منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مَدَاءآتْ ... (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=34048)

نازك 08-13-2014 11:54 PM

مَدَاءآتْ ...
 
http://www.1ss1.com/data/2010/1ss1_140796152692.jpg




ثَمّةَ خُطوةٍ تَستنزِفُ عُمراً مِن التروّي، برغُم إلحاحِ الفكرةِ وسطوتِها.
عمّا قريبٍ، وقبل البدايةِ بقليلٍ،
سَتستلِبُ اللُّبَ
وتَجُسُّ ما ليسَ يُدرَكُ
وتفيضُ بما ليس يُقالُ
وسينقسِمُ الوعيُ إلى فريقينِ
مِنهُ ما ينفذُ في رهافةٍ في العُمقِ
ومِنهُ ما يَهتِكُ خبيئةَ الأسرارِ الهاجعة .
؛
؛
يَحُطُّ اليَمامُ عَلى غُصنِ جَرحٍ ، مُحترِقُ الرّيشِ، صَديقُ الروحِ
يتّحِدُ الغُصنُ و النّغمُ،في غِناءٍ رهيفٍ ، يُبكِي اليَمامُ !
بَاخِعُ الوَجدِ ، مُمعِنٌ في النّسيانِ
وعَمّا جَديدٍ
تَحُطُّ قَبّرة، يستحيلُ الجَدبُ حَقلاً، تأمنُ مِن خَوفٍ وتَبيتُ هَانِئةً في ذِمّةِ الحُبّ !
؛
؛
في زُمرةِ الفقدِ، ثمّة فرحٌ مُستباحٌ
تَصطفي مِن الليلِ أحلَكهُ، ومِن النّهارِ أبيضُهُ
وما بينهُما خَطٌ رفيعٌ، شَفيفٌ، فِتنةٌ لا تُدرِكها الأبصَارُ
تستدرِجُ الكَونَ لصوتِهَا
لا تحمِلُ مِثقاَل ذرةٍ مِن زُورٍ
تَردأُ التبايُنَ، تُريدُ التناغُمَ
وتتّخِذُ مِن الحَرفِ أَيّقونةَ حُريّة
؛
؛

طَلٌّ يُبلِّلُ الأرضَ،
فرحٌ قصيرٌ، وتوقٌ غزير ،
كَسّلَى؛ تنهضُ مِن هَجعتِها،
ينفصِلُ الحُلمُ عَنها، تدخُلُ في دوّامةِ واقعٍ سرمديّ، وهبّاتٍ من بهجةٍ رقيقة، وعُيونٍ بريئةٍ؛ تندلِعُ عن فتنةٍ أبدية: زينةُ الحياةِ الدُنيا.
وفي الجهةِ الأخرى، النائيةُ،
تخطو بخطواتٍ وئيدةٍ .. مُتلكّئةً،
يستضيِفُها البابُ، تخلعُ نعليها، ثمّ تعبرُ حافيةً إلّا مِنهَا !
؛
؛
عينُها الثالثةُ ؛ وعينُ البابِ
تعبُرانِ بِهَا، ثُمّ فِيها تَلتقيانِ .. هُناكَ عِند نهايةِ الرّواقِ،
ترفعُ عَنها الحُجُبْ، ترصُدُ اللحظةَ الآنية، تدنُو مِن سِرِّها المَكنُون
تدسُّ يديهَا أسفلَ وِسادتِهَا الحَرِيريةِ، لعلّ وسنةً تجذُبُها إليها، أو غيمةً تحطُّ عَليها
ولكنَّها
تُومِيءُ بعينِ الحيرةِ ، أن لا تَشرعِي
وبغتةً
يَصهلُ الوقتُ، تستبِدُّ بِها رغبةُ الغَورِ في غيابةِ الجُبِّ
؛
؛

