المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الخلاص من ظِلالِنا


صالح أحمد
12-23-2012, 08:34 PM
رحلة الخلاص من ظِلالِنا


أقِفُ بين ظلّي وظلّك.
ما تبَقّى لي ولك..
شجرةٌ حفظت كل تفاصيل السّلالّةِ سوى دمي، وفصيلة عُذرك..
حاضرٌ ينشد الخلاص من ظِلالنا
وماضٍ لم نعد نليقُ به...
وواجب نظنُّه لا يدعونا سوى لترميم صخرة أحلامنا المتصدّعة..
يومُنا المُنكَمِشُ تحت آثار خيالاتنا المذعورة،
حيث ينتصب عنف ورودنا حيا فوق مسك طفولتنا المسفوحة خطأً؛
فلتحيا الغيوم الفسفورية الحانية الحانية!
***
الشّمس في نهاراتنا تشبه طفولتنا..
يترصّدها القنّاص شاكرًا خروجَها لتكون في مرمى موهبته..
فمتى تثور آلامنا المقيَّدة بِمِسك شعورنا؟
وكل الذين أوكَلنا إليهم استقبال الفجر الخجول نيابة عن أحلامنا؛
ناموا...
ليستيقظ الغيم المُزمَعُ عَصفُهُ في كل أعذارنا..
يتراجع الصّيفُ عن عشق سنابلنا،
تنحني معها تأملاتنا فراغًا...
هل صحيحٌ أنّ ثمرة الحب لا تُنضجها الشّمس؟
تلك الحبال التي أرجحناها فوق غصون اللّوز ذات لون؛
بات يحتلها الرّماد..
كم نحتاج إلى عروقنا...
بعد تمرّد طويل على أوقاتنا...
خلف المعابر المغلقة بأغصاننا...
وكنا نراهن على الصّخرة الضّرورية لما تفتقده هاماتنا.
نحتاج لتَعزِيَةٍ حين تَستَيقِظُ فينا النّباهة..
وندرك أننا نِلنا من الشّفافِيَة ما يجعلنا نبصر لون موتنا..
ونَحذَرُ حركة انفضاح أسرارنا..
نصغي للزَّمن وهو يتحول إلى أمثولةٍ..
نصغي بكل امتنانٍ لمن يشرح لنا عذره في قتلنا..
***
أعمارنا ثمارٌ سقطت قبل موسمها
ليست ضحيةً كل الغصون التي أعجبها استسلامها للرّيح!
هل من معنى لتضرّعات السّاقط تحت ظلِّه؛ سوى أنها تعزيته لأنفاسه؟!
لماذا أشعَلتَ مُنحَنَياتِ الدّروب خريفًا.. وأطفأتَها ربيعاً...
إن كنت حقًا تُزمِعُ العودة؟
أيَّتها البروق المُجفِلَة...
ماذا تضمرين في تحالفاتك مع الطّلاسم؟
هل من امتحان لطقس الغياب، حين نرقب مجيئَكِ المُتلألئ في مضيق عبورنا؟
كثيرًا من الهواء مَنحناهُ احتضارَنا...
وكنّا نَعرِضُ أنفسنا على الأشجار المتسلِّقة..
فلا تجدُ لنا شبها في مراياها..
فنرميها بأسهم الخرافة ...
ونظل نبحث عن أشباحٍ لنا؛ تصلنا بظلالها..
***
جميع طقوسنا التي انتَحَبنا فيها ...
أو انتَحَبَت نيابةً عنّا...
كانت بنا رغبةٌ مُلِحَّةٌ بالموت نيابَةً عنها...
وهي التي ماتت نيابةً عنّا..
حتى الذين لم يرتعشوا لموتنا..
وكانوا يمدّون قنواتٍ للإعصار المُوَجَّهِ نحو جلودنا؛
عَفونا عن جُنونِهِم؛
والتقمنا الطُّعمَ اللامرئي لضلالاتهم...
وتفاخرنا!
لِوَميضِ الموتِ سحرٌ لا يُقاوَم!
رغباتنا التي لا ملاذ لها سوى طموحِنا المتبجّح
شجرات السّلالة التي اتخذت من تعفُّناتِنا مَنبتًا خصبًا..
انتظاراتنا طلوع الشمس في أنفاق استعاراتنا..
أنظارنا التي تعلَّقت الشّاطئ البعيد؛
ذاك الذي يحتضن عناصر موتنا..
رحلاتنا الدّائمة صوب ما يعِدّون لنا...
عطشنا أمام جداولهم النّاشفة..
محاولاتنا الدؤوبة للانعتاق من الشّروط القُزَحِيَّة ...
في محاضر لم تسجِّل لنا سوى تناقُضاتنا...
ضخَّمت فينا إنكارنا لأعماقنا...
كما ضخّمت فينا قدرتنا على تجاهل آلام تمويتِنا..
ونحن نحرق المراكب في لاوعينا...
ونُبقى البحرَ وراءَنا... وأمامَنا... ومِلْأَنا..
فمن يملك إغفاءةً قسريّة مثلنا؟
***
كيف عشقنا إحساسنا بالخطر؟!
كيف صار حلمُنا بالخلاص شفيعَنا من الغضب؟
كيف أصبح صوتُنا الشّاغِرُ عُمرَ إنسانِنا المحمومِ بانتظاراتِنا المرتَجَلة؟
نُنصِتُ إلى تسارع الزّمن فينا...
ونحلُمُ أن تتشَظّى النّجوم لنلتقط فُتاتنا منها،
من بين أصابع القابضين على صفحات أحلامنا..
كلُّ ميتَةٍ نحسبُها لَنا...
بينما تعبُرُنا نحو أعناقنا المطمئِنَّةِ لتَشابُهِ الميتات في ظِلِّ حياتِنا المَلغومَةِ..
ونحن نستعِدُّ لمنحِ الفجرِ عناوينَنا المُغفَلَة..
ننتظرُ أفقنا الطّالِعَ من نصائِبِ قبورِنا؛ بعد أن توقّفنا عن توقيرها..
ثم نأوي إلى كهفٍ نُعتّقُ فيه أساطيرَنا...
كن بخير أيها الحلمُ...
نحن انتفضنا على أحلامنا..
راقِبنا نعيش تجربةَ التّأرجُحِ بين النّوم واليقظة..
هناك ..
حيث لا أين يقيدّنا..
ولا متى يطارِدًنا...
ولا نحن لهم... ولا لنا...
كن بخيرٍ أيّها الحلم...
لقد تعذَّبنا كثيرًا من صقيع الصّباح، وجحيم المساء ..
تعذّبنا كثيرًا من صراع الرّيح والقناديل..
تعذّبنا كثيرًا ...
ولم نتمكَّن من تحديد العلامات الفارقة بين جهنّم والهاوية!
كن بخيرٍ أيّها الحلم...
تنتظرنا أيامنا الخاوية..

