عيناك .. الفرات وبابل
عيناكِ
أذرعُ الحورِ الفراتيِّ المعتقْ
وقلبي
مثل أجنحة القطا
يسافرُ ما بين الوادي والوادي
صهيلَ امرأة يجرفني
بين ثنايا الرُقم
يَرسمني تراتيل عشق مزورة
يفضحَ للقمر جبيني
ويزرعني قنديلاً آخر
في ظلمة بحركِ
عيناكِ للفجر ملحمةٌ
فرُدي لمزارع التفاح
لهفتها
ارسميها من سنابل القمح
أغنية
صهباءُ سواد الليل خمرتها
من جلَّنار ومن ياسمين
عيناك نسجا غزلاً
يعشقه التاريخ
ما بين القمح والجدائل
أقاما صلحاً أبدياً
يرفرفُ بخشوع
على عتبات الحزن في بابلْ
فارسمي بالبكاءِ
وحُرقة السؤال
مدينة للمخافر
اسجني كل أسراب الغدر
اصلبي كل من ادعى
في قاعة المحكمة البلادة
ارجمي كل شهود الكذب
كل كتَّاب التقارير
وسلطانُ العشق كاذب
مثل جواسيسه
فاكتبي بسلطانِ العشق تقريراً
يفضحهُ لأهداب عينيك
رديني إلى أصلي
صبابة بالأمس
تعشقُ من وراء الستر
رديني مَزارعاً للتفاح
تُسكر شقائق النعمان
في ظل الخمائل
ترسمني أسواقاً
للتمر والعناب
وتَعصر من نخيل الصبر
في عروقي نداءاتي
اجعلي من تراتيل الصباح
دفئاً يلفُ برد المساء
يمسح بخوف جميل
قلق الليالي
صبركِِ يا سيدة المساء
يُغرق بالدموع أحزاناً من الرمل
بحجم الشواطئ في بلادي
فاكسري دوائر الظلام
وارسمي الأزرق الجميل
بين السطور
لملمي خمائل الأرض
ازرعيها بين أُنمُليك
لفيها جدائل عشق
بين الأساور
لمن من بعد عينيك
تُخلق المدائن
يا نخلةً في سماء الفرات
تعشقك المآذن
يا وعد الحق
بالطوفان الهادئ
يجرفني
علميني لغةً
تنهار أمامها
جميع حروفي
يسيل الدمع من معصمها
يكتب تاريخ جنوني
علميني كيف تُرسم الكلمات
من دون سطور
يا ألم البحر
وألم الأرض
وألم الماء
كيف لتاريخ مجنون
ينساني
وفي ظل دوائر عينيك
أحتمي
علمي التاريخ كتابة الحروف
علمي التاريخ
لغة من بعد ميلاده
مازال يجهلها
علميه قراءة الحسن
في ظل المدامع
علميه
كيف يشهد البحر
على الصلح
ما بين عينيك
والفرات وبابل.