تأخذُها سِنةٌ خفيفة، ينثالُ على مسمعِها بِحُلوِ الكلامِ
يرفعُ عَقيرتهُ بالتّرنيمِ
يدسُّ الشوق في " صَباحُ الخَير"
يسدُفُ الفجرُ ويتنفّسُ الصباحُ مِلءُ رئتيهِ
تتنهّدُ الأرضُ هُنيهةً إذ هُو يقولُ
وشيئاً فشيئاً يغمرُ المكانُ حنينُ الكمانِ ، يتحالفُ الظِلُّ و الضّوءُ
فينبثقُ الزمكانُ عن دِلاءٍ ودَواةٍ
تغترفُ من فَضاءِ الأبجديةِ حَرفاً بِكراً،
تُهديهِ ....
يشرعُ في الكتابةِ، وهي تتناهَى في الإصغاءِ
يروّضُ خيول الّلا مُمكن، يؤرّخُ للكونِ البداياتِ الأزليةِ
يرتِّبُ العالم تحتَ أصابعهِ
يؤلِّفُ بين المعاني وأضدادها، بين المُحالِ والمُستطاعِ، بين المنطقِ والخيال
وهي: لا تزالُ تُصغي
؛
؛

تِلكَ هِيَ،
َولِيدَةُ زمنٍ غابرٍ، سَجينةُ آخرَ غَير هَذا !
تكتُبُ تحتَ صَفصافةٍ عَتيقةٍ
تَعجِنُ الفُتاَتَ بالرُفاتِ
تطفِقُ في لَملَمةِ أوراقِهَا المُتساقِطَة،
عِندَ مُنتصفِ المَسافةِ يلتقيانِ، تتجدّدُ فيهِمَا المَواجِدُ
تعُبُّ نُسيماتُ الشّمالِ، تُغيّرُ مَجرى النّهرِ
ذاكرةٌ رَمادِيّة
تُودِعُ أَسّرارهَا في جَنَانِ لغة




نازك
8/2014

بلقيس الرشيدي 08-14-2014 09:20 AM

بِخُطواتٍ أنِيقَة وإملاءاتٍ عمِيقَة كانَ لـ مدى الضَوءِ هُنا إمتدادٌ غائِر سَرقنا لـ أعماقِه !
يُوشكُ أن يَغرقَ بِنا حيثُ لِلسماءِ بَهجةُ الحُسن ولِلموجِ لِذَّةُ الغرق .

للإنصاتِ هُنا وطن ! نازِك ماأروعكِ . أسعدكِ الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

رشا عرابي 08-14-2014 11:29 AM

أنصتّ بكلّي
وأرهفت الروح تقرأ البوح وتحتويه

نازك
وأيّ حرفٍ صادق ٍ عابقٍ بالرقّة ذاك يا حبيبة

لا وربي لا يُنصف نصك قراءة واحدة
بل مرّة تليها أخرى ومرّات إنصات

حبيبتي
من جنائن جوري أعشق عِطرها جورية
ومحبتي التي تشعرين

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...d7ed5b4376.jpg

نادية المرزوقي 08-14-2014 11:39 AM

و بين مدى و مدى
نقلتينا كالفراشات على روحكــ
أشواقا لاهثة لآخر مدى


فكانت النهاية واقعية جدا
من خطوة خجلى إلى واقع يتوسم بابتسامة ارتحال، له مدى أجمل من كل ما سبقه.


مشاهد أخذتنا بمصداقية حرف: له رنين ثائر؛ يستهديء الإبداع منزلة هدوء و جمال.


جدا استأنست :)
فكلي شكر و امتنان يرنو و يربو سيدتي.

بانتظار المزيد هتانا

دمت في خير حال.

عبدالرحيم فرغلي 08-14-2014 03:43 PM

بالأمس قرأتها .. شعرت أني لم أحط بها كما ينبغي ..
واليوم قرأتها .. كأنها زهرة تفتحت .. فعطرها يفوح من كل سطر ..
وجمالها يبين في زواياه .. لكن لم تزل الزهرة تريد أن تحتفظ بسر
لها .. ليكون مدعاة لحضور عشاقها أكثر .

