[يوسف الأنصاري]

قطعة بيضاء

قام من النوم ، اخذ يترنح محاولاً النهوض ، تخذله قواه ، على حافة االسرير يسقط جالساً ، برأس ثقيل يغمض عيناه ، يرمش بها ليقشع ضباب الكسل ، يحك رأسه بعشوائية ، يلوك فمه بصوت سخيف ، أخيراً يرفع رأسه ، بعرض الجدار أمامه قطعة فنية معالمها بيضاء دون شوائب ..

بعد الإسترخاء ، يتثائب بعمق ، يتقدم نحوها ، يتحسسها بيداه ، يسند خده براحة يديه ، يتثائب من جديد ، من بنطاله يخرج قداحة ويشرع بحرق القطعة الثمينة ، يرمقها في بلادة ، ثم يطفئ لهيب النيران ، سكت الحريق برماد متناثر اصاب بعضه وجهه ، على اثره دخان يستنشق عطره عميقاً ويخرجه بزهو وهو يتمتم : خرقة بيضاء حقيرة بحاجة لبعض السواد كي يبدوا لها ملامح ,

وهكذا تلاشى من أمامها ليوم آخر ..
يستيقظ على قطعة بيضاء ..
مشوهة ببعض السواد ..
يوما ما ..
ربما تعدم سواد حالك ؟! ..

نعم ربما .. !

النهاية