اجـتـهد فـتمـيـز فـانـدثـــر

فيصل خليل · 07-18-2018, 11:43 AM

اجـتـهد فـتمـيـز فـانـدثـــر

كثير منا يسعى خلال حياته لتحقيق أهدافه وطموحاته،، يعتقد صاحبها أنها ستضعه على طريق السعادة والنجاح طول العمر وتحقق له ما يريد من هذه الدنيا التي تحتوي فرص للجميع كبيرهم وصغيرهم.

فالطالب منذ صغره يسعى ويجتهد لدراسة التخصص الذي يحب بالجامعة، فيبذل كل مجهود ذاتي وكل نشاط يوفره له الأهل لتحقيق رغبته وأحلامه، فتكون ثمرة هذا المجهود النجاح بتحقيق حلمه وطموحه عبر التخرج من الجامعة بتفوق.
والموظف يبدأ حياته خلف مكتب صغير وراتب قليل لكن طموحه وأحلامه تكون بوصلتها تتجه نحو رتبة وظيفية أعلى وراتب كبير ووضع وظيفي مميز، قد تكون رتبة مدير أو وزير لكنه طموح يداعب مخيلته وأحلامه فيسعى لتحقيقه بكل جد واقتدار حتى يصل للمنصب الذي سعى إليه.

والأب يرى الأمل والتفاؤل بعيون إبنه فيسعى بكل جهد ومشقة ورغم قلة اليد أحيانا، لجعل إبنه من المتفوقين بين أقرانه ومن المميزين بالحياة.
أمثلة كثيرة وطموحات كبيرة تراودنا أفراد شعبنا كل يوم وكل ساعة ،،،، وما تمر ساعة من الوقت إلا وينمو طموح جديد لفرد منا من الساعين بكل جد واقتدار للتميز وتحقيق الطموحات والأحلام.

منا من يـتعثـر ولم يستطع الاستمرار وهم قلة، ومنا من يصل لنتيجة لم تكن بمستوى طموحاته لكنها أفضل مما بدأ به مشوار حياته، وكثير منا يحقق طموحاته وأحلامه، فيشعر بنشوة بالغة وإحساس كبير كأنه ملك الدنيا التي فتحت له ذراعيها واحتضنته وملكته نفسها.

فيشعر كأنه وصل لنهاية المطاف في مشوار الحياة، فقد حصل على ما يريد وتحققت طموحاته، ونال جائزة أحلامه التي بذل جهودا كبيرة وتضحيات جسام وسهر الليالي من أجلها.

ماذا بعد الوصول للقمة، هل ينتهي المشوار وتنتهي معه الطموحات والأحلام، ولم يعد هناك ما يستحق البذل والعطاء لأجله، هل قمة طموح الطالب أن يحصل على شهادة جامعية، وقمة طموح الموظف أن يحسن راتبه ووضعه الوظيفي وقمة طموح الوالد أن يتعلم ابنه ويحصل على أعلى الشهادات، هل لطموحات الفرد نهاية.

لماذا لا نكمل مشوار حياتنا بمزيد من الطموحات والأحلام ونسعى لتحقيقها كما حققنا الطموحات الأولى التي رافقتنا وداعبت مخيلتنا ببواكير حياتنا، فكل طموح يولد بداخله طموحا ثاتيا وثالثا مادام الطريق مفتوحا والمجال رحبا للمزيد من البذل والعطاء، فالدراسة الجامعية ليست نهاية المطاف، فالطريق مفتوح للمزيد من التميز والعطاء عبر استكمال الدراسات العليا، أو تطوير مهاراته وقدراته عبر قراءة الأبحاث والدراسات ليحافظ على تميزه وتفوقه.

والرتب الوظيفية لا تتوقف عند مرحلة ما فكلما بذل الموظف جهدا وأعطى باقتدار كلما تحسن وضعه الوظيفي باستمرار، فالهرم الوظيفي لا يتوقف إلا عند المرحلة التي يتوقف فيها الموظف عن العطاء.
نجد كثيرا من الأفراد عندما ينجحوا بتحقيق ما يصبوا إليه كفوا أيديهم عن البذل والعطاء وتوقفوا عن استكمال بناء حياتهم، وتصبح أسمى أمانيهم أن يرتجوا من الدنيا المحافظة على ما وصلوا إليه من إنجازات، مع أنه ما زال لديهم الوقت والجهد الكافيين لتحقيق المزيد من الطموحات والأحلام التي لا تتوقف عن مداعبة خيالنا واستثارة همتنا فتجد الصدود من قبلنا.

