منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مرثية الأب الحبيب (رحمه الله رحمة واسعة) (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=31218)

مجاهد السهلي 09-18-2012 03:28 PM

مرثية الأب الحبيب (رحمه الله رحمة واسعة)
 
لا أدري كيف استهللتها بالنسيب و التشبيب إلا أنني فعلتً .
لم أشعر بذلك إلا عند تنقيحها للعرض.


هَذِيْ الْمُطِي عَادَتْ ظواَمِيَ مِثْلَمَا
قَلْبِيِ غَدَاَةَ الْبَيْنِ يَقْتُلُهُ الظَّمَا

سَلْهَاَ بِوَاَدٍ أَمْ بِطَوْدٍ خَيَّمَتْ
"سَلْمَىَ" .. فَبَعْضُ العِيِسِ مِنَّاَ أعْلَمَاَ

يَا أَيُّهَا الْحَادِي رُوَيْدَكَ وَ اتَّئِدْ
لَا زِلْتَ مَشْلُوُلاً سَقِيِمَاً أَبْكَمَاَ

مَا فَوْقَ ذَاَكَ الرَّحْلِ غَيْرُ حَبِيِبَةٍ
مَقْهُوُرَةٍ مَكْلُوُمَةٍ تَبْكِي دَمَا

زَفَرَاتُهَا كَالنَّاَرِ تُلْهِبُ أَضْلُعِي
لَوْلَا الرَّجَاءُ لَصَارَ قَلْبِي أَفْحَمَا

وَ نَشِيِجُهَا خَلَعَ الْقُلوُبَ فَلَيْتَهَا
أَبْقَتْ عَلَى قَلْبِي لِيَسْلُوُ بِالْحِمَىَ

مَدَّتْ يَدَيْهَا لِلْوَدَاَعِ فَمَزَّقَتْ
أَمَلِي ، فَنَازَعَنِي "عَسَىَ " وَ "لَعَلَّمَاَ"

لَمْ أَدْرِ هَلْ كَفَّاً تُجَاَسِدُهَاَ يَدِيِ
أَمْ كَاَنَ رُوُحَاً بَالْخَيَاَلِ تَجَسَّمَاَ

يَاَ نَسْمَةَ السَّحَرِ الَّتِي فِيِ كَفِّهَا
مَاَ كَاَنَ أَحْنَاَهَاَ عَلَيًّ وَ أَرْحَمَا

قَاَلَتْ بِصَوْتٍ بَاَئِسٍ مُتَخَشِّعٍ :
"وَ اللهِ لَنْ أَنْسَاَكَ حَتَّىَ أَهْرَمَا"

اللهَ كَمْ قَتَلَتْ وَ أَحْيَتْ فِيِ دَمِيِ
أَمَلَاً .. وَ كَمْ نَفَثَتْ بِرُوُحِي بَلْسَمَاَ

أَلْقَتْ عَلَىَ بَدْرٍ لِثَاَمَاً حَاَلِكَاً
فَعَجِبْتُ مِنْ بَدْرٍ أَضَاَءَ وَ أَظْلَمَا

يَاَ لَيْتَ أَنِّيِ لَمْ أُفِقْ مِنْ خَمْرِهَاَ
إِلَّاَ وَ عَيْنِيِ قَدْ أُصِيِبَتْ بِالْعَمَىَ

وَ الْحُبُ إِنْ يَسْكَرْ بِهِ عُشَّاَقُهُ
حَسِبُوُهُ مِنْ فِرْطِ الْمُدَاَمَةِ أَدْوَمَاَ

رَحَلتْ كَمَاَ رَحَلَ الْأَحِبَّةُ كُلُّهُمْ
وَ أَنَاَ هُنَاَ بَيْنَ الْمَهَاَمِهِ وَ الظَّمَا

لَاَ تَتْرُكُوُنِيِ هَاَ هُنَاَ وَحْدِي أَمَاَ
يَكْفِيِ "أَبِيِ" لَمَّاَ تَرَجَّلَ مُرْغَمَاَ ؟

