لدي اعتراف صغير جدا جداً ( بحجم آثار كوفيد- 19 )
أبشركم ... لقد نلت حريتي أخيراً
بعد أن أعتقت نفسي لوجه الواقع ...
و حرّرت قلبي من مساجينه ...
و رفعت الراية الممزقة التي تلطخت بألوان الحب ...
أعلن أني لا أحب أحداً بعينه ... و لو أن في قلبي ( هبابة حب ) سأفرقها على سبيل الراحة على الجماد من الكائنات الحية ...
فمن الاكتشافات العظيمة التي تأخرت ... أن الحياة يوجد فيها جماد له عينين و لسان و شفتين ... و يتكلم مثل الببغاء
يردد أي شيء يخترق سمعه ... و يدين به و يعتنقه ظناً منه أنه قناعة استخلصها بالسمع !
كائن لا يضر ... أطعمه ( بزورات ) و اسقه من معينكَ الرياء ... و ستجني منه السلام التام
سلام على من اخترع الهاتف الذكي ...
أنجب لنا المزيد من الأغبياء ...
كانوا يعوّلون على الجهل بقلة الاطلاع و القراءة و تثقيف الذات ...
هاهم يعلفون الأخبار و التحليلات و المعلومات و الأبحاث و يطلعون بلا بصيرة و يقرؤون كالحمير و البغال و على ظهورهم ألف ألف جريرة بُهم ...
و يجهل بعد كل ذلك أن يدرك بماذا ينظف قلبه ؟ أو يطهّر يديه ؟!
كل ما علي أن أضع ( هبابة شعوري ) على شفتيه ... و أطلق سراحه و أنا مغمضة العينين
دفتري بيدي و قلمي أغمسه بوحله و أكتب معاهدة تنص على أن الموت له سلطة مطلقة في أن يجمعنا ... و لا شيء سواه يفعل
كانت ( هبابة الشعور ) إمضاء أخير يُسقِط كل الحقوق و الواجبات
لماذا على شفتيه ؟ لأني جيدة في إخراس حسن الظن و الإفراج عن النوايا الحقيقية ...
عذراً ... أملك قليلاً من احترامي لنا ... لذلك سأمكث في النصف الأخير من الخوف بقربكَ
حتى لا يفزعكَ هدوئي المثير للتعجب !
بِحار عيني المتلاطمة لم تزل ترتفع أمواجها ... لكن لا مرفأ لكَ فيها و لا منفى ...
و سقوطي الأخير عند قدميك ... هو ضعف أنا بحاجته
النهوض الجديد لا يعوزه ذرة ضعف باقية ... لذا بدّدتها عند قدميك
بعدها نهضت بلا اتكاء ...