منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   فلسفة مفتقداتي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=15342)

أحمد الأحمد 12-31-2008 05:32 PM

فلسفة مفتقداتي
 


دائماً .. جغرافية الخطى التائهة
تقود المرء صوب الرمال
فيصبح العطش سراباً متواصلاً
ويواصل الجرح فلسفة الغياب !!

إذاً...

أنا الآن أنتبه لوجودي, وأحاول لفتَ انتباهكم, علّكم تنتبهون لوجودكم أيضاً.. ولا تزعجوا صفاء افتقادي..
أنا الآن في حالة انتباه!..

لي مفتقداتٌ شتّى.. أحياناً أفقدني.. و أحياناً أغُصُّ بي.. وأحياناً أخرى يدمنني الفراغُ فأهيمُ بحثاً عن ألمٍ يخترقُ صلصالي ليُشقِّقَ روحي بالحياة.. علَّني أحيا!!..

طارئٌ كصمت، مبهمٌ كافتقاد، عارضٌ كغيمة، أيّاً كنتَ _ تستخلصُ عشقاً من رذاذِ حنجرتي.

وتُسطِّرُ كفن روحٍ ستلتفُّ بشرانقِ حنينٍ وتضمُر.. وتضغطُ على برعم الإنتظار اليابسِ كي أنتظِرْ_ أشتقِ لي من شحوب سمائكِ درباً أختمُ به إنتظاري..

وأنطفئ شهاباً مرّ بسلامٍ دون عودة.. بعد أن أضاء في ثقب الزمنِ أروعَ حكايةٍ شغلَتْ رؤوساً بلغزِ استكمالها.. وشهقَتْ برغبة الصبرِ... ردّاً على البقاءْ!!..

لي في محور الألمِ مِقعدٌ يتلكأُ لارتحالي.. ويبردُ ليُدفئَ فراغَ قلبي حين تطفو منه آلامُ الخلْقِ المتضاعفة على حجراته كعفنْ!

ولي حاجةٌ مُلِحّةٌ تُضفي على قلبي الحزنَ عِدّةً مُسميّاتٍ حَملها حتى انحنى ظهرهُ..

مسميّاتٌ لم يستحقّ أحدٌ اقتناصها .. ليكون..

أو يسلبَ بها شهوةً غرزَتْ أظفارها في وحلِ العشقِ كي تبقى.. فما بقيَت..!

وكتناغمٍ مع حالة تمرُّدٍ على ما أكونهُ حالياً.. أتحِدُ مع سكان نبضي في هدنةٍ قصيرة..

لنناقشَ سُبُلَ بيوتٍ تهجرُ أصحابها فجأةً.. وركودَ الأيامِ في تناسخها من زاويةٍ واحدةٍ فقط..

زاويةٍ أكونها وحسْب...

اختراقاً لما هو شائع.. من عاداتٍ يُلفِّقُها الأقدمونْ.. نبحثُ عن الألم..!

كأنما هو الضلع المفقود في هيكلنا الشرقيّْ..

وبمنتهى الاحتمال.. للاحتراق الكاملِ لأفواه كانت تقلِّدُ الحلُمَ لنكبرَ.. ونعيفَ زماناً كنا فيه أطفالاً نتطفّلُ على أمشاجنا فنشوِّهها بعَلَقِ الشقاءِ ودُمَلِ الخيبة..

ونكبُرُ مع هذا.. أشباه أُناسٍ.. تحتفظُ بالتضاريس ذاتها.. وتنمو لها الأطراف ذاتها.. ويتوزّعُ الجلد على البَدَنِ بخريطةٍ ذاتها.. ويتنابزون على بعضهم بلا هوادةٍ.. ربما تختلفُ ألسنتهم بترتيبها ذاته..

نبحثُ عن الألم.. لنُغيِّر بفلسفته مسار عروقٍ تُخضِّبُ جلودنا بكيمياءِ الندم..

