منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [.. أَشْرَقَ بِـلَا قيمـَة ..].! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31023)

جميلة الراشد 08-17-2012 04:50 PM

[.. أَشْرَقَ بِـلَا قيمـَة ..].!
 

[.. أَشْرَقَ بِـلَا قيمـَة ..].!


أَخـلِ الدروبَ إليهَـا ..
فمَا عادَتِ الأصوات تَصِل.!

:
:
(1)

شَاءَ الله أنْ نعيشَ هذهِ المرة يا قَلبيَ بتراشقٍ كثيفٍ " كذنوبِ البغَايـَا "، لَا نلهوَ كمَا سنينٍ مضَتْ نطوِّقُ فيهَا البائعينَ و الأمهاتِ في عرضِ الطريق حينَ يتناوبنَ علَى اللهوِ معنَا ..!
شَاء الله أنْ نعيشَ هذه المرة، نتذوقُ فيها " حلو الحياةِ " و مرَها اللَّاسِع الذي طغَتْ نكهَته على حلماتِ تذوقنَا، على سحناتِنَا الواجِمَة، على الظمَـأ المشْتَعِل..!
:
:
نطفُو كمَا لو أننا قطعة خشبٍ في بركةِ ماء، نرى الحلمَ الذي ينشده الصِغَار كل ليلة يذوي .. " فينسى أنْ يموت " ..!
نراقبُ كل ليلةٍ كمناظيرَ شاخصَة مهتمة بأدقِّ التفاصيل و لَا تستطيع أنْ تقترِب، نراقبُ "رغبـةً" كالنورِ الذي لَا يترمد، كنهارٍ عميق الحدقة واسِع المعَالِم، !

:
:

(2)

مذ وضَعَتْنَا بلَادنَا في منتصَفِ الدرب ..
لَا عيد يشرق بقيمة ..!

:
:
كبرنَا فجأة كصرْخَةٍ أتتْ بقَسوة، كزرعةٍ سكبَ عليهَا "ماء الموتِ" فانتفضَت و كبرتْ سريعًا تخشى أن تموت، وتذبل !
كبرنَا نغني أنشودة المطر، نمسح الدمعَ و نسرفُ في المقال، و نهذي بالعيدِ قبل أنْ ننام، بالحلوى التي تفوق تصوراتِ برعمٍ لَا زال يختبئُ بينَ ورقةٍ و غصن ..!
نشرَبُ الغمَام الذي يتشكَّل كالموانئ البعيدة، كالموجِ الذي يحملُ صفاءَ الوطنِ الذي رسمنَا فيه الرئيس و الحاجب و حتى الشعب كله..!
إيـــه..!
كأن الذكرى أشرَقَت .. بهلَالٍ دقيق.!
:
:

(3)

شَــامُ الرجولــة.!
يجوعُ رجالنَا فحولةً ..
لذا:
لمْ يمنعوا الريحَ عنكِ و لَا المطر.!
:
:

لنْ أرسِلَ شبابٌ مني كالح البسمة، أو خطىً مهزومة بأثرِ قادةٍ أوصدوا عليَ بابًا..!
يا زهرةَ الشامِ الذي ناحَتْ علىَ أعتابكِ بشرَى الطفولة،
ها قد مرَّ عيدٌ ثالِثُ .. ولمْ " تشبع " الغربانِ منكِ ..!
تناسلتْ شهوةُ الانتقامِ بداخلهم فلم تفرق بينكم .. برسائلِ الموتِ تبعث بساعاتٍ غير التي نعرف..!
:
:

رحَى المصيبة و الجياعِ تدور و صوتُ الخوفِ ينزفُ واهبًا الحياة،
بنفسِ النشيجِ الذي نادتْ به حلب و استغاثَتْ بهِ " أعزاز"، بنفسِ الرمال التي رسمَت ملَامحَ الموت زيفًا ..
في كل قطرةِ دم .. تهوي "هويتنا " المرقطة بكل مبسمٍ خبيث!

:
:
يا ملحمَة الشروق..
يا ضلع الكهولة و حلم النائمين ..
طوِّقي الكون بعيدِ النصر المرتقَب..

فلَا عيدَ يشرقُ منْ بعدك..!



جميلة الراشد*
07:50 ص


عبدالإله المالك 08-17-2012 05:21 PM

صحيح صدقتِ والله فلا عيد يشرق بعدك!

فكرة واسلوب ولغة .. تميز وتفرد

أبدعـتِ يا جميلة

تقبلي الود والورد

زكيّة سلمان 08-17-2012 09:06 PM

جميلة الراشد
هذا نصٌ يستحق الإحتفاء به
أسلوبٌ مميز ورائع..

محبتي

نادرة عبدالحي 08-18-2012 12:03 AM

الكاتبة جميلة الراشد

اقتباس:

مذ وضَعَتْنَا بلَادنَا في منتصَفِ الدرب ..
لَا عيد يشرق بقيمة ..!



يوم ما يا جميلة عاتبتُ أحد الرفاق عن عدم وصول تهنئتهُ في أحد الأعياد
فرد قائلا: منذُ متى العيد يزورنا يا نادرة ؟
فبكيتُ يا جميلة على صغارنا .ألا يحق لهم إقتناء الجديد ويركضوا وراء الطائرات الورقية؟
وبكيتُ على بلاد لا تنام أبدا إلا ووريدها نزيف
وبكيت على حال يتصدع جدرانهُ و نُحاول إصلاحهُ يعود ويتوسع الصدع
في القلب جراح لا تندمل يا جميلة
وردة من الروح لكِ


الساعة الآن 01:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.