقلا " سيد ، شيخ ، امير ، او حتى خليفة للعاقلين


من الطبيعي جداً أن تكون هناك إعتراضات و حركات مقاومة و ضغط " لوبي " على فرقة على آخرى ، أو مجموعة فئات على أوليغاركية في المجتمع
إنقسام الناس لثلاثة و سبعين فرقة كلها بالنار إلا واحدة و هي الفرقة الناجية :) يا أخي أعتقد والله أعلم أن هذه الأمور تندرج تحت لواء العقيدة لا الأفعال و العقول و أفكارها
و أما من يظن نفسه الفرقة الناجية فللأسف الجميع يقول أنه الناجي السنة ناجون والشيعة هالكون أو العكس، الحنبلية ناجون و غيرهم هالكون أو العكس
المالكية ناجون و ... ألخ ... مصطلح الفرقة الناجية بات يتذرع به كثيراً مؤخراً هذا و نحن لسنا تابعون لحكومة ثيوقراطية :) بل حكوماتنا رشيدة و ليست ولاية فقية أو سُلطة لاهوتية

"

خالد الحبشان
03-20-2010, 06:30 AM
حين أقتبست الجزء السابق

و شوبنهاور و سوادويته

وقلتِ هنا

على الرغم من أنني لم أخطط مسبقاً لقراءة مؤلفات شوبنهاور الفلسفية
وهنا

نعم لم اقرأ لشوبنهاور على نحو متفرد


أعتقد أن الرؤية بدأت تتضح لي تماما
و قبل أن أخرج جزء يستحق التعليق

عجباً كيف لفيلسوف بحجم شوبنهور أن يضل الحكمة هنا و يُقطف الخواء في غاياته ، و ربما كما قلت هذا يعود للجانب الفارغ من الكأس
آمل أنا أيضاً ممن لديه ثقافة فلسفية شوبنهورية أن ينورنا مشكوراً

أو هو أسلم قبل أن يموت وأنا لا أدري

وصباحكِ ورد ياآنسة .

سميراميس
03-20-2010, 08:11 AM
أو هو أسلم قبل أن يموت وأنا لا أدري



لا يامن تشربت أبجديات فلسفة التشاؤمي آثر شوبنهور:) لم يسلم و لكن هذا لا يمحو الجانب الديني العقيدي المهمل بحياته ، ولم أقل أن الجزء الفارغ من الكأس قد يمثل الإسلام وحسب ،
إنما رمزت لذلك للجانب الديني أياً كان إسلاماً أو تعميداً مسيحياً أو أو ..
للمعلومية للتو قد قطفت أن شوبنهور و بوزانكيت قد جمعتهم مبادئ العقلانية المثالية و كان شوبنهور المتشائم مثالي عقلاني لأبعد درجة لدرجة أنه يضع منزلة العقل بعد الإرادة
و العقـل عنده الأساس في البحث عن الحقيقة و يهاجم الفلسفة المادية متسائلا: كيف نفسر العقل بأنه " مادة " ما دمنا لا نعلم المادة إلا بواسطة العقل ؟
، ربما هذا ما أكسبه صفة التشاؤم لأن الجمود و ركل الماديات سمة سلبية في هذه الفلسفة المثالية سواء مع شوبنهور او بوزانكيت او هيجل أو غيرهم ..
سألتك أن تنصحني بأية كتاب تنصح به عن شوبنهور و تجاهلت طلبي :)
عموما نصحني أبي بقراءة كتاب عنه من تأليف المفكر د . عبد الرحمن بدوي .. و آخر لمجدي كامل و لكنني سأقرأ كتاب د . عبد الرحمن بدوي

خالد الحبشان
03-20-2010, 08:26 AM
كتاب عبدالدحمن بدوي الذي يقول عند حرف الياء ((لاخلاص في الحياة إلا بالخلاص من الحياة ..
جميل ذلك الكتاب .
ربما لم أخبركِ لماذا لم أجب طلبك ببساطة لاأريد أن أتدخل في مسار فكرك فهو مستقل وانا أقدس هذا الأمر لو قلت أقرأي كتاب كذا أو كذا ربما سوف أغير مسار فكرك لذا لا أريد لي التدخل في هذا الشأن هذا هو عذري أن قبلتيه فليس الأمر بغريبٍ على سيدةٍ شرقية فعادتها تأتي كريمة ..
وإن رفضتِ عذري فعذركِ فأنا أظل رجل شرقي لايجيّد التعامل مع الأنثي بشكلٍ أنيق يليق بها ...
ولكن لم تخبريني أين ذهبت تحيتي الصباحية ياسيدة :)

وفي سياق الحديث شوبنهور فعلا هو واقعي وهذا الأمر ماحببني في مقالاته وماحوته كتبه أحببت الدخول ودخول خير بأذن الله ..
ومرةً ــ أخرى صباحكِ ورد ..

سميراميس
03-20-2010, 11:56 AM
لدي ثقة لا تنفك مطلقاً بمشورات والدي ، لذا وثقّت الإنتقاء بكل أريحية مع د . بدوي و ما إسرافي في السؤال السالف إلا ظناً أنَّ المحاور و المناقش الآخر
يسعى لسد الثغرات التي تقيأت بها الإستفهامات بيد أننا نكتب لكي نثري ذواتنا لا من أجل التسلية أو " الطقطقة " و طالما الأمر قداسة و نزاهة لنحفظها و نتعمدها إذاً : )
لك قداسة إطاراتك طبت و صباحك أخي :) و شكراً جمّاً لك

خالد الحبشان
03-21-2010, 03:23 AM
إن بعض الظنون فيها أثم أليس كذلك لم أسعى لسد ثغرات أو نبش ثغرات كان الأمر بسيط جدا بالنسبة لي أحببت أضع تنبيه لا أكثر ولا أحب أن أطيل أكثر فنققد فائدة الحديث العابر ..
وبالنسبة لي فالحياة هي في يد ربي ثم بعدها في يدي لذا لن أجعل منها ثقيلة فالتسليّة أمر صحي لصحة الانسان وبالنسبة للأمور المقدسة فهي حياة الآخرين، حتى زوجتي وهي نائمة بجواري الآن لاأستطيع أن أملي عليها أن تقرأ ما أقرأ ولن أقول لها ماذا عليها أن تفعل في حياتها ،حتى الجلسة مع جاراتها بالعصرية وهي طقطقة وتمضيّة وقت لايحق لي أن أمنعها عنها أو أنتقد النساء عليها ..

والآن أسعى أن يكون خروجي مثالي وأقتبس بعض ماقلته من باب فلسفتي بالمثاليّة :) وهو ناتج من ولوج باب التسليّة:
(( ليتك تدري كم هي الحياة قصيرة
ولانها قصيرة فبإمكان كل فرد منا
أن يجعل منها شريفة ويجعل من أعماله أشياء نبيلة
أو يجعلها ترقص فوق رذيلة
فرقٌ شاسع أن تتحدث كأنسان وأنت تتصرف كالحيوان
فرقٌ واسع أن تتصرف كأنسان ويتحدث إليك حيوان
ياصديقي الأصوات بعيدة لذا دعنا نكتب لغة الماء على الرمالِ الصفراء ،الموت العظيم أن تموت وأنتَ تمارس عملاً نبيلاً ،دعنا نزرع أجسادنا بدعوة الطاهرين وأننا نحو الله عائدين تائبين .
أتعلم لما هي ألوان السماء صافية ، لأن الأرض هي مجرد نافذة ،ويوما ما ستكون مغلقة،هذه الدنيا منصوبًا عليها مسرحًا كبيراً للخطايا والهزل ،وعلى أعيننا ألآ تندمج ،الآخرة هي الصوت السليم والإله ينادي لحقيقة النعيم.
حينما تكون شهوة الحياة هي محبة الله ستكون أرواحنا مصابيح تمشي فوق الأرض.

دعوة قد تدخلك الجنّة وأخرى تقذفك في النار
فمن يدري سوى ربي
))

وإلى اللقاء

سميراميس
03-21-2010, 08:51 AM
حقاً لعنة الظنون و التأويل لا تبق و لا تذر ، كما أن الأسلوب الذي كتبت به بريء جداً من أية سيريالية أو رمزية أعجب كثيراً لسوء تأويله
عموماً أنا الأخرى ليست أرغب في إطالة الأمر بهذه الهوامش التي لا تثري شيئاً و لا بيدي إلا أن أشكرك على هذه المداخلات أخي خالد
عوفيت