نبحثُ.. في ضجّةِ الألم.. لنُحِسَّ بسكون الوجع..

وبريق الجرح حين يخطفُ بلمحةِ عينٍ فرحةٍ كانت ستغرقنا بجفاف خدودها..

وتعرُّجِ أصابعها على شَعرِنا دون شفقةٍ.. كأنما غايةً السعادةِ تشرُّدٌ في الأماكن..

وسقوطٌ في مستنقعِ الشكِّ.. بأنّ كلّ حزنٍ فرض..
وكلّ فرحٍ بدعةٌ لا رجعة فيها!!

نبحثُ كذلك لنبقى.. توطيداً لجنونٍ اقترفناهُ عبثاً..
واحتراماً لصمتٍ هدَّ شيخوخةَ انتظارنا في بعض أحلامٍ أدّركَتْ أننا لسنا لها..

فأيُّ قلبٍ سيبقى.. في زحمة الخلائقِ على اعتلاءِ أساميهم؟

يُؤرِّخُ استحواذهم على بعضي..
ويُقرِّعُ تخاذلهم حين يُؤسَرونَ في أُفُقِ غرورهم الضيِّق؟

فانطلِق.. صوْبَ الفراغِ كي تملأه بأزيزِ اختلافك..

ماذا ستفعلُ إذا بتَّ منهم.. هم لا قيمةَ لهم دون أسماءْ..

ولا ضيرَ إن تعبَتْ ضِفافُكَ من هدير الألم..



أبحثُ.. هنا.. في غربتي.. عن الألم..
ليبقى لي إرثاً إن أفلَسَ جسدي من حضارةِ الصبرِ
علّهُ يستبدلُ عِبئي بكينونةِ التعب.. فأنتبهُ لوجودي!!..




صالح الحريري 12-31-2008 06:42 PM



أتعلم يــ أحمد ..!
أشعر أنك كتبت في " فلسفتك " تفسيراً لتوقيعك ...!

سيطول مكوثي هنا ..
أبحث معك في ركام الألم عنّي / عنك ...!

تحياتي


حمد الرحيمي 12-31-2008 08:56 PM



أحمد الأحمد ...



أهلاً بك ...



نصٌ يُفلسف [ الألم ] بمرارة الشعور و أُشظيات الوجع ....


نصٌ يشعل قناديل اللغة الراقية في دياجير الأنفس المعتمة ...







أحمد ...


مبهرٌ أنت حقاً ...






مودتي ...

سعـد الوهابي 01-01-2009 02:39 AM

.
.
والألم فلسفة مقيتة لاتحتاج إلى فلسفة . .

يسكنه ، يتواءم معه ، يُغربه ، يوطنه . .

يمحو ذاكرته لـ يعيد تهيئتها له من جديد . .

فـ يبحث في غربة ألمه . .عن بقايا صبر يجالد به الألم القابع في صدره
.
.
سيدي القدير

" أحمد الأحمد "

فلسفتك . . فسيفساء لغوية باهرة . .

وغربة ذاتك المؤلمة . . كانت أشبه بـ وطن مستقل أنت فيه الملك والشعب

قلمك محراب . . والحروف تُأمن على دعائه . .

سلم فكرك وبوحك

ودام ضياؤك


(احترامات . . موجودة )

سعـد

شــمــ نـجـد ــس 01-01-2009 03:39 AM

:

أنا الآن أنتبه لوجودي, وأحاول لفتَ انتباهكم, علّكم تنتبهون لوجودكم أيضاً.. ولا تزعجوا صفاء افتقادي..
أنا الآن في حالة انتباه!..
:

نعم : بعد الانتباه
شددت يدي لوجودي المتكرر بالافتقاد ..!

رائع يا أحمد



أحمد الأحمد 02-03-2009 12:27 PM

عذراً عن التأخير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الحريري (المشاركة 395191)


أتعلم يــ أحمد ..!
أشعر أنك كتبت في " فلسفتك " تفسيراً لتوقيعك ...!