يحي احمد
12-23-2012, 09:18 PM
اخي / صالح احمد
بالرغم من اننا لم نبرح ماكثين هنا
الا اننا بنصك الجميل هذا تنقلنا بين الظل والظلال
بين الشمس والغيمه بين اغصان وثمر
ومضات ساحره ....!!
سافرت بنا للبعيد ونحن مازلنا ها هنا
مبهر اخ صالح

تحيتي


يحي

عبدالإله المالك
12-24-2012, 03:08 AM
الشاعر المتألق صالح

لمثل هذه النصوص تقف اللغة لها احتراما واجلالا
نص مكثف بالغ التكثيف
فيه امتزاج الأرواح والرؤى والظلال الوارفة

تقبل التحية والود

علي آل علي
12-24-2012, 03:54 AM
ما أجمل هذه الرحلة حيث سافرنا سفرًا مضنيًا
ومع أعباء السفر تعلمنا أن تلك الحياة وطنٌ لما أدركناهُ منها وتعلمناه.

رفيق الحرف / صالح أحمد
لا مقام لي مع الإطراء أو الثناء لأن ما قرأته كان أبلغ ... !
دمت بكل تميّز يا صاحبي.

إبراهيم بن نزّال
12-24-2012, 07:01 PM
شجرةٌ حفظت كل تفاصيل السّلالّةِ سوى دمي، وفصيلة عُذرك..
***
الشّمس في نهاراتنا تشبه طفولتنا..
يترصّدها القنّاص شاكرًا خروجَها لتكون في مرمى موهبته..
***
ونحن نستعِدُّ لمنحِ الفجرِ عناوينَنا المُغفَلَة..
ننتظرُ أفقنا الطّالِعَ من نصائِبِ قبورِنا؛ بعد أن توقّفنا عن توقيرها..
ثم نأوي إلى كهفٍ نُعتّقُ فيه أساطيرَنا...
كن بخير أيها الحلمُ...
نحن انتفضنا على أحلامنا..
راقِبنا نعيش تجربةَ التّأرجُحِ بين النّوم واليقظة..
هناك ..
حيث لا أين يقيدّنا..
ولا متى يطارِدًنا...
ولا نحن لهم... ولا لنا...
،،،
تعذّبنا كثيرًا ...
ولم نتمكَّن من تحديد العلامات الفارقة بين جهنّم والهاوية!



