[.. أَشْرَقَ بِـلَا قيمـَة ..].!
أَخـلِ الدروبَ إليهَـا ..
فمَا عادَتِ الأصوات تَصِل.!
:
:
(1)
شَاءَ الله أنْ نعيشَ هذهِ المرة يا قَلبيَ بتراشقٍ كثيفٍ " كذنوبِ البغَايـَا "، لَا نلهوَ كمَا سنينٍ مضَتْ نطوِّقُ فيهَا البائعينَ و الأمهاتِ في عرضِ الطريق حينَ يتناوبنَ علَى اللهوِ معنَا ..!
شَاء الله أنْ نعيشَ هذه المرة، نتذوقُ فيها " حلو الحياةِ " و مرَها اللَّاسِع الذي طغَتْ نكهَته على حلماتِ تذوقنَا، على سحناتِنَا الواجِمَة، على الظمَـأ المشْتَعِل..!
:
:
نطفُو كمَا لو أننا قطعة خشبٍ في بركةِ ماء، نرى الحلمَ الذي ينشده الصِغَار كل ليلة يذوي .. " فينسى أنْ يموت " ..!
نراقبُ كل ليلةٍ كمناظيرَ شاخصَة مهتمة بأدقِّ التفاصيل و لَا تستطيع أنْ تقترِب، نراقبُ "رغبـةً" كالنورِ الذي لَا يترمد، كنهارٍ عميق الحدقة واسِع المعَالِم، !
:
:
(2)
مذ وضَعَتْنَا بلَادنَا في منتصَفِ الدرب ..
لَا عيد يشرق بقيمة ..!
:
:
كبرنَا فجأة كصرْخَةٍ أتتْ بقَسوة، كزرعةٍ سكبَ عليهَا "ماء الموتِ" فانتفضَت و كبرتْ سريعًا تخشى أن تموت، وتذبل !
كبرنَا نغني أنشودة المطر، نمسح الدمعَ و نسرفُ في المقال، و نهذي بالعيدِ قبل أنْ ننام، بالحلوى التي تفوق تصوراتِ برعمٍ لَا زال يختبئُ بينَ ورقةٍ و غصن ..!
نشرَبُ الغمَام الذي يتشكَّل كالموانئ البعيدة، كالموجِ الذي يحملُ صفاءَ الوطنِ الذي رسمنَا فيه الرئيس و الحاجب و حتى الشعب كله..!
إيـــه..!
كأن الذكرى أشرَقَت .. بهلَالٍ دقيق.!
:
:
(3)
شَــامُ الرجولــة.!
يجوعُ رجالنَا فحولةً ..
لذا:
لمْ يمنعوا الريحَ عنكِ و لَا المطر.!
:
:
لنْ أرسِلَ شبابٌ مني كالح البسمة، أو خطىً مهزومة بأثرِ قادةٍ أوصدوا عليَ بابًا..!
يا زهرةَ الشامِ الذي ناحَتْ علىَ أعتابكِ بشرَى الطفولة،
ها قد مرَّ عيدٌ ثالِثُ .. ولمْ " تشبع " الغربانِ منكِ ..!
تناسلتْ شهوةُ الانتقامِ بداخلهم فلم تفرق بينكم .. برسائلِ الموتِ تبعث بساعاتٍ غير التي نعرف..!
:
:
رحَى المصيبة و الجياعِ تدور و صوتُ الخوفِ ينزفُ واهبًا الحياة،
بنفسِ النشيجِ الذي نادتْ به حلب و استغاثَتْ بهِ " أعزاز"، بنفسِ الرمال التي رسمَت ملَامحَ الموت زيفًا ..
في كل قطرةِ دم .. تهوي "هويتنا " المرقطة بكل مبسمٍ خبيث!
:
:
يا ملحمَة الشروق..
يا ضلع الكهولة و حلم النائمين ..
طوِّقي الكون بعيدِ النصر المرتقَب..
فلَا عيدَ يشرقُ منْ بعدك..!
جميلة الراشد*
07:50 ص