غدْرُ الْحَبِيِبِ ، وَ فَقْدُ أَرْحَمَ وَاَلِدٍ
لَمْ أَلْقَ فِيِ الْأَيَّاَمِ أَقْسَىَ مِنْهُمَاَ

و الصَّبْرُ فِيِكَ عَلَىَ الْبَلَاَءِ عِبَاَدَةٌ
كُبْرَىَ وَ حَقُّ النَّفْسِ أَنْ تَتَأَلَّمَاَ

أَبَتَاهُ لَوْ لَاَ أَنَّ قَلْبِيَ مُؤْمِنٌ
لَبَكَتْ عُيُوُنِيِ مِنْ فِرَاَقِكَ لِيِ دَمَا

أَرَحَلْتَ مِنْ هَذِي الدَّنِيِئَةِ يَاَ "أَبِيِ"
وَ سَئِمْتَ مِنْهَاَ فَاَرْتَقَيْتَ إِلَىَ السَّمَاَ ؟

حَقَّاً لَقَدْ أَحْسَنْتَ حِيِنَ جَعَلْتَهَاَ
سَبَبَاً إِلَىَ دَاَرِ البَقَاَءِ وَ سُلَّمَاَ

لَبِسَتْ بِكَ الدُّنْيَا الْمَنَاَقِبَ فَاكْتَفَتْ
وَ يَحِقُّ لِلْأُخْرَىَ تَنَاَلُكَ مَغْنَمَاَ

إِنْ كُنْتَ دَهْرَكَ لِلْأَرَاَمِلِ خَاَدِمَاً
فهُنَاَكَ يَاَ "أَبَتِ" تُصَاَنُ وَ تُخْدَمَاَ

اللهُ يَشْهَدُ مَاَ ذَكَرْتُكَ لَحْظَةً
إِلَّاَ تَنَاَثَرَ فِيِكَ صَبْرِي كَالدُّمَىَ

عَظُمَ الْمُصَاَبُ وَ أَحَرَقَتْنِيِ لَهْفَتِيِ
حَزَناً ... وَ أَسْقَتْنِيِ الْفَجِيِعَةُ عَلْقَمَاَ

كَبِدِيِ عَلَىَ كَبِدِي يَهِيِمُ وَ أَضْلُعِيِ
حَرَّىَ عَلَيْكَ وَ غُصْنُ أَحْزَاَنِيِ نَمَاَ

حَطَّمْتِ يَاَ كَفَّ المُنُوُنِ سَعَاَدَتِي
أَفَلَاَ جَعَلْتِيِنِيِ لَدَيْكِ مُقدَّمَاَ

أَنَاَ إِنْ رَحَلْتُ فَلَيْسَ ثَمَّ مَدَاَمِعٌ
تَبْكِيِ عَلَيَّ ، وَ لَسْتُ شَيْئَاً قيِّماَ

إِلَّاَ "أَبِيِ" ... بَعْدَ النَّبِيِّ فَدَيْتُهُ
وَ فَدَيْتُ لَحْدَاً ضَمَّهُ فَتَعَظَّمَاَ

فَهُنَاَكَ حَيْثُ مَعَاَرِجِ النُّوُرِ الَّتِيِ
فَاَضَتْ عَلَىَ الدُّنْيَاَ بِأَسْرِاَرِ السَّمَاَ

دَعْهَاَ ... وَ لَاَ أَسَفَاً عَلَىَ الدُّنْيَاَ الَّتِيِ
هِيَ عِنْدَ رَبِّيِ لَاَ تُسَاَوِيِ دِرْهَمَاَ

دَعْهَاَ فَقَدْ جُبُلَتْ عَلَىَ نَزَقٍ فَلَمْ
تَرْشُدْ ... وَ هَلْ يُرْجَىَ الرَّشَاَدُ من العَمَىَ؟

"صنعاءُ" يَاَ بَلَدِي الْحَبِيِبَةُ خَبِّرِيِ
مُقَلَ الدُّنَاَ وَ أَقِمْنَ فِيِهِ مَأَتَمَاَ

وَ اسْتَرْجِعِيِ يَاَ دَوْلَةَ " الصِّيِنِ" الَّتِيِ
صَلَّىَ وَ صَاَمَ وَ قَاَمَ فِيِكِ مُعَلِّمَاَ