يَحُطُّ اليَمامُ عَلى غُصنِ جَرحٍ ، مُحترِقُ الرّيشِ، صَديقُ الروحِ
تَحُطُّ قَبّرة، يستحيلُ الجَدبُ حَقلاً، تأمنُ مِن خَوفٍ وتَبيتُ هَانِئةً في ذِمّةِ الحُبّ !
اليمام والقبرة .. لكأنك أردت مخالفة ما انطبع في أذهاننا .. فاليمام للصورة الحسنة
والقبرة مرهون بالعادة والتقليد .. فخالفت ذلك .. وقلت وأبدعت .

يستضيِفُها البابُ، تخلعُ نعليها، ثمّ تعبرُ حافيةً إلّا مِنهَا !
ما أجمله من معنى . . ومن صياغة .. ومن تصوير للحالة النفسية التي كنت عليها .

عينُها الثالثةُ ؛ وعينُ البابِ
تعبُرانِ بِهَا، ثُمّ فِيها تَلتقيانِ .. هُناكَ عِند نهايةِ الرّواقِ،
التعبير عن الاحساس بالقادم .. بالعين الثالثة .. واتفاقها مع عين الباب
.. اتفقا على معرفة القادم .. صورة لا تخلو من ابتكار وجمال .. ولك ناصية اللغة .

تَعجِنُ الفُتاَتَ بالرُفاتِ
تطفِقُ في لَملَمةِ أوراقِهَا المُتساقِطَة،
عِندَ مُنتصفِ المَسافةِ يلتقيانِ، تتجدّدُ فيهِمَا المَواجِدُ
تعُبُّ نُسيماتُ الشّمالِ، تُغيّرُ مَجرى النّهرِ
ذاكرةٌ رَمادِيّة
تُودِعُ أَسّرارهَا في جَنَانِ لغة
وهذه الخاتمة جنان .. بكسر الجيم .. :)
ألف تحية وتقدير

نازك 08-14-2014 11:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بَلْقِيسْ الْرَشِيدِي (المشاركة 874487)
بِخُطواتٍ أنِيقَة وإملاءاتٍ عمِيقَة كانَ لـ مدى الضَوءِ هُنا إمتدادٌ غائِر سَرقنا لـ أعماقِه !
يُوشكُ أن يَغرقَ بِنا حيثُ لِلسماءِ بَهجةُ الحُسن ولِلموجِ لِذَّةُ الغرق .

للإنصاتِ هُنا وطن ! نازِك ماأروعكِ . أسعدكِ الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif


أسعد الله مساؤكِ ... بلقيس /
ذاك النصُّ صَلصالٌ عُجن بماءُ الروحِ والعينِ ليرسُم ملامح للشُقوق المُتصدّعةِ طلباً للرُواءِ
فخرّتْ ساقيةُ الفِكرِ بحرفٍ مُنهمر ...
وحين داعب مسمعُكِ هَتُونهُ ، عُزفتْ في مَداءاتي مراسِمُ الفرح

جزيل الشكر ووفيرهُ لكرمكِ الباذخ أن أشرتي لنصّي المتواضع في متصفحكِ التويتري

عميقُ محبتي

نازك 08-15-2014 12:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عَرّابي (المشاركة 874492)
أنصتّ بكلّي
وأرهفت الروح تقرأ البوح وتحتويه

نازك
وأيّ حرفٍ صادق ٍ عابقٍ بالرقّة ذاك يا حبيبة

لا وربي لا يُنصف نصك قراءة واحدة
بل مرّة تليها أخرى ومرّات إنصات

حبيبتي
من جنائن جوري أعشق عِطرها جورية
ومحبتي التي تشعرين

http://www.ab33ad.info/up/uploads/im...d7ed5b4376.jpg

كما طيرِ السُنونو على التفاصيل تُغردين ، ومن جمال روحكِ على الأسطُر تنضحين،
في نفسي أفانينُ شُكرٍ عاطِرة ، ودَينٌ أُسدِّدهُ محبةً ودُعاء

عميقُ ودّي

خالد ناصر 08-15-2014 12:27 AM

منذ زمنٍ لم أبلغ هذا المدى من الإستمتاع !
بوركت حروفك سيدتي ،،


الساعة الآن 08:47 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.