![]() |
رَسولٌ مِن بينِ الرّكام .!
الأيام التي تتسارع حَولنا تُخبرنا بأنّ ثَمَّة مصيرٌ يختبئ خلف البقاع العكسية , تواجهنا مِن غيبٍ يحتوينا , ونَحن نزفر وَهمه باللامبالاة , كأننا قِطعٌ من خَشبٍ أجوف الرّوح , مصقولَ البُنيَة المستقيمة , معدَّل الفِكر قرونا ً تائِهَة , والريح كما هيَ تأكل مِن أجسادنا ولا نعلم مَن يتنفّس الآخر ومن هُو أحقّ بالوجوديَّة .!
السادة الإنس : يَوم تَخلَّقنا في الأرحام , كُنّا إرادَة , كُنّا سَعادة في وَجه الآخر , كُنّا زينَة مدسوسة , تلعقُ مِن الأرض كلّ شَيء ولم نُدرك أنّ هذه الأشياء خَطيئتنا حين نعاملها بقسوة فهم , أو نبادلها نظرات الاعتلاء , فما زِدنا إلا نقصا ً , وما تَكاثرنا إلا إنتهاء , فما أحرزتَ مِن بين رُكامِك ..؟ هل تعلَّمت الوَثب في الصّراط المستقيم , أم رُغت تسحب مِن بين أقدامك مَعنى الصَّحيح , ورضيت بالملذّة المنتهية قِران ,ألا إنّها غاويةٌ أيدينا مِن نعيمٍ مقيم .! كذا تُمتهان حُجَّتك , تعيدُكَ بثقوبٍ بالغة , مائلا ً تكاد تسقط مِن نفسك , ولا صورَة لَك تعرضها بتباهٍ للجَميع , إنَّك يا بريء تَرى , إنك مشوّشٌ, تفسِّركَ شَكلا ً وتظنّه شَكلك الأصيل , والكُرَة تَدور وما زالت "الكرة بملعبك " . السادَة الجِنّ : في الأعلى ايّاه أبلّغكم , لكنَّكم خضتم في الاستزادة عِلما ً بهيجاً , تسابقتموه فانتقم منكم , وأرداكم في تجسّس بالغ لجوّ أنتم منه في بعيد , إلا أنّ الإرادة بلَّغتكم , وأرسلت حاميا ً لكم مِن وحل السقوط , فهل استبقيتم نعالكم للخير , يذبّ مِن فراسَة الأشياء مصيرها الأخضر , أم استنادٌ أهوجٌ , لخطىً سقيمة , أبقت تَكوينكم يزأر بالمَثيل .! ماذا نَجيدُ يا قَلم , وقَد أوردتنا حلما ً في فِكر , يتخبَّطنا فنطيعه حِبرا ً , وتهفت الأصابع ألحانا ً , وصورَا ً مَجنونة , وكان , واستكان , ومَضى ولم يَجيء , فلا نعلم ما نتذكَّره ومن سيتذكّره , نهيمُ سِلعا ً بائِدَة لا تحرسها السَّماء إلا بحكمة مقيل , ونتساوى مع الهذيان في لبّ واحد يستدرج علينا الابتعاد والابتعاد, حتى يكون الوصول في درب المستحيل , فأفِق فينا يا جَسد . حاورينا يا روح , علّ النَّفس في تبلّدها تَبرزُ وَحيا ً , يعلّمنا البياض مِن جَديد , يخبرنا أنّ الطاعَة هي الإلتزام , والتوفيقَ هو دعاءٌ بئيس مِن خلف فراغٍ أمين , تنهال الحَسرَة , فتبذر العين بكاءٌ وعويل , وتستعاد الإفاقة مضمونا ً فريد حَقِّه في التأويل .! |
عبد الله مصالحة ... أهلاً بك ... حبرٌ يُسيل الحيرة بكل أناقة و يبعث في كل حرفٍ رسولاً أن أفيقوا ... و نصٌ شائق / شائك الحبر رشيقه ... ينحت من الجُملِ جمالاً .... و قلقٌ تفجر ألقاً مذهلا .. عبد الله ... قلمٌ أبدع بوحاً موغلاً في القلق ... امتناني ... |
عبدالله مصالحة..
تجربة سردية عميقة أنيقة .. يعبر بنا إلى حيث الرؤيا بأسلوب أدبي فاخر .. فشكرا لك على هذا الإبداع والإمتاع والنعناع .. دمت مشرقا مغدقا . |
يا عبدالله
مثل هذا النص وهذه اللغة الانيقة المجنحة المنفردة بحد ذاتها تجعل القارىء يقف احترمأ لكاتبه ولغته ومعناه ومبناه |
الاريب : حمد الرحيمي
مثلك واسع البُنية في الإتيان يا رفيق , رؤية جميلة ووعي أجمل , تقديري لقلبك وإمتناني . |
الاريب : إبراهيم الشتوي
رؤيتكم كفيلة بأن تشرح المحتوى بذات اناقة الوعي الجميل , شُكرا ً سيدي . |
عبد الإله المالك : الاريب
لطالما كان مرورك غيداق السنبلة , ثقافة ووعي مرافق أصيل , شكرا ً لعينيك وتقديري . |
عبدالله مصالحة
بوح نفس حفر عميقا داخلها وأخرج كلمات مطرزة بالجمال سلمت وسلم بوحك |
الساعة الآن 03:38 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.