المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [.. أَشْرَقَ بِـلَا قيمـَة ..].!


جميلة الراشد
08-17-2012, 04:50 PM
[.. أَشْرَقَ بِـلَا قيمـَة ..].!



أَخـلِ الدروبَ إليهَـا ..
فمَا عادَتِ الأصوات تَصِل.!

:
:
(1)

شَاءَ الله أنْ نعيشَ هذهِ المرة يا قَلبيَ بتراشقٍ كثيفٍ " كذنوبِ البغَايـَا "، لَا نلهوَ كمَا سنينٍ مضَتْ نطوِّقُ فيهَا البائعينَ و الأمهاتِ في عرضِ الطريق حينَ يتناوبنَ علَى اللهوِ معنَا ..!
شَاء الله أنْ نعيشَ هذه المرة، نتذوقُ فيها " حلو الحياةِ " و مرَها اللَّاسِع الذي طغَتْ نكهَته على حلماتِ تذوقنَا، على سحناتِنَا الواجِمَة، على الظمَـأ المشْتَعِل..!
:
:
نطفُو كمَا لو أننا قطعة خشبٍ في بركةِ ماء، نرى الحلمَ الذي ينشده الصِغَار كل ليلة يذوي .. " فينسى أنْ يموت " ..!
نراقبُ كل ليلةٍ كمناظيرَ شاخصَة مهتمة بأدقِّ التفاصيل و لَا تستطيع أنْ تقترِب، نراقبُ "رغبـةً" كالنورِ الذي لَا يترمد، كنهارٍ عميق الحدقة واسِع المعَالِم، !

:
:

(2)

مذ وضَعَتْنَا بلَادنَا في منتصَفِ الدرب ..
لَا عيد يشرق بقيمة ..!

:
:
كبرنَا فجأة كصرْخَةٍ أتتْ بقَسوة، كزرعةٍ سكبَ عليهَا "ماء الموتِ" فانتفضَت و كبرتْ سريعًا تخشى أن تموت، وتذبل !
كبرنَا نغني أنشودة المطر، نمسح الدمعَ و نسرفُ في المقال، و نهذي بالعيدِ قبل أنْ ننام، بالحلوى التي تفوق تصوراتِ برعمٍ لَا زال يختبئُ بينَ ورقةٍ و غصن ..!
نشرَبُ الغمَام الذي يتشكَّل كالموانئ البعيدة، كالموجِ الذي يحملُ صفاءَ الوطنِ الذي رسمنَا فيه الرئيس و الحاجب و حتى الشعب كله..!
إيـــه..!
كأن الذكرى أشرَقَت .. بهلَالٍ دقيق.!
:
:

(3)

شَــامُ الرجولــة.!
يجوعُ رجالنَا فحولةً ..
لذا:
لمْ يمنعوا الريحَ عنكِ و لَا المطر.!
:
:

لنْ أرسِلَ شبابٌ مني كالح البسمة، أو خطىً مهزومة بأثرِ قادةٍ أوصدوا عليَ بابًا..!
يا زهرةَ الشامِ الذي ناحَتْ علىَ أعتابكِ بشرَى الطفولة،
ها قد مرَّ عيدٌ ثالِثُ .. ولمْ " تشبع " الغربانِ منكِ ..!
تناسلتْ شهوةُ الانتقامِ بداخلهم فلم تفرق بينكم .. برسائلِ الموتِ تبعث بساعاتٍ غير التي نعرف..!
:
:

رحَى المصيبة و الجياعِ تدور و صوتُ الخوفِ ينزفُ واهبًا الحياة،
بنفسِ النشيجِ الذي نادتْ به حلب و استغاثَتْ بهِ " أعزاز"، بنفسِ الرمال التي رسمَت ملَامحَ الموت زيفًا ..
في كل قطرةِ دم .. تهوي "هويتنا " المرقطة بكل مبسمٍ خبيث!
:
:
يا ملحمَة الشروق..
يا ضلع الكهولة و حلم النائمين ..
طوِّقي الكون بعيدِ النصر المرتقَب..

فلَا عيدَ يشرقُ منْ بعدك..!



جميلة الراشد*
07:50 ص

عبدالإله المالك
08-17-2012, 05:21 PM
صحيح صدقتِ والله فلا عيد يشرق بعدك!

فكرة واسلوب ولغة .. تميز وتفرد

أبدعـتِ يا جميلة

تقبلي الود والورد

زكيّة سلمان
08-17-2012, 09:06 PM
جميلة الراشد
هذا نصٌ يستحق الإحتفاء به
أسلوبٌ مميز ورائع..

محبتي

نادرة عبدالحي
08-18-2012, 12:03 AM
الكاتبة جميلة الراشد

مذ وضَعَتْنَا بلَادنَا في منتصَفِ الدرب ..
لَا عيد يشرق بقيمة ..!


يوم ما يا جميلة عاتبتُ أحد الرفاق عن عدم وصول تهنئتهُ في أحد الأعياد
فرد قائلا: منذُ متى العيد يزورنا يا نادرة ؟
فبكيتُ يا جميلة على صغارنا .ألا يحق لهم إقتناء الجديد ويركضوا وراء الطائرات الورقية؟
وبكيتُ على بلاد لا تنام أبدا إلا ووريدها نزيف
وبكيت على حال يتصدع جدرانهُ و نُحاول إصلاحهُ يعود ويتوسع الصدع
في القلب جراح لا تندمل يا جميلة
وردة من الروح لكِ