منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حفنة أكاذيب .. و حقيقة واحدة !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2020, 10:58 PM   #1
ضوء خافت
( كاتبة )

افتراضي حفنة أكاذيب .. و حقيقة واحدة !


حفنة من الأكاذيب الملونة ...
نجتاز بها سور النسيان الذي قام على أنقاض أمنية مستحيلة ...
ما اسمكِ ؟ و لون شفتيكِ الداكن ! و قامة حزنكِ الفارع !!
ما اسمكِ ؟ مرة أخرى لو سمحتِ ... فالنور كان - عندما همستِ - ساطع !
ما اسمكِ ؟ لآخر مرة أسألكِ ... و جوابكِ العاشر عليه أن يكون قاطع !!
لا تتساءلي عني ! ... أنتِ تعلمين أني قدَركِ ...
و ما أتيتُ لأخيّركِ ...
عندما أتيت ... كنتُ قد ملأت جيوبي بتاريخكِ
و عندما تلوتُ أكاذيبي ... أنا نفسي ... صدّقت نفسي !
فلا ريب عندي - وقتها - بأنكِ ستحبينني !
ستقطعين الليل ذهاباً و جيئة ... بحثاً عن طريقة
لتقولين فيها (( لا )) ...
هل تذكرين أنكِ استطعتِ ؟!!
كلما تذكرتُ ... أنه بدأ يكتفي برأيي في هندامه قبل أن يخرج كل ليلة من حياتي !!
ليدخلها دون أن يطرق أياً من أبوابي في الصباح التالي !!
كلما تذكّرت أن عجلة الحياة بدأت تعمل حسب مواعيد حضوره و غيابه ...
و أن الخيوط كلها - خيوطي - باتت في يديه ...
يجمعها بنظرة .. و يفرّقني بصمت مهين !
أدواره الكثيرة لا تنتهي ... يقوم بمقام ألف رجل في ساعة من ساعاتي المسروقة
و عليّ أن أثير إعجاب الألف عاشق ... الذين تملّكهم السحر الذي لم أقم به ...
و لا أملك التعويذة التي تبطل ما أصبح واقعاً بيننا ...
أصبحنا نكذب كثيراً كلما غادرنا الغرفة ... حتى طبيبي الخاص أخذ يخضعني لاختبارات الكذب ...
أسئلته تجاوزت حدود أعضاء جسدي ... بدأ يتفحص قلبي ... و يحصي نبضاته باهتمام سخيف
أما هو ... أخبر أمه أنني أشبه بنقمة ...
و لكنه يستغفر خلف الحائط المقابل لغرفتي ... ليعترف بأنني ( أعظم نعمة )
المأساة أحياناً تحدث على هيئة ( فرق توقيت ) ... لا أكثر ...
كل شيء رائع و مثاليّ ...
المشكلة أن التوقيت لم يكن مناسباً لأي شخص في محيط هذه القصة ...
حتى أن والِدي أبلغني صراحة : احذَري ... إنه يشبهني كثيراً ...
لا تحبي رجلاً لأنه يشبه أباكِ !
أمي امتعضت ... منذ ولادتي
كأني بها شعرت بأني لست مثلها ... و أننا لن نتفق أبداً
كذبة صغيرة جداً ... كانت كافية لتبدأ الحقائق و الوقائع بالتجلّي ...
خفية ... سرقني ... هربت منه إليه ...
نزع عن قلبي آخر خيوط الشك ...
فقلت ( هيت لك ) ...
فكان بعضه لي ... و ما كنت لسواه

 

التوقيع

كَ محفظة...

وقعتُ من جيبِه... و هو يعبر الشارع!

ضوء خافت غير متصل   رد مع اقتباس