مُناجـــاةٌ
بأُمسيةٍ تلَفَّع َبردُها أنفاسَها الحَرّى ولَم يدفا
صحَوتُ على حروفٍ كُنتُ قد اخترتها عفوا
تُناجيني بِلا عَتَبٍ فلم أجرؤ أُعاتِبُها
وتدعوني وترجوني بِلُطفٍ كي أُرَتِّبَها
رَبَتَ أميرُها وهَوَى على كَتِفي يُعَرِّفُني
وقال الألِفُ مِن إلفَه
فقُلتُ مقامُك السّامي
أتيتَ لهُ على قَدَرٍ وما لِسِواكَ أحبَبتُه
يَعِزُّ عليَّ أنْ أبدأ بغيرِك إنّني عَمداً
عنيتٌ بهِ ورَتَّبتُه لأجلِكَ لم تكُن صُدفه
بِكَ ابتدأتْ حكاياتي
قالَ فِداكَ هانذا فحَدِّدْ لي مَهِمَّاتي
و ضَعْ إحساسك المُرهَف بِنا بينَ المساماتِ
قُلتُ لهُ إذاً فاضمُمْ جَناحَ رفيقِك الآتي
قال الحاء َ.. قُلتُ الحاءُ تِلكَ سُلافَةُ الحُسْنِ
وحَبَبُ الشَّوقِ والحُزنِ
لِتَنزِلَ عِندَ رغبَتِها ولَن تشقَ بِصُحبَتِها
وقُلْ للباءِ أنْ تعجَل وأنْ تأتي بِرِفقتِها
تقولُ الباء؟ قُلتُ البِّرُّ لولا الباءُ ما عُرِفا
ولولاها لأضحى البِشْرُ شِرّاً قَطُّ ما أُلِفا
فدعني كي أُرَتِّبَها على نَسَقٍ
خِتامُ المِسكِ فيهِ الكاف
وقد كُسِرتْ فلم تشقَ ولم تألَمْ
وكان لكَسرِها نغَمٌ وأيُّ نَغَمْ
شَجيٌّ حالِمُ الأوصاف
أيقَظَ رَجْعُهُ زَهْرَه نَديّه زَكيّةَ الأعراف
تقولُ بنَبرَةٍ تأسِر أنا رتّبتُها لكِنْ
فَتَحتُ الكافَ لم أكسِر
فضّجَّ الدّافِقُ الأحمر وكادَ القلبُ يتَفَجّر
فقُلتُ لها وكِدتُ أطير بفتحِك كسرُنا يُجبَر