منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مَحمود درويش , و يَكتَمِلُ الغِيابْ ... (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=12649)

د. منال عبدالرحمن 08-11-2008 04:21 AM

مَحمود درويش , و يَكتَمِلُ الغِيابْ ...
 


[ و زرعتُ أزهاري

في تربةٍ صمّاءَ عاريةٍ

بلا غيمٍ ,, و أمطارِ

فترقرقت لما نذرتُ لها

جرحاً بكى برموشِ أشعاري ..]

أيّها الرّاحلُ هناك , توقّف فمنَ [ الخليجِ إلى المحيط لا زالوا يعدّونَ الرّمال ] ,

توقّف فما زالَ في جسدِ زهرِ اللّوزِ جرحٌ لم يفور , ما زالَ في زهرِ جسدِ اللّوزِ جرحٌ لم يغور ..

ما زالَ هناكَ أمنية , تنقلُ صوتكَ إلى القلوب الغافية ,

تحملُ حنجرتكَ المكرّسةُ لأغاني الوطنِ في أفواهِ الرّصاصِ إلى الأيادي الثّملةِ بالخيانة ..

توقّف ..

لا زالَ هناكَ [ أحمدٌ ] غافٍ على رصيفِ الجرحِ يبكي , يُطلقُ من فوهةِ عينيهِ قنبلةً تُسْقِطُ في كلِّ يومٍ وجهاً عارياً ,

و يسمعُ قلبكَ ينبضُ ,

فيتلو و أمامَ يديهِ غصنُ ليمونٍ [ سقطَت ذراعكَ فالتقطها , و اضرب عدوّكَ لا مفرّ ] ..

توقّف لم يبقَ في بيروتَ ألفٌ و باء , و على رفوفِ دمشقَ تصطفُّ العصافيرُ و تغترب ,

و القدسُ تئنُّ و في يديها [ تتكسّرُ السّماءُ على رغيفِ الخبز ] ,

و بغدادُ تنعي حزينةً جسدَ الحلمِ القتيل ,

و [ لا جديدَ لدى العروبةِ ] ..

يا محمود , لِمَ ترحلُ و تتركُ قصائدَ الوداعِ تائهةً على فمِ عاشقٍ يحلمُ بحمامةٍ تطيرُ و لا تخاف ,

تبكي و تجمعُ دموعها في سلّةٍ من قبلاتٍ لم ينفيها وطنٌ لأجلِ حزنٍ وجوازِ سفر ؟

يا محمود , بعضُنا باقٍ بعدكَ و كثيرنا رحلَ قبلكَ ,

هويّاتنا و انتماءاتنا و بعضٌ من دمنا قد سبَقنا في ريحِ الغيابِ ,

و بقينا ننعي قيودَنا الموؤدة و حريّةً تائهةً على شكلِ قلم ..


أيّها العصفورُ المناضلُ في شظايا أمّةٍ فقدّت بليلةٍ وشاحها الذّهبي,

و التحفت بقصيدةٍ تمحو خيبةً أورثها عقوقٌ بالأرضِ , بشبرٍ من الأرضِ ,

بذرّةٍ من ترابِ أرضٍ بلونِ دمِ النّوارسِ تحملُ في ثغرها قضيةً و جرحاً و أمّاً ثكلى , لا تزال عندَ عتبةِ البابِ تنتظر ..

عشرونَ عاماً كانَ أحمدُ العربيُّ يرحل , و عشرونَ عاماً , بقيتَ تحملُ جسدَهُ الصّغير , ليصرخَ في وجهنا :أنتم من انتخبتمُ المقصلة ,

لينثرَ فوقَ يدينا غيثَ دمهِ فترتجفَ قبلَ المصافحةِ و تتساقط ..

من سيبقى الآنَ و قد رحلت , و ماذا نفعلُ بأجسادِنا المتضائلة أمامَ جرحِ أحمدٍ ,

و وشاحِ [ صبرا ] المُنتَهَك , و جناحِ محمّد الدّرة الّذي يريدُ - فقط - أن يعودَ إلى البيتِ [بدونِ درّاجةٍ و قميصِ جديدٍ ]؟

ماذا سنفعلُ و في كلِّ يومٍ تتهالكُ مآقي اللّغةِ على عتباتِ الحروفِ المخبّأةِ في طبولِ الفراغِ و فوقَ أرصفةِ المنفى المستوطنِ في الجسد ؟

علّمتنا أن للدّمعِ جذوراً , و استبقيتَ في عينِ أمّهِ دمعتينِ لأجلِ أخٍ أو صاحبٍ , قد يكونُ أنت ..

و كأنّكَ كنتَ تعرفُ أنّنا سنبكيكَ و نقتلعُ الدّمعَ من جذوره ,

أننا سندمعكَ و يقتلعنا جذرُ كلماتِكَ من بكائنا , لنردّدَ صوتكَ العربيّ الضّاربَ في عمقِ الحزنِ الموشّى بقصبِ الحبّ .. و

[ عزاؤنا الموروث :
في الغيماتِ ماء ,
و الأرض تعطشُ ,
و السّماء تروى ,
و خمس زنابقٍ شمعيّةٍ في المزهريّة ]


أيّها العظيمُ , عمركَ باقٍ إلى الأبدِ في اللّغة , و لكنّها ستبكيكَ ,

ستبكي حاءكَ و الميم , و سترثي لحالِ قصيدةٍ نذرت لقافيتها دالكَ الهاربةَ من منبعِ الضّوء ,

ستبكيكَ بيّاراتُ اللّيمونِ و حقولُ القمحِ و كرومُ العنبِ و أشجارُ التّفاحِ و مزارعُ الزّيتونِ وغاباتُ السّنديانِ و الأرزِ و واحاتُ النّخيل ,

ستبكيكَ نوارسُ البحر و سنونواتُ المدينةِ و قمرُ الشّتاءِ و المطرُ في صلاةٍ أخيرة , و لوركا إذ يودّعُ تراتيلَ الصّدقاتِ في اسبانيا و يحملُ

[ آخرَ الأخبارِ من مدريد :
شبعَ الصّابرُ صبراً ] ...

أيّها الباقي في حناجرنا , تُشعلُ القصيدَ في أفواهِ دمنا ,

و تمنحُ بروحكِ إذ تحفّها ملائكةُ النّورِ سنابلَ القمحِ القديمِ طواحينَ الأفواهِ الصّدئةِ بالغيابِ و الرّحيل ,

فتنتثرُ اللّغةُ فوقَ مُدنِ الكلامِ كخبزِ غيمةٍ حُبلى بتلاواتِ الأرواحِ المكلومة ..

أنتَ أيّها المهاجرُ في الصّبحِ البعيدِ , على زندِ قصائدكَ ستولدُ ألفُ ريتا و تغفو كجفني سماءٍ تكتحلُ المساءَ و تودعهُ ثغرها الصّغيرَ سرّاً لبندقيّة ..

الآن إذ نصحو , سنتذكّر [ طريقَ دمشق ] و [ قصيدةَ الخبزِ ] و [ الرّملِ ] و [ الأرض ] ,

و سنحملُ [ عبء الفراشات ] على أكتافِ حطّابٍ و عاشقة ..

الآن إذ نصحو , سنذكركَ و في عينينا أمنيةٌ أن يبقى هذا الدّرويشُ العربيُّ , حنجرةَ الأجيالِ القادمةِ ,

و يدهمُ النّاطقةُ بحقِّ الدّمِ الغائرِ في الأرض ,

أن يبقى حبّهم المتّسع كحقولِ الذّرةِ و غزلهمُ الممزوجَ بالأزهارِ و البارود ,

و أطفالهم البريئةُ الّتي تكتبُ على جدرانِ ضميرهم كلَّ يومٍ حكايةَ الوطنِ الجريح ..

:

في قلوبنا باقٍ , و إلى رحمةِ اللّهِ مرتحلٌ يا محمود ..

مروان إبراهيم 08-11-2008 06:14 AM


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...oudDarwish.jpg

:

اشجيتنا يا مَحمود ،
باتَ صوتنا زمازم ، والمثار قصائدك ،
وارضنا بعد ثوانيك الأخيرة ، توشّحت الاغْبِرار !
لو تعلم ؟
اضحينا كالسُمّار ،
نبدأ احاديثنا بِك ، وَ نختُمها بِك ،
وَ حرفُك الوضّاح ، يُنير عُتمة ليل غيابك !


