منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - جرائم القتل باسم الشرف
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2018, 12:09 AM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل خليل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 104872

فيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعةفيصل خليل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي جرائم القتل باسم الشرف


جرائم القتل باسم الشرف


نتابع على الصحف يوميا جرائم قتل فتيات بداع الشرف والحفاظ على سمعة العائلة، ونتفاجأ أحيانا أن الفتاة دفعت ثمن تسرع ولي أمرها وسوء تقديره لما قيل له عن ابنته، مثل هذه الجرائم التي لا تجد عقوبة رادعة بالقوانين العربية تشكل خطرا كبيرا على وحدة المجتمع وتماسكه في وقت تدفع الثمن الفتاة وحدها لا الشاب الذي لا يمسه سوء أحيانا.

ما هو تعريف الشرف
الشرف قيمة تتربع على قمة سلم القيم الاجتماعية، والإنسانية، فالشرف هو الكلمة التي تحمل الكثير من المعاني النبيلة تحتها.
هل هو مرتبط بالمرأة فقط أم بالرجال؟ أين الدين من تعريف الشرف؟

يهدف هذا الموضوع لتوجيه رسالة إلى ضمائر الرجال الذين يقتلون ويذبحون النساء باسم الشرف، بعد أن أصبح الشرف العباءة التي يتستر تحتها المجرمون، وأيضا توضيح النظرة الازدواجية المسيطرة في المجتمعات العربية حول موضوع انحراف البنت، فالشريعة الإسلامية لم تفرق بين الرجل والبنت في العقوبات.

قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ).
فالقتل ( الإعدام ) لا يطبق إلا على الحالات الثلاث وهي القاتل والمرتد على دين الله المفارق للجماعة والزاني المحصن.

لكن بسبب التقاليد البالية والأفكار الفاسدة سنت المجتمعات قوانينها الخاصة بعيدة عن حكم الشرع فكان أن سنت حد القتل على الفتاة التي تزني بدعوى شرف العائلة وسمعتها ويطبق هذا الحد الأب أو أحد أبناؤه، مع أن أمر الله وشرعه هو الجلد اذا كانت غير متزوجة والقتل إذا كانت متزوجة ويطبق نفس الأمر على الشاب الشريك بالإثم، لكن المجتمع بنظرته السلبية لا يطبق قانونه إلا على الفتاة ولا يستقوي إلا عليها باعتبار ما قامت به إثم وجريمة كبرى ولا يلتفت المجتمع إلى ما فعله الشاب من قبيح تصرف، هذه النظرة السلبية تهدد كيان المجتمع بتطبيق العقوبة الغير العادلة على أحد طرفي الجريمة وإعفاء الآخر من إثمها ناهيك عن الظلم الواقع على الفتاة وأهلها.

نجد بتكرار المأساة أن المجتمع لا يعالج مشكلة بقوانينه بل يزيد من تفاقمها.
فالشباب سوف يتشجعون على إغراء الفتيات وجرهن إلى براثن الإثم عندما يرون أنهم يخرجون من المسألة والقضية سالمين والعقاب تتحمله الفتاة فقط وأهلها.

هذا ناتج بخلل في فكر المجتمع وتقاليده التي آثرت الابتعاد عن شرع الله بتكوين شرع خاص بها يعاقب به الفتاة على جريمة عقوبتها أقل من القتل بكثير ولا يحاسب الشاب الذي غرر بها وأوقع بها ببراثين الجريمة.

فالأب الذي يقتل ابنته بداع الشرف وحفاظا على سمعة العائلة هو بالأساس يحطم سمعة عائلته ويدمرها على مدى الدهر، فما قامت به الفتاة لا يمكن نسيانه بسبب ما اقترفت يديه من جريمة أكبر وهي قتل ابنته وبدلا من يطبق شرع الله آثر القيام بجريمة اكبر من جريمة ابنته بالقيام بقتلها بدون وجه شرعي.
ولو استحكم العقل وطبق شرع الله وأصلح ما أفسدته ابنته بالعقل والحكمة لأستعاد شرف عائلته وسمعته وبدون ما يعرف أي شخص أو أن تتضرر حياته وحياة أفراد العائلة.

نتساءل أحيانا أين الخطأ ومن المسئول
هل هو بمؤسسات الدولة وقوانينها التي لا تدعم حقوق الفتاة الضحية ولا تعيد لها حقا؟
هل هو بالعائلة وتفككها مما سمح للفتاة بارتكاب الإثم؟
هل هو بالمجتمع نفسه الذي لا يحق حقا ولا يحمل الفتاة المسؤولية باعتبارها الطرف الأضعف بالمجتمع؟
هل هو بالشاب الذي تجرد من أخلاقياته ودينه ونهش جسد الفتاة وتركها تواجه المجتمع بنظراته الشرسة وبجسدها الضعيف؟
هل هو بعائلة الشاب التي تدافع عن ابنها رغم جرمه وتحمل المسؤولية للفتاة وأهلها وتحمي ابنها من تطبيق الحق والعدالة عليه؟

قد تتعدد الأجوبة وتتعدد الأسباب فلكل مجتمع ظروفه وعاداته وتقاليده لكننا نشترك بشيء مشترك وهو أن جرائم الشرف وما يحدث بها من ظلم على الفتاة لا تستمد من الشرع الإسلامي بشيء وهي مخالفة للشرع ولأوامر الله وتحدث ضررا بالمجتمع قد لا تصلحه القوانين والعادات الوضعية.


12/1/2014




 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس