يمتدُ طعم الخيبات الى كبدي ..
ليأكلها المرار ..
ويطحن رحى الحزن عظمي ..

فلا تمتليء كؤوس الأماني بحلم زُلال ,
ولا تبث شموع الحنايا دفءٌ في الأرجاء ..

إلا وتطبق السماء على الأرض ..
ويُعانق الحزن .. حزن ..
وتتهشم أبنية الكلم ..
وتملأ أتربة الدمار أوردتي ..

وكأن قوافل السعادة قد أخطأت المسير ..
وحلت بأراضينا صُدفة قدر .. !

صدفةٌ أنزلت بنا غضب السماء ..
وقدرٌ أذاقنا الشهد بلسان الخوف ..



فكلما أتشبث بحوائط الصمت ..
ويتمزق لحم صبري ..
أتنهد دمع الدعاء ..
وبياض تحت جلدي لا يُرى ..

فأتلصص خلف أبواب الأحلام ..
ولا أسمع غير هسيس قهر ..
وجلبة حزن ..

تطوف نواظري صور الذكرى ..
فلا أرى فيها صورة واحدة منُصفة ..
فالظلم إحتل أكبر مساحة على هذه الأرض ..
وشموع التضحيات التي أشعلتها أصابع العمر لم يطالني منها غير الحريق ..
وهجير يلفح وجه الحياة ..

فلا الحياة حياة ..
ولا الموت نجاة ..


وأبقى ..
بين السماء والأرض ..
معلقةٌ في مقاصل الوجع ..
ومُكبلةٌ بعهود النقاء ..

أغيب عني في سكرة ألم ..
وأُضيعني ذات نبض ..

وأبتسم بعض حين لطفل الفرح الذي لا يكبر في أحشاء العمر ..