إِنَّاَ هُنَاَ نَبْكِيِهِ مِنْ وَلَدٍ وَ مِنْ
حَفَدٍ ... كَمَاَ تَبْكِيِ السَّمَاءُ الأنجُمَاَ

إِيِهٍ بَنَاَتَ الْحُوُرِ مَقْدَمَ سَيِّدٍ
مَلَكَ الْقُلُوُبَ سَمَاَحَةً وَ تَكَرُّمَاَ

أَوَ مَاَ تَرَيْنَ عَلَىَ مَفَاَرِقِهِ النَّدَىَ
وَ عَلَىَ يَدَيْهَ مِنَ الْمَكَاَرِمِ مَعْلَمَاَ ؟

هَذَاَ "أَبِيِ" فِيِ كُلِّ دَاَجِيَةٍ لَهُ
أَلَقٌ كَوَمْضِ الْبَرْقِ حِيِنَ تَبَسَّمَاَ

سَلْ عَنْهُ "مَكَّةَ" وَ "الْمَدِيِنَةَ" و المساـ
ـ جدَ و الدجى و الخافقين و كل ما...

لَمْ أَلْقَ بَيْنَ النَّاَسِ مِنْ مُسْتَخْبِرٍ
عَنْهُ وَ هَلْ تَخْفَىَ الْكَوَاَكِبُ فِيِ السَّمَاَ ؟

إِنِّيِ رَأَيْتُ لَهُ -عَلَىَ غَدْرِ الْوَرَىَ-
فِيِ كُلِّ قَلْبٍ مِنْ شَمَاَئِلِهِ فَمَاَ

يَاَ لَوْعَةَ الْأَيْتَاَمِ يَوْمَ فِرَاَقِهِ
يَاَ صَيْحَةَ الضُّعَفَاءَ كُفَّاَ عَنْكُمَاَ

أَخْفَتْهُ "مَكَّةَ" فِيِ الثَّرَىَ ضَنَّاً بِهِ
مِنْ أَنْ يَرَىَ عِرْضَ النَّبِيِّ مُهَدَّمَاَ

فَدَعُوُهُ يَرْقُدُ هَاَجِعَاً ... فَلَعَلَّهُ
وَجَدَ الثَّرَىَ مِنَّا أَحّنَّ وَ أَرْحَمَاَ

صَلَّىَ عَلَيْهِ اللهُ مَاَ ذَكَرَ امْرُؤٌ
"طَهَ" ، وَ مَاَ صَلَّىَ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَاَ

سَكَتَ الْكَلَامُ وَ جَفَّ نَبْعُ دَفَاَتِرِيِ
وَ غَدَاَ الْيَرَاَعُ مِنَ الْفَهَاَهَةِ أَبْكَمَاَ

دعوة منك لأبي تدخل بها السرور علىه و على قلبي.

عبدالإله المالك 09-18-2012 06:56 PM

الأخ مجاهد السهلي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


لله ما أخذ وله ما بقى ..


أحسن الله عزاءكم ..
وعظم أجركم ..


وتغمد فقيدكم برحمته الواسعة


وإنّا لله وإنّا إليهِ لراجعون ..

لقد بلغت كمال الشاعرية في كمال صفات المغفور له بإذن الله تعالى

قال أوس بن حجر: (البحر المُنسَرِح)



أيّتها النّفسُ أجْمِلِيْ جَزَعا ... إنَّ الّذي تَحْذَريْنَ قد وَقَعا

نوف سعود 09-18-2012 11:04 PM

حَطَّمْتِ يَاَ كَفَّ
المُنُوُنِ سَعَاَدَتِي
أَفَلَاَ جَعَلْتِيِنِيِ
لَدَيْكِ مُقدَّمَاَ

/
بوركت مرثيتك الفاخرة الأخ القدير / مجاهد السهلي ..
ونسأل الله أن يغفر ويرحم والدك وجميع أموات المسلمين ..
تقديري وإمتناني وتحيه ..

