آفةُ حارتنا كلبٌ
يعشق ذاته
يلعق نفسه
يمسح ظهره
في الحائط كالأرنب

في وقت فراغه
يغازل قطة
ويهز الذيل كالثعلب
فتسخر منه كلاب الحي
تتعجب
حين القطة تهرب منه
لحضن أليف
لحمايتها ..يتأهب

في يوم
أخذته أحلام اليقظة
الشعراء تهواهم نِسوةٌ
كأشجار الزينب
فلماذا لا تنبحُ شعرا
ولهن تتقرب ؟

نبح الحرفين
فضحكت منهُ خِراف الحي
قائلةً :
ما أروعك ياحارسنا الأشهب

مادمتَ تقول الشعر
وتعرف كلمات المعجم
فلماذا لاتطلب وطنا للأغنام
وتكون علينا رئيسا أو سلطان
يدفع عنا الذئب
ولا يتهيب ؟

وتطالب بالعضوية
في الأمم المتحدة للطغيان

كلب الحارة
صدق هذا البهتان
ذهب هناك
تطويه الأحلام
فوجئ
بضمير القوم مُغَيَّبْ

ووفاء الأمم المتحدة
لحقوق الإنسان والحيوان
لا يتعدى قيلَ وقالَ
أو أصداء بيانٍ
يُلْقِيهِ غرابٌ أشْيَبٌ

وهناك تحاك الأهواء
وألاعيب الشيطان
عَزَّ عليه وهو الكلب
أن يسمع عن جوعٍ
عن أرواح تُقْتَلُ أو تُغْتَالُ
بإيعازٍ
مِن أبناء القردة والشيطان
بإسم الأمن والحرية والإنسان
وكأنها مملكة الدجال .

فإشتاط غضبا كالبركان
سب قاموس الديمقراطية
وبال على تمثال الحرية

فقال له لسان الحال :
ألتمسُ لك الأعذار
لاتُخْدَعُ مثلي وعد
ياكلب الحارة مكتفيا
بحراستك للأغنام
كي لا تفقدَ خِلعةَ
الكلبُ
في أي مكان الآن
أوفى من الإنسانِ للإنسان !!