منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   رَسولٌ مِن بينِ الرّكام .! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=30478)

عبدالله مصالحة 05-27-2012 01:43 AM

رَسولٌ مِن بينِ الرّكام .!
 
الأيام التي تتسارع حَولنا تُخبرنا بأنّ ثَمَّة مصيرٌ يختبئ خلف البقاع العكسية , تواجهنا مِن غيبٍ يحتوينا , ونَحن نزفر وَهمه باللامبالاة , كأننا قِطعٌ من خَشبٍ أجوف الرّوح , مصقولَ البُنيَة المستقيمة , معدَّل الفِكر قرونا ً تائِهَة , والريح كما هيَ تأكل مِن أجسادنا ولا نعلم مَن يتنفّس الآخر ومن هُو أحقّ بالوجوديَّة .!


السادة الإنس : يَوم تَخلَّقنا في الأرحام , كُنّا إرادَة , كُنّا سَعادة في وَجه الآخر , كُنّا زينَة مدسوسة , تلعقُ مِن الأرض كلّ شَيء ولم نُدرك أنّ هذه الأشياء خَطيئتنا حين نعاملها بقسوة فهم , أو نبادلها نظرات الاعتلاء , فما زِدنا إلا نقصا ً , وما تَكاثرنا إلا إنتهاء , فما أحرزتَ مِن بين رُكامِك ..؟
هل تعلَّمت الوَثب في الصّراط المستقيم , أم رُغت تسحب مِن بين أقدامك مَعنى الصَّحيح , ورضيت بالملذّة المنتهية قِران ,ألا إنّها غاويةٌ أيدينا مِن نعيمٍ مقيم .!


كذا تُمتهان حُجَّتك , تعيدُكَ بثقوبٍ بالغة , مائلا ً تكاد تسقط مِن نفسك , ولا صورَة لَك تعرضها بتباهٍ للجَميع , إنَّك يا بريء تَرى , إنك مشوّشٌ, تفسِّركَ شَكلا ً وتظنّه شَكلك الأصيل , والكُرَة تَدور وما زالت "الكرة بملعبك " .


السادَة الجِنّ : في الأعلى ايّاه أبلّغكم , لكنَّكم خضتم في الاستزادة عِلما ً بهيجاً , تسابقتموه فانتقم منكم , وأرداكم في تجسّس بالغ لجوّ أنتم منه في بعيد , إلا أنّ الإرادة بلَّغتكم , وأرسلت حاميا ً لكم مِن وحل السقوط , فهل استبقيتم نعالكم للخير , يذبّ مِن فراسَة الأشياء مصيرها الأخضر , أم استنادٌ أهوجٌ , لخطىً سقيمة , أبقت تَكوينكم يزأر بالمَثيل .!



ماذا نَجيدُ يا قَلم , وقَد أوردتنا حلما ً في فِكر , يتخبَّطنا فنطيعه حِبرا ً , وتهفت الأصابع ألحانا ً , وصورَا ً مَجنونة , وكان , واستكان , ومَضى ولم يَجيء , فلا نعلم ما نتذكَّره ومن سيتذكّره , نهيمُ سِلعا ً بائِدَة لا تحرسها السَّماء إلا بحكمة مقيل , ونتساوى مع الهذيان في لبّ واحد يستدرج علينا الابتعاد والابتعاد, حتى يكون الوصول في درب المستحيل , فأفِق فينا يا جَسد . حاورينا يا روح , علّ النَّفس في تبلّدها تَبرزُ وَحيا ً , يعلّمنا البياض مِن جَديد , يخبرنا أنّ الطاعَة هي الإلتزام , والتوفيقَ هو دعاءٌ بئيس مِن خلف فراغٍ أمين , تنهال الحَسرَة , فتبذر العين بكاءٌ وعويل , وتستعاد الإفاقة مضمونا ً فريد حَقِّه في التأويل .!

حمد الرحيمي 05-29-2012 01:16 AM


عبد الله مصالحة ...


أهلاً بك ...


حبرٌ يُسيل الحيرة بكل أناقة و يبعث في كل حرفٍ رسولاً أن أفيقوا ...

و نصٌ شائق / شائك الحبر رشيقه ... ينحت من الجُملِ جمالاً ....


و قلقٌ تفجر ألقاً مذهلا ..





عبد الله ... قلمٌ أبدع بوحاً موغلاً في القلق ...




امتناني ...

إبراهيم الشتوي 05-29-2012 06:46 PM

عبدالله مصالحة..
تجربة سردية عميقة أنيقة ..
يعبر بنا إلى حيث الرؤيا بأسلوب أدبي فاخر ..
فشكرا لك على هذا الإبداع والإمتاع والنعناع ..
دمت مشرقا مغدقا .

عبدالإله المالك 05-29-2012 11:42 PM

يا عبدالله
مثل هذا النص وهذه اللغة الانيقة المجنحة المنفردة بحد ذاتها تجعل القارىء يقف احترمأ لكاتبه
ولغته ومعناه ومبناه

عبدالله مصالحة 06-01-2012 01:45 AM

الاريب : حمد الرحيمي

مثلك واسع البُنية في الإتيان يا رفيق , رؤية جميلة ووعي أجمل , تقديري لقلبك وإمتناني .

عبدالله مصالحة 06-01-2012 01:47 AM

الاريب : إبراهيم الشتوي

رؤيتكم كفيلة بأن تشرح المحتوى بذات اناقة الوعي الجميل , شُكرا ً سيدي .

عبدالله مصالحة 06-01-2012 01:48 AM

عبد الإله المالك : الاريب

لطالما كان مرورك غيداق السنبلة , ثقافة ووعي مرافق أصيل , شكرا ً لعينيك وتقديري .

شموخ الأحمد 06-04-2012 09:38 AM

عبدالله مصالحة
بوح نفس حفر
عميقا داخلها وأخرج
كلمات مطرزة بالجمال
سلمت وسلم بوحك


الساعة الآن 04:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.