منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مونولوج خارج النص لسيدة مختلة (تجريب)
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2020, 09:22 AM   #2
ود
( كاتبة )

افتراضي الحديث الثاني


لا احبذ الخروج من بيتي على الاغلب ، انما في نزهاتي القلبلة اجدني اتطلع لرؤية ثلاثة اشياء ، البحر والأفق ونوافذ المنازل التي امر بها مضاءة او مظلمة، انظر الى البيت وهيئته الكلية ثم امر بالتفاصيل المعتادة المملة واقف عند الزوايا الخارجية قلبلا فإن انتابني فضول نظرت الى نوافذه بتمعن، ولانني لا امتلك الكثير من الفضول تجاه ما لا يعنيني اجد تطلعي هذا غريبا علي، استطعم الشعور المصاحب للتحديث في نافذة مظلمة لبيتٍ كبير ومُهمل ، مثل مسن يجلس على عتبة داره الخالي ويخمن قصص المارة ليعيشها ويستعيد بها فرح او حزن او اي عاطفة تحرك الراكد في ماء حياته هكذا اشعر حين ارى نافذة مغبرة لم تُشرع منذ زمن واحس انين مفاصلها العالقة بألم في ذكرى لمسة يد اخيرة للعابر الأخير بها

استكين الى مقعد المركبة ولا اشارك في الحديث الدائر عن اللوحات الإعلانية او المحلات المبهرة التي فُتحت هنا وهناك ، لا يهمني العيش في مدينة كبيرة ولا يفرحني كل هذا التسويق القابض على اعناقنا

يلفتني ضوء مشنوق بسلك نحاسي على باب ٍ خشبي لبيت قديم ملون ، تظلله سدرة وتحيط به امواج ريحان مغسول للتو بمطرٍ خفيف ،رائحة التراب النظيفة الحُرة مختلطة بعبير زهرة البرتقال في تفتح اول وقد يبكيني برعم صغير لوردة جورية تدس راسها بين المتفتح من الورد وتنظر بخجل

وفي العودة اتأمل بيتي منذ مدخل الدرب المؤدي لبابي ، انظر له بشوق العائد لأمانه بعد ابحارِ سنين وافكر انه يشتاق ليدي تلمسه برفق وتربت عليه قبل ان تستأذنه العبور به الى دفء ٍيألفه قلبي وترتاح له روحي

اغتسل من قصص الطريق وانفض رأسي من بقايا الغربة ، افل قيد شعري وأتفقد ما حول اقرا صناديقي السلام واشعل العود ، اهيء لي قهوة بيضاء واجلس الى الطاولة اتناول كتابا ً وافتح صفحاته عشوائيا لأقرأ اول سطر على الصفحة اليمين واقرر كيف سيقضي هذا الليل وقته بصحبتي


الحديث الثاني للسيدة المختلة التي تجيد التحدث للنوافذ

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس