منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حكاية عقيق
الموضوع: حكاية عقيق
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-19-2020, 03:17 PM   #6
ود
( كاتبة )

الصورة الرمزية ود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1634

ود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعةود لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


مجنون القرية صريع هوى لسيدة ٍ لا يعلم اسمها احد سواه ولطالما اغراه الشباب بالمال وهددوه بالعصي لا هم نالوا بوحاً منه ولا هو استرد عقله الا لحظة نطق الاسم يبزغ له عقل في كل طرف ويذوذ عنها اذا شتموها ويمارس كل ما يمنحه الجنون من حرية في التشهير بهم وبما يعرف عنهم من رزايا فقد اتفقت عامة الناس ان يفعلوا كل مشين في حضرة المجنون ظناً منهم انه لا يفقه

عند صرخة المجنون تحرك مختار القلعة صوب الصوت فقال له شيخ المسجد فلنصلي اولاً لكن الشباب لم يطيعوه وتجاهله المختار ايضاً وذهبوا للمجنون في وسط الدرب الذي يربط القلعة بالقرية مكان النهر الناضب

ما ان اشرفوا ومنحتهم الشمس انعكاسات نورها الساطية حتى غشت اعينهم غمامة كما يشبه سراب الماء فلما تبخرت النظرة الاولى وهب سرب حمام طائراً جهة النور تبين لهم نبعٌ تنبثق منه نافورة في قامة ولدٍ في التاسعة تقريبا والماء يفيض منها على ما حول برقةٍ وسلاسة لا يتسبب في شق الارض او زعزعة اركان المكان ، يفور ويهدا فاقتربوا اكثر ومد المختار يده ليتذوق الماء ووجده حلواً ورائقاً كما كان النهر في ذاكرته مطعما بزهر البرتقال الذي ينمو في ارض القرية كل الزمان وفيما هم في صمت الدهشة وميزان العجب يميل بهم لاحتمالاتٍ شتى التفتوا

كان نحيب المجنون يعلوا وهو يحتضن الأرض ويقبلها كما استطاع ، جروه فتية القرية وهم يسالونه في صوتٍ واحد ان ماذا حل بك فمد يداً مرتعشة مؤشرا على الدائرة حول النبع والتي لم يصلها الماء بعد فنظروا ليجدوا اثر قدم طفل صغير في عامه الاول او ما يقرب يطوف ويحيط بالنبع في سبع دوائر مكتملة وفي نهاية الدائرة السابعة احكم غلقها اثر رجلٍ عارية لشخصٍ ما بالغ ربما صبي او امراة

ثم لا اثر يدل على قدوم او انصراف انقطع السبيل بالأثرين في ختام الدوائر …

افتراضي
يقول العارفون

(اختلف العامة في إرجاع فضل انبثاق النبع بعد جفاف سنينٍ عجاف، البعض قال لا بد ان ل عقيق يد في ذلك واثر اقدام الطفل دليل وقالوا أخرون بل ربما نبع الماء تدفق ونحن نيام واُحضرت عقيق كي يُنسب لها فضل ليست تستحقه وكعادة البشر لم يتفقوا على منهجٍ يسلكونه في تفاسير ما حدث)

فيما اخذ الناس يجادلون بعضهم في سبب الماء صرخ بهم المجنون
( ألا تعرفون النعم حين تغمركم ، ما اهمية السبب والمسبب في سمائه ، انهلوا من بركات الزلال واقتصدوا فيه واحملوا منه لمرضاكم وصغاركم ،للكون اسرار لا يعرفها الا قلباً حي ، القلوب الميتة وحدها تنشغل بالظاهر عن الباطن، حيييي)

توجست القرية خيفة على مجنونها الذي ترك داره الخربة في اطراف القرية وتوسد صرته ونام عند النبع ،حاولوا ان يروضوا الشارد فيه ويثنونه عن ما يفعل لكنه ابى فتفرق الناس كلٌ لعمله وصلاته

في ذات الوقت كانتا مبروكة واختها صباح داية ليل بنت النجيبة البكر تسترقان السمع وتستشفان النظر من بعيد وتعملان بصيرتهما المدربة في شفاه المختار واهل الناحية وبعد ان تفرق الناس واستكفتا من جمع مناوشات الحديث هرولت كلٌ الى سيدتها وربة نعمتها لنقل ما حدث في ما حول

اما السيدة النجيبة فاخذها قلق غامض وطلبت الماء والسدر والطين لتحمم عقيق ،ولما كانت مبروكة تسخن الماء لحمام الطفلة التفتت لها النجيبة قائلة

( هل منعتُ عنكِ زادٍ او زينة او مال او خزينة كل وقتي هنا يا مبروكة؟)

رعشة عاتية عبرت عمود مبروكة الفقري وخفقة عالية هزت صدرها ودوى صداها في اذنيها وهي في الرجفةِ والخوف همست في لجلجةٍ وتأتأة

(حاشا لله يا سيدتي)

اخفضت صوتها النجيبة في نبرة باردة ومرعبة (اذاً لم تبيعين الدجل على نساء القرية وكيف تستخلصين ماء حمام عقيق للعاقرات وطالبات النسل واستمالة القرين)

قفزت مبروكة الى الخلف خطوة واخذت تحلف انها لم تفعل

فقالت لها السيدة اذن انظري حولك ولمن اوكلتِ إناء الماء وقد قلتُ لكِ من قبل ولاءكِ وصدقك قربك لكنهما لن يجعلاني اتهاون في شرٍ تحضرينه الى سكن عقيق وستكون حياتك ثمناً لاي شكٍ بما بالك باليقين

قد يتبع

 

التوقيع

روح عتيقة

ود غير متصل   رد مع اقتباس