يتمرد الليل
في دفتر الذكرى
ويطيح
وجه القلم
والشارع اللي كان في بالي مسافر
أدرّج السالفة .... والسالفة توّها
.......... تبي جنون الجبان .. وكذبة الشاعر
..... ويلتحفنا الريح
وخيوط السنين المقبلة
وأتذكر إني كنت شاعر
أسكب النور
بعيون الرصيف المنكسر
شمس وسنابل وأغنيات
وحلوى
وشَعَر بنات
وأسمع صدى أمي يقول :
يا وليدي ... غابت الصفرة تعال
يوم كنا نكتب الواجب على ضوّ السراج
كانت أضواء المدينة
تشتعل في داخلي
برد ... ونهايات
ويمرني طالب يغني
" جايب لي سلام
عصفور الجناين "(*)
" جايب لي سلام
من عند الحناين
"
وأشوف
في آخر الشارع
هناااااك
بنت
تنتظر
وطفل يلعب حولها
جنب الرصيف
والشمس تنزل
والرصيف ....
يطلع إلى فوق
أتذكر إني كنت أسولف للجدار
عن حديث السندباد
لا امتزج نبض المطر
بالليل
وعذوق النهار
ويصرخ الجوع بلساني
وتنتفض فيني نهايات الطريق
وأتخيل الطالب يضم الشمس بإيديه
ويغيب
وينصهر برد المسافات بكياني
" جايب لي سلام
عصفور الجناين
"
" جايب لي سلام
من عند الحناين "
وأرسم بآخر الصفحة
شمس وسنابل وأغنيات
وحلوى
وشَعَر بنات
وأضيع
في زحام الأرصفة
بين الدروب
مثل الشعاع المنكسر
وقت الغروب
(*) مقطع من أغنية فيروز