|
لـ خـيـانـة الـتـوفـيــق
: : : : شوارع ضيق يحالفها كثير خيانة التوفيق والنور يعميها والشاي والعمّال يزعجهم الإبريق! مادام تضحك نكسة الطالع لا تضيق يالشارع ما بالنواحي ناس ما يْباع في الدكان.. غير أغطيه واكياس لا أحذيه وامواس لوجوهنا عكاز! لرجولنا قالع! وما احدٍ أبد طالِع لا تضيق يالشارع فـ بيوتنا للضيق نطبخ مدامعنا نفطر مواجعنا نتغدا ماي إبريق ما ننزل الشارع! : : : : |
: : : : لا تضيق يالشارع بستاننا مقلوع لا سور لا ممنوع إدخَل نواحينا فتش جيوب الجوع فتش مداخلنا ما يتسخ مدخل قرّب يَا شارعنا سجادنا من طين ما نفرش المخمل لا تْخاف يالشارع دوس اللي نايم أمس دوس الحلِم بالشمس باجفاننا نطالع بس ما نشوف اليوم ولا ندري وش هو أمس إدخل منازلنا لا تخاف يالشارع كل المنازل ناس بهدوم محروقه باحلام مدقوقه.. بس طايح الإحساس! لا تضيق يالشارع هذي منازلنا من طولك الفارع!! : : : : |
: : : : علمني يالشارع هذي الوظيفه بـ كَمّ؟ وكم في الوزاره عم؟ كم خال له مكتب؟! وكم صاحبٍ كذاب ما فكّ فمّ كْتاب صارت فلوسه داب.. يلدغ قناعتنا! علمني يالشارع كم نشتري هاناس والكل بايعنا..! لا تخاف يالشارع ما نحمل المفتاح لا باب.. لا مصباح فـ بيوتنا للريح يا سيدي شارع! والله يالشارع ما نعرف نواشي كل الأسى ماشي ولا نحاسب البقّال إحنا خلقنا ننام واعمارنا تنشال..! ندفع ونتسلّف نتسلّف المقرف! من هالرغيف الحاف من شمعةٍ تنخاف والله يالشارع ما عمرنا كَلنا.. غير الجشع في عم غير الطمع في خال لا تخاف يالشارع ما هي مناجلنا ذي صورة الأحفاد وعيالنا الأوغاد..! يوم اعشقوا هالأرض وكل عام طالِعنا: وش في المآقي غير ركعة ندم للعرض!! يا ليت يالشارع ما نوّروك فـ يوم نورك يأذينا يحفر مآقينا من خطوة الطالع! : : : : |
: : : : يا عم.. يا شارع ما ودنا باحلام ولا نبغي نصارع فينا المرض كافي وما حد وفا أكثر من جوعنا الوافي! لو تدري يالشارع: نشعِل أصابعنا لاجل السهد يمشي ويوصل مضاجعنا جدراننا يا عم ما هي موانعنا جدراننا الإسمنت من قصرها الفارع.. تتزوج الشارع!! : يا عمنا الممدود ليت العرى موطن ليت الجلود حدود! كم طاحت العمّات كم أم ما تدري.. من هو ابنها اللي مات!! يا عم يالشارع خلك لصوب الكل ما به هنا مخلوق يحتاج للسارق كل القبور حقوق وكل المرض وافي وبعض الأمل حارق! لا تنشغل يا عم في البيت والا فيك.. ما يفرق الشارع! : : : : |
: : : : تذكر يَا شارعنا عن صاحبي الشاطر يومٍ كتب مره: ما في البلد من شرّ ما في البلد قاسين ما كان أبد شاعر لكن بصوته دين كم ينفي.. ويؤكد: ما هو الوطن: مهجر!! : يالشارع الأستاذ علمتني أكبر عكس الشجر ش ح ا ا ا ذ..! : : : : |
: : : : ما به جديد.. كنت القرى.. أو صرت غابه من حديد يالشارع انْت أدرى احنا نظل بعيد ما نعترف بالبيت لا غاز لا كبريت معبودنا العيشه.. في حفرة التنكيد نكّل مثِل ما شيت لاحفادنا طالع يحلم يجي الشارع! : يا أرض.. يا ميلاد يا بايعين السدر من هو اشترانا نصل.. يذبح ثرى وبْلاد؟! لو كلنا جعنا وخارت عظام الخبز ما اقول يا شارع إنت السبب في الموت با قول أنا للموت.. يا عم.. تفّّ.. وطزّ..!!! : : : : |
: : : : يا صاحبي الشارع كلمني عنْك أكثر عن خطوة المشراق لقروش تتسارع لـ كروش ما تصغر! يا صاحبي الشارع لي نظرةٍ وآمال مزروع أطالع وجهك مْن الصغر أقرا تفاصيلك واسمع مواويلك صوتك مزابل توت توتك جنايز فقر ياللي ظلامك صوت يزهر بظلم أبيض وصبحك غدا ليلك! آطالعك مـِ المهد: وادري انّه الخباز: حارس مجاعتنا وادري إنّ سعر الغاز: يكفي يراعتنا.. تغزل حرير الباب تطلي لنا الجدران بخيوط مقطوعه! يالشارع المكنوس مثل الفقر.. بـ فلوس وش حال باعَتنا؟! باعوا العنب والتوت؟! يا هل ترى: باعوا مساميري معَ التابوت؟! وش حال طاعتنا؟! هي بعْدَها يالشارع فْـ محراب.. تغسل رصيف المغفره بالدمع تكوي نواصي الكافرين بطاعةٍ والسمع؟! تتبتل الأبواب تنفخ سموم الغاب تكفخ بجنحٍ كل ريشه.. داب..!! يالشارع الضيّق: ما بالنواحي ضيق واحنا كبرنا ما نْتأمّل حلم في خيانة التوفيق! يالشارع الغنّاج: من كاعبك لغناية الأسياج.. إرقص يَا شارعنا فـ بطوننا بعنا.. ولـ بطوننا جعنا..! يالشارع المحمود: كل السكيك أقراب كل النواصي حُب كل أرْصفتْك بيوت وخطوطك البيضا وخطوطك الحمرا لابوابنا.. أبواب! : : : : |
و تدري يـَ شارعنا : [poem="font="simplified arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]البارحه.. عنق السؤال الضالّ.. خان المشنقه=طاح الصليب/ تلقّفته أعناق من تحت السؤال! لمّت ليَ الشمس الأخيره نعْل عيد مشققه=لبّستها جوز الحمام الميت فـ بيتي ليال كانت على سطح البيوت أبواب حب مطلّقه=صارت سطوح بيوتنا رمله من زجاج الضلال![/poem] : أو تدري يالشارع: هذي البيوت أصحاب مرجاحه تلم الثياب يوم أكثر الجيران مثل أمي وابوي الطيبين يوم إنهم عاشوا على موتة أخوي موطّنين بالحزن والغفران بالدمع والخذلان والله يالشارع: هذي البيوت أوطان لا يمكن تهاجر أو يمكن تغادر هذي البيوت ألوان من ضيقنا الفاجر! : : : : |
| الساعة الآن 07:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.