وكمْ أحتَاجُ إلَى جبلْ..! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نازك - مشاركات : 75383 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 52 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 167 - )           »          ؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 407 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 895 - )           »          رفعت الجلسة غناء (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 1 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4700 - )           »          معراج (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 5 - )           »          غموضك والوضوح•• (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 10 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-2010, 07:09 PM   #1
الموصلية
( كاتبة )

الصورة الرمزية الموصلية

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

الموصلية غير متواجد حاليا

افتراضي وكمْ أحتَاجُ إلَى جبلْ..!







تربَّينَا حُفَاةً ، تخدِشُنا المسَامِير الصَّدئة ، وتعوجُ أصابِعنَا حجارةُ البازالت السودَاء ، كُنّا نقسِمُ اللُّقمة بفيهِ القِططِ الموَّاءة ، ونلبِسُ مُشاركةً معَ أحفَادِ الحَارة ، تلكَ السهراتِ المُنظّمةِ على حصِير الحَكايَا و المَولُودةِ منْ فُرنِ الطِّينِ ، وبرائحةِ الخُبزِ المُقتَرِن بيخضُورِ أوراقِ الليمُونِ المقطُوفِ منْ بُكرةِ النتحِ الأوّل ..
جبلٌ هزّتهُ يدُ الإرهَابِ ، لتُرغِمنَا على دفنِ ذكرَياتِنَا المُتّسخةِ بدمِ الأبرِيَاءِ أنْ نُوقظ وجَعهُم في سُكُونِ نومتِهم ، فنفضنَا كغُبارٍ أثقَل رئتهُ أن تتنفّس الصُّعدَاء ، و قُذِفنَا نختَبِئُ وراء شجَاعةِ الشّجر ، ارتِدادِ الأسوَارِ بانعِصارِ الصّخر ، نلعَقُ شوربةَ المغْرِبِ برجَاءِ السِّلمِ ، ونقضِي خُشُوع التّرَاوِيح برعشَةِ المَكَانِ أن ينفَجِر ..
تُغلّفُنَا مقَاعِدُ الدِّرَاسةِ من رصاصةٍ خوّانة ، و تنفُخُ فِينَا حمَامةَ البَيَاضِ أنْ نرتَقِي ، وعجَنتْنَا الدُّمُوعُ و هزَّاتُ الغدرِ ، و طُبِختْ آمَالُنَا علَى دمِ الرُّؤوسِ التي نتصبّحُ بهَا مُعلّقةً علَى أطْرَافِ المسِيرِ إلَى الكُتُب ..
ومضتْ سنِينُ السّوادِ ، و قنَواتُ الحِدَادِ ، لتغْسِلنَا رحمةُ اللهِ أنِ أحيِنا اثنتَينْ ، ولنتَعلّمَ من الشّجرِ الوُقُوفَ خرِيفًا ،و الصّمود شِتَاءًا ..
كبُرتْ أرجُلُنَا ، وبِتنَا نلبِسُ أرقَامًا أكبَر ، وعُبِّدتْ الطُّرقُ وأصبحَ الصدأ يحنُّ أن يأكُلَ طراوةَ أقدامِنَا ، و صادَقَتْنَا الحِجَارةُ ، أمَّا سهرَاتُنَا هرِمتْ ، واتّخذتْ منْ مدِينتِنَا رُكنَ بائعةِ الكِبرِيت ، وبُكرتُنَا أصبحتْ سودَاء ، لا تُشبِهُ اليخضُورَ في شيءٍ إلاَّ في بدَايةِ عيشٍ آخرهُ التّحمِيصُ علَى نَارٍ بَاردة ..
نسِيتُ أنّ القِططَ أصبَحتْ تتكلّمْ بعدَ أن عجِزنَا عنْ فهمِهَا ، وفقدْنَا منطِقَ الطّيرِ بعد أنْ بُتِرتْ أجنِحتُنَا ، ولازَالَ الجبلُ يضحكُ علينَا كلَّ شهقةِ نفسٍ تلهُو برئتِنا المُلوّثةٍ بدُخَانِ مصَانِع النِّفَاق..



وكمْ أحتَاجُ إلَى جبلْ..!

 

الموصلية غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:39 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.