المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البَحْـرُ البَسِيْط


عبدالإله المالك
10-07-2011, 11:13 AM
البَحْـرُ البَسِيْط

بفتح الباءِ وكسر ِ السّين ِ وتسكين الياء.

مِفتاحه: إنَّ الْـبَـسِـيْـطَ لَدَيْهِ يُـبْـسَـطُ الأَمَلُ.
كما قال صفي الدين الحلي فيه.

والمقصود به أنه بيت ضابط يشتمل على وزن البحر، وتفعيلاته للتسهيل والتذكرة.

وزنه بحسب ِ دائرةِ الخليل العَرُوْضيَّةِ، وبحسب ِ استعمال العرب له:



مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ مُـسـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ=مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ مُـسـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ
/././/. /.//. /././/. /.//.=/././/. /.//. /././/. /.//.

حَــــــشُـــــــــــــــــــــو عَـــرُوْض=حَــــــشُـــــــــــــــــــو ضَرْب



وهو يستعمل تاماً و مجزوءاً، والتام تستعمل فيه التفعيلة فعولن بعدد ثمان ِ مرات. وهو من البحور الممتزجة التفعيلة.

والشائع لدى العرب استعماله بحراً تامّاً. وهذا أقوى وأجزل ويفي بالأغراض الشعرية المتعددة. وهو بحر متعدد الأغراض، وتتجلى به قوة الشاعرية وفخامتها.

ويستعمل مجزوءاً وذلك بحذف تفعيلة واحدة من كل شطر، لتصبح عدد التفعيلات ستة بدلاً عن ثمانية وذلك بحذف التفعيلة الأخيرة فاعلن من كل شطر في البيت الواحد فيسمى مجزوء البسيط، فإن استعمل غير مجزوء يجب استعمال عروضه على وزن فعلن بكسر العين إلاّ للتصريع ويجب استعمال ضربها إما على وزن -فعِلُنْ- وإما على وزن -فعْلنْ- بسكون العين.

وإن استعمل مجزوءاً يجب استعمال عروضه إما على وزن -مستفعلن- وإما على وزن -مفعولن- فإن استعملت عروضه على وزن -مستفعلن- يجب استعمال ضربها إما على وزن -مستفعلن- مطابقة لعروضه، وإما على وزن -مستفعلان- وإما على وزن -مفعولن- وإن استعملت عروضه على وزن -مفعولن- يجب استعمال ضربها على وزن -مفعولن- أيضاً.

تفعيلة مجزوء البسيط، كما يلي:


مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ مُـْسـتَـفْـعِـلُـنْ=مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ
/././/. /.//. /././/.=/././/. /.//. /././/.

واستعملته العرب مشطوراً، بحذف تفعيلتين، كما يلي:


مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ=مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاْعِـلُـنْ



ويجوز في هذا البحر من أنواع التغيير: الخبن في مستفعلن وفي فاعلن، ويجوز الطي في - مستفعلن- لتصبح -مستعلن- لكن الطي مقبول في الشطر الأول فقط. وقد يجوز الجمع بين الخبن والطي في -مستفعلن- لتصبح - مُتَعِلُنْ- وتسمى بالخبل وهي قليلة الاستعمال.

والزِّحَاف: في الحشو، يتم غالباً بحذف الألف من (فاعلنْ) /.//. لتصبح (فعلن) ///.
وكذلك في مُـسـتَـفْـعِـلُـنْ الأول فقط في الحشو (في الصدر والعجز) أيضاً. فتقلب إلى مُــتَـفْـعِـلُـنْ //.//.
أمَّا مُـسـتَـفْـعِـلُـنْ الأخيرة في الحشو (في الصدر والعجز) فلا يجوز ادخال الزُّحاف عليها ومرذول ذلك، فهي تبقى ثابتة لاتتغيير ولا يدخل عليها شيء من ما سبق ذكره. وحق لي أن اسميها أنا "حجر الزاوية"، هي الثابت وغيرها المتحول في هذا البحر.


والعلة: - في العلة- لها عدة اشكال مثال:
القطع: مُـسـتَـفْـعِـلُـنْ، تتحول إلى مُـسـتَـفْـعِـلْ /././.
التّذييل: مُـسـتَـفْـعِـلُـنْ، تتحول إلى مُـسـتَـفْـعِـلان /././/..
التخليع: مُـسـتَـفْـعِـلُـنْ، تتحول إلى مُــتَـفْـعِـلْ //./.



مثالٌ على البحر ِ وتقطيع أبياته:

من أبياتٍ قد قلتها:

اضْربْ عَـصَاكَ فـَمَوْجُ الْبَـحْرِ قَدْ وَثـَبَـا=وَاسْـلُكْ طريْـقـَكَ لاخَـوْفَـاً وَلاهَـرَبَـا

مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ=مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ

/././/. ///. /././/. ///.=/././/. ///. /././/. ///.

وَالـرَّاقِــــصـُـوْنَ على الأمْـوَاتِ فِيْ صَــخـَبٍ=بَــادوْا وَلـَـمْ يـَـتـْــرُكُـــوا عِــــلـْـمَـــاً وَلا أدَبَـــــا

مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ=مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ

/././/. ///. /././/. ///.=/././/. /.//. /././/. ///.



بحرُ العلوم ِ ومعناها وجوهرها=هل للثقافة بعد الشيخ ِ راعيها

مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ=مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعْـلُـنْ

/././/. ///. /././/. ///.=/././/. ///. /././/. /./.

وقول أبي الطيب المتنبي


أنامُ ملءَ جفوني عن شواردها=ويسهرُ الخلقُ جرَّاها ويختصمُ

مُـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ=مُــتَـفْـعِـلُـنْ فـَـاعِـلُـنْ مُـسْـتَـفْـعِـلُـنْ فـَـعِـلُـنْ

//.//. ///. /././/. ///.=//.//. /.//. /././/. ///.

مع أعذب تحياتي: عبدالإله المالك

ثَبْتُ المَرَاجِع :

- الارشاد الشافي على متن الكافي في علمي العروض والقوافي، لمحمد الدمنهوري، ط 2، 1377 هـ،
- ميزان الذهب في صناعة شعر العرب. لأحمد الهاشمي، المكتبة العصرية، بيروت، 1432 هـ، 2011
- الكافي في علم العروض والقوافي، لمؤلفه د/غالب الشاويش، مكتبة الرشد ط3، 1424 هـ
- فن التقطيع الشعري والقافية، د. صفاء خلوصي، مكتبة المثنى، بغداد، ط5، 1977 م.
- النبع الصافي في العروض والقوافي، د/ناجي عبدالعال حجازي، مكتبة الرشد، 1427 هـ

سِرْبَالُ الشّمْس
03-07-2012, 08:29 AM
::

ما أجمل أن نرى علمًا كاملاً غير منقوص ولا مشطوب . حقاً أراكَ مرجعاً لمن أراد العلم , ولمن أراد التذوق لشعر فصيْحٍ وجميلٍ في آن واحد
بارك الله بك ونفع بك , و حق لباحث علمٍ منا الشكر

::

عبدالإله المالك
03-09-2012, 03:06 AM
الأخت سربال الشمس

حييتِ بتحيةٍ مثل ما حييتنا به
وبارك الله لنا ولكِ
والله أسأل لنا ولكِ المنفعة والفائدة