النص هنا نابع من العقل إلى العقل،
الكاتب: صالح أحمد،
اسمح لي أن أحتفظ بالنص في مفضلتي،
فهو يستحق علامة مميزة وبفخر،
فشكرا لك هذا الإرواء اللا منتهي مع كل شطر بوح هنا.
تحياتي

نادرة عبدالحي
12-24-2012, 10:12 PM
هذاا النص كان عبارة عن مملكة فنية شعرية مليئة بالجسور التي توصل القارئ
لما يصبو إليه الشاعر ... فالمعنى العميق في القصيدة له دلالة معنوية مؤثرة
لا نستطيع إنكار الكم الهائل من المشاعر الجياشة والمواقف التي عاشها الشاعر
إنها حالة بناء وجداني فريدة من نوعها أصطدم بها ...
..
كن بخيرٍ أيّها الحلم...
لقد تعذَّبنا كثيرًا من صقيع الصّباح، وجحيم المساء ..
تعذّبنا كثيرًا من صراع الرّيح والقناديل..
تعذّبنا كثيرًا ...
يُخاطب الحلم الذي راوده شعبه
ويشكو له عذابا تذوقهُ وتذوقوهُ وطعم العذاب له مرارة لا تنسى
صراع الريح والقناديل يبدو أن شاعرنا كان يرمز لجهات معينة
وكذلكَ صقيع الصباح الذي كان يكتسي الأرض والأحلام
للصقيع كما نعلم أضرار جمة والصقيع لا يأتي من فقاعات هواء إنما له عوامله
فعندما يصيب الصقيع ألانسجة النسغية في الفروع الحديثة نضطر لقلع الفروع
وزرع غيرها هكذا هي الشعوب المناضلة تتحدى القصيع وجحيم المساء .
الشاعر صادق المشاعر صالح أحمد أدامكم القدير ذخرا للوطن وللأدب

صالح أحمد
12-24-2012, 10:17 PM
اخي / صالح احمد
بالرغم من اننا لم نبرح ماكثين هنا
الا اننا بنصك الجميل هذا تنقلنا بين الظل والظلال
بين الشمس والغيمه بين اغصان وثمر
ومضات ساحره ....!!
سافرت بنا للبعيد ونحن مازلنا ها هنا
مبهر اخ صالح

تحيتي


يحي


:::::::::::::::::::::::::::
أخي وأستاذي الكريم يحيى أحمد
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
شكرا لهذه الكلمات التي تنم عن روح ذواقة
وقلم راق وفكر منير

حضورك شرف كبير لي سيدي
فتقبل تحياتي وتقديري ومودّتي

صالح أحمد
12-24-2012, 10:19 PM
الشاعر المتألق صالح

لمثل هذه النصوص تقف اللغة لها احتراما واجلالا
نص مكثف بالغ التكثيف
فيه امتزاج الأرواح والرؤى والظلال الوارفة

تقبل التحية والود

::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أخي الكريم وأستاذي الفاضل عبد الإله المالك

شرف لي سيدي
ان تلقى كلماتي هذه الحفاوة من قامة شامخة كقامتك

شرفتني واسعدتني سيدي

لك التحية كما ينبغي لروعة حضورك
وشموخ حرفك

صالح أحمد
12-24-2012, 10:20 PM
ما أجمل هذه الرحلة حيث سافرنا سفرًا مضنيًا
ومع أعباء السفر تعلمنا أن تلك الحياة وطنٌ لما أدركناهُ منها وتعلمناه.

رفيق الحرف / صالح أحمد
لا مقام لي مع الإطراء أو الثناء لأن ما قرأته كان أبلغ ... !
دمت بكل تميّز يا صاحبي.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بل ما اجمل روحك أخي وأستاذي الكريم...