سيطول مكوثي هنا ..
أبحث معك في ركام الألم عنّي / عنك ...!

تحياتي





صالح..


مرورك كان بمثابة القمر يضيء وينير ليلاً ليزين السماء ويضيء للأرض ...
مرورك كان بمثابة سحابة مرت على أرض قاحلة فأمطرت عليها فعادت خضراء...


صالح.. بالتأكيد لن أمل من البحث عنك..




تحياتي

أحمد الأحمد 02-03-2009 01:00 PM

عذراً عن التأخير
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الرحيمي (المشاركة 395242)


أحمد الأحمد ...



أهلاً بك ...



نصٌ يُفلسف [ الألم ] بمرارة الشعور و أُشظيات الوجع ....


نصٌ يشعل قناديل اللغة الراقية في دياجير الأنفس المعتمة ...







أحمد ...


مبهرٌ أنت حقاً ...






مودتي ...














حمد الرحيمي






حين يصفعك الألم بكفه الخشنة على وجهك الرحب

وحين تمتد يده الباردة لتعبث في مشاعرك فتغير ترتيب حياتك وتغادرك

ركاماً من "اللا شئ"


وحين تجد أنه مهما أوصدت نوافذك إلا أنه يجد طريقه للوصول إليك مهما
كنت وأينما أختبئت.. ستجد نفسك بحاجة ماسة للبوح بما تكنه.



تقبلي ودي

خالد الداودي 02-03-2009 01:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الأحمد (المشاركة 395169)


دائماً .. جغرافية الخطى التائهة
تقود المرء صوب الرمال
فيصبح العطش سراباً متواصلاً
ويواصل الجرح فلسفة الغياب !!

إذاً...

أنا الآن أنتبه لوجودي, وأحاول لفتَ انتباهكم, علّكم تنتبهون لوجودكم أيضاً.. ولا تزعجوا صفاء افتقادي..
أنا الآن في حالة انتباه!..

لي مفتقداتٌ شتّى.. أحياناً أفقدني.. و أحياناً أغُصُّ بي.. وأحياناً أخرى يدمنني الفراغُ فأهيمُ بحثاً عن ألمٍ يخترقُ صلصالي ليُشقِّقَ روحي بالحياة.. علَّني أحيا!!..

طارئٌ كصمت، مبهمٌ كافتقاد، عارضٌ كغيمة، أيّاً كنتَ _ تستخلصُ عشقاً من رذاذِ حنجرتي.

وتُسطِّرُ كفن روحٍ ستلتفُّ بشرانقِ حنينٍ وتضمُر.. وتضغطُ على برعم الإنتظار اليابسِ كي أنتظِرْ_ أشتقِ لي من شحوب سمائكِ درباً أختمُ به إنتظاري..

وأنطفئ شهاباً مرّ بسلامٍ دون عودة.. بعد أن أضاء في ثقب الزمنِ أروعَ حكايةٍ شغلَتْ رؤوساً بلغزِ استكمالها.. وشهقَتْ برغبة الصبرِ... ردّاً على البقاءْ!!..

لي في محور الألمِ مِقعدٌ يتلكأُ لارتحالي.. ويبردُ ليُدفئَ فراغَ قلبي حين تطفو منه آلامُ الخلْقِ المتضاعفة على حجراته كعفنْ!

ولي حاجةٌ مُلِحّةٌ تُضفي على قلبي الحزنَ عِدّةً مُسميّاتٍ حَملها حتى انحنى ظهرهُ..

مسميّاتٌ لم يستحقّ أحدٌ اقتناصها .. ليكون..

أو يسلبَ بها شهوةً غرزَتْ أظفارها في وحلِ العشقِ كي تبقى.. فما بقيَت..!