مجاهد السهلي 09-19-2012 11:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف المطيري (المشاركة 820519)
حَطَّمْتِ يَاَ كَفَّ
المُنُوُنِ سَعَاَدَتِي
أَفَلَاَ جَعَلْتِيِنِيِ
لَدَيْكِ مُقدَّمَاَ

/
بوركت مرثيتك الفاخرة الأخ القدير / مجاهد السهلي ..
ونسأل الله أن يغفر ويرحم والدك وجميع أموات المسلمين ..
تقديري وإمتناني وتحيه ..


امين و كتب الله لك وافر الثواب.

و سلم الله القلم الكريم و صاحبته الطيبة

على خيطر جمال الدين 11-02-2012 11:28 PM

الأخ الفاضل والشاعر العملاق
لو كان للشعر حدٌّ لقلتُ هنا وقف الشعر ،وهنا منتهى الشعر وغايته!!!
وليست مجاملة ...هذه القصيدة تعد من عيون شعر الرثاء ...
بخ بخ ...لله درك من شاعر!!!
هذا هو الشعر والله.
غفر الله للفقيد وتغمده برحمته.

فاتن حسين 11-03-2012 09:46 PM




أَبَتَاهُ لَوْ لَاَ أَنَّ قَلْبِيَ مُؤْمِنٌ
لَبَكَتْ عُيُوُنِيِ مِنْ فِرَاَقِكَ لِيِ دَمَا

أَرَحَلْتَ مِنْ هَذِي الدَّنِيِئَةِ يَاَ "أَبِيِ"
وَ سَئِمْتَ مِنْهَاَ فَاَرْتَقَيْتَ إِلَىَ السَّمَاَ ؟

حَقَّاً لَقَدْ أَحْسَنْتَ حِيِنَ جَعَلْتَهَاَ
سَبَبَاً إِلَىَ دَاَرِ البَقَاَءِ وَ سُلَّمَاَ



-----------

مجاهد..
وحده الفقد من ينثرظلماء الكآبة على القلوب..
حركت دمعي من خلف حروفك..


رحمه الله وغفر له والهمك الصبر على فراقه..

مجاهد السهلي 11-14-2012 02:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة على خيطر جمال الدين (المشاركة 824988)
الأخ الفاضل والشاعر العملاق
لو كان للشعر حدٌّ لقلتُ هنا وقف الشعر ،وهنا منتهى الشعر وغايته!!!
وليست مجاملة ...هذه القصيدة تعد من عيون شعر الرثاء ...
بخ بخ ...لله درك من شاعر!!!
هذا هو الشعر والله.
غفر الله للفقيد وتغمده برحمته.


احراج و الله يا اخي الحبيب....

أخوك مسكين لم يرق لكل هذا ...

و آمين و جزاك الله خيرا...

و أعتذر منك عن عدم الرد لم انتبه إلا الان و الله

احني لك هامات الإعتذار حتى ترضى

مجاهد السهلي 11-14-2012 02:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتـــن حسيـــن (المشاركة 825080)


أَبَتَاهُ لَوْ لَاَ أَنَّ قَلْبِيَ مُؤْمِنٌ
لَبَكَتْ عُيُوُنِيِ مِنْ فِرَاَقِكَ لِيِ دَمَا

أَرَحَلْتَ مِنْ هَذِي الدَّنِيِئَةِ يَاَ "أَبِيِ"
وَ سَئِمْتَ مِنْهَاَ فَاَرْتَقَيْتَ إِلَىَ السَّمَاَ ؟

حَقَّاً لَقَدْ أَحْسَنْتَ حِيِنَ جَعَلْتَهَاَ
سَبَبَاً إِلَىَ دَاَرِ البَقَاَءِ وَ سُلَّمَاَ



-----------

مجاهد..
وحده الفقد من ينثرظلماء الكآبة على القلوب..
حركت دمعي من خلف حروفك..



رحمه الله وغفر له والهمك الصبر على فراقه..



مرحبا أختي الموقرة فاتن حسين...


لا أراق الله لك دمعا .. و لا فجعك بفقد غال...


و جزاك الله الف خير...



و احني لك هامات الإعتذار عن تأخري عن الرد و سبحان الله لم أره إلا الان ... فلك العتبى حتى ترضين كريمتي


الساعة الآن 11:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.