من يصعد القمة سهل أن ينزل منها إذا لم يستطع المحافظة عليها، فالطالب يفقد تميزه في محيطه عندما يتفوق عليه أقرانه بطموحات أكبر من طموحه، والموظف يفقد تميزه في دائرته، عندما يحصل زملائه على مناصب أعلى من منصبه، فالتميز لا حدود له ولا نهاية له، فكلما سعيت وجهدت ارتفعت منازل ومنازل، وكلما سكنت وخبوت نزلت سريعا إلى الهاوية التي بدأت منها، فالصعود إلى القمة والتميز هو مشوار طويل يكون بدايته أفراد كثيرون لكن قلة من يستطيعون الوصول والصعود إلي القمة، وقلة قليلة من تستطيع المحافظة على تميزها وتفوقها بحياتها.

فالعلماء لم يعتبروا أن حصولهم على الشهادة الجامعية هو نهاية المطاف وأقصى طموح يصلون إليه، بل استمروا بتحقيق المزيد من الطموحات وكلما حققوا طموحا سعوا لتحقيق طموح آخر وآخر، حتى تميزا بحياتهم وعلا ذكرهم في أركان الدنيا.

وكثير من كبار القادة وأصحاب المناصب الكبيرة بدؤا حياتهم موظفين صغار، لكن طموحاتهم المستمرة دفعتهم للسعي الجاد والمستمر للوصول لأعلى المراتب في في حياتهم الوظيفية، ومنهم من استمر لسنوات قليلة ومنهم لسنوات كثيرة فمن حافظ على تميزه استمر ومن سكن وتوقف اندثر.

فكما بدأت حياتك بجهد ونشاط وتعب لتصل لقمة التفوق والتميز عليك أن تستمر بجهودك ونشاطك لتبقى محافظا على انجازاتك وطموحاتك وإلا اندثرت وسكنت وأخذ آخرين مكانك في صفوف المتميزين.

**سيرين** · 07-18-2018, 03:59 PM

اكيد التفوق في الحياة ليس مختصرا علي التفوق الدراسي او الجامعي
الدراسة الجامعية هي البداية ويجب ان تتفق مع ميولنا وليست لانها في مراتب القمة
كثيرون حصلوا علي مجاميع عالية ودخلوا طب او هندسة
ولكنهم فشلوا في اتمام دراستهم وتوقف
والبعض الاخر دخل جامعات لا تعتد بكليات القمة ولكن شقوا طريقهم بنجاح وتفوق
الفيصل هنا هو الطموح والارادة وسقف النجاح الذي لا حد له
التقليدية والتقليد بهما تتوقف عجلة الحياة
المرء عندما يتصور انه وصل الي نهاية هدفه في الحياة " الميت "
واستمرار الحياة دليل علي تجديد تروسها بالعلم والابتكار
كاتبنا المبدع \ فيصل خليل
طرح هام وله من الاثر والعمق في تحديد مسار الانسان وسيرته الداتية في النجاح
دام هذا الغيث الوارف والفكر المضيء
مودتي والياسمين

\.. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ساره عبدالمنعم · 07-19-2018, 11:15 AM

مقال رائع
وممتع جدا و محفز
سلمت

فيصل خليل · 07-23-2018, 10:36 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين

اكيد التفوق في الحياة ليس مختصرا علي التفوق الدراسي او الجامعي
الدراسة الجامعية هي البداية ويجب ان تتفق مع ميولنا وليست لانها في مراتب القمة
كثيرون حصلوا علي مجاميع عالية ودخلوا طب او هندسة
ولكنهم فشلوا في اتمام دراستهم وتوقف
والبعض الاخر دخل جامعات لا تعتد بكليات القمة ولكن شقوا طريقهم بنجاح وتفوق
الفيصل هنا هو الطموح والارادة وسقف النجاح الذي لا حد له
التقليدية والتقليد بهما تتوقف عجلة الحياة
المرء عندما يتصور انه وصل الي نهاية هدفه في الحياة " الميت "
واستمرار الحياة دليل علي تجديد تروسها بالعلم والابتكار
كاتبنا المبدع \ فيصل خليل
طرح هام وله من الاثر والعمق في تحديد مسار الانسان وسيرته الداتية في النجاح
دام هذا الغيث الوارف والفكر المضيء
مودتي والياسمين

\.. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الفاضلة سيرين

إطلالة مميزة كما تعودنا منك
التميز هو نتاج الطموح وقوة الإرادة والمثابرة في طريق النجاح ... وهذا يولد القدرة على تجاوز الصعاب في الطريق إلى النجاح ... التميز ليس وراثيا بل حق مكتسب بقوة الإنسان وإيمانه بالقدرة على التغيير ..

لتستمر الحياة لا بد من الإجتهاد والتميز بها ... الحياة ما نحن عليه وليس ما نعيشها فقط

كل الشكر والتقدير لمرورك العطر وإطلالتك البهية

دمت بخير