لكنكَ لم ترحل ،
لاصق أنتَ في جسدِ كل عربي ،
موشوم في عُمقِ الوطن ، فسيح جداً في أوردةِ الزيتون ،
تسترخي بين المروج ، وَ يقصد النّحل رحيقك ، كآخر مرة يعلق النّور !
نسيجٌ أنتَ ،
من انتصاراتِ الرجال ، وَ صوت المدافع ،
وَ إنتماء الأرض ، وَ خوف الأطفال على ترميلِ امهاتهم ،
وَ لهفة الْمزار لجرةِ أهله ، وَ دمعة المُنتصر ، وعزيمة الخاسر !


:

منال

أنتِ
حرفُك ذو حواس خمس ، تُُحضرين
الأشياء في غيابها ، وَهذا نادر ، وَ مُدهش
لو تعلمي !

دُمتِ للحرف رسالة نقية !

السندريلا 08-11-2008 08:53 AM


http://www.halaup.com/upload/uploads...7a4fcd48dc.gif


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...oudDarwish.jpg

انَّ الْقلبَ ِلَِـ يحْزَنَ وَالْـ عَينَ لتَدْمع وَ الأمَّة عَلَى فُراقكَ لَـ مَحزُوُنونْ
يَا صَوت الْثَورَة / صَرخَة الأمَة الْصَامِتَة
رَحلْتَ جَسَدَاً بَعدَ مَا خَلَّدْتَّ فِكرَا ً ، حُلمَا ً، قِيِمَا ً ، مُقَاومَةً ، شُمُوخَا ً
وَ 00 قَلمَاً سَطَّرَ أعْظَم الْمَعَانيْ للأرْضِ ، الْهَويَّة ، الْوَطنْ ، كَانَ نَاطِقَا ًرَسْمِيَّاً بِـ إسمِ الْشَعبِ الْمُنَاضِلِ

الَى الْرَفيقِ الأعْلَى ايُهَا الإنْسَان، الْمُنَاضِل الْشَريِف الْحُر
يَا فَقِيد الأدَبْ / الْشِعرْ الْعَربيْ ..

♦.
♦.


:: مَنَـالْ :: فِيْ مَسَاحتكِ كَانَ الْوَجَع مَخْمَلِيٌّ ، عُزِفَ عَلى اوْتَار أفْئدَة مَكْلُومَة ..
دمْتِ تَسْطَعيِن بِـ طُهركَ .. وَ دَامَ الألَق منكِ عَائِدٌ اليْكِ [ .. http://www.halaup.com/upload/uploads...2a3ceb736a.gif .. ]


فقـد 08-11-2008 08:31 PM

...
وتجرأ على دموع أمه
-فقد-

د. منال عبدالرحمن 08-11-2008 11:01 PM

http://www.dw-world.de/image/0,,3551178_1,00.jpg

" هزمَ الموت " , و كأنّهُ كانَ يعرفُ أنّهُ أقربُ منهُ إليه ,

و كأنّهُ كانَ يعرفُ أن عمرَ الحقولِ و السّنابلِ مرهونٌ بالرّحيلِ , بنصرِ الرّحيلِ , هزيمةً للموت ..


مروان ,

شُكراً لنُبلِ حرفك .

فيصل الحلبوص 08-11-2008 11:22 PM

شاعر فلسطين




شاعر العرب




إلى جنان الخلد يا محمود




ما مات رجل وقد ترك حبه في قلوبنا




أرقد آمنا في رام الله





وعانق تراب وطنك الذي أشتقت إليه





رحمك الله



رحمك الله



رحمك الله



/




\

فاتن حسين 08-11-2008 11:40 PM


إنا نحبّ الورد،

لكنّا نحبّ القمح أكثر

ونحبّ عطر الورد،

لكن السنابل منه أطهر

فاحموا سنابلكم من الإعصار

بالصدر المسمّر

هاتوا السياج من الصدور...

من الصدور، فكيف يكسر؟؟

النار تلتهم الحقول الضارعات

وأنت تسهر!

اقبض على عنق السنابل

مثلما عانقت خنجر!

الأرض، والفلاح، والإصرار،

قل لي: كيف تقهر...

هذي الأقاليم الثلاثة،

كيف تقهر؟

* * *


الساكن فينا .. " محمود درويش "

منال


ماذا بوسع الكلمات ان تنطق
وقد شل رحيل شاعرنا الحبيب كل الحروف


جل احترامي ياقديرة


الساعة الآن 05:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.