![]() |
وكمْ أحتَاجُ إلَى جبلْ..!
.؛
تربَّينَا حُفَاةً ، تخدِشُنا المسَامِير الصَّدئة ، وتعوجُ أصابِعنَا حجارةُ البازالت السودَاء ، كُنّا نقسِمُ اللُّقمة بفيهِ القِططِ الموَّاءة ، ونلبِسُ مُشاركةً معَ أحفَادِ الحَارة ، تلكَ السهراتِ المُنظّمةِ على حصِير الحَكايَا و المَولُودةِ منْ فُرنِ الطِّينِ ، وبرائحةِ الخُبزِ المُقتَرِن بيخضُورِ أوراقِ الليمُونِ المقطُوفِ منْ بُكرةِ النتحِ الأوّل .. جبلٌ هزّتهُ يدُ الإرهَابِ ، لتُرغِمنَا على دفنِ ذكرَياتِنَا المُتّسخةِ بدمِ الأبرِيَاءِ أنْ نُوقظ وجَعهُم في سُكُونِ نومتِهم ، فنفضنَا كغُبارٍ أثقَل رئتهُ أن تتنفّس الصُّعدَاء ، و قُذِفنَا نختَبِئُ وراء شجَاعةِ الشّجر ، ارتِدادِ الأسوَارِ بانعِصارِ الصّخر ، نلعَقُ شوربةَ المغْرِبِ برجَاءِ السِّلمِ ، ونقضِي خُشُوع التّرَاوِيح برعشَةِ المَكَانِ أن ينفَجِر .. تُغلّفُنَا مقَاعِدُ الدِّرَاسةِ من رصاصةٍ خوّانة ، و تنفُخُ فِينَا حمَامةَ البَيَاضِ أنْ نرتَقِي ، وعجَنتْنَا الدُّمُوعُ و هزَّاتُ الغدرِ ، و طُبِختْ آمَالُنَا علَى دمِ الرُّؤوسِ التي نتصبّحُ بهَا مُعلّقةً علَى أطْرَافِ المسِيرِ إلَى الكُتُب .. ومضتْ سنِينُ السّوادِ ، و قنَواتُ الحِدَادِ ، لتغْسِلنَا رحمةُ اللهِ أنِ أحيِنا اثنتَينْ ، ولنتَعلّمَ من الشّجرِ الوُقُوفَ خرِيفًا ،و الصّمود شِتَاءًا .. كبُرتْ أرجُلُنَا ، وبِتنَا نلبِسُ أرقَامًا أكبَر ، وعُبِّدتْ الطُّرقُ وأصبحَ الصدأ يحنُّ أن يأكُلَ طراوةَ أقدامِنَا ، و صادَقَتْنَا الحِجَارةُ ، أمَّا سهرَاتُنَا هرِمتْ ، واتّخذتْ منْ مدِينتِنَا رُكنَ بائعةِ الكِبرِيت ، وبُكرتُنَا أصبحتْ سودَاء ، لا تُشبِهُ اليخضُورَ في شيءٍ إلاَّ في بدَايةِ عيشٍ آخرهُ التّحمِيصُ علَى نَارٍ بَاردة .. نسِيتُ أنّ القِططَ أصبَحتْ تتكلّمْ بعدَ أن عجِزنَا عنْ فهمِهَا ، وفقدْنَا منطِقَ الطّيرِ بعد أنْ بُتِرتْ أجنِحتُنَا ، ولازَالَ الجبلُ يضحكُ علينَا كلَّ شهقةِ نفسٍ تلهُو برئتِنا المُلوّثةٍ بدُخَانِ مصَانِع النِّفَاق.. وكمْ أحتَاجُ إلَى جبلْ..! |
. . وحوصِرت صدوركم بالأَرق المُستمِر في وَضح الخَراب وإنصهار الحاراتِ والضجة . غابَت الطفولة في طُغيان الفحولة . مُغدقة هذا المساء يارائِحَة العراق الجريح . |
نص حائر وجزيل منك يا موصليه
سوادات الحاضر اصبحت تطارد فيه ركام الذكريات بدل ان يطارد الماضي فيه الحاضر كما هو مفترض اختزال لئيم للوجع ونقش على حافة الذكريات جعلتي اتوق للغوص اكثر في زوايا العتمه التي تفرضها علينا عدساتنا المضلله برائحة العدم |
.. الـ موصلية .. مرتبك هذا الـ نص ..أحرفه طلقت رشاش ومدافع عملاقة .. إلتهمني وجعه بـ نكهة صلاة سريعة وأغنية مطعمة من شفة الـ ريح . أصبح الـ كـ الشجرة لاتشفها الـ ريح إلا وتساقطت الـ جثث ثمراً ومطرا في فم الـ زمن . أيتها الـ موصلية الأصيلة أهلاً بكِ في أبعاد وبحرفكِ الـ ساحر كـ المطر . |
أهلاً يَا مَطر .. إيقاظ الروح المُتَعبة في وقت مُبكر كَ هذا مُوجع حتماً .. وَ كم أحتاج إلى جبل .. |
تتشابه الأحزان من حولنا و تختلط بعضها بالأوهام ، و يصبح مشكوكا في أمر الحزن بيننا أحقيقة هو أم خيال ! و لكن ، تبقى أحزانكم حقيقة لا يمسها مارد الوهم ، و مهما ضخمتها الحروف لن تفيها حقها وصفاً و لن نبلغها نحن إدراكاً .. نص مؤلم ، به كم فائض من وجعٍ ندي ، واللغة عذبة سلسة ! مرحباً بكِ بيننا ، أهلاً أهلاً أهلا :icon20: |
الموصلية وكم كنتُ أحتاج لـ مثل حديثك في عاليه له وقع رذاذ المطر على اليباس وتبقى الذكريات في االروح كـ ثبات الجبل سلمت وسلم قلبك |
|
الساعة الآن 03:46 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.