وكتناغمٍ مع حالة تمرُّدٍ على ما أكونهُ حالياً.. أتحِدُ مع سكان نبضي في هدنةٍ قصيرة..

لنناقشَ سُبُلَ بيوتٍ تهجرُ أصحابها فجأةً.. وركودَ الأيامِ في تناسخها من زاويةٍ واحدةٍ فقط..

زاويةٍ أكونها وحسْب...

اختراقاً لما هو شائع.. من عاداتٍ يُلفِّقُها الأقدمونْ.. نبحثُ عن الألم..!

كأنما هو الضلع المفقود في هيكلنا الشرقيّْ..

وبمنتهى الاحتمال.. للاحتراق الكاملِ لأفواه كانت تقلِّدُ الحلُمَ لنكبرَ.. ونعيفَ زماناً كنا فيه أطفالاً نتطفّلُ على أمشاجنا فنشوِّهها بعَلَقِ الشقاءِ ودُمَلِ الخيبة..

ونكبُرُ مع هذا.. أشباه أُناسٍ.. تحتفظُ بالتضاريس ذاتها.. وتنمو لها الأطراف ذاتها.. ويتوزّعُ الجلد على البَدَنِ بخريطةٍ ذاتها.. ويتنابزون على بعضهم بلا هوادةٍ.. ربما تختلفُ ألسنتهم بترتيبها ذاته..

نبحثُ عن الألم.. لنُغيِّر بفلسفته مسار عروقٍ تُخضِّبُ جلودنا بكيمياءِ الندم..

نبحثُ.. في ضجّةِ الألم.. لنُحِسَّ بسكون الوجع..

وبريق الجرح حين يخطفُ بلمحةِ عينٍ فرحةٍ كانت ستغرقنا بجفاف خدودها..

وتعرُّجِ أصابعها على شَعرِنا دون شفقةٍ.. كأنما غايةً السعادةِ تشرُّدٌ في الأماكن..

وسقوطٌ في مستنقعِ الشكِّ.. بأنّ كلّ حزنٍ فرض..
وكلّ فرحٍ بدعةٌ لا رجعة فيها!!

نبحثُ كذلك لنبقى.. توطيداً لجنونٍ اقترفناهُ عبثاً..
واحتراماً لصمتٍ هدَّ شيخوخةَ انتظارنا في بعض أحلامٍ أدّركَتْ أننا لسنا لها..

فأيُّ قلبٍ سيبقى.. في زحمة الخلائقِ على اعتلاءِ أساميهم؟

يُؤرِّخُ استحواذهم على بعضي..
ويُقرِّعُ تخاذلهم حين يُؤسَرونَ في أُفُقِ غرورهم الضيِّق؟

فانطلِق.. صوْبَ الفراغِ كي تملأه بأزيزِ اختلافك..

ماذا ستفعلُ إذا بتَّ منهم.. هم لا قيمةَ لهم دون أسماءْ..

ولا ضيرَ إن تعبَتْ ضِفافُكَ من هدير الألم..



أبحثُ.. هنا.. في غربتي.. عن الألم..
ليبقى لي إرثاً إن أفلَسَ جسدي من حضارةِ الصبرِ
علّهُ يستبدلُ عِبئي بكينونةِ التعب.. فأنتبهُ لوجودي!!..





يا احمد الاحمد

الركض بإتجاهك ممتع ومتعب
كل ما اخشاه ان اجرح حضوري هنا بكلمات لا ترتقي لمستوى النص

جميل انت للغاية

تحرك كل جذع ساكن
تمخر التربة الى البحر
تجدف الريح للصمت

تأخذنا تأسرنا مسافرين اليك دون عوده

جميل انت يا احمد
ثق ان لك في عيوني قراءة تمتد لأبعد من هذا الحديث المؤطر
كلما تتبعت ايقاعك داخل النص
اجدني اكثر

خالد


الساعة الآن 09:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.