دائما يغمرني حضورك ببهجة لا حدود لها
شرف لي أن تروقك كلماتي أخي الكبير

كلماتك هنا تاج فخار اتقلده بكل فخر واعتزاز

تقبل تحياتي وتقديري ومودّتي

صالح أحمد
12-24-2012, 10:23 PM
النص هنا نابع من العقل إلى العقل،
الكاتب: صالح أحمد،
اسمح لي أن أحتفظ بالنص في مفضلتي،
فهو يستحق علامة مميزة وبفخر،
فشكرا لك هذا الإرواء اللا منتهي مع كل شطر بوح هنا.
تحياتي

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::
مثلك يعرف ما للعقل...
لأنه من اهل الذوق والعقل
كلماتك شرف لي سيدي
شكرا لكلماتك... ولحضورك... ولروعة تذوقك
وشرف لي أن تروقك كلماتي إلى حذ الاحتفاض بها

شرفتني أخي
فتقبل تحياتي وتقديري ومودتي

صالح أحمد
12-26-2012, 10:45 PM
هذاا النص كان عبارة عن مملكة فنية شعرية مليئة بالجسور التي توصل القارئ
لما يصبو إليه الشاعر ... فالمعنى العميق في القصيدة له دلالة معنوية مؤثرة
لا نستطيع إنكار الكم الهائل من المشاعر الجياشة والمواقف التي عاشها الشاعر
إنها حالة بناء وجداني فريدة من نوعها أصطدم بها ...
..

يُخاطب الحلم الذي راوده شعبه
ويشكو له عذابا تذوقهُ وتذوقوهُ وطعم العذاب له مرارة لا تنسى
صراع الريح والقناديل يبدو أن شاعرنا كان يرمز لجهات معينة
وكذلكَ صقيع الصباح الذي كان يكتسي الأرض والأحلام
للصقيع كما نعلم أضرار جمة والصقيع لا يأتي من فقاعات هواء إنما له عوامله
فعندما يصيب الصقيع ألانسجة النسغية في الفروع الحديثة نضطر لقلع الفروع
وزرع غيرها هكذا هي الشعوب المناضلة تتحدى القصيع وجحيم المساء .
الشاعر صادق المشاعر صالح أحمد أدامكم القدير ذخرا للوطن وللأدب

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::
الأخت الأديبة الكريمة نادرة عبد الحي

حضور له خصوصيته في نفسي
وقراءة متأنية عميقة لكلماتي...
حتى بت أشعر انني صفحة مفتوحة أمام دقة ملاحظتك
وعميق قراءتك للكلمات وما وراءها

حقيقة... أنت رائعة بكل ما للكلمة من معنى
حضورك... كلماتك... تعابيرك.. قراءتك للكلمات...
روحك الرائعة التي تنبض في كل كلمة تركتها هنا..
وسام شرف أتقلده بكل فخر واعتزاز

لك التحية كما ينبغي لروعة حضورك... وحمالية حرفك وتعبيرك

صالح أحمد
01-17-2013, 11:15 PM
شكرا لكم جميعا أخوة وأساتذة
منكم نتعلم فن الكتابة ومراتب التعبير

نسيم حسن
01-19-2013, 04:58 PM
بآذخٌ عُمق الفكر
حدّ الحيرة في الانتقاء !

ومن هنا~
ونحن نحرق المراكب في لاوعينا...
ونُبقى البحرَ وراءَنا... وأمامَنا... ومِلْأَنا..
فمن يملك إغفاءةً قسريّة مثلنا؟
إلى خاتمةٍ ماتمنّيتُ بُلوغها ..
ابتسآمةٌ طوّقت القلب استمتاعاً ..


شُكراً لمُشاركتنا هذا الكم
من الجمآل
دمت بخير .

صالح أحمد
01-23-2013, 12:57 AM
بآذخٌ عُمق الفكر
حدّ الحيرة في الانتقاء !

ومن هنا~
ونحن نحرق المراكب في لاوعينا...
ونُبقى البحرَ وراءَنا... وأمامَنا... ومِلْأَنا..
فمن يملك إغفاءةً قسريّة مثلنا؟
إلى خاتمةٍ ماتمنّيتُ بُلوغها ..
ابتسآمةٌ طوّقت القلب استمتاعاً ..


شُكراً لمُشاركتنا هذا الكم
من الجمآل
دمت بخير .

::::::::::::::::::::::::::
وكل الشكر لهذا الحضور المشرق

ولهذه القراءة المتعمقة
ولهذا الألق الشعوري

عاجز عن الشكر أمام روعة ما حبوتني سيدتي
تقبلي تحياتي وتقديري ومودتي الخالصة